أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام













المزيد.....

سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام
.
من تناقضات المسلمين أنّهم يفتخرُون بإبراهيم الذي ينعتُونه بالخليل، خليل الله، ويفتخِرُون بأنّه حطّم أصنام قومه... وفي حقيقة الأمر، قصّة إبراهيم ككلّ ليست إلّا قصّة بلهاء لا منطق فيها ولا يحتاج الإنسان إلى تفكير طويل وعميق حتّى يرى أنّ إبراهيم هذا شخصٌ مجنُونٌ ومعتوهٌ إلى أبعد الحدود، لكنّني لن أتحدّث عنه هو شخصيّا، على الأقلّ في هذا المقال، بل عن هالة التّقديس التي أحاطهُ بها القرآن وكتب التّراث الإسلامي والمسلمون. وسأسُوق ملاحظاتي على هذه القصّة في ثلاث نقاط.
.
أوّلًا، إبراهيم خطّم الأصنام، وهي مقدّساتُ قومِه، وبالتّالي فالمسلمون يتّخذونه قُدوة ويعتبرُون ما فعلهُ سُنّة (وهي سُنّة مضاعفة، بما أنّ محمّدا بن آمنة نفسه سخِرَ من آلهة قريش منذ بداية إدّعائه النّبوّة وإنتهى بتحطيم أصنامها عندما إحتلّ مكّة بقوّة السّيف، لا بالإقناع والحجّة) ويقلّدونه مُعْتَدِين على مقدّسات الآخرين. لا يهُمّني إن كان ما فعله صوابًا أو معلَّلًا بأسبابٍ، ولا تهمّني أيضا معرفة إن كانت تلك الأسباب منطقيّة أم لا، ففي نهاية الأمر، حتّى الذي يُؤمنُ بأنّ الذّبابة هي التي خلقت الكونَ وبأنّها هي التي تتحكّم فيه سيستنبطُ تعلّات لجعل مُعتقده حقًّا لا يُعلَى عليه... فما يهمّني هو الفعل في حدّ ذاته، على أرض الواقع، ودون خرافات وخُزعبلات. فإذا كان ما فعلهُ إبراهيم عملًا صالحًا ومشكُورا، فلماذا يغضبُ المسلمون عندما يقوم غير المسلمين بنفس الفعل مع المقدّسات الإسلاميّة؟ ألَا يُمكن إعتبارُ ما يفعله القس الأمريكي تيري جُونس في أمريكَا من حرْقٍ للقرآن تطبيقًا لسُنّةِ إبراهيم الممجّدة في القُرآن والتُّراث الإسلامي؟ الأصنام كانت مقدّسة عند أهلها والقرآنُ مقدّسٌ عند المسلمين، والمنطق يقُولُ أنّ من يقبلُ كسر المقدّسات في الحالة الأولى يجب عليه أن يقبل حرق المقدّسات الإسلاميّة، وإلا وقع في التّناقض والنّفاق. فالمُسلمُ الذي يُقدّسُ إبراهيم وما فعله بأصنام قومه هُو مُنافقٌ ولا يُوجد لفظٌ أحسنُ من هذا لنعته به.
.
ثانيا، دعونا نتفحّصُ الأُمُور من النّاحية القانونيّة. قانونيًّا، الإنسانُ حُرٌّ في أن يتصرّف في ما يملك كما يُريد، طالما هذا التّصرُّف لا يضرّ بالآخرين. فالإنسانُ الذي يمتلكُ هاتفًا جوّالًا، على سبيل المثال، لن يهتمّ أحدٌ إن قرّرَ أن يضرِبَهُ على الحائط أو يرميه في البحر أو في النّار... فهو يملكُ هذا الشّيء ويحقُّ له أن يتصرَّفَ فيه كما يحلُو لهُ. كذلك الأمرُ بالنّسبة للقسّ جُونس، فهو يملك نُسخة من القرآن إشتراها بماله الخاص وقرّر إحراقها، فهو حُرٌّ في فعل ذلك، وهذا أمرٌ لا يهُمُّ أحدًا ولا يضرُّ أيّ شخصٍ. (سيعترضُ أحدُ مغسولي العقول الآن ويقول: ولكنّهُ بحرقه للقرآن سبّب ضررًا نفسيًّا للمسلمين، ولكن، بنفس المنطق، أهلُ إبراهيم أيضا نستطيعُ أن نقول أنّ ما فعله إبنهم قد سبّب لهم ضررًا نفسيّا... وقريشُ أيضا أُصيبت بضرر نفسي جرّاء تحطيم محمّد لمقدّساتهم... إذن، إذا كان الفعلُ مُضرٌّا فيجبُ تعميم الحكم على كلّ المرّات التي وقع فيها... وفي هذه الحالة يتساوى إبراهيم ومحمّد وتيري جونس في الجريمة ويجب التّنديد بها في كلّ الحالات ويتساوى أهل إبراهيم وقريش والمسلمون في الضّرر...) أمَّا إبراهيم (ومن بعده محمّد)، فقد حطّم أصنامًا لا يمتلكها. فهذه الأصنامُ على ملكِ أشخاصٍ آخرين. لذلك فما فعلهُ حين حطّمها هو إعتداءٌ على ممتلكات الغير، وهو في كلّ القوانين فعلٌ مُجَرَّمٌ ويُعاقب عليه فاعله. فتمجيد المسلمين لإبراهيم على فعله ذاك هو تمجيدٌ للإعتداءِ على ممتلكات الغير وإستباحتها، أي تمجيدٌ لمُجرمٍ أتى فعلًا إجراميًّا...
.
إذن، بجمع النّقطتين الأولى والثّانية، نرى أنّ المسلمين الذين يُمجّدُون فِعلَ إبراهيم ومُحمّد منافقُون ومُجرمُون أو على الأقلّ محرّضُون على الإجرام ومساهمُون فيه. فهل هذه قيمٌ يُمكن أن يتحلّى بها إنسانٌ ويَعتبرَ نفسهُ على خُلُقٍ؟ أم هي قيمٌ مكروهةٌ منبوذة نجسة يتبرّأ منها كلّ ذي عقلٍ؟ ثمّ أليست هذه السّنّة الإجراميّة هي التي إتّبعها أتباع الدّولة الإسلاميّة "داعش" حين خرّبوا الآثار والتّماثيل في متاحف العراق وسوريا؟ فإذا حكمتم على إرهابيّي داعش بأنّهم ضالّون ومتطرّفون، فحُكمكم ينسحبُ أيضا على إبراهيم ومحمّد، فهما رأسَا الضّلال والتّطرّف. وإذا كان ما فعلهُ رسُولُكم وجدّه المزعوم عملًا صالحًا، فالمنطق يقول أنّ هذا الحكم يجب أن ينسحب على ما يفعله إرهابيّو داعش أيضا، فما يفعلونه عملٌ صالحٌ وسُنّةٌ. أم أنّ لديكُم رأيًا آخر في الموضُوع؟
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix







#مالك_بارودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر لمن يعقلون – ج95
- عن المملكة العربية السّعوديّة الإرهابيّة وأغنية فلسطين وتجار ...
- إللي ما يطولش العنب، يقول عليه حامض...
- خواطر لمن يعقلون – ج94
- خواطر لمن يعقلون – ج93
- خواطر لمن يعقلون – ج92
- خواطر لمن يعقلون – ج91
- خواطر لمن يعقلون – ج90
- خواطر لمن يعقلون – ج89
- الدولة الإسلامية داعش: العودة إلى زمن العبودية أم إلى القرآن ...
- تحليل لفوائد العثيمين في شرحه لأحد أحاديث سيّد الكذّابين -ج2
- تحليل لفوائد العثيمين في شرحه لأحد أحاديث سيّد الكذّابين -ج1
- رمضان .....، يا أيّها المسلمون!
- خواطر لمن يعقلون – ج88
- خواطر لمن يعقلون – ج87
- على هامش الزوبعة الإعلاميّة حول المصاحف المحرّفة في تونس
- خرافة وأكذوبة الطّريق لتحرير فلسطين
- خواطر لمن يعقلون – ج86
- الردّ على ثرثرة وأكاذيب عبد الله أغونان بخصوص مقالي: إثبات ت ...
- إثبات تحريف القرآن في موطأ مالك بن أنس


المزيد.....




- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...
- كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟ ...
- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام