أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - انهم يفّجرون حتى قبور الموتى














المزيد.....

انهم يفّجرون حتى قبور الموتى


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفجيرات الأخيرة في العراق تعني شيئاً واحداً. ان هناك من يتبنى خطة سياسية- عسكرية تشبه الى حد كبير تلك التي تحكيها التوراة عن شمشون حين هدم الهيكل على نفسه واعدائه. المشكلة، التي لا يمكن لأحد ان يتجاوزها، هي ان تلك الشخصية التوراتية كانت قد فقدت الأمل، كلّ الأمل، في ان تصل الى هدفها فلم يبقَ امامه سوى ان ينتحر ويجرّ معه الى هاوية الموت اكبر عددٍ ممن تخندقوا ضده في معسكر الأعداء. فهل نعني تفجيرات كربلاء والمقدادية وغيرها ان من رفعوا شعار" المقاومة" في العراق فقدوا هم ايضاً الأمل في تحقيق اهدافهم فلجأوا الى ذات الستراتيجية الشمشونية؟
لمعرفة الجواب علينا ان نعرف اولاً اهداف اولئك الذين لطخوا اياديهم بدماء العراقيين. وهل صحيح انهم انما حملوا السلاح لتحرير العراق من احتلال اجنبي؟ فقط؟
لا يبدو ذلك صحيحاً اذا ما قمنا بعملية حسابية بسيطة لمقارنة عدد المدنيين من ابناء الشعب العراقي الذين فقدوا حياتهم نتيجة أعمال العنف المسلّح، مع عدد العسكريين من الأمريكان والقوات متعددة الجنسية. لا داعي لذكر الأرقام فجميعنا يعرف كيف ستبدو النتيجة، وهي بالتأكيد ليست في صالح من يسمون انفسهم برجال المقاومة. فعدد من سقط من العراقيين في عمليات التفجيرات الأنتحارية والسيارات المفخخة يتجاوز اضعاف مضاعفة عدد اولئك الذين قُتلوا من القوات الأمريكية والبريطانية جرّاء عمليات عسكرية استهدفتهم.
الواضح ان هدف من يخطط وينفذ تلك الهجمات لا يتعدى ايقاع اكبر الخسائر بالعراقيين، المدنيين منهم على وجه الخصوص. ويتعمد ارهابهم يومياً وملاحقتهم اينما كانوا حتى وهم يدفنون موتاهم. وان هدف تلك العمليات ليس قوات الأحتلال بل ابناء العراق الذين اتفق جميع الفرقاء في مؤتمر القاهرة على احترام دمائهم وامولهم وأعراضهم. فأين ذهبت مقررات مؤتمر القاهرة الذي رعته جامعة الدول العربية؟ واين هي تعهدات الأطراف التي جلست على مائدة المفاوضات لتتوصل الى حلول سياسية ناضجة لأخراج العراقيين من دوامة الموت اليومي والأرهاب الدائم؟
لقد ادعت بعض الأطراف في مؤتمر القاهرة بأنها تمثل "المقاومة الشريفة" فهل لتلك المقاومة اي يدّ في عمليات الأرهاب هذه؟ ولماذا تتقصد تلك القوى استهداف المواطنين في المناطق ذات الأغلبية الشيعية؟ ولمصلحة من تقوم بذلك؟
ليس من مصلحة العراقيين، العرب منهم على وجه الخصوص، ان نجازف بإلقاء التهم ضد طائفة ما او مجموعة أثنية محددة. ولكن تلك " المقاومة" ستجبرنا ان نفعل ذلك يوماً اذا ما استمرت في تنفيذ مسلسل الدمّ في شوارع المدن العربية في العراق. لأن ملامح المخططّ الذي تتبناه يوضح لنا شيئاً فشيئاً ان المستهدف الأول هو المدنيين وليس القوات الأجنبية التي اصبحت بمعزلٍ عمّا يجري في العراق. إذ بنت قواعدها العسكرية الحصينة وتمترست فيها بعد ان رتبت اوراقها وتركت طوفان الدم يبتلع العراقيين لوحدهم دون ناصر او معين، سوى مجموعات من الحرس الوطني والشرطة القليلة العدد والخبرة والتي يترصدها الموت في كل زاوية من زوايا الوطن.
من الرابح من هذه العمليات؟ وماهو حجم الربح الذي يحققه؟ الأكيد جداً ان في هذه الحرب التي تدور رحاها على ارض الرافدين لا يمكن لأي طرف من الأطراف ان يعلن نفسه منتصراً حتى ولو حقق انتصارات عسكرية حاسمة. فالضحايا هم دائماً اهلنا. والدماء التي تجري في انهار موازية لدجلة والفرات هي دمائنا.
اما الخاسر الأكبر في هذه اللعبة القذرة فهو العراقيّ الذي شعر ببعضٍ من بوارق الأمل بعد انهيار نظام العفالقة الديكتاتوري وكاد يرفع نظره الى اعلى ليرى سماء الله الزرقاء التي لم يرَ فيها غير الدخان والنار منذ اكثر من اربعة عقود مضت.
ولاريب ان من قام بتفجير قبرٍ لم يُلحد فيه الميت بعد في مدينة المقدادية، قد تعب من تفجير قبور الأحياء فقرر ان يبدأ عمليات تفجير قبور الموتى.
فماذا يريد اولئك الذين يفجرون انفسهم والوطن بكامله؟؟ كرسي في السلطة ام لعنات العراقيين التي ستترى تنصبّ عليهم طالما كان هناك ماءٌ يجري ودمٌ يغلي وصوت يعلو على تراب هذا العراق الذي قرروا نسفه من الأعماق؟



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الموبايل
- هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟
- نبوءةُ عُرسٍ اسوَد
- سانتا لوسيا والشعر الأسود الفاحم
- مجنون يحكي .. وعاقل يسمع
- البوري رقم 2
- الأسلاميون والفخ الأمريكي
- وأبيع ريّا في المزاد
- ألمرجعية ولعبة السياسة
- مذكرات لقلق مصاب بأنفلونزا الطيور
- الصحافة الوطنية العراقية في خدمة الأرهاب؟!
- ريّا تعودُ اليومَ من موتِها
- الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة
- رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ
- شمس الدين: الحقيقة والأسطورة
- صورة دافئة من ألبوم عراقي
- كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟
- عثمان الأعظمي.. ألكاظمي.. العراقي
- تصبحون على أمان
- أغاني بابلية للموت العراقي


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - انهم يفّجرون حتى قبور الموتى