أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - إثبات تحريف القرآن في موطأ مالك بن أنس















المزيد.....

إثبات تحريف القرآن في موطأ مالك بن أنس


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد في "موطأ مالك" (كتاب صلاة الجماعة، باب الصّلاة الوسطى) ما يلي: "حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ثم قالت إذا بلغت هذه الآية فآذني " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين " فلما بلغتها آذنتها فأملت علي " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " وصلاة العصر " وقوموا لله قانتين " قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم."
.
وفي هذا الحديث إشكاليّة عظيمة، إذ أنّنا نجدُ الآية القرآنيّة في المصاحف الحاليّة كما يلي: "حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" (البقرة، 238)، أي بالصّيغة الأولى التي ذكرها الحديث وليس كما أملتها عائشة على كاتبها. فلا وجود لعبارة "وصلاة العصر" في القرآن الحالي الذي بين أيدينا. فإذا كانت عائشة صادقة في كلامها من أنّها سمعت محمّدا بن آمنة يتلو عليها الآية مضافا إليها لفظ "وصلاة العصر"، فالقرآن الذي بين أيدينا اليوم ناقصٌ، والنّقصُ تحريفٌ... بمعنى أنّنا نقرأ اليوم قرآنا سقطت منه، لسبب أو لآخر عبارة "وصلاة العصر"، أي أنّنا نقرأ قرآنا محرّفًا. وسقوط هذه العبارة يجعلنا نفكّر في شيئين: الأوّل، أنّ حفظ القرآن، هذه الحجّة الواردة في القرآن نفسه، ليس أكثر من إدّعاء تافه وخرافة لا أساس لها من الصّحّة، والثّاني، أنّنا بذلك تتأكّد لدينا القناعةُ بأنّ معظم ما ورد في قرآن محمّد قد وقع التّلاعُبُ به بعد هلاكه، خاصّة أنّنا لا نملكُ أيّة نسخة أصليّة لقرآن محمّد بسبب حرق عثمان بن عفّان لكلّ المصاحف والأشياء التي كتب عليها محمّد وصحابته آيات القرآن، وكلّ ما نملكه مجموعة روايات وقراءات مختلفة هي في حدّ ذاتها دليل إثبات لحقيقة تحريف النّصّ القرآني الأصلي (إن كان موجودًا أصلا).
.
أمّا إذا كانت عائشة كاذبة في قولها ذاك من أنّها سمعت محمّدا يتلو الآية بإضافة عبارة "والصّلاة الوسطى"، فهذا يجرّنا إلى أفكار أخرى يمكن أن نطرحها في شكل أسئلة كما يلي: إذا كانت عائشة كاذبة، وهي التي عاشت مع محمّد وكانت أشدّ معاشرة له من بقيّة الصّحابة، فهل يكون أبو هريرة وإبن عبّاس ومجاهد وعكرمة وغيرهم أصدق منها؟ وما مقياس الصّدق والكذب أصلا لنقيس به صحّة رواية أتتنا عن أحدهم وتتضاربُ مع ما لدينا اليوم من نصّ قرآني (بغضّ النّظر عن إختلاف الرّوايات والقراءات والتي هي في حدّ ذاتها قرائين منفصلة عن بعضها البعض)؟ وإذا كانت عائشة كاذبة فهذا الحديث دليل على أنّها هي نفسها قد قامت بتحريف القرآن وزيادة شيء لم يقلهُ محمّد، فما محلّ خرافة "إنّا نحنُ نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون" (الحجر، 9)؟ أليس تجرّؤ عائشة على النّصّ القرآني بالزّيادة دليلا على أنّ القرآن لم يكن في نظرها سوى كلام بشري صادر عن محمّد زعم أنّه منزّلٌ من طرف "الله الذي يسارعُ في هواه" (وهذا القول منسوب لعائشة)، مثل الأحاديث التي نقلوها أو زعموا أنّهم نقلوها عنه ولا قداسة لهذا النّصّ ولا هم يحزنون وأنّ آية الحفظ قد تكون أضيفت هي الأخرى لاحقا لسبب مّا لإيهام النّاس بعدم وجود إختلاف بين النّصوص التي كُتبت في أزمنة متأخّرة والقرآن المنزّل المزعوم (وقد يكون ذلك قد حدث في زمن عثمان بن عفّان أو في زمن الحجّاج بن يوسف الثّقفي أو في زمن آخر)؟ ثمّ أليست عائشة هي التي قيل أنّ محمّدا قال فيها: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"؟ فإذا كان نصفُ دين المسلمين قد أخذوه عن عائشة التي حرّفت القرآن، فما دليلهم على صحّة ما ورد عنها من أحاديث في مختلف مجالات إهتمام البدو المسلمين من حرب وسبي ونكاح وحيض وطهارة وصلاة وحلال وحرام ومعاملات، إلخ؟
.
وتبقى هناك فرضيّات أخرى، لكن كلّ الفرضيّات، في نهاية الأمر، تطعنُ بشكل أو بآخر في خرافة حفظ القرآن وعدالة وصدق الصّحابة والتّابعين وتابعي التّابعين وفي ذكاء كلّ من تعامل مع القرآن بتقديس وتناقل أحاديث محمّد على مرّ العصور وصولًا إلى زمننا هذا. بما فيهم من ورد في كتابه هذا الحديث، وأقصدُ الإمام مالك بن أنس، صاحب الموطأ ورأس المذهب المالكي. ومن بين هذه الفرضيّات يمكن أن نذكر على سبيل المثال إمكانيّة أن يكون هذا الحديث مختلقًا ومنسوبًا زورًا لعائشة، وهذا موضوع فيه نفس المشاكل المطروحة في صورة سؤالنا السّابق عن كذب عائشة. ثمّ أنّ من كذب وإختلق أشياء بخصوص القرآن (الذي يقدّسه المسلمون ويعتبرونه كلام الله) ليس مستبعدًا أن يكون قد كذب في أشياء أخرى أقلّ قيمة مثل سيرة محمّد بن آمنة أو تاريخ الإسلام بصفة عامّة. فمن يكذب على الله (قمّة المقدّس الإسلامي) من السّهل عليه أن يكذب على ما هو أقلّ منه قداسة وبخصوص الأمور الدّنيويّة بصفة عامّة.
.
لكن الأمر لا يقتصر على هذا الحديث المرويّ عن عائشة، فهناك حديث آخر في نفس الباب من نفس الكتاب من موطأ مالك يقول: "وحدثني عن مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع أنه قال كنت أكتب مصحفا لحفصة أم المؤمنين فقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" فلما بلغتها آذنتها فأملت على "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" وصلاة العصر "وقوموا لله قانتين".
.
إذن، حفصة بنت عمر بن الخطّاب هي أيضًا كانت تقرأ الآية لا كما نجدها اليوم في المصاحف الحاليّة بل مثلما قرأتها عائشة في الحديث الأوّل، أي بزيادة "وصلاة العصر" في وسطها. فهل تواطأت عائشة مع حفصة على تحريف القرآن؟ هل كذبت حفصة مثلما كذبت عائشة؟ أم نُسبت لهما هذه الأحاديث زورًا؟ أم أنّ تلاوتهما للآية هي التّلاوة الصّحيحة ونحنُ اليوم نقرأ قرآنًا محرّفًا ومختلفا تمّ إسقاط الكثير من ألفاظه؟ هل الآية 238 من سورة البقرة تقول "حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" أم أنّ نصّها الأصلي هو "حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين"؟ وكيف نعرفُ التّلاوة الصّحيحة من التّلاوة الخاطئة في عدم وجود نصّ أصلي للقرآن الذي كتبه محمّد بن آمنة أو كتبه له كتبة الوحي حسب الرّوايات الإسلاميّة، وفي وجود أحاديث مثل هذه وغيرها؟ وفي هذه الحالة، ألا ترون أنّ الإحتجاج بآية "إنّا نحنُ نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون" إحتجاجٌ تافهٌ لا يُلتفتُ إليه، فهو مجرّد كلامٍ يُعارضُ كلامًا آخر ولا دليل على صدق هذا وبُطلان ذاك؟
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى عدنان غازي الرّفاعي: مريم أختٌ لهارون وهتلر أخٌ لمحمّد ب ...
- خواطر لمن يعقلون – ج85
- الإسلامُ هو الإرهاب - حُكم تارك الصّلاة على المذهب المالكي
- خواطر لمن يعقلون – ج84
- أسئلة أولى في مأزق الفهم السّلفيّ ونفاق المسلمين أو جهلهم
- الإسلام والمسلمون والقضيّة الزّائفة المسمّاة إسلاموفوبيا
- خواطر لمن يعقلون – ج83
- عيدا سعيدا، حبيبتي
- الحياة، الآن وهنا
- تدبّروا القرآن - مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا (الب ...
- عبد الفتّاح السّيسي وخرافة تجديد الخطاب الدّيني والحرب على ا ...
- خواطر لمن يعقلون – ج82
- خواطر لمن يعقلون – ج81
- خواطر لمن يعقلون – ج80
- خواطر لمن يعقلون – ج79
- حوار مع أحد المسلمين حول محمّد بن آمنة
- خواطر لمن يعقلون - ج78
- خواطر لمن يعقلون - ج77
- خواطر لمن يعقلون - ج76
- خواطر لمن يعقلون - ج75


المزيد.....




- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - إثبات تحريف القرآن في موطأ مالك بن أنس