أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفردوسُ الخلفيّ: الجزء 2 الشين 3














المزيد.....

الفردوسُ الخلفيّ: الجزء 2 الشين 3


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 15:36
المحور: الادب والفن
    


" ماذا تريد مني؟ لديك آنستان، وكلتاهما تناسبك من ناحية المستوى. ولكن الكآبة لا تفارق سحنتك؛ فهل هما سببُ حزنك وحيرتك؟ كما أنك منغمس بالسياسة، وتجادل الجميع بما فيهم مخدومتنا "، خاطبتني المرافقة من مكانها على الأريكة التقليدية. كنا عندئذٍ في الخيمة البربرية، المزيّن قماشها برسوم زاهية شبيهة بأحرف أبجدية غريبة أو رموز غامضة. الأريكة، كانت تحوّط الجدران الخشبية، شاغلةً معظم مساحة الخيمة. كنتُ متمدداً بعريي عند قدميّ " الشريفة "، أنصت لها فيما يدي تمسّدُ على قمة جبل فينوس، الحليق والمُبتل بحليب الشهوة. قدمها بدَورها، راحت تداعب الإحليل المنتصب وكأنما تستحثّه على تبادل اللعب مع يدي. قلتُ لها رافعاً صوتي قليلاً، فيما هدير مياه الشلالات يصدى بقوة في الأجواء: " تلك البربرية، لم تعُد تعجبني لما في طبعها من تقلّب ونزق. أما عن الخانم، فأعتقد أنها تناسبكِ أنتِ! "
" فلِمَ استولت عليك الكآبة إذاً، حالما أدركتَ أنها على موعدٍ مسبق مع ذلك الرجل؟ "
" ذلك الرجل، يُدرك جيداً أنّ الخانم ذات نزوات. ولعله على علم أيضاً، بكونها سحاقية لا يمكن أن يعجبها سوى نساء من طينة مرافقتها! "
" حسناً، لنقل أنني أروق لها في الفراش. ولكنني، في آخر المطاف، مرتبطة برجل وليسَ بامرأة "
" ماذا تريدين مني أن أفهم من قولك هذا..؟ "
" أريد منك أن تفهمَ شيئاً واحداً، وهوَ أن أنني مستعدة لنبذ الجميع من أجلك.. هأنت ذا تضحك! "، قالتها متكدرة ثمّ استدارت بجسمها إلى ناحية. عند ذلك، أخذ كفلها يبرز على شكل جبل قاف، الخرافيّ. حينَ أندسستُ خلفها مُلتصقاً بالكفل الفاتن، فإنها لم تتجاوب مع مداعباتي: " ليسَ لديك ما تقدّمه لي سوى الجنس، ولا حتى كلمة جميلة.. ". كانت محقّة، بطبيعة الحال. على أنني لم أرغب بقول شيء، أوالإنصات إلا لصراخ هذه المؤخرة المعجّزة، الطاغي على صوت مسيل الوادي. ردة فعل عشيقتي، لم تكن لتختلف عن سابقاتها: " أقضِ غرضك بسرعة، لكي نغادر هذا المكان بدون تأخير ".
بيْدَ أنّ " الشريفة "، بدَت غير مستعجلة آنَ خروجنا من الخيمة. تأبطت ذراعي حالما بدأنا في الإنحدار نحوَ درب الإياب، واضعةً رأسها على كتفي. وإذا بنا نفاجأ بمرأى جماعة " الأستاذ محمد "، وكانت متناثرة في إحدى زوايا المقهى، المفتوحة. كيلا ينتبهوا لوجودنا في ناحية الخيم المُغلقة، أستدرنا على عقبينا حالاً متخذين درباً آخر يُفضي إلى الممر الوحيد، الذي سلكناه في إرتقاء الجبل. كان من الممكن لاحقاً تبرير عدم لقائنا بالجماعة، كأن نزعم بكوننا صعدنا إلى أحد الشلالات الأكثر علواً. هكذا تابعنا سيرنا خِلَل دروبٍ متعرجة، تهمي عليها الأشجار المثمرة والغابية، إلى أن رأيتنا نتصل بالممر المطلوب. دقائق قليلة، وكنا تلقاء تلك الهاوية السحيقة، التي كانت قد أصابتني بدوّار الرهاب لدى وقوفي عندها في المرة الأولى. ولكنها " الشريفة "، مَن تعيّن عليها عندئذٍ أن تصيبني بالرعب.
" قل لي أنك ستتخلّى عني، فأرمي بنفسي فوراً إلى الوادي! "، خاطبتني على بعد خطوتين وقد تجرّد وجهها من أيّ تعبيرٍ انسانيّ. وقفتُ كالمشلول، عاجزاً عن إدراك كنه كلماتها. عند ذلك المكان، الشبيه بحافّة الكون، بدونا كلانا كإنسانين وحيدين في فردوسٍ مُقفر. لم يكن ليصدى في أذني أيّ صوتٍ عدا صوتها، المُصِم والمُصَمم. بمحض المصادفة، كان الممر خالٍ من المرتادين، وهذا ما أدركته لما صحوتُ رويداً من الصدمة. قلتُ لها بصوتٍ مرتعش، ضائع: " أرجوكِ، ما هذا المزاح السمج؟ "
" قلها الآن.. نعم أو لا! "، عادت إلى ترديد تهديدها. كنتُ ما أفتأ منوّماً بهَول الموقف، فلم أعرف كيف أجبتها بكلمات متقطعة: " نعم، بالتأكيد.. أعني، لا!.. لن أتخلى عنك أبداً ". وإذا بها تخطو نحوي، فتمسك بيدي كما لو أنني طفلها، فتساعدني على عبور الممر المشرف على هاوية الهلاك. تنفّستُ بعمق كمن خرجَ من مغارة كلها متاهات، دونما أن أعي كلمات المرأة الممسوسة: " أنسَ كلّ هذا، فإنه لم يكن سوى مزاحاً.. "
" يا لك من حمقاء، مأفونة! "، صرختُ فيها غاضباً. وكان بودي صفعها، لولا ظهور بعضهم من ناحية المرقى المؤدي للممر. وإذا هيَ تضحك بصوتٍ عال، شارعةً بتنكّب ساعدي، لتقول لي من ثمّ بلهجة جدية: " يكفيني أنك أظهرتَ خشيتك عليّ.. ". ثم تابعت محدّقة في عينيّ: " وأنا لستُ حمقاء تماماً، طالما أنني متيقنة بأنك لن تتخلى عن امرأة ستحمل في رحمها بضعة منك ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة أُخرى 44
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء 2 الشين 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء 2 الشين
- الجزء الثاني من الرواية: الراء 3
- سيرَة أُخرى 43
- الجزء الثاني من الرواية: الراء 2
- الجزء الثاني من الرواية: الراء
- الجزء الثاني من الرواية: القاف 3
- الجزء الثاني من الرواية: القاف 1
- الجزء الثاني من الرواية: القاف
- سيرَة أُخرى 42
- الجزء الثاني من الرواية: الصاد 3
- الجزء الثاني من الرواية: الصاد 2
- الجزء الثاني من الرواية: الصاد
- الجزء الثاني من الرواية: الفاء 3
- الجزء الثاني من الرواية: الفاء 2
- الجزء الثاني من الرواية: الفاء
- الجزء الثاني من الرواية: العين 3
- الجزء الثاني من الرواية: العين 2
- الجزء الثاني من الرواية: العين


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفردوسُ الخلفيّ: الجزء 2 الشين 3