أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - تجمعت الجماهير ... هتفت الجماهير ... سيقت الجماهير للموت .














المزيد.....

تجمعت الجماهير ... هتفت الجماهير ... سيقت الجماهير للموت .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالما وقفت الجماهير الغفيرة امام السياسي او امام رجل الدين , لتهتف بحبها له وتعلقها به , بعد ذلك يتم اسكاتهم بحركات توحي بالامتنان لهم من قبل قائدهم , ليتحدث بعد ذلك بموضوع ما ,هو يريد منهم ان يقوموا به , اما بصورة مباشرة او غير مباشرة , وهذا ما يُعرف بـ ( عسكرة الجماهير) او تحشيدها من اجل حربا ً او غيرها , والجماهير بالضرورة ستعلن موافقتها الجماعية من خلال المزيد من الهتافات , والتضحية بحياتهم وما يمتلكون من اجل القائد المفدى .
قطعا ًسوف يستخدم هذا السياسي او رجل الدين بعض الكلمات المكررة , والتي تناسب جميع المناسبات وتناسب ايضا ًجميع طبقات الجماهير ... منها :
ايها الشعب العظيم ! .
ايها الجماهير الابية ! .
يا ابناء الوطن الشجعان ! .
وغيرها من المصطلحات , التي يأخذها الجزء الاكبر منهم او اغلبهم , على انها شهادة تقدير له شخصيا ً دون الاخرين , بمعنى انها رسالة شكر وامتنان له بالتحديد , الاخرون بدورهم يعتقدون انهم المعنيون بتلك الكلمات, هكذا يكونوا جميعا ً مطالبين بالولاء له اولا ً , وتحقيق ما يطلبه منهم ويأمرهم به ثانيا ً , والحفاظ على شخصه العظيم كونه يفكر عنهم ويتخذ القرارات المناسبة لهم ثالثا ً!.
كانت الخطابة وما زالت , من اهم ادوات قيادة الجماهير , بل اهمها على الاطلاق , لدرجة انها اهم بكثيرمن الاعمال التي يجب ان يقوم بها القادة , بمعنى ليس من الضروري القيام بأعمال عظيمة من قبل السياسي او من قبل رجل الدين , ولكن من الضروري ان يكون خطيبا ً قويا ً مؤثرا ً !, نجد هذه الحالة في اغلب مجتمعات العالم , ولكن في المجتمع العربي تكون اكثر من غيرها , لانه مجتمع يعتمد على السمع دون التدوين !, فلقد تناقل العرب تاريخهم وادبهم وتقاليدهم وغيرها , تناولوه عبر النقل من جيل لاخر , ولم يكن للتدوين اهمية كبيرة لديهم الا قليلا ً .
بالرجوع الى موضوعنا , وهو وقوف وهتاف الجماهير امام السياسي او رجل الدين , والاستماع الى كلماته المعبرة عن حالتهم وعن طموحاتهم , والتي تستوجب موافقتهم المطلقة عليها , هذا السياسي اورجل الدين يجعلهم قتلة اذا اراد , ويجعلهم حملان وديعة اذا ما طلب منهم ذلك , على هذا الاساس يمكن للجماهير ان تتحمل اصعب الظروف من اجل قائدهم , ومن اجل رغبات وكلمات قائدهم , ومن اجل لاهداف واجندات قائدهم , وبالتالي تكون هذه الجماهير بمثابة قبنلة موقوتة بيدهم .
المعيب في هذا الموضوع , انه لحد هذه اللحظة , ما زالت الجماهير تتجمع وتصفق وتهتف لهؤلاء الساسة او لرجال الدين , والمعيب ايضا ً انهم يفتخرون بتغييب عقولهم بهذه الطريقة , وبأعطائه الحق بالتفكر عنهم , وايجاد الطرق المناسبة لحياهم و لموتهم , لهذا نجد القرارت الجماعية والموت الجماعية هي الحدث الابرز في المجتمعات العربية , اما بخصوص ما يمتلكه هذاالسياسي اورجل الدين من مواصفات وقابليات, فليس بالضوروة ان يكون الافضل , ولكن بالضرورة يكون الاقدر على عسكرة وتجييش هذه الجماهير .
لقد عمل هؤلاء القادة ( الساسة ورجال الدين ) ,عملوا على خلق اكثر من حالة لقيادة الجماهير , ولكني اركز على حالتين مهمتين جدا ً هما :
الاولى :
ارتباطهم هؤلاء القادة بالمقدس , بمعنى وصولهم الى مرتبة التقديس ( وليس العبادة ) , اما من قبل المنظرين لهم او من قبل اتباعهم , وهذه ليس غريبا ً في المجتمعات غير الواعية , ولكن الغريب انهم ينكرون على الاخرين تقديسهم لما يعتقدوه !, مما يجعلهم يوغلون بالجهل وبالتخلف , وهذا بالضبط ما يحتاجه القادة من اتباعهم , جماهيرغبية متخلفة لا تطرح اي سؤال , لا يثيرها اي تصرف من قائدهم , والدليل اننا نشاهد اجتماع هؤلاء القادة وجلوسهم مبتسمين مع بعضهم البعض , ليتحاوروا بامور الدولة والجماهير , اما قطعانهم ( الجماهير) فأنهم ينتظرون ما يقرره اسيادهم , او انهم يتقاتلون فيما بينهم الى ما شاء قادتهم .
ثانيا ً :
جعل الموت فكرة جماعية تتشارك بها الجماهير , وفي حالات متقدمة يكون الموت هدف اوغاية تسعى لها اغلب الجماهير , بل ويتسابقون ويفتخرون بوصولهم للموت اسرع , لذلك تجد الموت الجماعي اقل تأثيرا ً حتى على ذويهم ,انه استيعاب سهل بسيط لفكرة الموت التي حيرت الانسانية على مر التاريخ , في حين يكون تأثير الموت الفردي بين فترات زمنية متباعدة كبيرا ًعلى النفس الانسانية .
يعتقد بعض المفكرين ان المجتمعات الشرقية بحاجة دائما ًالى ديكتاتور , سواءً ديني او سياسي , وان هذه المجتمعات غير مهيئة لتكون شعوب ديموقراطية , وهذه ليست تهمة من قبل اعدائها , انما هي نتائج بحوث طويلة اجريت عليها , بدليل ان سقوط الديكتاتور في اي دولة عربية , بالضرورة ينتج ديكتاتوريات متعددة الاتجاهات والاجندات , المستفيدون من هذه الديكتاتوريات يبررون افعالها ووجودها , لانهم خبراء في كيفية صنع الديكتاتور , ايضا ًوخبراء في كيفية الاستفادة منه .
في الطرف الثاني من المعادلة الاجتماعية العربية , هناك الشرفاء الذين يعتقدون ان الافضل والاصلح هو الذي سيحكم بلدانهم في وقت ما , على اعتقادهم هذا تجدهم ينتظرون وينتظرون , ولن يأتي الاصلح ولن يأتي الافضل , وهكذا تعيد الحياة الاجتماعية دورتها بوجود ( المستفيدون من الديكتاتور السابق ) وقد شغلوا الفراغ الموجود لصناعة ديكتاتور جديد .
يجب ان تدرك الجماهير وهي تهتف وتغنى للسياسي او لرجل الدين , انهم فقط ارقام في اجندة القادة , وانهم حطب الحروب والصراعات التي يصنعها السياسي او رجل الدين .
صادق العلي



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون ومعسكرات الاعتقال قبل طردهم من امريكا !.
- ما يجري في العراق امر طبيعي
- دونالد ترامب ... رئيس بلا مهارات لمرحلة بلا ملامح
- العقوبات الجسدية في الدين الابراهيمي .
- علي حداد ... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .
- النصوص الثانية في الدين الابراهيمي
- داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع
- الارتقاء بالذات لارتباطها بالمقدس
- الجعفري والقنصل العراقي في ديترويت وشلة والمتملقين
- الحروب الشيعية السنية والغلبة لل ....... ؟!.
- بين المكتبات العامة ودور العبادة
- تخلف القنصل والقنصلية العراقية في ديترويت من جديد
- الى اقصاه
- كيف لرجال الدين مكافحة الارهاب ؟؟؟
- نتوء يشمخ
- الالحاد الطائفي
- كارل ماركس مؤمن ككل المؤمنين
- ترهات 1
- لوسيفر والايحاد*
- لا مناص من


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - تجمعت الجماهير ... هتفت الجماهير ... سيقت الجماهير للموت .