أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية خلوف - إن أراد الله فناء قوم ابتلاهم بالإيمان














المزيد.....

إن أراد الله فناء قوم ابتلاهم بالإيمان


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 17:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا القول لي. لم يأت على لسان أحد.
لست معاديّة للدّين، ولا للقوميّة، فلكلّ إنسان طبيعته. صديقتي التي ماتت من القهر لم تكن تصوم وتصلي، لكنّها تعوّدت على قراءة القرآن، والدعاء لله أن يفكّ كربها، وقد فكّه قبل أن تموت بعدّة أشهر، بعد أن ودّعت ابنيها . ابنها الذي قتل في السّجن قبل ثلاثة أعوام ، وبعده ابنها الذي ذبح على الحاجز قبل عام، ودعتهما في جنازة مهيبة. كان الشّباب يصرخون فيها: نحن أولادك " أمّ الشّهيد" لم تكن ترغب أن يكون اسمها "أم الشّهيد" أتعبتها الكلمة فرحلت.
تحوّل العالم إلى الإيمان لعجزه عن إيجاد مخرج سواه في الحياة، فعسى أن تكون الآخرة أفضل. هذا لو عرف أنّه يعيش ثانيّة، وأنّه يقيم في الجنّة مع أن بابا الفاتيكان طمأننا بعدم وجود الجنّة.
في سوريّة تعود الطّائفيّة لتحتلّ المركز الأوّل على مستوى المدن. هي ليست طائفيّة دينيّة فقط. بل كلّ أشكال الطّائفيّة، فمثلاً يكتب أحدهم يشتم الدّيانة الإسلاميّة، ويعزي سبب تخلّف هذا العالم بسببها، بينما يكتب مسلم عن المجوس وضرورة إبادتهم.
في حديث عابر للطّوائف. تحدّث لي أحد الأصدقاء، كنّا ننمّ معاً حولنا، وقال أسوأ الطوائف هي طائفتي-يعني طائفته- هل رأيتِ أسلوب النّظام؟ هم مثلهم. لا يتطور من خلالها إلا كلّ وصولي، ويكون قد انتمى للسلطة، ويمسح أحذية المشرفين على الشؤون الطائفيّة . طبعاً صمتُّ، فأنا أخاف قضيّة الشّتم هذه، وحتى أكون صريحة فقد خلقت ولديّ رهاب من كلّ الأشياء لذا أحاول أن آكل وأشرب، وألبس على مزاج الآخر. أي أنّني فاقدة للرأي الشخصي، قد أتغيّر لو خلقت في مجتمع آخر من جديد، فذلك القاضي الأمريكي لم يحسب حساب الرئيس . طبّق القانون وفق رؤيته الشّخصيّة. قالت صديقتي السّورية التي وصلت إلى أمريكا: " الحمد لله أنّ القاضي لم يكن سوريّاً مسلماً ولا مسيحيّاً ، وإلا كنا في خبر كان، تصوري قاض من أصل يهوديّ مهاجر. استطاع أن يثلج صدورنا"
كل تلك المقدّمة الطويلة يمكن أن تقدّم لما سوف أقوله. هي حيثيات ليس إلا.
حيث أنّ " الشعوب السّورية" حسب ما يرى بعضهم بأنّها ليست شعباً واحداً متنوع العقيدة، والقومية ، بل شعوباً ق وصلت إلى العداء الشّديد مع بعضها البعض.
وحيث أنّ الطوائف الإسلاميّة " كلّها" إسلامية، ولها مرجع واحد فلا أحد فيها علماني إلا بعض الأشخاص في داخلها.
وحيث أنّ الأسد الأبّ غيّر دينه كي يبقى على رأس السّلطة، وابن السّني هو سنّي مثله، والدليل أنّ الابن لا يفارق شيخ "السّنة العلويين" الحسون.
وحيث أنّ التّخلف يحزم سوريّة بالحزام العربي، فقد تغيّر كلّ شيء. الطوائف التي لم تكن تصوم وتصلي عادت إلى الصلاة، والصيام، ولكن بعد أن تقتل السّنة.
أعتقد أن تلك الحيثيات كافيّة لأن نقول أن سورية اليوم سقطت في براثن الطّائفيّة، ل الأمر المثير أنّها أصبحت طائفيّة تنطق بالكراهيّة، فبات الرّجل يسهر طوال الليل كي يطبّق منشوراً بارعاً يتحدّث فيه بالسّوء عن الإسلام، ويسهر أحدهم، وهو يفكّر كيف سوف يكتب منشوراً حاقداً على الفرس.
أحياناً أبحث عن مواويل ندب من أجل البكاء، وأتصفّح صفحات من المعارضة والموالاة، فالأمّ التي قتل ابنها هي أم، بكيت مع إحدى الأمّهات التي كانت تندب ابنيها ، ثم تماسكت ووصفتهم بأنّهما شهداء الحسين، وفداء الأسد. استمريّت في البكاء، فالأمر في هذه الحالة يبكي أكثر. ما أصعب حالها! لكنّها وجدت مخرجاً، عملت مزاراً لهما، قلّة من الأقارب تذهب للمزار ، فعلى مقربة منه مزار آخر للأب القائد. فكّرت للحظة في المزارات التي تحملها تلك الأرض المروية بدمائنا. هل جميع الأولياء الصّالحين كانوا قتلة؟ الجواب عندكم.
لماذا يطلب منّي أن أشتم الإسلام، فأنا لست باحثة في التّاريخ، ومهمّة الباحث إظهار الحقيقة، وليس الشّتيمة. أنا أبحث عن الجمال والأدب، وأجده عند كلّ الشّعوب، وأقرأ التراث الفارسي والعربي المكتوب باللغة العربيّة لأنّني لا أجيد اللغات الأخرى.

الإيمان بموت الآخر ينتشر بمتوالية هندسية تبدأ من السّاحل السّوري، وتنتهي بجبال طوروس. الكثير يقول بأنّه لم يكن هناك طائفيّة في سوريّة، وهو كلام عار عن الصّحة، لكن كان هناك طائفة تجمع بين كلّ الطوائف هي طائفة النّظام، وتبقى اللعبة داخلها هي طائفة الأجهزة الأمنيّة، حيث أنّها تمثّل جميع المنتمين إليها.
بعد أن أتعبت نفسي في البحث عن سبب الخراب. رأيت أنّه الاستبداد الذي ينعش الطوائف والأديان، فتنتعش، ويقتلون بعضهم البعض، وبما أنّ الناصحون كثر، والجميع يدعو إما إلى الوحدة أو الانفصال أقول :إن أراد الله ابتلاء قوم ابتلاهم بالإيمان المطلق بزعيم الطّائفة، أو القوميّة، أو العشيرة، وعندما يصبح جميع هؤلاء يملكون الحقيقة المطلقة، ويحاربون باقي الفئات من أجلها. سوف يهلكون.




#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوج بامرأة ثانية كي تدخل الجنّة!
- المرأة السّورية بين القانون، والعرف
- الاعتداء الجنسي المقنّع على الأطفال، والنّساء
- - طرقت باب الله، ولم يفتح لي-
- حضن الوطن، والأسد المريض
- نساء تناضل أمام الكاميرات
- في وداع الثّورة السّوريّة
- حنين إلى ذكرى
- ياعين لا تدمعي
- حكاية ليست للنّشر
- جيناتي
- يقال أنّ الشّام ياسمينة
- منامات
- ما أرخصك ياصديقي!
- دون تعميم
- وقت للبكاء
- الله، الحبّ، والوطن
- أنتمي إلى الزّيزفون
- ترنيمة الميلاد
- وينطق الحجر


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية خلوف - إن أراد الله فناء قوم ابتلاهم بالإيمان