جواد البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5379 - 2016 / 12 / 22 - 15:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النفاق بين التطرف والاعتدال ..
المخلوقات التي صادف وجودها على الارض كجزء من اصلاحها واعمارها ، هؤلاء يعتقدون ان ايماناتهم مطلقة تماما وغير خاضعة لأي حوار ، ويجزمون الى ان اي خلاف او اختلاف في الرؤى خط فوق الاشعة الحمراء او الصفراء التي تفصل بين ضباط الجوازات والمسافرين في المطارات العربية . ومن هؤلاء ( المتنبيون ) كجزء يمكن ان يكون غير واضح بالقياس الى السياسيون ورجال الدين وجمهرة المصفقين لهم والبكائين خلف مواويلهم .
هؤلاء مشترين الافكار ( كوترة ) يعني البضاعة على اساس البيع ( شلع ) بسعر رمزي ، ويبيعوها على انها ( مال مغازة ) ومنزّلة لايحق لأحد المساومة على قيمتها او النقاش بصدقية منشأها وصناعتها . خاصة عندما تترسخ في عقولهم احدى الكارزمات التاريخية الفاشلة ، فتكون مصدر التكوين الالهي والالهام الفكري المطلق .
هنا يجد المعتدل نفسه في بيئة متعفنة تكاد رائحتها تزكم الانوف ، وتعتقد بأنك موجود في الزمن والمكان الخطأ ، والانكى من ذلك ان لاسبيل الى تغيير ذلك الاّ بالعمليات الكبرى كما حدث في اوربا اعتبارا من القرون الوسطى ، ولا أعتقد انها ستنتهي بالدواعش الذين يُعتبرون حاجز الصدّ الاخير للتطرف .
لا شك ان مرحلة ( نفاق ) ستتمخض عنها هزيمة المتطرفين ، وهي طبقة من الاشنات الطفيلية الموجودة تاريخيا التي إذا ما خسرت مصالحها في مكان فلها القدرة والسرعة على التنقل والتموضع في مكان اخر يضمن وضعها الطبيعي ، والادلة موجودة على الارض ، وكل وثائقها سليمة بحكم غفلة القوانين ووجود الفساد ،.
لكن المشكلة الكبرى هي مشكلة ( الاعتدال ) وتبويبه . ومع انه مؤهل – كميدان – لأستيعاب ملايين المنافقين . لكن الاعتدال كعملة ذهبية جيدة سيتعرض بشكل حتمي لعملية طرد من هذا الميدان . بسبب خلط المفاهيم ، فالمعتدل عنصر غير مرغوب فيه ، لا من قبل المتطرفين ولا من المنافقين ، وبالتالي فإن الدولة المدنية وقوانينها الصارمة الملزمة ستكون هي الحل الالهي الامثل . وليس الربيع المتعفن .
#جواد_البياتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟