أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فريد حداد - عدو فسلطين والعرب















المزيد.....

عدو فسلطين والعرب


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 178 - 2002 / 7 / 3 - 06:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

 تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية لنفسها  , باعتبارها الديكتاتور الحالي للعالم , الحق في الصاق تهمة الأرهاب , بكل من يجروء ان يعلن ,  او يسلك ,  طريق الأستقلال السياسي , او الأقتصادي عنها . فهذا الديكتاتور , لم يعد يطيق بعد 11 ايلول 2001  ان يسمع ,  او يرى ,  اية  معارضة  لسياسته  الأستعمارية ,  في اي بقعة على الأرض , ومهما كان مصدر تلك المعارضة  , كبير او صغير , حليف او عدو .  لسان حاله  يقول - انا  ربكم الأعلى –

لم تعد راضية  لأحد ان يعيش او ينمو خارج الاطار الذي رسمته له , ولم تعد راضية بمثلنا الشعبي القائل " كل ما تشتهي نفسك , والبس ما يليق بين الناس " فاصبح لزاما على الجميع ,  ان يأكلوا ويلبسوا ما تشتهي نفسها فقط  .

وان قال قائل بان  هذه السياسة  ليست بالجديدة , فهذا أكيد , ويبقى الجديد فيها ,  هي علنيتها ,  ووضوحها ,  او بتعبير ادق  , وقاحتها ,  وفظاظتها . حيث أصبح  ايريئيل  شارون بموجب هذ ه السياسة  ,  رجل سلام , تلك التهمة التي لم يتوقع صاحبها بحياته ان توجه له , حتى من داخل كيانه , حيث ادانته لجنة كاهانا عام 1982 باعتباره المسؤول الأول عن مجازر صبرا وشاتيلا , . وحيث يكتشف الحكام العرب بموجبها ايضا  حكمة الكاوبوي الأمريكي , وامكانيته كديكتاتور على رؤوية ما لم يستطيعوا رؤويته , في شاروون , ويبدأوا السباق في طرح مشاريع ( سلامهم ) على جهات هي اول من تعلن استخفافها بهم وعدم اعتبارها لهم  . 

ان الطريقة التي قسم بها جورج بوش الأبن العالم الى " اما معنا او مع الأرهاب " تعيد الى  اذ هاننا نحن السوريون الطريقة التي قسم بها النظام ,  الشعب السوري  , على لسان رفعت الأسد  ,  في أواخر السبعينات من القرن الماضي ,  عندما قال " من ليس معنا فهو مع الأخوان المسلمين " هكذا  دائما لايرى المستبد ون اللون الثالث ,ذ لك  اللون ,  الذي  ينكر على القوي استبداده وبطشه , وظلمه , كما ينكر على الضعيف حقه في استخدام اساليب المستبد للحصول على حقوقه .

ولكن اذ ا كانت هذ ه السياسة في سورية قد اوصلتنا الى انهيار سد زيزون , فان انهيار سد زيزون العالمي كنتيجة للسياسة الأمريكية القائمة الآن ,  ستكون خسائره اكبر بملايين المرات , وهنا يكمن خطرها الكبير .  – اي السياسة الامريكية - .

ان ما يسمى بسياسة محاربة الأرهاب , التي تنتهجها الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها ,  حاليا  , هي العملة التي تريد ان تسوقها اليوم  , لتكون الغطاء ,  الذي يجري من تحته استنزاف موارد اصدقائها وحلفائها , في حروب قذرة ,  هدفها النهائي اخضاع العالم لسيطرتها وحدها  .

ان النزوع الطبيعي لدى شعوب الأرض, الى الأستقلال الوطني , والسياسي , والأقتصادي , والى التطور العلمي , والتكنولوجي , والأجتماعي , هي من اهم الصفات التي يتصف بها الأرهابي – بحسب الوصف الأمريكي  – وفي مقدمة هؤلا تأتي الشعوب العربية قاطبة وفي مقدمتها شعب فلسطين , الذي قدر له ان يكون خط الدفاع الأول , مدافعا عن   شرف  الأمة العربية قاطبة .

اما التبعية السياسية والأقتصادية , والتخلف العلمي والحضاري , والقدرة على كم الأفواه , وتحويل الشعوب الى رعايا ,  تلهث وراء الكلأ ,  والشراب, فتلك صفات " حضارية وديمقراطية " يحق لأهلها الأنضمام الى حلف مكافحة الأرهاب , وفي مقدمة هؤلاء ,  تأتي الأنظمة العربية كافة  ,  وبغض النظر عن اسمها ,  وتاريخها ,  ومنشأها .

اما تلك الشعوب , التي ما زالت غارقة في حروبها المحلية التي لا تنتهي , والتي مازال الجوع ,  ومرض الأيدز , يحصد الألوف من ابنائها كل يوم , والتي يمكن  بثمن صاروخ امريكي عابر للقارات حل  جبل من المشاكل التي تعاني منها , فانها وللأسف ,  ما زالت تعيش خارج مدى الرؤية للأقمار الصناعية الأمريكية , وخارج نطاق عمل اللجان الحكومية المعنية بحقوق الأنسان في امريكا  .

ان حرب الأخضاع التي بدأت الولايات المتحدة بشنها على العالم -- بادئة من العراق العربي – بعد تهاوي الأمبراطورية  النووية السوفيتية المرعبة , تحت ضغط  الحاجة لنسمة الحرية ولرغيف الخبز , هي بالحقيقة حرب كونية , متعددة المراحل , تستهدف بالنهاية السيطرة على منابع الخير واحتكاره من جهة , وحرمان الحليف المعلن " العدو المبطن " منه ,  للحد من نموه وبالتالي اخضاعه وتدميره , من الجهة الأخرى .- اوروبا واليابان -

في كل مرحلة من مراحل الحرب الآنفة الذ كر ,  تستخدم  الولايات المتحدة نوعا جديدا من رمالها لتزره في عيون العالم . ففي يوغسلافيا السابقة , كانت تزرف الدموع على اسلام البوسنة , وفي الخليج كانت الأب الحنون الذ ي لا يرضى ان يعتدي الأخ الكبير على أخاه الأصغر , وفي افغانستان , كانت تدافع عن قيم "  الحضارة والديمقراطية " ضد " متوحشين وحاقدين " ارادت من العالم ان ينسى بانها هي التي صنعتهم , ودربتهم ,  ومولتهم , واستفادت من " توحشهم وحقدهم " في افغانستان ,  اثناء حربها مع السوفييت  , لابل هي من دعمت وصولهم للسلطة هناك , وهي من تغاضت عن استلاب حقوق الأنسان على ايديهم , وتغاضت عن اضطهاد المرأة وحرمانها من التعليم والعمل , وهي من تغاضت عن تدمير تراث افغانستان التاريخي .  كل ذ لك كان مبررا ما دامت مصالحها لم  تمس , لا بل والأوقح من هذ ا , بان على العالم ان يتحمل تكاليف تدميرهم الآن  , وعلى العالم العربي تحديدا ان يحمل وزر انتماء  احد اطراف تلك الحرب اليه .  وفي هذ ا فقط تنظر امريكا الى العرب ككل لا يتجزأ , ككل ارهابي , عليه ان يدفع فاتورة 11 ايلول .

تصور السياسات العربية العاجزة , الولايات المتحدة الأمريكية , " بأنها دولة  منحازة بسياستها الى اسرائيل " وتعزو ذ لك , الى قوة اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي , وسطوته على السياسة والساسة الأمريكان , من خلال قوته الأعلامية والمالية . وبالتالي فهي تتصور , وتصور , بانه لكي يتم كسب الولايات المتحدة الى جانب الحق العربي , فما علينا الا ان نقنع امريكا بعدالة قضيتنا , وبهذ ا نحقق الغلبة على الأعلام الصهيوني المخادع والمحرض علينا , كما علينا تأمين المصالح الأمريكية في بلادنا أكثر مما نفعل , وبالتالي نحقق الغلبة على قوة المال الصهيوني .

ان هذ ه السياسة الضالة والمضللة , هي سياسة ضارة جدا , لأنها توجه العقول والجهود , الوجهة الخطأ , وجهة العمل ضد ذ يل الأفعى القادر على التجدد الأبدي , طالما ان رأسها  الأمريكي سليم معافى .

ان اسرائيل ولاية امريكية بكل معنى الكلمة , تتمتع بحكم ذ اتي , اي ان سياستها تخضع بالضرورة للأستراتيجيا الأمريكية , وليس العكس , ولكن يبقى لحكامها هامش اوسع للحركة والمناورة , أكثر من غيرهم من حكام باقي الولايات الأخرى , وذ لك بسبب خصوصية الظروف التي تعيش فيها , وخصوصية المهام الملقاة عليها , ولكن حتما , فمهما كان شكل مناورتها, وحرية حركتها , فلا يمكن ان تخرج عن الأطر  المرسومة لها ضمن الأستراتيجية الأمريكية العامة . لنا مثال في ذ لك , ايقاف جورج بوش الأب في عام 1992 وبقرار من الكونغرس وفي مقدمتهم اعضاءه اليهود , منحة العشر مليارات  دولار , بسبب رفض اسحق شامير لأوامر الولايات المتحدة  , بالتوقف عن بناء المستعمرات في الضفة وغزة , لان المصلحة الأمريكية يومها كانت تقتضي ذ لك , ليتثنى لها حشد الدول العربية الى جانبها ضد العراق .

اوكلت الولايات المتحدة الى وجهها القبيح – شارون - , مهمة خوض جولتها الأخيرة من حربها ضد العرب في فلسطين , ومحددة هذ ه المهمة بسحق روح المقاومة , روح التمرد على الأحتلال , عند الشعب العربي , من خلال طليعته المكافحة , شعب فلسطين , كما اوعزت الى الحكومات العربية المجاورة لفلسطين , حلفائها في هذ ه الحرب , اغلاق حدودهم في وجه اي دعم الى رجال الأنتفاضة . وهذ ا ما حصل . حتى انهم كانوا مرعوبين من سماع صوت ياسر عرفات في مؤتمر قمامتهم , لأنه صوت قادم من ارض الكفاح , يرعب من اتخذ  من ماخور,  وكر  قيادة له ,  لقمع شعبه . وافضل ما يؤكد ان امريكا هي الطرف الأساسي في هذه  الحرب , تهديد جورج تينيت مدير وكالة المخابرات الأمريكية , الى ياسر عرفات بقوله " ان لم تقض على العمليات الأرهابية , فسنطلق يد شارون "

وهكذ ا وبعد الدم الذ ي اريق على ارض فلسطين , تبدأ امريكا الخطوة الثانية في حربها على العرب , وايضا بالتعاون مع حلفائها العرب المحليين , لاعادة صياغة المنطقة من جديد سياسيا وجغرافيا , فقد اصبحت اتفاقية سايكس – بيكو قديمة , ولا بد لسايكس وبيكو جديدين الآن , من ان يضعوا خرائطهم ويعيدوا  صياغة المنطقة العربية من جديد ,  في عصر القطب الواحد – امريكا - 

ان التهويش الذي تشنه امريكا اليوم على صدام حسين ونظامه , لايمكن ان يخفي النية الحقيقية لها , تجاه العراق ارضا وشعبا وثروات ,  .وان التنفيذ  اصبح قريبا , بعد انتهاء  امريكا من بعض مشاغلها هنا وهناك , فهي لاتريد ان تنشر جيوشها في بقع كثيرة على الأرض ,  مما يضعف من  ادائها  ,  ذ لك هو سبب التأخير , ليس الا  .

ان كان هناك من الزعماء  العرب , من لم يثمل حتى الآن من دم شعبه , ولم يغرق حتى اذ نيه باتفاقيات الخيانة السرية والعلنية , فآن لهؤلاء ان يدركوا بان فقاعات الهواء التي طبعها كل من عزت الدوري والأمير عبد الله على وجه الآخر لم ولن تحمي العراق .

ان ما يجري في كل من الجزائر والسودان وبدرجة اقل بمصر من صدامات داخلية دموية , وعلى ليبيا  من حصار خارجي , يأتي بنفس النسق مع الذ ي يجري في فلسطين والعراق .

وما يجري في سورية والأردن وتونس والمغرب , من كم أفواه واعتقالات , واجراء محاكمات العار , واصدار احكام ظالمة , بحق العديد من المناضلين الوطنيين الديمقراطين  , والأستمرار بمحاكمة آخرين , بالأضافة الى تحكم الفساد الاداري ,  والسياسي في البلاد , هذ ا كله يخلق الأرضية المناسبة , لأنضمام بلدان  هذ ه المجموعة الى المجموعتين السابقتين , من اضطرابات داخلية , والسماح للقوى المعادية الخارجية من الأستمرار في تطبيق مخططاتهم والسير من نجاح الى نجاح  .

ان الطريق الوحيد الواجب اجتيازه في سبيل تحصين الأمة , واغلاق مطابخ سايكس- بيكو , قديمها وحديثها , هو طريق اطلاق الحريات العامة على ساحة الوطن العربي , والغاء كل القوانين  الأستثنائية المسلطة كالسيف على رقاب المواطنين والتي لاتهدف الا الى حماية ( الأباء , قادة الأمة الملهمين ) , والأفراج عن كافة معتقلي الرأي في العالم العربي , والغاء المحاكم الأستثنائية ,  وكل الأحكام الصادرة عنها ,  والنتائج المترتبة عليها , والتعويض على كل من لحقه اذاها , وبناء  دساتير وقوانين عصرية تنظم الحياة السياسية , وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم , على قاعدة ان الحاكم مفوض من الشعب لفترة زمنية محددة قابلة للتمديد والتجميد , وهذ ا كله في سبيل العبور من حالة سايكس-بيكو الراهنة الى التوحيد القومي .

وان لم نسر في هذ ا الطريق , فسنبقى جميعا ارهابيين , وخاصة ,  اولئك الذ ين لم ولن يتمكنوا من تطويع الأمة لمصلحة اسياد العالم الحاليين . 

 

فريد حداد -- كندا



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة إلغاء الآخر
- الكساح والجم: قراءة لعناصر الفساد في سورية
- محاكمات العشرة الأفاضل إلى أين؟!
- مانديلا العرب امام القضاء ...متهما !


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فريد حداد - عدو فسلطين والعرب