أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - متى يكون الاعتذار لعدن حتى المهرة














المزيد.....

متى يكون الاعتذار لعدن حتى المهرة


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة ضد المحتل الأجنبي واجب وطني وشرعي ومنها ينبثق الاستقلال والحرية وهما شيئان مقدسان لكل الأمم , ومن هنا يُفهم أن الثورة والاستقلال هما أسلوب حياة وتضحية يعلمهما الكبار للصغار , لكن ماذا إذا الثورة تعارضت مع وثيقتها الخاصة وقيمها الوطنية وناقضت أهدافها و خرجت عن مسارها وعن سلطة الشعب وسلكت طرق ملتوية وانقلابية وصراعات بين الثوار وتصفيات جسدية فيما بينهم , وماذا إذا عُمر الاستقلال أكثر من 49 سنة والجنوب العربي محلك سر , ماذا إذا في عهد الاستقلال وحتى يوم الوحدة المقبورة قُتل من أبناء الجنوب أضعاف ما قتلهم المستعمر , ماذا إذا أثناء الصراعات العسكرية الداخلية و الخلافات الأيديولوجية لقادة الثورة كانت تُدمر منجزات البنى التحتية البسيطة في عدن والمحافظات الأخرى , ماذا إذا الشذوذ الفكري والاقتصادي لبعض من زعماء الدولة حرم المواطن الجنوبي من أملاكه الخاصة محلات , أراضي و مساكن وشركات و زج به في طرق البؤس المعيشي , ماذا إذا سياسية الدولة بعد الثورة والاستقلال كانت تصادمية مع الغرب والجيران , وهي السياسة التي كانت لا تشير إلى حصافة أو ذكاء النظام بل إلى استهتار بمصالح الدولة والشعب أوصلتنا إلى عزلة دولية وعداوات مع دول كثيرة على المستوى الغربي و العربي واليوم نحن في القاع , بسبب جهل بعض الثوار بمبادئ و مفاهيم أسس بناء الدولة و العلوم السياسة و العلاقات الدولية , ماذا إذا اتخذ قرار مصيري متسرع لوحدة الجنوب مع اعتى الأنظمة تخلف ودموية , الذي نهب الثروات وضحاياه بمئات ألآلاف من القتلى و المفقودين و أحزان و بكاء الأمهات والأرامل والأطفال لا يتوقف حتى يومنا هذا, ماذا إذا منجزات الثورة والاستقلال ألان هي الفقر و الإرهاب والتطرف والفساد الذي يجتاح الجنوب من عدن حتى المهرة .
ان السلوكيات أللاديمقراطية و أللاسلمية وأللا تطورية لبعض الثوار الرعاع بعد الاستقلال جعلت فكرة الثورة ونتائجها هي الأسوأ فكريا وإنسانياً والأكثر عنف ودموية مع احترامي الشديد لبعض الشرفاء الأحياء منهم والأموات , الذين كانوا ثوار وطنيين بحق وسعوا بكل حب وأمانه وإخلاص لبناء دولة ديمقراطية مستقلة , دولة العدل والمساواة , دولة الجنوب العربي المنفتحة في جوانب الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدبلوماسية على كل العالم , لا دولة الحزب الواحد المنغلقة على نفسها و ربط المواطن والاقتصاد والسياسية بأيدلوجية وحيدة أثمرت عن ضياع حقوق دولة وشعب بالكامل , وبمراجعتي لكل قناعاتي السابقة وصلت إلى التفكير ألديمقراطي الحقيقي , و بعدها راجعت إنجازات الثورة والاستقلال في الجنوب العربي حتى 22 مايو 1990 فوجدتها وهماً كبيراً , لأنها إنجازات أجهضت التعددية و الديمقراطية وقيدت الحريات وأطلقت يد الأجهزة الأمنية , و ازداد يقيني , بأننا كجنوبيين عشنا فترة من الجمود في التطور الاقتصادي والسياسي وان الضعف اليوم , الذي تعانى منه الحركة السياسية في الجنوب العربي هو نتيجة ألامس , نتيجة عدم التداول السلمي للسلطة و الإدارة الكارثية للدولة باعتماد سياسة الحزب الواحد والمناطقية , لذلك على كل من ساهم في وقف تطور الجنوب العربي وشرد أبنائه وأفقرهم و جعل مدينة عدن تنافس الغالية بغداد بالتفجيرات الانتحارية و القتلى و مساكنها وشوارعها تتشابه مع قندهار أن يقدموا اعتذارهم للشعب الجنوبي , وعلى كل من جعل بحارنا وأبار ونفطنا وغازنا وسمائنا فيد لحثالة الأرض عليهم أن يقدموا اعتذارهم للشعب الجنوبي , وعلى كل من أوصل خيرة كوادرنا وأستاذتنا المتقاعدين وجعلهم كالشحاتين على أبواب البريد أن يقدموا اعتذارهم للشعب الجنوبي , وعلى الذين ساهموا وشاركوا في نهب وبيع الأراضي وفي خلق و تربية مافيا الكهرباء و بارونات الاستيراد و التصدير وشركات المقاولات الوهمية و لصوص مداخيل الغاز و البترول أن يقدموا اعتذارهم , على كل من ساهم في الفساد السياسي و الاقتصادي و الإعلامي والقضائي و التعليمي لتدمير الجنوب عليهم أن يقدموا اعتذارهم للشعب الجنوبي .
أدرك أن بعض المقاقين ( المزايدين ) سيتهمنا بالمخلص للتذكير بالتواريخ السوداء للجنوب العربي و بالجهل السياسي والثوري والعمالة ووو , و في نفس الوقت لدي يقين أن البعض الأخر سيدرك مثلي أن سذاجتي ومراهقتي الفكرية حتى 22 مايو 1990 هي التي جعلتني وجعلتهم ينبهرون بالأيدلوجية الوحيدة في البلاد , وبأنها ماما و بابا , لكن علينا عدم الاستسلام لخداع الذات , بل معالجة ماضينا الناقص أركان الحياة والتطور حتى لا يتكرر ولأن ذاكرة الشعوب لا تنسى , و علينا وصف كل شيء وكل شخص بما يستحق , ليس من أجل الدخول في صراعات عبثية جديدة ولكن من آجل الانطلاق نحو المستقبل بطريقة سليمة وامتلاك وعي مستقل حر بعيد عن حشو الأيدلوجيات بكل أشكلها ومن اجل أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح نحو أنشاء نظام ديمقراطي عادل خالي من الصراعات المناطقية و السياسية .

د. مروان هائل عبدالمولى



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأمن القومي في صنعاء وعدن
- من ينصف مدينة عدن وأبنائها
- لا تحزني يا شذى
- لا فائدة من وحدة الأرض في غياب وحدة الإنسان
- لا تقلقوا صنعاء ليست عدن
- كلمة ولو جبر خاطر
- الثقافة الجنوبية عنصر قوة ومصدر فخر
- النيابة العامة بين القصر الجمهوري والقبيلة
- الدبلوماسية الجنوبية القادمة والإطار الجيوسياسي الساحلي
- خطاب السيد طائفي وخالي من الضمير الإنساني
- لغز القاعدة في مدينة الحوطة
- بين صنعاء وعدن ثقافتين مختلفتين
- سياسة الغدر والعبث بالأنفس اليمنية
- عن أي دوله يمنية يتحدثون ؟
- تحالف الضحية والجلاد
- صفوة القوم في الشمال
- الانقلاب في الشمال والانفصال في الجنوب
- السلاح والفساد والجهل أسباب رئيسية في أزمات اليمن
- ذوات الاحتياجات الخاصة في اليمن
- سوبر مواطن


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - متى يكون الاعتذار لعدن حتى المهرة