أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية















المزيد.....

شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسكين .. عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
فهو إذا التزم الصمت إزاء أحد الملفات العربية الملتهبة – مثل الملف السورى اللبنانى – وتجاهله وكأنه يخص دولتين فى القطب الشمالى ، تعرض للنقد والتقريع.
وهو إذا تخلى عن صمته وحاول الكلام فى الموضوع المسكوت عنه إنهالت عليه الاتهامات والاساءات التى وصلت بالفعل إلى حد التطاول على شخصه (!!) واتهامه بـ "التدخل فى الشئون الداخلية " لبلاد "مكتملة السيادة".
وهو ما يذكرنا بمسرحية "القضية" للكاتب الراحل لطفى الخولى الذى يصرخ أحد أبطالها حائراً " أقفل الشباك والا أفتح الشباك"!!
فم تكد تجف معلقات وغتريات الهجوم على عمرو موسى من جانب بعض الأقلام الخليجية بسبب منهج التعامل مع الملف النووى الإيرانى وتغليب المخاوف الخليجية منه على المخاطر المؤكدة للترسانة النووية الإسرائيلية .. حتى وجدنا انفسنا وجهاً لوجه مع حملة ضارية أخرى ضد عمرو موسى، ولكن بسبب الملف السورى – اللبنانى هذه المرة.
هذه الحملة العاتية تربصت بتصريح مقتضب للأمين العام لجامعة الدول العربية يقول فيه أن البعض لا يرغب فى علاج الملف السورى – اللبنانى، وأنه لا يجوز ترك هذا الملف للأهواء.
ومع أنه تصريح "تقريرى"، يصف الواقع كما هو ، ويطالب بالتعامل مع هذا الملف المتفجر بـ "موضوعية" وليس بـ "الأهواء"، فأن القيامة قامت وكأن الرجل نطق كفراً !!
وفى سياق هذه الحملة رأينا سياسياً مرموقاً مثل وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكى التقدمى ينبرى لشن هجوم عنيف على عمرو موسى فى برنامج "على الهواء" الذى يقدمه الزميل جمال عنايت على قناة "الصفوة" بشبكة "أوربت".
وتساءل مستنكراً "كيف يعطى الأمين العام لجامعة الدول العربية لنفسه الحق فى أن يصدر صك البراءة لسوريا بينما يتبين كل يوم أن سوريا وراء عمليات الاغتيالات المستمرة فى لبنان"؟
وأعقب هذا السؤال الاستنكارى بسؤال آخر لا يقل استنكاراً هو : هل يقبل الأمين العام باستمرار هذه العمليات الارهابية؟
والمدهش أنك إذا قرأت التصريحات المنسوبة لعمرو موسى، ألف مرة، لن تجد فيها إصدار "صك براءة" لسوريا، مثلما لن تجد فيها إدانة لها.
وهذا أمر طبيعى .. لأن التحقيقات لم تنته بعد، ورغم سوء وضع سوريا وحرج موقفها خاصة بعد زلزال نائب رئيس الجمهورية السورى السابق عبدالحليم خدام، فإنه لا يمكن لأحد إدعاء امتلاك الحقيقة بعد.
نعم .. توجد شبهات .. وقرائن .. وربما بعض الأدلة .. لكن التحقيقات لم تحسم بعد، وبالتالى فإنه من قبيل الاستخفاف بالرأى العام إطلاق اتهامات على عواهنها.
وحتى إذا ما كانت هناك شكوك قوية بتورط أصابع سورية فى مسلسل اغتيال الشخصيات السياسية والاعلامية اللبنانية، فإنه يجب التدقيق فى "مرجعية" هذه الشخصيات المشتبه فى تورطها، ولا يكفى بهذا الصدد الانسياق وراء تحليلات غير موثقة مثل تلك التى جاءت ضمن تصريحات جنبلاط والتى قال فيها " أن جريمة مثل اغتيال الحريرى لا يمكن أن ترتكب على مستوى ضابط صغير. بل إن هناك نظاما دكتاتوريا مركزيا يخطط وهو المسئول عن هذه الجرائم.
ربما يكون هذا التحليل صحيحاً، وربما لا يكون كذلك .. والفيصل هو التحقيق وما سيفضى إليه من نتائج وأدلة.
ويكفى بهذا الصدد المقارنة بين تلك التصريحات النارية للزعيم وليد جنبلاط وبين التصريحات الرصينة للأستاذ غسان توينى فى أعقاب اغتيال ابنه وفلذة كبده، الصحفى والنائب جبران توينى، حيث رفض توجيه الاتهام إلى أحد مطالباً الجميع بانتظار نتائج التحقيقات.
وهذه مسألة مهمة، لا تتعلق فقط بأحد حيثيات العدالة، وإنما تتعلق بمسألة أخرى لا تقل خطراً، هى التشابكات بين المسألة اللبنانية وبين التفاعلات الاقليمية الأشمل.
فلا يخفى على فطنة سياسى مخضرم مثل وليد جنبلاط أن كثيراً من الأصابع الدولية والاقليمية ترفع شعار البحث عن الحقيقة فى مسلسل الاغتيالات التى شهدتها الساحة اللبنانية، ليس طلبا للعدالة او حبا لسواد عيون الحقيقة.
وليس حبا لرفيق الحريرى او سمير قصير أو جبران توينى.
وإنما من أجل استخدام هذه الألغاز الإجرامية كأداة لتحقيق أهداف استراتيجية وسياسية أبعد بكثير.
وهى أهداف ليست خافية عن الطبقة السياسية اللبنانية، تبدأ بتسميم العلاقات بين لبنان وسوريا، ثم الانفراد بالاثنين فى إطار المخطط الامبراطورى الأمريكى بالمنطقة، والذى بدأ بالفعل باحتلال العراق، والذى يستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة وإخضاعها إخضاعاً مطلقا للهيمنة الاسرائيلية.
ورغم أن الطبقة السياسية اللبنانية، والعربية، ترى هذه السيناريو رأى العين، وترى خطورته على الوجود العربى ذاته، فأنها عندما تتناول أى قضية أو أى صراع عربى – عربى تنسى رؤية "الغابة" وتحصر رؤيتها فى حدود "الشجرة" الواحدة ولا تتعداها .. رغم أن الحريق إذا شب سيأتى على كل الأشجار ولن تكون شجرة بعينها – مهما كانت - محصنة من ألسنة اللهب.
هذه النظرة الضيقة ليست حكراً على بعض الأطراف اللبنانية التى تندفع لتزيين طريق القطيعة مع سوريا وإنزال العقاب بالنظام السورى بأى طريقة ..
وإنما تشاركها أطراف سورية أيضاً من خلال العديد من الممارسات السلبية، ابتداء من سيناريو التمديد للرئيس اللبنانى إميل لحود .. وما أعقب ذلك من توابع وتداعيات.
هذا التدهور الشامل والمخيف سيلحق الضرر بالجميع، ليس فى المشرق العربى فقط، ولذلك فأنه يصبح من قبيل العمى السياسى افتراض أن الملف السورى – اللبنانى مسألة تخص البلدين فقط، ولا يجب على أحد من الأشقاء العرب التدخل فيها.
كما يصبح من قبيل اللامعقول السياسى ترك التناقضات الرئيسية والأعداء الرئيسيين الذين يتربصون بنا الدوائر .. ونمسك بخناق عمرو موسى ونمزق ملابسه .. لا لشئ إلا لأنه دق أجراس الخطر وفضح الأصابع التى تزيد الجرح السورى اللبنانى عمقا وتقيحا واتهمها بأنها لا تريد لهذا الجرح أن يندمل.
عمرو موسى ليس هو المشكلة .. وجامعة الدول العربية ليست هى بيت الداء ..
المشكلة وبيت الداء أننا نستسهل الاستئساء على بعضنا البعض،وإبداء أكبر قدر من المرونة والمداهنة مع أعدائنا التاريخيين.
المشكلة وبيت الداء أننا نتعامل مع مشاكلنا القومية "بالقطعة"، وبمنهج تاجر البقالة، فنبدد طاقة أمتنا فى الصغائر ونتنازل فى الكبائر.
المشكلة وبيت الداء أننا ننظر إلى "الشجرة" ولا نرى "الغابة".
وفى حالة لبنان وسوريا .. ينظر البعض إلى شجرة الأرز اللبنانية التى نحبها ونتمنى لها استمرار الازدهار والنماء ، ولا يلتفتون إلى غابة أشجار الصبار العربية التى لا وجود لشجرة الأرز بدونها.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين
- تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز
- هل الأزهر فوق القانون ؟!
- احتفال -تحت الأرض- لجماعة -الأخوان-!
- فقر العرب!
- نريد المعرفة.. والحرية
- أطاح بالملك فاروق .. وهزمه إخوانى -فرز ثالث-
- -الاخوان- و-الأمريكان-
- المواطنة.. لا تعني مساواة المسيحيين بالمسلمين
- من الذي حول -طحينة- البحر الأبيض إلى -خل أسود-؟!
- السحل فى أرض الكنانة .. ياللعار
- »فتح مصر«.. يا حفيظ!!
- مطلوب إعادة الاعتبار إلي «فكرة» الانتخابات
- رسالة »الإخوان« للحزب الوطني: وجب الشكر علينا


المزيد.....




- شاهد: إنقاذ سائح ألماني مسن سقط على جبل في جنوب إيطاليا
- أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- خبير مياه مصري: بحيرة فيكتوريا تحقق أعلى منسوب في تاريخها
- طريقة مبتكرة لجعل البطاريات أرخص وأكثر كفاءة
- الشرطة تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا من الطلاب ...
- القسام تنعى شهداءها بطولكرم ومظاهرات غاضبة تطالب المقاومة با ...
- تحذيرات من كارثة صحية غير مسبوقة في غزة ومخاوف أممية من -مذب ...
- حالة طوارئ طبية -غامضة- تصيب عشرات الركاب في رحلة جوية
- بالفيديو: أمطار غزيرة تتسبب بمقتل العشرات في البرازيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية