أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اتريس سعيد - أوصاف النهاية المتبصرة في بداية الدهشة العمياء (ام القصائد)















المزيد.....

أوصاف النهاية المتبصرة في بداية الدهشة العمياء (ام القصائد)


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


( الإهداء إلى عبير)



(أترك كل شيء وأُمْضِي لتكن نهايتك طالما الفناء متربصا بالظل يتوجس حطام الأشياء)
(سعيد اتريس).



الرعد والبرق والنجم الساقط من أعماق الهاوية
النار والكبريت و النيازك القادمة تحت جنح الليل
يتفتق الفناء في جرح الطين الرازح أسفل الغيوم
من زنزنة إلى أخرى تحدو خطوات العمر الشريد
بين ضوضاء الجدران والحديد وعتمة الحصار
ينبثق السكون خيطا وقد نسجته الروح برهة
** ** ** ** **
كلما دَعْتُ المرح يداعب الخيال تراودني دمعة الشيطان متسربلة بالطوفان
وقهر أبناء أمة ثكلى أنجبت نحيبها في أودية قانية بالدموع والدماء
من سبحتي الرهيبة إنبعث دخان الرب الذي سكن نار التعويذة الموقدة في الروح
في جحيم البؤس الأسود تنبثق الثورة كما الزهور التي تنمو على أفئدة الشهداء
يعج الفراغ بالصمت المتلكىء في سراب الكون الخالي من دلالة العشق والسكون
أشرب الجحيم مرة واحدة في كأس القيامة البيضاء... تأتيني حمامة العروبة الغراء
وإمراة على شاكلة طيور تخطف الروح إلى هاوية الأوهام بمحاذات ينبوع العدم
ماذا يسعني فعله في وطن تفحم في أتون أقدام السوداء والغرباء والمغول والخونة
من هنا أتت جحافل المنبطحون تحت راية العطش يرددون أنشودة الطاعون
ما الطغيان الشبيه بالبرص المتمدد في جسد الزنبقة التي نست سيرة الأدغال
ما الزنوجة المحاصرة بوباء الحروب والإبادة وقصص العبودية المروعة
ما الوحشية التي تزحف بين الرماد والدخان في رقصة دموية تبجل الموت
أي خطيئة إقترفتها السماء في حق الأقحوان الذي أحب غزل الندى والضياء.
** ** ** ** **
الرعد والبرق والنجم الساقط من أعماق الهاوية
النار والكبريت و النيازك القادمة تحت جنح الليل
الدمار يلف عالما أضحى محنطا في التابوت
تتجلى الرؤية لحظة يخفق فيها القلب ساعة الرحيل
أسبح باسم الغياب الذي أوشك أن يولد من جديد
أتهجى حروف النسيان في متون غربتي المؤبدة
** ** ** ** **
الفراغ يفض بكرة الأشياء النائمة في صمت الكلمات الخرساء المصابة بالصمم
لا صور تطرب في زحام الذاكرة حيث يسقط الدمع والمطر وتتطاير أوراق العمر
في أقداس الروحانية أرنم للشمس أنشودة ثم أخلع ظلال الزمن عن كاهل الشرق
أناجي اللّهة القديمة في حاضرة النجوم البعيدة في حلم يطفح على قسمات الشعور
آتلو صلاة بابلية عارية الجوف مترنحا في أحضان لّهفة تقدس فجور الكواكب
ألمح القمر الأزرق نائما في أحضان بحيرة داكنة تعج بالأشباح القادمة من مقبرة السكون
يتسلق الفجر أوتار كمان فضية كانت تشاكس نوتة النحوس في ألحان القدر اللّولبية
ها أنذا أحبذ أوصاف النهاية المتبصرة في بداية الدهشة العمياء الخالية من الذهول
عابرا في دروب الأيام أخطوا مع الوهم الذي أرمقه وحيدا من نافذة الحيرة الأبدية
ها أنذا أغازل الغربة بناي الحنين فوق السحب التي مشت مختالة أمام سطوة المرح
أجتاز متاهة تخلو من الزمن وقد هجرتها ظلالها في النصف الثاني من حلم العبور
أبصق في عيون أرضكم المدنسة بنطف كلاب الروم التي بدأت تروي سيرة المهجنون
وطن تعربد فيه المسوخ أضحى حانة يسكر فيها الصباح الذي تمزقت مؤخرته في الليل
** ** ** ** **
الرعد والبرق والنجم الساقط من أعماق الهاوية
النار والكبريت و النيازك القادمة تحت جنح الليل
شتات الظلام المنهك تتلاشى ذراته في دخان سيجارة العجوز
والشمس محنطة في نعش صباح قد إرتدى شحوب الموت
خطانا المنهكة الشاردة في الظلمات تزحف نحو البحر والسياج
ظلي البهي يخاتل كينونة الأشياء في صخب الدقيقة المزمنة
** ** ** ** **
إستوى الموت الراقص فوق موجة الشط و إختفى الحلم خلف المجهول بين الهدير والظلام
على دندنة الهجهوج والنار والدمع والصمت في عين شمعة من ليالي شتاء قديم يراودني
بين شقوق الثواني ومخالب الأبالسة الطيبون بين كلمات الكتب كنت أعبر كالوحي والرياح
أجهضت موتي في أحشاء الظلمات التي تنازعني منذ بداية الخلق متجليا كلما بزغ النهار
أتيت مسمولا والرمد يجلل عيناي بسموم الخوف الذي أضحى خبزا في كابوس العاهرة
في لحظات التعذيب يباغثني الجلاد مرتديا قناع إمراة متوحشة تمعن في نهش طفولتي
في السنة الثانية من ولادة الروح كنت أشاهد أنثى كنصف جسد بعيون مفتوحة في العتمة
كان الصمت يعانق الألم في مرايا الحكمة التي تعكس توهج كينونتي الروحانية في العلين
يلتف حبل الهواء حول عنق السكينة التي نشرت أجنحتها في فضاء شيع أطياف الغروب
أتذكر ملامح وجوه مهشمة غارقة بين طحالب ذاكرة العطش التي تأبى كؤوس النسيان
إمراتان يتشاطرن نفس الإسم وبابان متقابلان. أحدهما يؤدي إلى الرحيل والآخر يقاوم البقاء
ذاك جيم صديقي وتلك باء أخته تحضنني في منتصف الزقاق كأني طائرا عشق البحيرة
اَتاوه من مكر المزاليج ونسياني في القيود وغمز الخديعة في ملح معاشرة لحقه الفساد
** ** ** ** **
الرعد والبرق والنجم الساقط من أعماق الهاوية
النار والكبريت و النيازك القادمة تحت جنح الليل
سطوة الروح تفتك بكوابيس الموت المتربصة باحلام الشهوة
يباغثني وباء العشق في زقاق الطاعون أرى العبودية إمراة
والشوق مدينة تستيقظ في أهداب اليمام الناعم المخفي بين كفوف الماء
في كهوف الرغبة المنتكرة تنام الراهبة في حضن الخفاش المسمول
** ** ** ** **
أيها الحزن المتربع على أفئدة الأيام القاسية إن للنور وجها يخلو من النحيب
يخفي الحلم الجميل ملامحه تحت قبعة الآسى العابر إلى الإحتضار في بحيرة الورود
أعانق عطر السلام في الزهرة الجاثية أمام السكون الذي يلهم الأرواح سر الخلود
في شرفة العام لا زلت واقفا أرمق إلى أمنية عرجاء تتوسل الرحيل تحت عراء الفصول
في مناجاة عشتار يزهر ربيع الروح الذي يغمر الأكوان بسحر الأنوثة المبجلة
على صهوة النار يبعث سيد الكينونتين بشرى الخلاص مضمخة بعبق الجحيم
كم أمقت زمن الرجس حينما يحتسي لعابه المتدلي على شفاهه التي توحي بشراهة الأيام
ماذا أصابك أيها القدر الأبله لتزج بالنور في الطين ولتسجن الشعور الجميل في ألوان الوهم
أيتها الحياة المترفة بالشقاء لما تحشين وسائد الزمن برماد المآسي المتلاشية في فناء الريح
أصلب الحنين المتوحش القابع في قلب الأعاصير المتسللة إلى نافذة ذاكرتي المخملية
أخلع أسمال الفضيلة قبل أن أخلع القيود الناعمة بعدما أخلع قناع خريف يصادر طفولتي
النسيان يشنق أطياف الصباح على سنديانة العمر التي يقبلها جنون الحاضر على الوجنتين
أمرح على قمم الأحزان المشيعة في مقبرة الشتاء مثملا بنشوة الرحيل إلى جايفسكيلا
** ** ** ** **
الرعد والبرق والنجم الساقط من أعماق الهاوية
النار والكبريت و النيازك القادمة تحت جنح الليل
كان الموت لحظة ولادة ثانية إسمها العدم الذي يستعيد صفاء السكينة المشيئة
في طيات ظلوعي أحضن فراشة النفس في شرنقة تحجب الروح عن الأكوان
صفاء الروح يبيد الأوهام التي تحجب الرؤية المتفقدة في صخب الأشياء
يا أسير الظلمات آلست أنت ابن النور الذي ظل طريق العودة إلى مهد الضياء القديم
** ** ** ** **
كان باديا في الأشياء منذ البداية التي تخلوا من مسرة القلب إلى نهاية لا تستهوي السجية
الظلام المتبجح في كيان الوهم الذي أنجب الأشياء في الأذهان المحشوة بالنزوة والخوف
الظلال العابثة على قيد الموت تسكن الفناء في سطوة المجهول المتدحرج نحو النسيان أبدي
تتألم الرغبة في فراديس الجمجمة حينما يقبل الجنون الألم في منتصف طريق النزوة والموت
صدى الحقيقة المتردد في الجمال الذي يتخلل ملامح طبيعة يعشقها الصمت في سكون الفجر
منغمسا في خيرات الشر متوجسا من شرور الخير كلما تلاشى الخوف في سراب الأشياء
حينما يسقط قناع الغدر ألمح ملامح الخديعة الشنيعة في شحوب الوقت اللّقيط المتحدر من الخيانة
ينضح عنب الألم في عناقيد الأهواء النامية في مستنقع الشهوة بين مخالب الرجس والطاعون
تصرخ الكرامة الجافية في أصقاع القهر المختومة بالسوء والرصاص والعقم والجوع
والأرض لا تسمع صراخ المعذبون في أحلام الشمس التي تحضن الأرواح في دواوين الضياء
أنا حال الوجد القائم بين المشنقة والعامود والمحرقة أمضي جهة أنين السنابل في كف دهرية
يستيقظ الفناء في جذور الموت المتمددة في جسد الظلام المتفسخ على أسرة القدر اللّعين
تتلاشى الأحاسيس الزهرية في غضون سّاعة يتناثر جسدي إلى شّظايا ربما تمحو كلماتي


شاعر الجمجمة (سعيد اتريس)
3/1/2017



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدأ كانت الولادة الثقافية مضمخة بعبق الشرق
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (9)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (8)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (7)
- ليالي القمر الدامية
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (6)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (4)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (3)
- بيان الكرامة
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (2)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (1)
- ظهيرة الشغف الشاغرة
- انا اقرع جدران الخزان اذن انا موجود
- شذرات مشعة في رماد البوهيما الغاربة
- في هذا الجحيم سطعت شمس الجمجمة على العصر
- مدخل إلى مبادئ الإزدهار أو فلسفة الرخاء الكوني
- بعض التصورات الوجودية لمذهب الراستافارية
- مواعظ الحكمة من أقوال الجمجمة
- القمة العربية السابعة والعشرون مؤشر ينذر بتخلي العملاء العرب ...
- (مقاطعة الانتخابات التشريعية المخزنية الفاسدة ليوم السابع من ...


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اتريس سعيد - أوصاف النهاية المتبصرة في بداية الدهشة العمياء (ام القصائد)