أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر















المزيد.....

من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5436 - 2017 / 2 / 18 - 04:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر
.
كان الصَّمتُ يُخيِّمُ على عرْش الله وضواحيه. وفَجْأة دوَّى صوَّتٌ وتردَّد صدَاهُ طويلا. كان الصَّوتُ صوْتَ جبريل.
جبريل: "يا الله، أين أنت؟"
وأجابهُ على الفور صوتٌ غاضبٌ من جهة العرْش.
الله: "نعم، ماذا هناك أيّها الأحمق؟ ألم أقُل لك ألف مرّة أنّه من غير اللّائق أن تصيح بجانب عرشي؟ صوتُك بشعٌ جدًّا."
جبريل: "عفوًا، لقد نسيتُ. لكن أين أنت؟"
الله: "أنا هنا."
رأى جبريل يدًا تمتدّ خارجة من تحت العرش تلوِّح لهُ.
جبريل: (ضاحكًا) "ماذا تفعلُ هناك، جلّ جلالك؟ هل تختبئ من شيء ما؟"
الله: "كفاك تهريجًا. أنا أبحثُ عن قطعة شكلاطة سقطت منّي... لكن، قل لي: ما الذي أتى بك في هذا الوقت؟ ألم أقل لك أن تبقى لمراقبة قُريش؟"
جبريل: "لقد أتيتُ لشرب القليل من الخمر."
الله: (غاضبًا) "ماذا؟"
جبريل: (ضاحكًا) "إنّي أمزحُ معك."
الله: "تمزحُ؟ الواضحُ أنّ وجودك في مكّة قد أفسد عقلك. من علّمك أن تمزح معي، يا إبن الملعونة؟"
جبريل: (ضاحكًا) "كم إشتقتُ إلى شتائمكَ، جلّ جلالك! في الحقيقة، بعثني إليك قُثُم يريدُ منك سورةً جديدةً."
يخرجُ الله من تحت العرش، وهو يمسك قطعة شكلاطة.
الله: "لقد وجدتها." (يضعُ قطعة الشكلاطة في فمه)
جبريل: "هنيئًا لك، جلّ جلالك. هَاه. ماذا قُلتَ؟ هل ستُعطيه سورة جديدة؟"
الله: "من؟"
جبريل: "وهل لديك غيرُه؟ قُثُم."
الله: "قُثُمْ؟ ألم أُقل لك ألف مرّة أنّ إسمهُ محمّد؟ محمّد... ألا تفهم، يا أحمق."
جبريل: "حاضر. حاضر. لا تغضب... لن أسمّيه إلّا كما تريدُ وتشتهي."
الله: " "متى بعثتُ لهُ آخر سورة؟"
جبريل: "منذُ أسبوعين."
الله: "وما مواصفاتُ السّورة التي يريدها؟"
جبريل: "لم يحدّد لي شيئًا يُذكر."
الله: "اللّعنة. ماذا سأكتب له؟ لا أجدُ كلامًا يمكنُ أن يكوّن سورة..."
جبريل: (ضاحكًا) "هل تعطّلت قريحتك، جلّ جلالك؟ لا بُدّ أنّ هذا بسبب إدمانك على الشكلاطة..."
الله: "إخرس أيّها الأبله... لستُ مدمنًا على الشكلاطة... الله لا يمكن أن يكون مدمنًا. أنا أحبُّ طعمها فقط."
جبريل: "ما رأيك في كتابة سورة عن الشكلاطة؟"
الله: "ماذا؟"
جبريل: "أليست فكرة جيّدة؟"
الله: "لا."
جبريل: "ولماذا؟"
الله: "لأنّ قريشًا لا تعرفُ معنى الكلمة."
جبريل: "هذا ليس سببًا لعدم كتابة سورة الشكلاطة... المعنى سيخترعُه قثم وأتباعه... أقصد: محمّد وأتباعه. سيقولون له: ما الشكلاطة؟ وسيقضي اللّيل يفكّرُ ثمّ يقولُ لهم: الشكلاطة نهرٌ من أنهار الجنّة. أم أنّك تريدُ منه أن يُخبرهم بمعنى الكلمة الحقيقي...؟"
الله: "الفكرة تروق لي..."
جبريل: "فكرة أن يقرأ عليهم سورة الشكلاطة أم فكرة أن يسألوه عن معناها؟"
الله: "لا، بل فكرةُ صُنعِ نهرِ شكلاطة في الجنّة. وأجعلُ حور العين يسبحن فيه قبل أن أتذوّقهنّ... أحسنت، يا جبريل... سأشيّد مصنعًا للشكلاطة في طرف الجنّة وأملأ النّهر بها..."
جبريل: (محدّثًا نفسه) "اللّعنة!" (بصوت عالٍ) "ماذا قُلت؟"
الله: "بخصوص ماذا؟"
جبريل: "السّورة، جلّ جلالك... السّورة..."
الله: "ماذا تقترحُ أن أقول فيها؟"
جبريل: "أتسألني أنا؟ أنت صاحبُ الوحي، يا حبيبي..."
الله: "يا حبيبي...؟ لقد فسدت أخلاقُك فعلًا، يا جبريل. الله تقول له: يا حبيبي؟ إذا واصلت على هذا المنوال، أخافُ أن يأتي يوم تقول لي فيه: يا الله، تعال أنكحك...!"
جبريل: (متمتمًا) "لو توفّرت الفرصة، لن أضيّعها."
الله: "ماذا قُلتَ؟"
جبريل: "قُلتُ: ماذا لو أعفيتنَا من موضوع النّكاح وركّزت قليلًا على السّورة؟"
الله: "آه، السّورة..."
جبريل: "نعم، السّورة، جلّ جلالك."
الله: (وهو يحكّ شعر رأسه الأبيض) "السّورة... السّورة... لعنتي على ربّ السُّورْ... لا أجدُ شيئًا يصلُح... ما رأيك في: الشكلاطة، ما الشّكلاطة، وما أدراك ما الشّكلاطة...؟"
جبريل: "جميل..."
الله: "صحيح؟"
جبريل: "أنت تعرفُ أنّ من تبعُوا رسولك لم يتبعوه لأنّ كلامه جميلٌ أو عميقُ المعاني، فأنت الذي جعلتهم يتبعونه، وبالتّالي فهُم مستعدّون لقبول أيّ شيءٍ يقوله لهم محمّد، ولو كانت سورة الخراء..."
الله: "صحيح... أنا الذي جعلتهم يتبعونه ويقتنعون بما يقوله، ولن يتغيّروا إلّا إذا شئتُ أنا..."
جبريل: "والذين كذّبوه أيضا، أنت الذي جعلتهم يكذّبونه... ولو تركت للجميع حرّيّة الإختيار لما تبع أحدٌ محمّدًا ولو عاش ألف ألف عامٍ..."
الله: "صحيح... يجبُ أن أوفّر الحطب لجهنّم... تدفئة العرش تحتاجُ للكثير من الحطب..."
جبريل: "أكمل السّورة ودعنا من هذه الحكايات..."
الله: "الشكلاطة، ما الشّكلاطة، وما أدراك ما الشّكلاطة، على بلاطة، هي أصلُ البساطة، تذوب في الفم كالبطاطا..."
جبريل: (ضاحكًا) "وهل يعرف محمّد وأتباعه البطاطا؟"
الله: "أوه... مللتُ من التّفكير... أنظر في كومة الأوراق هناك، لعلّك تجدُ شيئًا يصلُحُ لتكوين سورة... أو قُلْ لمحمّد أن يعتمد على نفسه قليلًا... لا يُعقلُ أن أقوم بكلّ شيء وحدي..."
جبريل: "لكنّك الله..."
الله: "ولو؟ أليس لي الحقّ في الرّاحة..."
جبريل: (يذهب إلى كومة الأوراق بجانب العرش ويبدأ في فرزها) "هذه لا تصلح لشيء... وهذه... آه... قصيدة... لا تنفع... عقد بيع... لا... وهذه أيضًا، لا تنفع... ماذا؟ ما هذا؟ صورة نجوى فؤاد؟ وبلباس الرّقص؟"
الله: "نعم... أليست جميلة؟ لقد فكّرت أن أجعل كلّ حور العين نسخة منها... وأجعلهنّ يُجِدْنَ الرّقص مثلها..."
جبريل: (متمتمًا) "يا لك من مراهق! وتقولُ لي أنّ أخلاقي قد فسدت؟ عجبي!"
الله: "ماذا؟"
جبريل: "لا شيء... لم أجد شيئا ذا قيمة حتّى الآن... فاتورة الكهرباء... فاتورة الماء... بطاقة شحن هاتف... آه... هذه جيّدة... ما رأيك؟"
الله: "في ماذا؟"
جبريل: (يقرأ من الورقة، بصعوبة) " ألهاكم التّكاثر حتى زرتم المقابر كلّا سوف تعلمون ثمّ كلّا سوف تعلمون كلّا لو تعلمون. اللّعنة... خطّك سيّء جدّا، جلّ جلالك."
الله: (وهو يلعبُ بشعر لحيته) "لا يهمّ الخطّ... لن أشارك في حفل توقيع كتاب..."
جبريل: "وما هذا التّكرار المملّ؟"
الله: "وما المشكلة في التّكرار؟"
جبريل: "حتّى أهل قريش يكرهون التّكرار ويتجنّبونه..."
الله: (بعصبيّة) "وما علاقتي بقريش؟ أنا الله. والله لا يستحي أن يكرّر كلامه آلاف المرّات."
جبريل: "صحيح... عفوًا... نسيتُ أنّ الله لا يستحي... لا يستحي من شيء..."
الله: "هل هذا كلّ ما وجدت في الورقة؟"
جبريل: "لا... هناك المزيد... كلّا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثمّ لترونها عين اليقين ثمّ لتسألنّ يومئذ عن النّعيم. تكرار... تكرار... أوف! إنتهى النّصّ..."
الله: "هل أعجبتك؟"
جبريل: "يمكن أن تفي بالغرض..."
الله: "إحملها لمحمّد وأبلغه سلامي..."
جبريل: (وهو ينشر أجنحته السّبعين) "سمعًا وطاعة، جلّ جلالك... لكن، إحرص على كتابة بعض السّور الجديدة، للمرّات القادمة."
يطيرُ جبريل، ويجلسُ الله على العرش... ثمّ يرتفعُ شخيره، جلّ جلاله...
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي خرافات إسلامية:
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة مالك بارودي على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر لمن يعقلون – ج107
- خواطر لمن يعقلون – ج106
- خواطر لمن يعقلون – ج105
- كلمة على هامش موضوع حدّ الرّدّة في الإسلام
- خواطر لمن يعقلون – ج104
- الإرهابي الشّهيد محمّد الزّواري، بين فوضى المقاييس وإنعدام ا ...
- خواطر لمن يعقلون – ج103
- خواطر لمن يعقلون – ج102
- خواطر لمن يعقلون – ج101
- خواطر لمن يعقلون – ج100
- فليأتوا بحديث مثله - سورة المنطق
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الحضارة
- فليأتوا بحديث مثله - سورة ترامب
- خواطر لمن يعقلون – ج99
- ردّا على إمبراطور الثرثرة عبد الله أغونان حول مقالي: خواطر ل ...
- خواطر لمن يعقلون – ج98
- خواطر لمن يعقلون – ج97
- خواطر لمن يعقلون – ج96
- سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام
- خواطر لمن يعقلون – ج95


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر