أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البياتي - احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي














المزيد.....

احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احداث البصرة ..
تعلن بداية انفراط العقد الشيعي
جواد البياتي
معظم المراقبون كانوا يترصدون الحراك السياسي الساخن على الساحة العراقية ، وبشكل خاص الصراع الحاد على الزعامة الشيعية بشكل خاص بين الاطراف التي تدعي احقيتها لهذه الزعامة ، بسبب عدم توفر القناعات الشخصية بأهية طرفي النزاع ببعضهما ، ومع ان الامر يبدو واضحا جدا بالنسبة لهؤلاء المراقبين وقناعاتهم ، لكن السيف قد مضى برقاب بعضهم رغم كل الفبركات الاعلامية التي يحاول جهابذة الطرفين تسويقها لتخدير مجسات البؤساء من اتباعهما .
ليس من الصعب ملاحظة بؤر التوتر المستمرة والتي بدأت مع بداية 2003 عندما كانت تلك الاطراف بشكل واضح ومن خلال سلوكها على الارض تحاول بسط نفوذها على الساحة السياسية انطلاقا من تاريخها الديني المناطقي ، وربما كان لآحداث النجف وكربلاء والبصرة علامات بارزة لهذا الصراع المحموم الذي اوجس من خلاله الحريصون على وحدة الصف الشيعي خوفا يصل الى درجة الهلع من ان تجربة الحكم الشيعي في العراق توشك ان تعلن فشلها الذريع ، ويرى هؤلاء ان اسبابا فقهية وفكرية واجتماعية واقتصادية واخرها السياسية المتعلقة بفرض الارادات التي تغلف ذلك الفشل .
ومن هنا جاء التشظي في عملية التحصين والاستقواء احترازيا واستعدادا ليوم المواجهة الحقيقية الذي حددته زيارة نائب رئيس الجمهورية الاخيرة للبصرة ، وما صاحبها من احداث غير مطمئنة على سلامة البصرة وسلمها الاهلي ، وقد تكون هذه الاحداث الاقوى من بين الهزات العنيفة التي تعرض لها التحالف الشيعي في العراق . ومن المدهش ان يرفض اي من الفرق المنضوية تحت بردة التحالف لأي وصف ميلشاوي بإعتباره اساءة لسمعة المجاهدين الشيعة ، ومع ايماننا العميق بمواقف هذه الفرق البطولية في معركة المصير العراقي مع قوى الظلام المتأسلمة التي تنوى شرّا بالعراق وارضه وابنائه ، فإن هذه المجاميع المسلحة ما وجدت الاّ لحماية بصمة النظام السياسي وليس لها دور تنظيري اخر .
ومع ان احداث البصرة اشّرت على بعض المجاميع التي اثارتها ، على اعتبارها احداث شغب لكن بعض القوى المتهمة قد نأت بنفسها عن هذه التهمة ، وتم تعويم هذا السلوك واتهام جهات وهمية بإفتعال هذه الاحداث ، مما يسهل ملاحقتها ومقاضاتها خاصة وانها موثقة بالصوت والصورة فضلا عن اتهام بعض السياسيين بشكل مباشر الى اشخاص معروفين ربما سيكونون عرضة للمسائلة .
نعتقد ان هذه الاحداث لم تمر مرور الكرام ، رغم انها صبّت بشكل مباشر في مصلحة السيد المالكي ومستقبله السياسي على حساب خصومه السياسيين ، لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف فهناك الكثير ممكن ان تقوم به الاطراف الشيعية لجعل هذه الاحداث منطلقا للالتئام وتعزيز التحالف الوطني ووضع حد للوضع المتأزم بين بعض اطرافه وتوحيد قيادته واجراء عملية انضباط حديدي لأنصاره مع طرح برنامج تثقيفي واعلامي يبنى على المواطنة والاخوة وجعل الوطن هو الاساس لكل سلوك شخصي عند انصار الاطراف جميعها .
ان حصول مثل هذه الاحداث في مثل هذا الظروف الدقيقة امر مؤلم ربما ينعكس على ميادين تحرير المناطق التي دنسها الارهابيون الدواعش ، كما تؤدي الى خلخلة التضامن بين اطراف التحالف الوطني ، ومن ثم يفتح شهية المتربصون على استغلال هذه الاحداث لتقويض التجربة السياسية الجديدة .
ان قرب الانتخابات البلدية والنيابية تفرض على السياسيين التنقل والتجوال في المحافظات التي ينوون خوض الانتخابات فيها ، وهذه الفقرة هي احدى الفقرات التي يقوم عليها المبدأ الديمقراطي ، بغض النظر عن شخصية المرشح ، ويمكن رفضه بطريقة ديمقراطية ايضا دون اللجوء الى العنف ، وعلى الكتل والفئات السياسية بل وكل الفصائل ، توجيه اعضائها لسلوك الطرق الحضارية في الرفض والقبول والاحتجاج والمباركة او التأييد ، بل وتهديدها بفرض عقوبات انضباطية مشددة ازاء كل سلوك يؤدي الى خلل بالامن الوطني والسلم الاهلي والفوضى المجتمعية .
لا زلنا ندعي اننا نعتنق نظاما ديمقراطيا ، لكن تشويه هذا النظام يأتي بسبب السلوكيات غير المسؤولة الجاهلة بمصلحة الوطن في هذا الظرف الدقيق ، وان مغادرة غريزة الكراهية والحب السياسي هي الضمان لتأسيس وطن حضاري جديد ونظيف .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس ومشاريعه المضحكة
- البرلمان وقوانينه الاستفزازية
- زيباري ضحية الثأر السياسي
- المانحون لايمنحون اعتباطا
- يلدرم يتكفل باسدال الستار
- واخيرا .. داعش حسم امره
- رمضان كريم
- لعنة الوطن
- الهزيمة والمظلومية
- قرار غريب
- حرب المضايق
- حوريتي
- العزة بالاثم .. سياسيا
- الاختيار الصعب
- ثرثرة عن قطعة ارض اسمها الوطن
- اذا اردت ان تسكت سياسيا
- داعش تتسلل الى الشعائر الحسينية
- راي غير متخصص في موضوعة اقتصادية
- الله والمسلمون
- يوميات متسكع


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البياتي - احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي