اذا اردت ان تسكت سياسيا

جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اذا أردت اسكات سياسي .. كلّفه بمسؤولية حكومية
ان ابرز وانسب مكان للثرثرة السياسية هو البرلمان ، وهذه نظرية عامة مطلقة لايناقش فيها اثنين ، لكن الذي يفرق برلمانيونا عن برلمانيي العالم بإستثناء برلمانات ( امة محمد ) هو ان ثرثرتهم اقل واهدأ ، بل انها تكاد تكون مختزلة وهادفة لاتستهدف الاّ مصلحة الوطن والامة حتى ولو ادت تلك الثرثرة الى استخدام العنف داخل قاعة البرلمان في بعض الاحيان ، في حين نجد برلمانيونا يذهبون الى قاعة البرلمان وهم ملغومون وفي حالة استعداد لوجستي كامل لصب جام غضبهم اذا ماسنحت لهم الفرصة على خصومهم فلا ينجو شيعي من هجوم سني ولا يستطيع سني الافلات من لسان شيعي اما المستقلون فهم مستقلون ايجابيا مع او ضد الفريقين المعرّفين مذهبيا . وكان هناك دهاقنه للثرثرة في الدورة السابقة الى درجة ان تصريحاتهم او مداخلاتهم كانت تثير زوبعة واحتقانا في الشارع وبعضها كانت بمثابة ( شفرة ) لتأجيج انصارهم وخلق حالة من التوتر أو تصريح لناخبيهم بإرباك الوضع الامني في الشارع . والدليل على ذلك هو الفشل الذريع الذي مني به البرلمان السابق والذي لم يرتقِ الى اداء واجبه في التشريع او الرقابة او تحقيق رغبة الناخبين وكان ذلك الفشل هو احد اهم الاسباب التي استغلتها المجاميع الارهابية كغطاء سياسي لتدنيسها ارض نينوى وبعض المناطق الاخرى . ويبدو ان التخلص من ثرثرة هؤلاء النواب لايأتي الاّ عن طريق اكرامهم بمنصب رسمي يلهون به انفسهم ويشغل فراغهم الذي كانوا يملأونه بتهييج الناس وقد تحقق ذلك فعلا عن طريق تسليم بعض هؤلاء مناصب ومسؤوليات رسمية داخل الحكومة فأصبح جزءاً من سياستها فما عليه الاّ ان يعمل لكي يثبت انه كان يتكلم من اجل اصلاح الفساد الذي كان يتحدث فيه سواء كان في البرلمان او خارجه ، فخفتت الكثير من الاصوات التي لم تكن تحمل سوى الكراهية لمن يخالفهم الرأي دون ان تحمل حب العراق وتدفع عنه الشر . ومع ذلك نتطلع ان يكون البرلمان الجديد ان يكون رقيبا امينا على هؤلاء من اجل ان لايتسببوا في ارباك العمل الحكومي من موقعهم فيكون ذلك جزء من عملية التسقيط الذي ينعكس على كل شئ خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به البلد .

#جواد_البياتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل