أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - ما يجري في العراق امر طبيعي














المزيد.....

ما يجري في العراق امر طبيعي


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجري في العراق امر طبيعي .
,,,
مدخل : سألني احدهم عن الاوضاع في الوطن ؟ طبعا هو يقصد العراق , قلت له , ما يجري امر طبيعي !, لم يستغرب الملل الذي انتابني من سؤاله واجابتي , ولكنه استغرب اختزالها بهذا الشكل , فطلب توضيحاً ولو مؤجلاً فكان هذا المقال .
قد يرى البعض ان ما يجري في العراق منذ سنة 2003 الى ما شاء اهله , ان ما يجري هو مخطط غربي ينفذه عملاء باعوا وطنهم واخلاقهم للمستعمر , اخرين لا يريدون ان يستقر الوضع في العراق , غيرهم يريد تحطيم المجتمع وضرب مكوناته بعضها بالبعض الاخر , هكذا طروحات تجعل جميع مكونات المجتمع العراقي بعيدة عن الشبهات وعن الاتهامات, إذ ليس هناك من يحدد العملاء , ومن هم البعض الذي يريد تدمير الوطن , ولا يستطيع تحديد من هم الاخرين الذين تعاونوا مع الشيطان كي ينفذوا المخطط الاستعماري الشرير .
بما اننا اناس طيبون وشرفاء , وتربينا في كنف عائلات محترمة , وان امهاتنا حنونات طاهرات , ايضاً لان ديننا هو دين الحق الوحيد , واننا ملتزمون بتعاليم الخالق فلا يجب ان يحدث هذا لنا , اما وان وقعت الكوارث على رؤوسنا فأنها بلا شك اختبارات الخالق لعباده الصالحين , ونحن اكثر صلاحاً من غيرنا بالتأكيد .
هذه الاسباب والحلول تجعل اغلبية مكونات المجتمع العراقي توافق على ما يجري , بشكل او بأخر وتساهم به , اما بالقتل او بالسرقة او الرشوة , او اي وسيلة اخرى يراها ذلك المكون مناسبة له , والمساهمة هنا ليست من اجل تحطيم الوطن , ولا من اجل تدمير بنيته التحتية , ولكن من اجل اعادة بناء الوطن وفق تصورات ومعطيات خاصة يعرفها قادة تلك المكونات في هذا الصراع .
بمعنى :
لم تفكر المكونات العراقية يوماً بمصير الشيعة او الاكراد ابان حكم البعث , بالتحديد في فترة حكم صدام حسين , لم يفكر سنة العراق بمصير اخوانهم في الوطن , من ابناء المحافظات الجنوبية , وكيف كانوا يساقون للموت والجوع , بينما هم ينعمون بالحياة الكريمة , لم يفكر المستفيدون من القومية العربية بالفقراء من ابناء جلدتهم , وهم يبيعون اخر ما يمتلكوه وهي اجسادهم في عواصم العهر العربي , لم يفكر المسيحي والكلداني والاشوري وغيرهم بالاخرين , على اعتبار انهم اقليات متناثرة في وطن تحكمه اغلبية مسلمة , وعليه يجب ان ينسقوا اوضاعهم مع الحكومة وقتئذ , ايضاً لان الحكومات تعتمد بشكل كبير على الاقليات , لانها تشتري ولائهم من اجل حمايتهم من حكم الاغلبية .
كان الجميع يرى ان الاوضاع طبيعية , السيد القائد يسيطر على مقاليد الحكم بشكل طبيعي , المعارضة الى مقاصل الاعدام بشكل طبيعي , الفقراء يبيعون بناتهم في عواصم الاشقاء بشكل طبيعي , الشباب اما حطب للحرب او للهجرة ايضاً بشكل طبيعي .
اين الوطن في كل هذا ؟.
الوطن بعيون الاخرين ... الوطن كما اراه ... الوطن كما يراه غيري ... ليس هناك رؤية واحدة كما ليس هناك وطن واحد .
الافكار الجماعية وان كانت عظيمة , ان لم تثبت صحتها على ارض الواقع , ليس من حق المنظرين لها مطالبة الاخرين بقبولها نظرياً .
ضعفاء الامس ... اليوم هم الاقوى !.
فقراء الامس .... اليوم هم اكثر ثراءً !.
المغلوبون على امراهم ... هم اصحاب القرار اليوم .
ما كان يرفضه ضحايا الامس .... اصبح ينادوا به كونهم جلادوا اليوم !.
الذين تجاهلوا ابناء جلدتهم بالامس .... اليوم يصرخون من التهميش والتشرد !.
هي حركة الزمن .
البعض غير مرغوب بهم في هذا الجميع , بالنسبة للطرف الاقوى , بتعبير ادق انهم امر واقع على هذه الارض , وبالتالي لا منطق مشترك يجمعهم , فقط يجمعهم منطق الكذب !.
فما هو الكذب الذي جمعهم ؟ :
منطق الكذب ينقسم الى كذبتين يتناولها الطرف القوي والطرف الضعيف بنفس الالية , ولكن بأوقات ومواقع مختلفة .
اولاً اكذوبة الوطن : بعقة الارض التي تسفك عليها كرامة ابنائه وشرف بناتهم , بقعة الارض يصفع فيها الاب امام ابنائه , هذه الارض من المستحيل ان تسمى وطن .
ثانياً اكذوبة الدين : لم تتوافق الاديان الابراهيمية يوماً قط الا على الحرب , ولم تتوافق المذاهب الاسلامية قط الا على انتصار احدها على الاخر , وعليه من المستحيل ان يسمى دين .
اما العروبة والقومية العربية فهي الاكذوبة الاحدث على المجتمع العراقي , اذا ما قارنا بين تاريخه الطويل كمجتمع وبين هذه الفكرة الهجينة , وعليه من المستحيل تجمع كل هذه المكونات تحت شعاراتها .
كيف يشعر الانسان بالانتماء الى ارضه والى وطنه , وهي خليط ما تقبل بعضها البعض الاخر ؟.
متى يكون الانسان مديناً لارضه ولوطنه , وهناك من يتربص به في كل الاوقات ؟.
ما جرى بالامس كان امر طبيعي للبعض .... ما يجري اليوم امر طبيعي للبعض الاخر .
صادق العلي



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونالد ترامب ... رئيس بلا مهارات لمرحلة بلا ملامح
- العقوبات الجسدية في الدين الابراهيمي .
- علي حداد ... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .
- النصوص الثانية في الدين الابراهيمي
- داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع
- الارتقاء بالذات لارتباطها بالمقدس
- الجعفري والقنصل العراقي في ديترويت وشلة والمتملقين
- الحروب الشيعية السنية والغلبة لل ....... ؟!.
- بين المكتبات العامة ودور العبادة
- تخلف القنصل والقنصلية العراقية في ديترويت من جديد
- الى اقصاه
- كيف لرجال الدين مكافحة الارهاب ؟؟؟
- نتوء يشمخ
- الالحاد الطائفي
- كارل ماركس مؤمن ككل المؤمنين
- ترهات 1
- لوسيفر والايحاد*
- لا مناص من
- رأيت الموت ميتاً
- هل يمكن ان نُجزء الحداثة كي تتقبلها مجتمعاتنا ؟


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - ما يجري في العراق امر طبيعي