أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - أربع ساعات مع رئيس الحكومة !














المزيد.....

أربع ساعات مع رئيس الحكومة !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 10:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تمنيت لو أن التليفزيون المصرى قام بتسجيل وبث الحوار الذى جرى بين رئيس مجلس الوزراء، الدكتور احمد نظيف ، وبين قيادات المؤسسات الصحفية القومية والحزبية والخاصة .
وأسبابى فى ذلك متعددة.
منها ان هذا اللقاء الذى جرى يوم الأحد الماضى هو اول لقاء مع الدكتور نظيف فى أعقاب الولادة المتعثرة لحكومته الجديدة ، وما أثارته ملابسات تشكيلها من تساؤلات لدى الرأى العام.
ومثلما أتيحت لنا – نحن الصحفيين الذين حضرنا هذا اللقاء – فرصة التعرف على رأى رئيس مجلس الوزراء فى هذه القضية ، وغيرها من القضايا، وتفسيره للكثير من القضايا الملتبسة، كنت أتمنى ان تتاح نفس الفرصة للمواطنين المصريين فى كل ربوع مصر للحصول على نفس هذه الفرصة بصورة مباشرة، وليس من خلال عيوننا نحن الصحفيين، وأن يشاهدوا رئيس حكومتهم وهو يناقش هذه القضايا الساخنة ، خاصة وانه ربما يكون اقل رؤساء الحكومة المصرية ظهوراً على شاشات التليفزيون، وأكثرهم بخلاً فى التعامل مع وسائل الإعلام.
فضلاً عن ان حديث الدكتور احمد نظيف جاء فى أول يوم عمل لحكومته الجديدة. وهذه لفتة تحسب له، حيث ان دلالتها التى لا تخفى على أحد ان الرجل قد رأى ان من حق الرأى العام عليه ان تكون مخاطبته ومكاشفته بالحقيقة، من خلال القيادات الصحفية، أول ما يقوم به بعد تشكيل حكومته الثانية .
أضف إلى ذلك أنى تمنيت لو أن الرأى العام رأى بنفسه القيادات الصحفية – على اختلاف مشاربها واتجاهاتها الفكرية والسياسية – وهى تدير حواراً موضوعياً مع رئيس وزراء مصر.
وأزعم أننا نقلنا الى رئيس الحكومة نبض الناس فى الريف والحضر، ومن مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية ، وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
وأود بهذا الصدد أن أركز على عدد من الملاحظات :
أولاً – أن دعوة الدكتور نظيف شملت القيادات الصحفية لكافة المؤسسات القومية والحزبية والخاصة ، دون استثناء .
وعندما لاحظنا غياب رؤساء تحرير " الفجر" و "الدستور" و " الكرامة" سألنا رئيس الوزراء عن سبب استبعادهم فأكد لنا انه لم يستبعد أحداً وانهم هم الذين اعتذروا عن عدم الحضور لأسباب خاصة بهم .
ثانياً – أن الحوار الذى استمر اكثر من اربع ساعات متواصلة كان بالغ الصراحة والسخونة والتحضر. وجهنا خلاله لرئيس الحكومة معظم الأسئلة التى تدور على السنة الناس، وطرحنا عليه انتقاداتنا ومخاوفنا دون لف أو دوران .
وأشهد ان رئيس الوزراء قد استمع إلى هذا كله باهتمام شديد، وسعة صدر، وصبر جميل، دون تبرم او غضب.. ورد على أسئلتنا بهدوء وإسهاب . وهذه مسألة ثانية تحسب للرجل الذى يتميز – على المستوى الشخصى- بعفة اللسان ، كما يتميز على المستوى المهنى باحترام الرأي الآخر والقدرة على التعايش مع الاختلاف .. وهذا أمر نادر
ثالثاً – لم تكن النظرة النقدية حكراً على الصحفيين الذين ينتمون إلى المعارضة الحزبية أو الجرائد الخاصة غير الحكومية، بل لفت النظر أن بعض رؤساء تحرير الصحف "القومية" طرحوا تساؤلات ممتازة وبالغة السخونة، كما طرحوا انتقادات كثيرة للحكومة.
رابعاً- رغم الاختلاف مع قدر يزيد أو يقل من الأفكار التى طرحها الدكتور احمد نظيف فان هذا النوع من الحوارات المتسمة بالصراحة مع الصحافة مفيد بالنسبة للطرفين.
مفيد للحكومة من حيث أنه يتيح لها فرصة الاطلاع على نبض الناس وعدم الاكتفاء بقراءة الواقع من خلال "التقارير" ومحاضر الموظفين التى لا هدف لها إلا "تسديد الخانات" وطمأنة الرؤساء إلى أن كل شئ تمام وأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان!
ومفيد للصحافة من حيث انه يعطها الفرصة لإضاءة مناطق معتمة والحصول على تفسيرات لموضوعات غامضة وغير مفهومة وغير مبررة.
فضلاً عن أننا نحن الصحفيين لا ندعى الكمال أو العصمة أو أننا لا ننطق عن الهوى. فأداؤنا لعملنا – شأنه شأن أى عمل بشرى – قابل للسهو والخطأ. وأخطاء بعضنا يمكن أن تكون عن حسن نية ويمكن حتى أن تكون عن سوء قصد. ومن خلال مثل هذه اللقاءات المباشرة يمكن أن نكتشف أخطاءنا ونعمل على تصحيحها، حيث الرجوع إلى الحق فضيلة.
ونرجو أن تفهم الحكومة نفس الشئ، وأنها- مع كامل احترامنا لها ولجلال قدرها – ليست معصومة من الخطأ، وان الوزراء ليسوا أنبياء ولا ملائكة ولا فلاسفة، فشأنهم شأننا .. يصيبون ويخطئون. ولا بأس أن يستمعوا إلى انتقاداتنا التى لا نختلقها وإنما نرصدها فى الواقع ونأتى بها من معمعان الحياة.
ونرجو كذلك أن تصل إلى السادة الوزراء رسالة رئيس الحكومة المتضمنة فى حرصه على لقاء القيادات الصحفية فى أول يوم عمل للحكومة الجديدة، وأن يكون ذلك حافزاً لتعميق علاقاتهم بالعاملين بمهنة البحث عن المتاعب. لأن الهدف المشترك هو خدمة هذا الوطن والدفاع عنه ضد هجمات الأعداء الخارجيين والأعداء الداخليين أيضاً، وفى مقدمتهم جيوش الفساد والاستبداد.
ولعل هذه اللفتة الإيجابية من الدكتور أحمد نظيف أن تتعمق، سواء من خلال وعده بان يتم هذا اللقاء مرة كل شهرين على الأكثر، أو سواء من خلال تقنين إتاحة حرية تداول المعلومات وتسهيل وصول الصحف إليها وتجريم احتكار اى مسئول لها وحجبها عن الصحفيين.
دعونا نتفاءل .. فى بداية العام الجديد .. حتى ولو على سبيل التغيير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية
- حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين
- تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز
- هل الأزهر فوق القانون ؟!
- احتفال -تحت الأرض- لجماعة -الأخوان-!
- فقر العرب!
- نريد المعرفة.. والحرية
- أطاح بالملك فاروق .. وهزمه إخوانى -فرز ثالث-
- -الاخوان- و-الأمريكان-
- المواطنة.. لا تعني مساواة المسيحيين بالمسلمين
- من الذي حول -طحينة- البحر الأبيض إلى -خل أسود-؟!
- السحل فى أرض الكنانة .. ياللعار
- »فتح مصر«.. يا حفيظ!!
- مطلوب إعادة الاعتبار إلي «فكرة» الانتخابات


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - أربع ساعات مع رئيس الحكومة !