رمضان كريم

جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 17:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

... رمضان كريم ..
نعم انه كريم جدا ولكن ليس على الجميع كما يسوّق لنا من يهمهم الأمر في كل الارض وليس القصد العراق وحده . فالعدالة لم تتحقق سواء كانت في رمضان او غير رمضان وان كرم رمضان الحقيقي هو فقط في جمع الخلق على الشعور بالجوع والعطش حتي يتم الجميع الصيام الى الليل واشترط هنا وجوب العمل مع الصيام لاكما نشاهد حاليا الكثير من المنعمين لاياكل ولايشرب في رمضان ويقضي النهار نائما تحت السبلت على فراش من حرير ولا يستيقظ الاّمع مدفع الافطار ثم تبدأ سهرته في ناديه المفضل حتى موعد السحور فيتناول السحور في النادي ويعود الى البيت كي يصلي ثم تبدأ معه مرحلة النوم حتى صوت مدفع الافطار ومنهم من حجزت له منضدة طعام افطار يومي طيلة شهر رمضان مع عائلته او من يفضله من القريبين الى قلبه وجيبه في المطاعم الفاخرة على شواطئ دجلة في العطيفية او الجادرية لأن على مثل هذه الموائد الافطارية تعقد الصفقات .
اما الجانب الآخر من غير المشمولين بالكرم الرمضاني الذي يتغنى به من يهمهم الامر هم الشعوب التي وعدها الله بالبؤس والشقاء كبعض الشعوب الافريقية وشعوب ربيعنا العربي وبعض شعوب اسيا الوسطى مثل افغانستان بلد الحشيش والمسطولين وعقارب الجبال وشعوب الهند الصينية التي تعاني من فوارق طبقية قاتلة لايستطيع حلها رمضان ولا اجداد رمضان . لننظر الى الكرة الارضية . هناك شعوب تتغنى برمضان لكنها تذكر الله دائما وتشكره حتى على الجوع والحرمان في كل وقت وليس في رمضان وحده . في حين نجد شعوبا كل ايامها كرم ورغد عيش رمضانية خالية من العطش والجوع والمثابرة البدنية من اجل لقمة العيش فهم يعملون وينتجون العقول والازرار والآلات والحواسيب وليست لديهم حاجة لأقامة البسطيات او استخدام الكرك والمسحاة والمطرقة . فهناك عقل صنع آلة وهذه الآلة تنتج له مايريد . ويمارس طقوسه بصمت ومن دون ضجة او صخب او ضياع للوقت والمال والنفقات . هؤلاء لايوجد لديهم مايدفعهم للكفر بحق ثوابتهم ومقدساتهم لأن الله منحهم كل شئ تثمينا لأخلاصهم وجديتهم ووفائهم وصدقهم مع انفسهم ومع بعضهم _ مع الاستثناءات طبعا _ ويمكن ان نكون نحن من صدرنا لهم هذه الاستثناءات التي اوصلت لأولئك القوم مفردة رمضان كريم فزادهم ذلك كرم شهر عربي هجري على كرم شهورهم الميلادية . ولكننا في كل الاحوال نتجمل برمضان كريم . الحقيقة اننا في هذا الوطن الذي عذبنا حبه نحاول ان نجعل من رمضان شعارا للكرم وسيكون ذلك مادام وطننا العراق مع بعض الصدق وبعض الوفاء له ومع بعض الحب ..... طاب رمضانك ياعراق ياعراق ياعراق

#جواد_البياتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات