|
|
تدبّروا القرآن - مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا (البقرة، 106) - ج1
مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 23:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تدبّروا القرآن - مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا (البقرة، 106) - ج1
يقول كاتب القرآن: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة، 106) وللقارئ أن يطّلع على كلّ كتب التفسير الموجودة وسيتأكّد بنفسه من أنّ هذه الآية شكّلت مشكلة كبيرة بالنّسبة لكلّ المفسّرين الذين خاضوا في شرحها فسقطوا في تناقضات ومعضلات لا حلّ لها إلّا بإختلاق تبريرات واهية أو بالهروب إلى مواضيع أخرى جانبيّة.
وسنأخذ هنا، في معرض حديثنا عن هذه الآية، "تفسير القرآن العظيم" لإبن كثير، كمثال، ثمّ نرى ما فيه من مشاكل وتخبّط يضربُ كلّ الإدّعاءات بأنّ القرآن واحدٌ ولم يتغيّر وأنّه بلسان عربيّ مبين واضح يفهمه الإنسانُ "بفطرته" كما قال أحد الشّيوخ في هلوساته ذات إجتماعٍ مع أتباعه.
يقول إبن كثير في تفسير الآية: "قَالَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) مَا نُبَدِّلُ مِنْ آيَةٍ. "وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) أَيْ: مَا نَمْحُ مِنْ آيَةٍ. "وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) قَالَ: نُثْبِتُ خَطَّهَا وَنُبَدِّلُ حُكْمَهَا. حَدَّثَ بِهِ عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. "وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، نَحْوَ ذَلِكَ. "وَقَالَ الضَّحَّاكُ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) مَا نُنْسِكَ. وَقَالَ عَطَاءٌ: أَمَّا (مَا نَنْسَخْ) فَمَا نَتْرُكُ مِنَ الْقُرْآنِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يَعْنِي: تُرِكَ فَلَمْ يَنْزِلْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. "وَقَالَ السُّدِّيُّ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) نَسْخُهَا: قَبْضُهَا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يَعْنِي: قَبْضُهَا: رَفْعُهَا، مِثْلُ قَوْلِهِ: الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ. وَقَوْلُهُ: "لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا". "وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) مَا يُنْقَلُ مِنْ حُكْمِ آيَةٍ إِلَى غَيْرِهِ فَنُبَدِّلُهُ وَنُغَيِّرُهُ، وَذَلِكَ أَنْ يُحَوِّلَ الْحَلَالُ حَرَامًا وَالْحَرَامُ حَلَالًا وَالْمُبَاحُ مَحْظُورًا، وَالْمَحْظُورُ مُبَاحًا. وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْحَظْرِ وَالْإِطْلَاقِ وَالْمَنْعِ وَالْإِبَاحَةِ. فَأَمَّا الْأَخْبَارُ فَلَا يَكُونُ فِيهَا نَاسِخٌ وَلَا مَنْسُوخٌ. وَأَصْلُ النَّسْخِ مِنْ نَسْخِ الْكِتَابِ، وَهُوَ نَقْلُهُ مِنْ نُسْخَةٍ أُخْرَى إِلَى غَيْرِهَا، فَكَذَلِكَ مَعْنَى نَسْخِ الْحُكْمِ إِلَى غَيْرِهِ، إِنَّمَا هُوَ تَحْوِيلُهُ وَنَقْلُ عِبَادَةٍ إِلَى غَيْرِهَا. وَسَوَاءٌ نَسْخُ حُكْمِهَا أَوْ خَطِّهَا، إِذْ هِيَ فِي كِلْتَا حَالَتَيْهَا مَنْسُوخَةٌ. وَأَمَّا عُلُمَاءُ الْأُصُولِ فَاخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُهُمْ فِي حَدِّ النَّسْخِ، وَالْأَمْرُ فِي ذَلِكَ قَرِيبٌ --;-- لِأَنَّ مَعْنَى النَّسْخِ الشَّرْعِيِّ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، وَلَخَّصَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ رَفْعُ الْحُكْمِ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ مُتَأَخِّرٍ. فَانْدَرَجَ فِي ذَلِكَ نَسْخُ الْأَخَفِّ بِالْأَثْقَلِ، وَعَكْسِهِ، وَالنَّسْخُ لَا إِلَى بَدَلٍ. وَأَمَّا تَفَاصِيلُ أَحْكَامِ النَّسْخِ وَذِكْرُ أَنْوَاعِهِ وَشُرُوطِهِ فَمَبْسُوطٌ فِي فَنِّ أُصُولِ الْفِقْهِ. "وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو شُبَيْلٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلَانِ سُورَةً أَقْرَأَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَا يَقْرَءَانِ بِهَا، فَقَامَا ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّيَانِ، فَلَمْ يَقْدِرَا مِنْهَا عَلَى حَرْفٍ فَأَصْبَحَا غَادِيَيْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا مِمَّا نُسِخَ وَأُنْسِي، فَالْهُوَا عَنْهَا". فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْرَؤُهَا: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) بِضَمِّ النُّونِ خَفِيفَةً. سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ ضَعِيفٌ. "[وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ وَعُبَيْدٍ وَعَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِثْلَهُ مَرْفُوعًا، ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيُّ]. "وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (أَوْ نُنْسِهَا) فَقُرِئَ عَلَى وَجْهَيْنِ: "نَنْسَأَهَا وَنُنْسِهَا". فَأَمَّا مَنْ قَرَأَهَا: "نَنْسَأْهَا" بِفَتْحِ النُّونِ وَالْهَمْزَةِ بَعْدَ السِّينِ فَمَعْنَاهُ: نُؤَخِّرُهَا. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِئْهَا) يَقُولُ: مَا نُبَدِّلُ مِنْ آيَةٍ، أَوْ نَتْرُكُهَا لَا نُبَدِّلُهَا. "وَقَالَ مُجَاهِدٌ عَنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (أَوْ نُنْسِئْهَا) نُثْبِتُ خَطَّهَا وَنُبَدِّلُ حُكْمَهَا. وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ: (أَوْ نُنْسِئْهَا) نُؤَخِّرُهَا وَنُرْجِئُهَا. وَقَالَ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ: (أَوْ نُنْسِئْهَا) نُؤَخِّرُهَا فَلَا نَنْسَخُهَا. وَقَالَ السُّدِّيُّ مِثْلَهُ أَيْضًا، وَكَذَا [ قَالَ ] الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِئْهَا) يَعْنِي: النَّاسِخُ مِنَ الْمَنْسُوخِ. وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِئْهَا) أَيْ: نُؤَخِّرُهَا عِنْدَنَا. "وَقَالَ ابْنُ حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا الْخَفَّافُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) أَيْ: نُؤَخِّرُهَا. "وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ: (أَوْ نُنْسِهَا) فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) قَالَ: كَانَ اللَّهُ تَعَالَى يُنْسِي نَبِيَّهُ مَا يَشَاءُ وَيَنْسَخُ مَا يَشَاءُ. "وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا سَوَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ: (أَوْ نُنْسِهَا) قَالَ: إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُقْرِئَ قُرْآنًا ثُمَّ نَسِيَهُ. "وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ نُفَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي الْجَزَرِيَّ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ مِمَّا يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ بِاللَّيْلِ وَيَنْسَاهُ بِالنَّهَارِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا). "قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرِ بْنُ نُفَيْلٍ: لَيْسَ هُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، هُوَ شَيْخٌ لَنَا جَزَرِيٌّ. "وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: (أَوْ نُنْسِهَا) نَرْفَعُهَا مِنْ عِنْدِكُمْ. "وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقْرَأُ: " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ تَنْسَهَا " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقْرَأُ: "أَوْ تُنْسَهَا". قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى الْمُسَيِّبِ وَلَا عَلَى آلِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ اللَّهُ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى) [الْأَعْلَى: 6] (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) [الْكَهْفِ: 24]. "وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هُشَيْمٍ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرِكِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، عَنْ آدَمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، بِهِ. وَقَالَ: عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. "قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَقَتَادَةَ وَعِكْرِمَةَ، نَحْوَ قَوْلِ سَعِيدٍ. "وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَدَعُ بَعْضَ مَا يَقُولُ أُبَيٌّ، وَأُبَيٌّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، فَلَنْ أَدَعَهُ لِشَيْءٍ. وَاللَّهُ يَقُولُ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِأْهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلَهَا). "قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ، وَذَلِكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا). "وَقَوْلُهُ: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) أَيْ: فِي الْحُكْمِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَصْلَحَةِ الْمُكَلَّفِينَ، كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا) يَقُولُ: خَيْرٌ لَكُمْ فِي الْمَنْفَعَةِ، وَأَرْفُقُ بِكُمْ. "وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) فَلَا نَعْمَلُ بِهَا، (أَوْ نُنْسِأْهَا) أَيْ: نُرْجِئُهَا عِنْدَنَا، نَأْتِ بِهَا أَوْ نَظِيرِهَا. "وَقَالَ السُّدِّيُّ: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) يَقُولُ: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنَ الذِي نَسَخْنَاهُ، أَوْ مِثْلَ الذِي تَرَكْنَاهُ. "وَقَالَ قَتَادَةُ: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) يَقُولُ: آيَةٌ فِيهَا تَخْفِيفٌ، فِيهَا رُخْصَةٌ، فِيهَا أَمْرٌ، فِيهَا نَهْيٌ."
نتوقّف هنا عن الإقتباس من تفسير إبن كثير ونمرّ إلى نقد ما ورد فيه.
----------------- الهوامش: 1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته: http://utopia-666.over-blog.com http://ahewar1.blogspot.com http://ahewar2.blogspot.com http://ahewar5.blogspot.com 2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية": https://archive.org/details/Islamic_myths
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد الفتّاح السّيسي وخرافة تجديد الخطاب الدّيني والحرب على ا
...
-
خواطر لمن يعقلون – ج82
-
خواطر لمن يعقلون – ج81
-
خواطر لمن يعقلون – ج80
-
خواطر لمن يعقلون – ج79
-
حوار مع أحد المسلمين حول محمّد بن آمنة
-
خواطر لمن يعقلون - ج78
-
خواطر لمن يعقلون - ج77
-
خواطر لمن يعقلون - ج76
-
خواطر لمن يعقلون - ج75
-
خرافات رمضانيّة
-
خواطر لمن يعقلون - ج74
-
خواطر لمن يعقلون - ج73
-
خواطر لمن يعقلون - ج72
-
حوار مع أحد المؤمنين بالله
-
خواطر لمن يعقلون - ج71
-
خواطر لمن يعقلون - ج70
-
خواطر لمن يعقلون - ج69
-
خواطر لمن يعقلون - ج68
-
خواطر لمن يعقلون - ج67
المزيد.....
-
البرلمان يستجوب جان لوك ميلانشون بشأن شبهات تربط حزبه بالإخو
...
-
علماء يحذرون: المسجد الأقصى يواجه أخطر المراحل في تاريخه
-
تحذيرات إسرائيلية من تنامي نفوذ الإخوان المسلمين في أوروبا
-
-أسف- بشأن إلغاء حفل مالك جندلي ورأي لرئيس لجنة الإفتاء بحمص
...
-
كتاب مثير لساركوزي: هكذا عشت بالزنزانة وعرفت أهمية الجذور ال
...
-
كتاب مثير لساركوزي: هكذا عشت بالزنزانة وعرفت أهمية الجذور ال
...
-
دعوة إلى إضراب عام في سوريا.. الطائفة العلوية تتحتج على سياس
...
-
أندريه زكي يواصل جولته بالأردن: حوارات موسّعة حول واقع الكني
...
-
قرى مسيحية بالشمال السوري تستقبل أهلها من جديد بعد سنوات الن
...
-
من القاعدة إلى محاولة اغتيال السيسي.. كيف وظف الإخوان العنف؟
...
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|