أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فريد حداد - لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا















المزيد.....

لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 633 - 2003 / 10 / 26 - 05:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



في اليوم الأول لوصول ضيف كندا ,  السيد رياض الترك ,  الى مدينة مونتريال ,  عُقدت جلسة حوار حضرها جمع  من المغتربين العرب و السوريين والأكراد  , قدم خلالها السيد الترك ,  عرضاً , للوحة السياسية في العالم , وانعكاساته على الوضعين العربي والسوري . ومن أهم ما ذكر :

1 – المسعى الأمريكي للسيطرة على العالم بعد انهيار الأتحاد السوفييتي . غزو العراق وافغانستان واحتلالهما أتى في هذا السياق . حيث ان السيطرة على منابع النفط وطرقه , يتيح للولايات المتحدة التحكم بمفاتيح الأقتصاد العالمي , وبالتالي آفاق تطور أقطابه .

2 – العلاقة السورية – الأمريكية مضطربة بسبب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على النظام بهدف دفعه للسير في المخطط الأمريكي القاضي باعادة  تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الأمريكية ومن خلالها المصالح الأسرائيلية . الممانعة التي يبديها النظام ليست متأتية عن مواقف رافضة للمخطط الأمريكي ,  وانما ينبع من كون المطالب تلك , التي تقدمها امريكا للنظام هي  أكبر من امكانيته  على تحمل نتائج تنفيذها . فالتنائية القائمة بين العداء الظاهر للسياسة الأمريكية في اعلام النظام السوري , والتعاون المطلق في السر , والذي يطالب الأمريكان بأنهائه والتعاون العلني في كل ما يُطلب منهم , سوف يُجرد النظام السوري من ورقة التوت الذي لايستطيع تبرير استمراره في حال سقوطها وظهور عورته .ولا أدل على ذلك أكثر من تصريح السيد وزير الخارجية عندما  اشتكى من ان " المطالب الأمريكية ليست معقولة " .
 
3 – البنيان العربي متصدع وآيل للأنهيار , وهذا الوضع هو نتيجة لسياسات استبدادية دامت لعقود , كما ان المعارضة الديمقراطية ضعيفة ,  ومفككة ,  بسبب القمع الشديد الذي عانت منه لعقود ايضا , ً وبسبب قصورها وعدم امتلاكها لبرنامج الحد الأدنى الذي يجمع كل المتضررين من الأستبداد في سبيل الأنتقال الى الديمقراطية , وبالتالي فالعلاقة القائمة بين القوى السياسية السورية  , كنظام ,  وكأحزاب معارضة ,  تحكمها توازن الضعف , فلا الأنظمة قادرة على ايجاد حلول لمشاكل نجمت عن نهجها السياسي وطريقتها في ادارة الحكم , ولا المعارضة قادرة على ان تشكل البديل .

4 – الضغط الأمريكي على النظام السوري بما فيه " قانون محاسبة سورية " يأتي بهدف اضعاف النظام تدريجياً ريثما يتسنى للولايات المتحدة ايجاد البديل . والأبواب مفتوحة على كل الأحتمالات ,  من ايجاد تسوية بين النظام والأمريكان ,  الى احتمال ان تجد امريكا هذا البديل من داخل النظام نفسه .

5 – شكك السيد الترك بنوايا الولايات المتحدة لبناء الديمقراطية في العالم العربي , وحّملها مسئولية المآسي التي حلّت بشعوب امريكا اللاتينية ,  وأفريقيا ,  وأسيا ,  بسبب دعمها لأنظمة الحكم الديكتاتورية هناك , وقال ,  بأن الأستبداد في منطقتنا العربية طال بسبب دعمهم له . كما طالب الولايات المتحدة ان كانت جادة في تقديم مساعدتها للشعوب العربية , ان تكف عن دعمها للأنظمة العربية , و بالعمل من خلال منظمات الأمم المتحدة لتطبيق معاهدات حقوق الأنسان التي أقرتها المنظمات الدولية , كما تفعل اوروبا . ورفض رفضاً قاطعاً مسألة اسقاط الأستبداد في سورية عن طريق الغزو الخارجي .

ويرى السيد الترك , ان من واجبنا حالياً العمل على تشكيل الخط الثالث , للقوة الثالثة في الملعب السياسي السوري , باعتبار ان الخط الأول يمثله الأستبداد , والثاني يمثله الأستعمار . وتتألف هذه القوة الثالثة برأيه ,  من كل المتضررين من نهج الأستبداد , ويجب ان تعبر هذه القوة عن نفسها سياسياً , بتحالف وطني ديمقراطي عريض , يضم كل القوى السياسية الديمقراطية , والقوى الأجتماعية الديمقراطية , والشخصيات الديمقراطية .  يلتقي هذا التحالف على الحدود الدنيا , وهي الأنتقال بالبلاد من حالة الأستبداد الى الحالة الديمقراطية سلمياً . وبهذا المعنى فان هذا التحالف يتسع للمعارضة الأسلامية المهجّرة  , التي نبذت العنف واختطت الطريق الديمقراطي السلمي في نشاطها , بعد ان يقدموا أعتذارهم لأهالي ضحاياهم الذين سقطوا في أحداث السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي . وبهذا المعنى ايضاً فهناك مكان ايضاً ضمن هذا التحالف الوطني العريض لفصائل من داخل النظام نفسه , بشرط ان لا تكون اياديهم ملوثة بالدم ,  أو بالمال الحرام .

وبعد انتهائه من تقديم عرضه تقدم عدداً من الحضور وأدلوا  بآرائهم  وتسائلاتهم حول ماورد وما لم يرد بعرض الضيف . وقد عكست تلك التساؤلات والأراء  قلق المهاجرين على وطنهم الأم , كما أظهرت تقارباً شديداً بين وجهات النظر المختلفة المطروحة . الا سؤالاً وجّه من أحد الأخوة الأكراد ,  أثارت الأجابة عنه  تحسساً عند السائل وأصدقائه وقد كان السؤال على الشكل التالي : "  ما هو موقفك من المسألة الكردية . ان موقفك مازال مبهماً و غامضاً  ؟  ". وعلى أعتبار ان السيد الترك , لم يتعرض بكلامه الى التفصيل بأزمات الوطن , ومنها طبعاً المسألة الكردية , فقد كان واضحاً , بأن هذا السؤال مرتبط مع أحداث ,  أو نقاشات ,  أو مواقف مسبقة . وقد عبر السيد الترك ايضاً عن انفعالات , لا بد وانها مرتبطة بشيء سابق أيضاً , وتوحي بأن هذا السؤال قد طُرح عليه وبنفس الصيغة " موقف مبهم " مرات عديدة مما يوحي بأن مصدر السؤال لا يريد سماع رأي السيد الترك بالمسألة الكردية , لا بل يريد انتزاع اعتراف من السيد الترك بقرار قد تكون بعض الجهات الكردية  اتخذته ,  حيث قال بالحرف الواحد ( لا أقبل أن يأتيني كردي حاملاً خارطة لكردستان ,  تصل حدودها الى الفرات ,  بالوقت الذي فتح أكراد العراق ( ويقصد الحزبين الكرديين الكبيرين ) أرضهم لقوات الغزو الأمريكية . هذه خيانة ) نعم انها خيانة , وهذه الخيانة ليست حصراً بالحزبين الكرديين وبأهل الخارطة , بل تشمل كل القوى السياسية العراقية التي تعاونت مع الغزو ,  وسّهلت له , وتعمل تحت أمرته . أما عن موقفه من المسألة الكردية فقد قال . بأن المشاكل التي يعاني منها الأكراد في سورية , لا يمكن ان تجد حلاً لها الا من خلال نظام وطني ديمقراطي , يعترف للمواطنين بحقوقهم القومية والوطنية والأنسانية . من هنا فانه يرى بأن واجب الحركة السياسية الكردية , ان تنخرط في النضال من أجل التحويل الديمقراطي في سورية ,  ان ارادت الوصول الى حلول عادلة للمسألة الكردية .كما أكد على أن الوضع الكردي ليس من صنع الشعب العربي ,  فاتفاقيات سايكس – بيكو ,  قد قسّمت المنطقة بالشكل الذي هي عليه اليوم ,  وأصاب الأكراد منها ما أصاب العرب .

لقد كان اللقاء مفيداً من نواحي عديدة , منها :
1 – بالنسبة للضيف , حيث كانت فرصة ثمينة له ليستمع الى آراء السوريين والعرب والأكراد - الذين يعيشون خارج الوطن -  بما يجري . وحيث انه سيحمل تلك الأراء معه الى الوطن لتساهم في اغناء مسودة برنامج الحزب الشيوعي السوري الجاري العمل عليها , لتقدم الى المؤتمر السادس للحزب الذي سينعقد لاحقاً لآقرارها .
2 – كان فرصة لمن حضر اللقاء من ابناء الجالية العربية للتعرف على مناضل شجاع وبسيط , أفنى عمره في النضال من أجل حق  الأنسان في الحرية والحياة الكريمة , و ما زال يسير في طريق ما آمن به .
3 – كان مفيداً على صعيد توضيح معالم الطريق الثالث الى القوة الثالثة , وخاصة بعد ما أصاب الساحة العراقية من ارتباك قبل الغزو الأمريكي ,  حيث فُرض على الناس الخيار بين امريكا ,  أو الأستبداد ,  فاختارت الحياد ,  بعد ان أخرجها الطرفان المتصارعان من ساحة الفعل السياسي . وكي لا تتكرر المأساة في سورية .
4 – كان مفيداً على صعيد توضيح موقف القوى الديمقراطية من عودة جميع ابناء الوطن الى حضنه , ورسم طريق العودة , وتحديداً ما يتعلق بالمعارضة الأسلامية المهجّرة . بعد ان أكدت قوى الأستبداد وبمواقف عديدة ومعلنة أصرارها على ان تبقى نشازاً , خارج الأجماع الوطني , وتأكيدها على أستمرار احتفاظها بالوطن كمزرعة لفاسديها ليمتصوا خيراته .
5 – بيّن هذا اللقاء , انه مازال للشخصيات الوطنية , الصادقة , والمنسجمة مع ذاتها طرحاً وممارسةً , امكانية لجمع الشعب حولها , والسير معه على طريق الخلاص ,  بالرغم من استمرار اجواء الخوف والرعب من بطش النظام .

وأخيراً نقول بأنه كان من الممكن ان تكون فائدة اللقاء أكبر وأعم فيما لو توفرت خبرة أفضل على صعيد تنظيم هكذا لقاءات , فما زلنا نفرك عيوننا لتتأقلم وتعتاد على نور العلنية , بعد خروجنا من ظلمات تحت الأرض التي دامت أكثر من ربع قرن ولم تنته بعد .

فريد حداد                 25102003



#فريد_حداد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين اعادة الأراضي ...والأصلاح ! مسيرة أستبداد وضياع للأوط ...
- خياران للأنظمة العربية.. لا ثالث لهما
- فاقد الشيء ...يدّعيه
- حول مفهوم الديمقراطية والتغيير الوطني الديمقراطي
- الأستبداد مرض نقص المناعة المجتمعي المكتسب
- حول علاقة الصحفي السوري برجل الأمن
- كي لا نقول بعد سنوات فلسطين والعراق وسورية والسعودية و
- كلمة حول - الأستحقاق التشريعي
- انه محضر أجتماع – تحقيق... وليست مقالة
- مظاهر أستقالة الدولة من مهامها وتغيير وظائفها
- تصريحات تؤذي أصحابها
- مضى عامان من عمر العهد الجديد وضاع عام آخر من عمر الأفاضل
- للسفارة السورية في كندا نشاط اعلامي لايحتذى
- الحكم الشمولي في سورية وأزمة الحياة السياسية
- من يخرق الدستور ومن يعتدي على هيبة الوطن والمواطن في سورية
- عدو فسلطين والعرب
- مسيرة إلغاء الآخر
- الكساح والجم: قراءة لعناصر الفساد في سورية
- محاكمات العشرة الأفاضل إلى أين؟!
- مانديلا العرب امام القضاء ...متهما !


المزيد.....




- مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح ...
- بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن ...
- تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م ...
- روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
- كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
- بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في ...
- إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي ...
- نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟ ...
- ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
- فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فريد حداد - لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا