أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - أرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4/19)















المزيد.....



أرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4/19)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5373 - 2016 / 12 / 16 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(تكملة)
4-يكتب كريم أحمد في مذكراته حول كيفية تكوين منظمة "راية الشغيلة" بطريقة إنشائية وبعموميات مملة وشخصنة لا تليق, بالنسبة لي على الأقل، بكل مَن يحاول أن يُضفي على نفسه صفات القائد الحكيم, مستهدفاً، حسب فهمي، التقليل من شأن بهاءالدين نوري
وتبخيس طريقة عمله وتبرئة نفسه من المشاركة في مسؤولية ما حدث من جهة وترفعه عن المشاركة في حملات التصعيد الكلامي، المتبادلة، بسياقات غير سياسية ومستهجنة مع جماعة "راية الشغيلة" التي وردت في مذكرات بهاءالدين نوري، ويحاول أن يبرهن كل ذلك، بالاستناد الى إدعاءاته بدون الإشارة الى أية وثيقة أو إسناد أخر تؤيد هذه الإدعاءات، من دون أن يدرك بأن كل ما ذكره خلال سرده عن بهاءالدين نوري كان برهاناً، لا جدال فيه، بأن علاقته مع بهاءالدين نوري لم تكن ندية ولا رفاقية مبنية على الاحترام المتبادل، بمعنى أخر كانت علاقته مع بهاءالدين علاقة تابع بمتبوع، ويبدو ذلك حتى عند ذكره للأسماء فيذكر (بها) بدلاً من "بهاءالدين" وبالمقابل لم يذكر اسم عزيز محمد بدون مصطلح "الرفيق"، يبدو أن ما أورده بهاءالدين نوري في مذكراته المنشورة عام2001 بصدد كريم أحمد قد دفع ب (كريم أحمد) لإصدار كتابه الذي أسماه بالمسيرة عام 2006 والترجمة الكوردية في عام2007 لكي يرد على بهاءالدين صاع صاعين ويبرهن بأنه كان القائد الشيوعي الناضج والماركسي الحكيم وقاريء الممحي ولكنه أوقع نفسه في مطبات أخرى نُرجيء التطرق إليها في حلقات لاحقة.
أستغرب من كل هذه النرجسية لدى العديد من القادة الشيوعيون الذين قرأت مذكراتهم بالمقابل أوصاني حميد عثمان عند مباشرتي بالدراسة الجامعية في بغداد عام 1964 بعدم التأثر سلباً أو إيجاباً بأي شيء يقال أو يكتب عنه مطلقاً، لأنه عمل كسياسي بكل ما كان مقتنعا به في ظروف كانت في غاية التعقيد والحساسية والتعرض إلى التشويه والتحريف، وأن لا يكون لي أيّ رد فعل إنفعالي أو حمل ضغينة أو الشعور بالخجل بكل ما فعله هو بمحض إرادته الحُّرة، ولكن البحث الموضوعي قدر الإمكان عن الأسباب والدوافع لهذه المواقف السلبية تجاهه قد توصلني إلى إعطاءهم الحق، أو إلى إكتشاف، من خلال بحثي، خبايا ووقائع مهمة قد تكون خَفيتْ على الأخرين أو لم ينتبهوا إلى أهميتها، كانت لهذه التوصية منافع كثيره، وتحولت الى أرضية صلبة وقناعة متينة لكي أتجرأ بكتابة هذه السلسة من المقالات بالأعتماد على كل ما كتبه الأخرون، لغرض فَهْمْ جزءٍ من أليةِ ما فعله المستعمِر الظالم بالمستعمَر المظلوم والغائب، من دون التطرق المباشر الى ماسمعته من حميد عثمان إلا في حالات نادرة جداً لا من باب الدفاع عن النفس وإنما لضرورة توضيح بعض الأمور والأشكاليات أو الحيثيات التي لم يتطرق إليها أحد.
هكذا ورد موضوع راية الشغيلة في مذكرات كريم أحمد، مع العلم قمت بترجمتها من الكوردية، حاولت أن أكون أمينا في الترجمة قدر المستطاع، رغم إقراري بعدم إحترافي لهذا النوع من العمل:
( ظهرت الخلافات السياسية داخل الحزب بعد انتفاضة تشرين الثاني 1952 وعدم تحقيقها لأهدافها، بدأت بين الكوادر الحزبية المتقدمة في سجن بغداد و في بعض التنظيمات الحزبية الأخرى ، خصوصا في النجف وأربيل، برزت الخلافات حول سياسة الحزب ووصِفَتْ باليسارية والانعزالية والفردية. كانت تصل بهاءالدين رسائل من السجن وبعض التنظيمات وكان يُخفي عني معظمها ويسمح لي بالاطلاع على قسم منها. كنت أقرأها بدقة كبيرة وأناقش معه وأقول له: بالرغم من عدم إنسجام هذه الرسائل مع سياسة الحزب الحالية ولكنها علامات صحية في حياة الحزب الداخلية لوجود أشخاص ينتقدون سياسة الحزب و يحاولون تصحيح الاخطاء وهذا يدل على مستوى الوعي عند الرفاق جيد ويجب تشجيعهم والطلب من المقرات الحزبية ممارسة هذالحق. بشرط أن لا تتحول إلى تخلخل الضبط الحزبي والتوجه نحو الانشقاقات. .........
كنا في ذلك الوقت نواجه خلافات سياسية وفكرية، خصوصاً، مع الكوادر المتقدمة للحزب من الذين كان لهم مستوى سياسي جيد، كان من الصائب مواجهة هذه الخلافات الداخلية بصورة صحيحة ومن الضرورة وضع مشروع سياسي للحوار داخل الحزب قيد التنفيذ، ليكتبوا طروحاتهم الى قيادة الحزب، وبعد فترة الحوار توحيد الأراء وبحثها في إجتماع اللجنة المركزية. ولم يكن "بها" (يقصد بهاءالدين نوري-خسرو) يهتم بهذه الاقتراحات.
وصلت رسالة، في هذه الفترة، من الرفيق عزيز محمد من سجن بغداد وفيها يُناقش سياسة الحزب، ولكن "بها" احتفظ بالرسالة لغرض الإجابة، بعد أن كتب الجواب أعطيت بعض التوضيحات متصوراً بأنه يرسله إليهم في السجن، تبين لاحقاً بأنه كتب الجواب لغرض النشر، بعدئذ وصل الجواب على شكل مطبوع. سألته: لماذ التسرع في نشر الجواب في الوقت الذي هم لم ينشروا رسالتهم؟ أجاب: هذه مناسبة لإفهام تنظيمات الحزب وجواب للذين ليسوا مع سياسة الحزب!
بعد وصول الجواب المطبوع إغتاض السجناء كثيرا"وانقسموا الى قسمين، قسم مع سياسة الحزب والقسم الأخر ضد سياسة الحزب، يعني جماعتين في سجن بغداد. في هذا الوقت تعقد وضع السجناء انخرطوا في التنابز بالالقاب، طرف يدين الطرف الأخر بمستغل الفرص واليميني وأعوان مؤتمر البالوعة( مؤتمر البلاط الملكي) الذي نظمه الوصي عبدالاله، أما الطرف الأخر يُدان باليسارية والانعزالية والفردية والطفولية.
في هذا الوقت أرسلت زوجتي(حمدية) لزيارة سجن بغداد وأعطيتها رسالة صغيرة للرفيق عزيز محمد طلبت وضع حد لهذه المهزلة والمحافظة على وحدة الحزب ومعالجة المسألة بهدوء وتعقل، وإلا سنعطي الفرصة للأعداء للتشفي بنا. حال وصول زوجتي الى السجن وصلت رسالة أخرى من "بها" الى تنظيم الحزب في السجن حول طرد الاخرين من الحزب. هكذا انقسم التنظيم إلى قسمين، مع الحزب وضد الحزب.)ص116- 118
ماسبق كتبه كريم أحمد عندما كان بهاءالدين يقود الحزب وهو عضو في هيئة القيادة، فيما يلي الإجراءات التي إتخذها بعد إستلامه دفة القيادة بعد إلقاء القبض على بهاءالدين نوري:
(حيث يذكر بأنه كُلف سليم الجلبي من قبل اللجنة المركزية للإتصال براية الشغيلة لإنهاء حالة الإنقسام جاء ردها من خلال مقال سلبي في "راية الشغيلة؛ تحت عنوان ( سيروا على طريقكم ونحن على طريقنا) ما يعني بأننا لا نلتقي، وكان تعليقي بأنهم مصابون بالغرور، لماذا لا نلتقي إذا كان طرفينا يسيرعلى نهج الماركسية- اللينينية، وإذا تخلوا عن هذا النهج فالموضوع مختلف. عليهم أن يُعيدوا النظر في موقفهم السلبي، ولنتباحث الآسباب التي أدت إلى إنشقاقهم عن الحزب وليصحح الطرفين أخطائهما لأجل الوصول إلى وحدة الحزب. طلبت من سليم الجلبي أن يتصل بهم مجدداً وأرسلت رسالة إلى حميد عثمان في سجن بعقوبة للإتصال بالرفيق عزيز محمد وأن يتباحث معه بطريقة تؤدي إلى وحدة الحزب، أجابني حميد عثمان برسالة يقول فيها بأنه أجرى لقاءً خاصاً مع الرفيق عزيز محمد وكان موقفه إيجابي بصدد إجراء حوار بينهم والحزب، ولكن القرار بيد من هم خارج السجن، وهو يبلغ رفاقه لبحث مبادرة الحزب هذه.
وكان نتيجة إعادة إتصال سليم الجلبي بهم كان إيجابياً بعض الشيء واقترحوا بأن يكون بيننا طرف ثالث من الأحزاب الشيوعية الشقيقة. أوقفنا إتصالاتنا عند هذا الحد، إلى أن تبحث الموضوع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ولكن عندما طلبت من الرفيق حسين الرضي الحضور في مؤتمر الحزب الشيوعي البريطاني أوصيته بالإتصال بالرفاق في الحزب الشيوعي السوري لدراسة مقترح منظمة"راية الشغيلة" حول إجتماع مشترك بحضور مندوب من الحزب الشقيق للتباحث بيننا و" راية الشغيلة"، كان رأينا بأن نقوم بمعالجة الموضوع دون حضور طرف ثالث. وبعد عودة الرفيق حسين الرضي وعندما سألته عن هذا الموضوع قال : بأنه عرض الموضوع على الرفيق خالد بكداش الذي قال في حالة مجيء راية الشغيلة وأثاروا الموضوع سنقول لهم هذه مسألة تخص الحزب الشيوعي العراقي وعليها نقد موقفها والإعتراف بخطأ الإنشقاق وحل المنظمة ويعود إلى الحزب بدون قيد أو شرط، وهذا موقف مبدئى.) ص126-127]

5 - يكتب زكي خيري عن موضوع راية الشغيلة في كتابه الموسوم (صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم) ما يلي:
[(أضافوا إلى حبسنا مدداً أخرى، بضعة أشهر وأعادونا إلى سجن نقرة السلمان فألتقينا من جديد رفاقنا الذين كنا غادرناهم في قلب الصحرا، قبل حين.
وأخذنا نواصل الضغط على بهاءالدين نوري ليتبنى شعار «الجمهورية»وحملناه على تبني ميثاق يثبت للشعب الكردي حق تقرير مصيره بنفسه بما في ذلك حقه في الانفصال في دولة وطنية مستقلة. وتبني بهاء مشروعنا بعد أن حذف البرجوازية الوطنية من التحالف الوطني الذي يحقق الجمهورية المنشودة. أما الفريق الأخر في سجن بغداد بقيادة عزيز محمد فكان يواصل ضغطه عليه باتجاه معاكس تماما بدعوى تفريطه بالتحالف مع البرجوازية الوطنية ومع الجادرجي على الأخص. فانحاز بهاء الى اليسار كلياً ونقح رسالة «معين» كناية عن عزيز محمد بحيث تبدو انتهازية صريحة باعتراف كاتبها. ونشرها في جريدة الحزب «القاعدة» مع رد ثوري جداً عليها فانفعلت جماعة عزيز محمد من هذا الموقف اللاخلاقي وأنشقت على الحزب وأعلنت نفسها انها هي الحزب وأصدرت جريدة جديدة باسم« راية الشغيلة» وكذا انشطر الحرس الحزبي القديم وكان جمهرة الحزب مع الميل اليساري وبقيت «راية الشغيلة» تمثل الأقلية حتى حلها واندماجها بالحزب بقيادة سلام عادل (حسين الرضي) عام 1956 بيد أن جريدة« راية الشغيلة» ظهرت أشد تياسراً من جريدة الحزب والحق يقال!
وفي تلك الفترة أصدر «باسم» ميثاقا جديدا للحزب كان أحد الأسباب المباشرة للانشقاق إذ كان يدعو إلى إسقاط النظام الملكي القائم وإقامة نظام جمهوري شعبي يمثل طبقات الشعب باستثناء البرجوازية الوطنية التي لم يدع لها مكاناً في ميثاقه متمثلاً مع الفارق ب«لابلاس» الفرنسي الذي لم يدع مكاناً للخالق في نظامه الكوني.
رفضت جماعة عزيز محمد على الفور الميثاق الجديد وبررت ذلك بتمسكها بميثاق فهد واستراتيجيته في التحالف مع البرجوازية الوطنية لإنجاز الاستقلال الوطني وتحقيق نظام الحكم الديمقراطي، فأعتبرت الميثاق طفرة فوق اليسارية وشقت الحزب فمنحناها لقب «راية الشغيلة البلاطية» فاستاءوا من ذلك أيما أستياء واحتج أحدهم مستنكراً بشدة:
احنا انحب الملك؟...أم الملك!
ونشرت راية الشغيلة فيما بعد برنامجاً لجماعتها بيد أنه كان يسارياً متطرفاً أكثر من ميثاق باسم وقد صاغه الحيدري.
لم يكتف حميد عثمان بتبني شعار الجمهورية بالاحتفال بهذه المناسبة السعيدة بإقامة حفلة سمر بل قرر البدء فعلاً داخل السجن الصحراوي بإقامة «جمهورية الشعب» فاعتصمنا في القلعة القديمة ومنعنا الشرطة من الدخول لاجراء التعداد الروتيني للسجناء وقطعنا براميل الماء الفولاذية واتخذنا منها سيوفاً ورفعنا العلم الاحمر لأول مرة في قلب جزيرة العرب الصحراوي. وأن يكن داخل سجن من سجونه!! وهذه «الاولوية» في كل شيء سمة ملازمة لليسارية الصبوية في العراق. وشرع حسين الرضي التعاون مع الشاعر زاهد محمد الذي كان يحول الطقطوقات الشعبية الوجدانية إلى أغاني سياسية وكان مهوالنا، أي ناظم هوساتنا وأهازيجنا وأصبح مهوالً جماهيرياً بعد أن خرج من السجن في أيام ثورة 14/تموز/1958 وسرعان ما نظمنا ولحنا نشيد «جمهورية الشعب»...................
أخذونا إلى المحاكمة في بغداد بعد انتفاضة تشرين/1952 بتهمة قراءة نشيد ثوري فالتقينا في المعتقل جورج تلو فحدثنا عن الانتفاضة كشاهد عيان.) ص 161-162

(وذات ليلة زار عزيز محمد، وكان على رأس جماعة راية الشغيلة في القسم الأخر. من السجن، زار حميد عثمان واختلى به. نحو ساعة من الزمن وانصرف.
وفي صباح اليوم التالي جمع حميد عثمان الرفاق في أكبر قاعة في السجن وألقى كلمة وهو واقف إلى جانب الصبورة وبيده الطبشورة قال فيها:
ـ إن ميثاق الحزب الجديد غدا ملغياً!
وأكد ذلك بالطباشير على السبورة فانفجرت غاضباً على هذا التصرف الفردي الفضيع المرتجل قائلاً:
شخص واحد في السجن ومن دون أي تخويل يشطب بجرة طباشير فجأة على وثيقة برنامجية اتخذتها الهيئة القائدة، اللجنة المركزية وثقف بها الحزب ردحاً من الزمن!!
وبعد أن سكت لاحظت الوجوم الذي ساد القاعة وسمعت حميد عثمان محتجاً على صياحي. لم يجرأ على طردي من التنظيم ولكنه شدد المقاطعة ضدي.)زكي خيري ص168
(عدنا إلى نقرة السلمان والتقينا من جديد الرفاق بهاءالدين نوري وزملاءه في المحاكمة والرفاق اليهودالمسقطة عنهم الجنسية العراقية في السجن الجديد الكبير الذي يستوعب مئات السجناء ولم يكن فيه أكثر من ثلاثين. وإلى جانبنا وضعوا جماعة راية الشغيلة وعلى رأسهم عزيز محمد جاؤا بهم من سجن بعقوبة أيضاً وكان علاقتنا بهم ايجابية، رغم أننا خلعنا عليهم لقب «راية الشغيلة البلاطية».
وفي هذه الفترة انتخبت اللجنة المركزية حسين الرضي سكرتيراً أول لها وبدأ الحوار مع جمال الحيدري الذي يقود تنظيم راية الشغيلة خارج السجن وانتهى الحوار بالاتفاق على حل تنظيم راية الشغيلة وعودة أعضائها إلى أحضان الحزب وقد تم ذلك قبل الحصول على موافقة السجناء من أعضائها!
إنتهى الانشقاق في صف الحرس الحزبي القديم وصفوف الحزب وخلال ذلك دار عندنا في السجن بقيادة مهدى حميد نقاش حاد حول الانشقاق وعلى أي طرف تقع مسؤوليته. وكان من رأي عزيز الحاج: إن المسؤولية تقع على الحزب بناء على سوء تصرف باسم تجاه رسالة عزيز محمد و..الخ من التصرفات اللامبدئية التي ارتكبها بحقهم قيادة باسم و ثانيا لانهم هم الذين يحملون تراث فهد. وبناء عليه وعلى البناء فالحزب هو المنشق والمنشقون هم الحزب!!
وكان رأي على العكس إذ كنت أضع المسؤولية على جماعة راية الشغيلة لانهم بادروا إلى تكوين حزب منازع للحزب الشيوعي دون أن يبالوا بأكثرية كوادر الحزب وأعضائه الذين بقوا مع الحزب بقيادة باسم. فشق جماعة راية الشغيلة وحدة الحزب وهي أهم شيء في تراث فهد. وكان عزيز الحاج في الفترة السابقة يكيل لهم الهجاء السياسي «كأيتام جوشي» زعيم المعارضة في الحزب الشيوعي الهندي، «أيتام غومولكا» زعيم المعارضة في الحزب البولوني و..الخ)ص170-171 ]

6- عزيز سباهي
يمضي عزيز سباهي بشكل عابر على موضوع راية الشغيلة في الجزء الثاني من كتابه "عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي" في الوقت الذي يسرد كثيراً حول قضايا أخرى ثانوية أقل أهمية وتأثيرا:
[(بدأ العمل لتبديل الميثاق الوطني للحزب في منظمة الحزب في سجن نقرة السلمان في خريف 1951، وقد نشأت الحاجة إلى إعادة النظر فيه بفعل عدد من المتغيرات السياسية والفكرية على النطاقين الأممي والمحلي.....
يذهب بهاءالدين نوري إلى أن فكرة تعديل الميثاق قد خطرت بباله في أواخر1951 ولكن طبقا لما يرويه عزيز الحاج، فإن حميد عثمان كان هو الذي بدأ العمل لاستبدال الميثاق القديم، وكان يستعين به لهذا الغرض(عزيز الحاج، ذاكرة تحت الطلب، ص 319). وقد بادر إلى إصدار جريدة حائطية باسم (السجين الثوري)ليستكتب فيها من يتوسم القدرة على الكتابة في الموضوعات التي يريد ادراجها في الميثاق الذي يريد وضعه. ولا زلت أذكر المناقشات التي دارت على صفحة (السجين الثوري ) التي كنت أستنسخها أنا، حول مزايا النظام الجمهوري وغيرها.وبعد أن أتم وضع مسودة الميثاق عرضت على كوادر المنظمة ثم أرسلت إلى قيادة الحزب.
فيما عدا شعار الميثاق الجديد بشأن نظام الحكم، فإن التغيرات الأخرى التي طُرحت لم تأت بشيء جديد ذي شأن. صحيح أن الميثاق الجديد قد نصّ على حق الشعب الكردي في تقرير مصيره، وبهذا يكون قد جاء بصيغة أكثر تطوراً من صيغة الميثاق القديم، إلا أن فهد في كتاباته التي تلت إعلان الميثاق القديم قد تضمنت، كما رأينا قبلاً، تطويراً لما جاء، وأشير بصراحة إلى حق الشعب الكردي في تقرير مصيره. أما القول بأن الميثاق الجديد قد تجاوز ما جاء في القديم بشأن الأراضي التي ينبغي أن توزَّع على الفلاحين، وطالب بتوزيع لا الأراضي الأميرية وحدها، وإنما أراضي الإقطاعيين وكبار الملاكين أيضا. فإن هذا القول خاطئة من أساسه0..........
في كانون الأول 1952 أو في ربيع 1952 كما يذكر بهاءالدين نوري، نشر الميثاق الوطني الجديد. وكما يقول بهاءالدين إن نشره تم من جانب اللجنة المركزية دون عقد أي مؤتمر أو كونفرنس لمناقشته وإقرار التعديلات التي جاء بها. ولكن أية لجنة مركزية هذه، تلك التي ناقشته وأقرّته وهي لم تجتمع ولو لمرة واحدة؟!
على أية حال، جاء نشر الميثاق الجديد. الذي صار يُعرف بميثاق باسم، نسبة إلى الاسم الحزبي لبهاءالدين نوري، سبباً في انفجار خلاف خطير بين الحزب والمنظمة الحزبية في سجن الموقف العام في بغداد التي كان يقودها كل من عزيز محمد وجمال الحيدري وإبراهيم شاؤول. أخذت المنظمة على الميثاق الجديد كونه يقفز على مرحلة التحررالوطني، وأنه لا يعير أهمية لقضية تجميع كل القوى الوطنية المعادية للاستعمار في جبهة وطنية، وأن الحزب يبالغ في تقدير قواه وفي التقليل من دور البورجوازية الوطنية (البورجوازية الحرّة). كذلك لم تؤيد المنظمة الدعوة الى الجمهورية بحجة أن هذه الدعوة تفرط بكثير من القوى التي لا تزال تتمسك بالنظام الملكي، أو لا تجرؤ على الدعوة إلى التخّلي عنه. لم يُصغ بهاء كلية إلى ملاحظات المنظمة المذكورة ودافع بقوة عن الخط الجديد الذي تبنّاه الحزب. وذهب، كما يقول زكي خيري، في مذكراته إلى حدّ تحريف رسالة وجهها له (مُعين). وكان هذا هو الاسم الحزبي يومذاك لعزيز محمد« بحيث تبدو انتهازية صريحة باعتراف كاتبها»11, ونشرها في جريدة الحزب (القاعدة) مع ردّه العنيف عليها. وتعززت الخلافات مابين الحزب والمنظمة بالنقاش الذي دار حول رسالة نشرها بهاءالدين قيّم فيها انتفاضة تشرين الثاني 1952 وضمّنها أفكاراً دوكماتية. وقد تطورت الخلافات إلى إنشطار المنظمة في شباط 1953 إلى اثنتين تعيش كل واحدة منهما في قاعة خاصة ولها لجنة قيادية خاصة. وقد إنجاز جمال الحيدري وإبراهيم شاؤول وحمزة سلمان وحسن عوينة وأخرون من بينهم عبدالرزاق الصافي وعدنان البراك وإبراهيم الحكاك وهادي عبدالرضا. ثم تطورت الأمور بعد أن استطاع جمال الحيدري للهرب وهو في طريقه إلى المستشفى. إذ إتجه إلى النجف حيث كانت المنظمة الحزبية هناك بقيادة عبدالأمير الصراف قد انحازت إلى جانب عزيز محمد وأصحابه. وهناك أنشأ مركزاً موازياً دعاه « المركز القيادي للحزب الشيوعي العراقي». وأصدر جريدة سرية خاصة بالمركز الجديد دعاها «راية الشغيلة»، ولذلك صارت تُعرف المنظمة الجديدة باسم (راية الشغيلة). وظلت تواصل نشاطها حتى عام 1956. وعندما تولى سلام عادل سكرتارية اللجنة المركزية بذل جهداً خاصاً لتصفية الخلافات الفكرية واستعاد وحدة الشيوعيين.) ص106-110

هامش 11، زكي خيري، ص161. ونذكر هنا أن الاسم الحزبي لعزيز محمد يومذاك كان « لص». وحمل اسم معين بعد ثورة 14تموز1958. عرفت رسالته المٌشار اليها باسم «رسالة م».ص106-]
ملاحظة: أعطى أحد الأصدقاء من الشيوعيين، مشكوراً، تفسيراً منطقيا لوجود كلمة «لص» في الهامش بسبب سقوط حرفين من كلمة « مخلص» أثناء الطبع . ولكن مالك سيف يذكر في كتابه «للتأريخ لسان» بأن إسم عزيزمحمد الحركي في تلك الفترة كان «كورد».


7ـ باقر ابراهيم في مذكراته يذكر ما يلي:
[(من حياة السجون:
حوكمت نهاية عام 1952, أمام المجلس العرفي العسكري، بموجب ثلاث دعاوى منفصلة. وسُجنت عامين لاثنين منهما...فكانت الزيارة الأولى لسجن بغداد المركزي ، بعد حوالي الثلاثة أشهر من التجوال في مواقف الشرطة في الكوفة والنجف وكربلاء ومعتقل الرستمية في بغداد......أدخلت، شأن السجناء الجدد الآخرين، في حلقة خاصة لدراسة النظام الداخلي للحزب، كانت تجتمع فوق فرن السجن. واللافت للانتباه، إن مادة التثقيف، كانت تركز على صلاحية مؤتمرات الحزب وحدها، في إقرار برامجه واقرار هيئاته القيادية، وعلى الشرعية في الحزب. وتجري المقارنة، ضمنيا، بين احكام النظام الداخلي للحزب، وما يطبق آنذاك. وخاصة بصدد إصدار وثيقة برنامجية جديدة، للحزب في بداية عام 1953، وهو «الميثاق الوطني الجديد». وقيل فيما بعد أنه لم يكن ثمة اجتماع للجنة المركزية لإقرار تعديل الميثاق.
تطوع أحد قدامى المناضلين الذين رافقوا الرفيق فهد، بشرح تاريخ الحزب وتعريفي على الشيوعيين الأوائل. واتضح لي، بعد فترة وجيزة، أن تلك المساعي، وما رافقها من أطناب في الأحاديث عن «تلامذة الرفيق فهد». كانت جزءا من عملية الصراع الحاد بين الشيوعيين حول قضايا السياسة والتنظيم، والتي نشأت، واشتدت، بعد قمع انتفاضة تشرين الثاني 1952، وبعد نزول البرنامج الجديد للحزب.
تمخض ذلك الصراع، عن أوسع انشقاق شهده الحزب في الخمسينات، وتكوين تنظيم «راية الشغيلة».
نقلت مع وجبة كبيرة من السجناء إلى سجن الكوت. وصبيحة النقل قابلني سليم الجلبي، مسؤول منظمة السجن، وأبلغني تحياته الى مسؤولي المنظمة في السجن الجديد، وألمح الى ضرورة «اليقظة تجاه النشاط الليبرالي» و«الاتجاهات الاشتراكية الديمقراطية في الحزب» وعند وصولي أبلغت المعنيين بالتوصية.
رغم المعاملة القاسية واللاإنسانية، من جانب السلطات الحاكمة، من ذلك، حرماننا من التعامل معنا كسجناء سياسيين، فقد كنا نعيش حياة جدية وبهيجة في السجن تغمرها الثقة بالمستقبل...نعقد الاجتماعات، نحتفل، نقرأ كثيراً ونناقش شتى الأمور السياسية والاجتماعية وقضايا الفكر والأدب والتأريخ.
وكان يجري تقسيم عادل، عموماً، للأعمال داخل السجن. وأدخل السجناء تحسينات كثيرة على حياتهم حتى أنهم ابتنوا حوضاً مع نافورة وسط باحته.
أساليب التثقيف في منظمة السجن تخالطه فيها عناصر التوجيه المنظم والتشوش والتجريبية.. وذلك يعكس وضع الحزب العام.)ص47-48
(الانشقاق الكبير:
سبقت انتفاضة تشرين الثاني 1952، تطورات سياسية هامة في قمة الوسط السياسي في البلد، وفي الحركة الوطنية، وهذا ما يمكن أن نقرأه اليوم في مصادرالتاريخ السياسي الحديث. وهكذا، كما اعتقد، كان حال قيادة منظمة الحزب في النجف. واعتدنا ان نطالع في بيانات الحزب وجريدته، الفضح، بمضمون سياسي واحد وبذات الأسلوب، كل تغيير وزاري يحدث.
امتازت قيادة الحزب في هذه الفترة، بالحماس والقدرة على المبادرة وكانت قد تعززت مكانتها إثر إعادة بناء الحزب والصمود بوجه حملات القمع، وهي من الجانب الآخر كانت تفتقر إلى الكفاءة السياسية والحيوية، والقدرة على تجميع القوى الوطنية بشعارات مناسبة لتطور الحركة الجماهيرية.
وبرزت هذه الجوانب من الخلل الذي كشفت عنه، بصورة خاصة، أحداث الانتفاضة، وتسببت هذه الجوانب، إضافة إلى عزلة كوادر السجون والاعتداد بالنضج السياسي والنظري للبعض منهم، تسببت، ربما إلى جانب عوامل أخرى كثيرة، في تصدع وحدة الحزب، ثم انشقاقه وتكون منظمة«راية الشغيلة» التي أعلنت نفسها بوصفها: الحزب الشيوعي العراقي.
كان ضمن حصة الانشقاق الاستحواذ على الشطر الرئيسي من منظمات الحزب في النجف وكربلاء، وانشقاق الحركة الجماهيرية فيهما.
في ربيع 1953، وصلت سجن الكوت، وجبة منقولة من سجن بغداد. وتكونت بالدرجة الرئيسية، من جماعة «راية الشغيلة» وعلى رأسهم المسؤول الأول عن المنظمة عزيز محمد.
وكانت قيادة منظمة السجن قد عرفت بوصول هذه الوجبة، وهيأت الأجواءالمشحونة بالعداء لاستقبالها. فكانت تظاهرة حماسية لاهبة، داخل السجن، تخللتها الهوسات والقصائدالشعبية، وأبدع الشعراء في وصف الانشقاق والمنشقين، داعين الى عزلهم في «المستنقع». ويقصد به غرف السكن للسجناء خارج تنظيمنا الحزبي. وشرع الرفاق المعرضون للتنديد يتطلعون إلى هذه «التظاهرة» بنظرات جمعت الاستهجان والتحدي والإشفاق!
لم أكن متحمسا لمثل هذه التدابير في الصراع الحزبي الداخلي. وكثيراً ما أجريت الحوار الداخلي في نفسي، متسائلاً: عما إذا كان من الصواب نقدها أم ممارستها كواجب حزبي؟! وهكذا قال الشيوعيون، آنذاك ، بعضهم تجاه الأخر، ما لم يقله مالك في الخمر. وكنا في السجن نسمع احتدام الصراع بين أعضاء الحزب لدرجة استخدام الفضح المتبادل بشعارات تكتب على الجدران في مدينة النجف وغيرها.
حدث ذلك في الماضي. وتتكرر أحياناً التجارب السلبية المريرة ذاتها، عند حصول الاختلافات والتضاد في الرأي داخل الحزب، أمس واليوم.
استمرت تلك الحالة السلبية، كما يذكر د.جعفر عباس حميدي في ص201 من كتابه:«التطورات والاتجاهات السياسية الداخلية في العراق، 1952-1958»:«أربعين شهرا" بين أذار 1953 - حزيران 1956. وصدرت من جريدة راية الشغيلة 36عددا». خلال هذه الفترة انتهى الانشقاق حينما صدرت بيانات الحزب ومنظمة راية الشغيلة بحل المنظمة الأخيرة وعودة أعضائها إلى الحزب.
تحققت تلك النتيجة التي سرتنا جميعاً، بعد أن تعب الجميع من الانغماس في تناحر لا نهاية له..وبعد وصول نصائح قيمة من أحزاب صديقة، فكانت انتصاراً للعقل الثوري في الحزب ونصراً للحركة الوطنية أيضاً.
كنت مسؤولا عن منظمة الحلة عندما وصلنا بيان الحزب، وبيان المركز القيادي لراية الشغيلة في حزيران 1956، بانهاء الانشقاق وحل منظمة راية الشغيلة وانضمامها إلى الحزب وتوجيه الشيوعيين نحو تعميق الوحدة بموقف انتقادي جريء، ونظرة مرنة متسامحة، تتخطى تركات الصراع والافتراق والكره.
ورغم أن منظمة الحلة لم تضم عدداً كبيراً من أنصار راية الشغيلة، إلا أن هذه الخطوة، أفرحت أعضاء الحزب وأصدقاءه، ودفعت بعض المناضلين لأن يعلنوا أفراحهم أمام الناس اللاحزبيين بتوزيع الحلويات في البيوت وبعض المقاهي.
لم تمضِ أيام طويلة، حتى تسلمت من مركز الحزب، إشارة ترحيل منظمة راية الشغيلة في مدينة كربلاء، وكانت«الراية» تتمتع بنفوذ الأغلبية بين الشيوعيين في المدينة، والأقلية في الريف. وكان المرحوم على النوري يقود تنظيم الحزب بينما يقود الرفيق جاسم الحلوائي منظمة الشغيلة.
وبفضل التعارف الذي تم بيني وبين الأخير في الإعتقال، قبيل الوحدة، ببضعة أشهر، ومشاعر الصداقة والتفاهم التي تكونت بيننا، اكتسبت عملية الوحدة حالة الإنجاز الفوري ودون متاعب تذكر.)ص51-53O]


8- تقييم جمال الحيدري الأخير لراية الشغيلة:
ورد تقييم جمال الحيدري خلال إجتماع كامل اعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بتأريخ 13 /9 /1962وكانوا( عمار- حسين الرضي، جبار-جمال الحيدري، رشيد-عزيز الشيخ، ثامر- أبو العيس، جندل- زكي خيري، مخلص- عزيز محمد، حسن- هادي هاشم، نعمان- محمد صالح العبلي، نهاد- بهاءالدين نوري، علي- جورج تلو، محمد - عامر عبدالله، غيث- سلام الناصري )
(افتتح عمار - سلام عادل بالكلمة التالية:
عمار: انه من الأصول ومن الاحسن قراءة محضر سكرتارية اللجنة المركزية ولكنه بالنظر لضيق الوقت، وبما ان جميع الرفاق قد اطلعوا على المحضر قبل حوالي أسبوع ودرسوه وسجلوا ملاحظاتهم، فسوف نبدأ مباشرة، بناء على رغبة الحاضرين في المناقشة ( وافق الجميع)
عمار ـ مواصلا- بالنظر لاهمية الموضوع المطروح للمناقشة، وآثار وذيول نشاط الكتلة المعارضة في عمل القيادة، اود ان اؤكد على مسألة هامة، وهي انه لايجوز ومن غير المسموح به وجود ليس التكتلات والمعارضة في قيادة الحزب الشيوعي بل، وحتى وجود ما يسمى بالاتجاهات. فهناك اتجاه واحد فقط في القيادة. والأحزاب الشيوعية لاتسمح بالاتجاهات حتى لو مثلها فرد. ان تردي الوضع في القيادة كان من أثاره ان رفاق في لجان سفلى، وخارج اللجنة المركزية يعرفون اتجاهات رفاق القيادة وبالطبع اتجاهات في اعضاء الكتلة نفسها ويقولون اتجاه هذا الرفيق كذا، واتجاه ذلك الرفيق كيت...الخ. وهذا غير مسموح به اطلاقاً. ان هذا وضع غريب عن حزب شيوعي ينبغي ان يوضع له حد. وعندما تضرب روح التكتل والعلاقات الضيقة والليبرالية، تضرب ايضاً ما تدعي ب " الاتجاهات" في القيادة او في اية هيئة حزبية اخرى. صحيح ان في القيادة او في اية هيئة حزبية اخرى تحدث اختلافات في الرأي، اما ان يكون لرفاق اتجاهات متباينة فهذا لا يجوز ان لنا في الحزب إرادة واحدة واتجاه واحد ونشاط واحد. وبصدد الاختلافات في الرأي، فانها كلما كانت حول مسائل ثانوية وتفصيلية كلما كان ذلك دليلا على قوة ورسوخ الوحدة في القيادة. ان عهد الاشتراكية الديمقراطية قد ولى الى غير رجعة مع انهيار وافلاس الاممية الثانية.
وقد جاء في كتاب "أسس الماركسية - اللينينية. - فصل الحزب:" وفي مثل هذه الأيام لا يدعو المحرفون دائماً وبصورة علنية الى تصفية الحزب، ولكنهم بحجة توسيع الديمقراطية الحزبية الداخلية يسعون الى تصفية الضبط الحزبي، وإعطاء الأقلية الحق في إهمال المقررات التي تتخذها الأكثرية والحق في تأليف التكتلات، غير ان هذا يؤدي الى تمزيق وحدة العمل داخل الحزب وتحويل الحزب الى ميدان للصراع بين مختلف الكتل" ) سلام عادل سيرة مناضل - الطبعة الثانية، ثمينة ناجي ،الجزء الثاني، ص374
وفي هذا الإجتماع الذي أثمر عن تجميد عضوية كل من أبو العيس وزكي خيري من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي كان جمال الحيدري المتكلم الثالث بعد كلٍ من أبو العيس و زكي خيري تكلم جمال الحيدري مطولاً وفي سياق كلامه قال نصاً:
[(1) في حزيران 1956، عاودت الالتحاق بالحزب بعد تصفية منظمة راية "الشغيلة" الانتهازية الانشقاقية، بعد عدة أشهر من المفاوضات والمداولات التي لعبت فيها قيادة الحزب، والرفيق عمار وعلي وحسن ونعمان دورا ايجابيا كبيرا وحاسما في مساعدتنا على تلخيص تجربة الحزب وتفهم مبدأ وحدة الحزب ـ الذي هو من اسمى مبادئه- تفهماً صحيحا قائما على اساس مبدئي ثوري متجرد من الذاتية والوصولية والصراع اللامبدئي. وذلك على العكس تماما من موقف (ص)(المقصود حميد عثمان) الذي شجع الانقسامات بمختلف السبل، وأعاق جهود الحزب والرفاق المخلصين لقضية الشيوعية في وضع حد للنشاط الانشقاقي. لقد كان تجميد (ص) وابعاده عن قيادة الحزب، وانتخاب الرفيق عمار سكرتيرا للجنة المركزية عام 1955 نقطة تحول جدية في مجمل عمل الحزب وكفاحه من أجل تعزيز وحدة الحزب والكفاح ضد الانعزالية وفي التوجه الحازم لتحسين عمله في كل الميادين الوطنية والأممية. لقد دخل الحزب منذ ذلك الحين مرحلة جديدة من التطور والنمو والنهوض لا يزال خطها التصاعدي الجماهيري المبدئي الآممي البناء في تطور مستمر...........]المصدر السابق ص399
هكذا كانت النقاشات المطولة داخل قيادة الحزب الشيوعي العراقي تستمر لساعات طويلة قبل أشهر معدودة فقط من صبيحة يوم الثامن من شباط 1963 بهدف تنقية القيادة من "العناصر المتكتلة الإنتهازية"، وعلى الجانب الأخر كانت السكاكين تُشحذ لذبح الشيوعيين بدون تمييز من الوريد الى الوريد.
(البقية في الحلقة القادمة)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (3/19)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ ( 19/ 2)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (19)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (2/18)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (18)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (17)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (16)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (15)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (14)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (13)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (12)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (11)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (10)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (9)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (8)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (7)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (6)
- آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(5)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (3)


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - أرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4/19)