أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق العلي - علي حداد ... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .















المزيد.....

علي حداد ... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 16 - 19:05
المحور: الادب والفن
    


علي حداد... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .
,,,

1 – الحدث :- حرب - قتلى - خراب - اسرى ( موضوع الرواية ) .
2 – المكان :- الشرق الاوسط - الاسلام – طغاة بعرقيات ومفاهيم متناقضة - معسكرات النسيان ( موضوع الرواية )
3 – الزمان :- الفصل الاخير في سيناريو الحرب الباردة - مرحلة تحويل الصراع السياسي الى صراع ايدولوجي - عالم القطب الواحد .
كمية الحقائق التي تحملها رواية ( ايام كنا نحتال على الاشياء ) للروائي العراقي علي حداد تجعلك تلتف على ما علق بالذاكرة من ( قناعات - ثوابت - انطباعات ) من جهة وانعكاس ذلك على ما يجري حولك ومدى تأثرك به من جهة اخرى ... على اثر ذلك وبين ثنايا الالتفاف تنتصب الرواية بوصفها عملاً اديبا يخضع لقياسات ادبية محضة من قبل ( ناقداً محترفا - متلقي بمستوياته مختلفة ) .
العنوان والمساحة الممنوحة !.
ما لفت انتباهي هو العنوان , إذ شعرت بأن حداد يفتخر بأحتيال ابطال روايته على ما حولهم , وبالتالي ستأخذنا الرواية بأحداثها وشخوصها الى عوالم لا تستطيع معها الا الاحتيال على كل ما يحيطنا , حينها سنكون امام سؤال لا بد من طرحه وهو : هل يمكننا في لحظة ما ان نبرر(الاحتيال - السرقة - الكذب ) او غيرها من الافعال غير السوية ( المفهوم الجمعي ) كي نبقى على قيد الحياة ؟ , كان الموت حاضراً بقوة انه الموت بكل قساوته !, امنية اغلب شخوص الرواية , ولكن عندما يكون الموت ( مطلباً جمعياً ) فأنها تدخل ضمن مفاهيم ومصطلحات اخرى مثل ( التطهير العرقي - الابادة الجماعية - فناء جنس بشري زائد على الحسابات - الخ ) , والموت هنا ليس بوصفه فراق الاحبة او رحيل بغير رجعة , فهذه المشاعر يعاني منها جميع الاسرى وان كانوا يتنفسون , بل الموت كما اعتقد هو قناعة جميع الاسرى بانفصال الروح عن الجسد وليس انفصال النفس عن الجسد !... فهل ثمة اختلاف ؟.
الموت بمفهومين مختلفين !.
نعم هناك اختلاف كبير بين ( الروح والجسد) و ( النفس والجسد ) على افتراض ان هناك ( روح - جسد - نفس), لو رجعنا الى بعض الاكتشافات الانثربولوجية ولاركولوجية لوجدنا ان عمر البشرية اكبر بكثير من عمر الانسانية , هذه البشرية تلقت من ربها تعاليم بحسب الاديان وهذا ما اطلق عليه فيما بعد بـ (الانسنة ), ايضا لو رجعنا الى لوحة قصة الخلق لمايكل انجلو مثلاً , لوجدنا نفس اللمسة من قبل الرب لتتحول البشرية الى الانسانية , واخيراً مع الحداثويين الذي عرفّوا الروح بأنها المعرفة الانسانية وان نفخة الروح من قبل الرب في الجسد البشري ما هي الا نفخ المعرفة فيه ...هذا فيما يخص الروح وعلاقتها بالجسد اما النفس فهي ككل الكائنات الاخرى التي لا يتخلف الانسان عنها بشيء ... على هذا الاساس فأن ابطال الرواية هم اموات ( معرفياً ) في معسكرات الاسر( معسكرات العزلة ) وهذا ما يدفعهم الى الافعال غير الانسانية او التي يعتقدها البعض ( خارج منظومة الاسر ) انها افعال غير انسانية .
الانسانية حالة ( نسبية – آنية ) يحدد ملامحها من يعيشها في حينها .
يحتاج القارئ الى بعض ( مهارات القرأة – الخبرة ) للخلاص من شباك علي حداد الماساوية فهو ينقل الاحداث او ( تأخذه الاحداث بوصفها واقعاً عاشه المؤلف ) يأخذ القارئ الى حيث يتقاسم معه ( الوجع – البرد – الانتظار ) ... يتقاسم مع بعض شخوص الرواية البحث عن طابور النمل كي يسرق منه ما حمله من فتات طعام , يتقاسم معهم حلمهم بالنهاية , اي نهاية لا بأس بها شريطة ان تكون هناك نهاية لما يحدث لهم وما يمرون به , يتقاسم معهم الاسئلة الوجودية لماذا ولماذا ولماذا بدون اجوبة او البحث عنها , والغريب ان تكون الاجابة واحدة على كل تلك الاسئلة ولدى الجميع يجدونها فقط على لسان ارشد المترجم وهي ( اخوان ما نريد مشاكل ) , ايضاً يتقاسم معهم طابور الحمام الصباحي او على اقل تقدير يتذكر بأنه ( يحتاج – لا يحتاج ) استخدام الحمام ولكنه بالتأكيد فيضع الرواية جانباً ليدخل الحمام ويُفرغ ما زاد عن حاجة جسده انتقاماً لابطال الرواية من ( السجن - السجان ) .
نوعية الحزن وكميته ايضاً كمية الآم التي تحملها الرواية , ومن قبلها كاتبها , تجعل القارئ يعتقد بأن ثمة فاصل زمني كبير بين انتكاسة واخرى , او بين امل متاح وضياعه , إذ من المستحيل وقوع هذه الاحداث مجتمعة في زمكان واحد , مع انني متأكد منذ اللحظة الاولى انها رواية زمكانية بأمتياز , ومع ذلك حاولت جاهداً ان اتخلص فكرة معرفتي السطحية بالخطوط العريضة لها , مثل موضوع الحرب - وقت وقوعها - ما خلفته للاسرى وما حل بهم وبعائلاتهم .
قد لا تكون الرواية صرخة يطلقها بوجه السلطة ( على اختلافها ) فهو متيقن من اشتراطات كل واحدة بمعزل عن الاخرى , وعليه ليس هناك اي سلطة تاخذ بنظر الاعتبار الحد الادنى من انسانية هؤلاء الاسرى , ولكن الرواية عند علي حداد ( هذه الرواية بالتحديد ) اصبحت واجباً مقدساً ومطلب انساني يحمل الكثير من معاني الوفاء , لقد حمّل الاسرى مهمة نقل مآساتهم اليه , وايصالها الى العالم ( اي عالم لا يهم ) !, ايضاً مهمة التعبير عنها بما تستحق كونه عاشها والاهم من ذلك امتلاكه ادوات التميز .
انها استقطاع زمني من اعمار هؤلاء الاسرى , ومن علي حداد بالتحديد بوصفه صاحب مشروع ادبي , إذ وجد نفسه بين المطرقة والسندان لما يقرب ملايين ( الانفاس - والحسرات - والاهات ) , الغريب ان يكون مطالباً انسانياً بالتعبير عن هذه المآسي برواية واحدة , وهنا اسجل لابد من قرأة الرواية مرة اخرى لعلي اعرف اي مطرقة واي سندان جعلت تجربة ادبية مهمة مثل علي حداد يدفع كل هذه السنين ثمناً دون معرفة جدوى الحرب او جدوى الضياع ربما جدوى ما يسمى بالوطن .
يقول سمير( احد شخوص الرواية ) بعد ان قالت له سميرة ذات يوم وفي نهاية :-
( لا يمكنني بعد اليوم ان احتال على الاشياء ) ... بالفعل لن يكون هناك احتيال طالما عرف اديبنا علي حداد انه يكتب للتاريخ ... ففي نهاية يتخيل رضية حمودي جواد وهي تدخل غرفته وتهمس في اذنه :-
( لمن تكتب – منو يقره – منو يكتب )
اجابها ( للتاريخ ) .

صادق العلي - ديترويت



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصوص الثانية في الدين الابراهيمي
- داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع
- الارتقاء بالذات لارتباطها بالمقدس
- الجعفري والقنصل العراقي في ديترويت وشلة والمتملقين
- الحروب الشيعية السنية والغلبة لل ....... ؟!.
- بين المكتبات العامة ودور العبادة
- تخلف القنصل والقنصلية العراقية في ديترويت من جديد
- الى اقصاه
- كيف لرجال الدين مكافحة الارهاب ؟؟؟
- نتوء يشمخ
- الالحاد الطائفي
- كارل ماركس مؤمن ككل المؤمنين
- ترهات 1
- لوسيفر والايحاد*
- لا مناص من
- رأيت الموت ميتاً
- هل يمكن ان نُجزء الحداثة كي تتقبلها مجتمعاتنا ؟
- نهاري الضائع
- بسقوط الانظمة السياسية العربية ... هل ستسقط الانظمة الثقافية ...
- لماذا تراجعت الأشتراكية و الماركسية والشيوعية امام اليسارية!


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق العلي - علي حداد ... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .