أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - مشكلات الشباب والمستقبل المجهول














المزيد.....

مشكلات الشباب والمستقبل المجهول


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مابعث الله نبياً إلا شاباً، وما أوتي العلم عالم إلا شاباً قال تعالى: {...سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}، وقال تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ...}. لأن الشباب يمثلون أكبر مظاهر القوة والإنسانية. فهذا (لقمان) الحكيم شاب كثير التوكل على الله، صحيح الدين، أحب الله فأحبه الله، فآتاه الله الحكمة، وجعله من الصالحين. كذلك الشباب من الذين يسيرون على طريق الحق، ولكن وبسبب الحروب الطاحنة التي ضربت مناطقنا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والأزمات الاقتصادية الخانقة، والتدخلات الإقليمية والعالمية في الشؤون الداخلية لكثير من بلداننا باسم التطور والتحرر والتقدم، فضربت بيد من حديد البنية التحتية الاجتماعية، وعملت على تضييق فرص العمل على شبابنا لإشاعة البطالة بينهم، وإذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية والقومية في أوساطهم، فاستطاعت وبكل مهارة تسويق ثقافة العنف والتطرف والتمرد؛ ما جعل ظروف حياة الشباب أكثر من معقدة في مجتمعاتهم، وبالشكل الذي لايستطيع فيه الشباب ان يتكيف أو يتوافق بسهولة مع متغيرات، ومتطلبات العصر في بيئته الشرقية المسلمة، حتى خلق لديهم فراغاً قاتلاً، وما اعظمها من مشكلة فمن الفراغ ستتفرع جملة مشكلات، منها الشخصية والمادية والاجتماعية والنفسية. وللمشكلات النفسية جذور اجتماعية، فستكون للمشكلات الاجتماعية أصداءً وانعكاساتٍ نفسية مثبطة لطاقات الشباب المسلم؛ في عملية البناء المجتمعي، وعلى سير الانتعاش الاقتصادي، ومتطلبات التطور التقني والتكنولوجي في المجتمع.
الشباب منقسمون من حيث المشكلات إلى شباب لديهم أهداف يريدون تحقيقها، ولكنهم لا يجدون من يساعدهم، ولديهم أفكار لمشاريع استراتيجية، ولكن ليست من جهة داعمة تتبنى أفكارهم ومشاريعهم. والقسم الآخر شباب لا يعرفون ماذا يريدون من الحياة، وهم الغالبية للاسف. ومن أبرز تلك المشكلات غياب الوعي الوطني (المواطنة) والثقافي، وفقدان الهوية بسبب الضياع الفكري نتيجة تشويش وفوضى في طرح الافكار المتناقضة حتى وقع الشباب في مستنقع الازدواجية ما بين العلمانية والاسلام، وبين المدنية والعسكرة، التي طبعها النظام السابق على المجتمع العراقي ففرضت هذه الازدواجية نظماً قيمية، وثقافة قائمة على أساس تبني لغة العنف والقوة على لغة الحوار والسلام عند الاختلاف، وعدم الاتفاق في الآراء والأفكار والرؤى، وهذه الثقافة المستوردة خدمت بشكل كبير التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تستهدف الإساءة إلى البلد، وهذه النتيجة هي من أخطر المشكلات التي واجهت وتواجه الشباب العراقي في الوقت الراهن. أضف إلى ذلك أثر التربية البعثية المتراكمة والتي غفل عنها الكثيرون في طروحاتهم، تلك التربية المبنية على الكذب والغش والخداع، وعلى المنسوبية والمحسوبية، والخوف مع الآخر المختلف أي المختلف طائفياً أو مذهبياً أو قومياً، أو من الآخر الافتراضي كما تفعل أمريكا مع خصومها الافتراضيين؛ نتيجة دخول الانترنت واستغلال الشباب وإرهابهم إلكترونياً، إلى جانب تأثيرات الستلايت والموبايل، عدا الاستخدامات الحميدة منها والمفيدة لحياتنا المعاصرة.
أما مشكلة ضعف دور الأسرة والمدرسة؛ فهي نتيجة التغييب القسري لدور القدوة والصالحين في المجتمع فظهر صنف من الشباب الطائش، الذي "يقفز كالأرنب فوق أشواك النصيحة الخالصة"؛ كما قال (شكسبير)، وبعد الشباب بسبب مغريات الحياة عن (البطانة الصالحة) كما جاء في الحديث النبوي: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، وعن دين الله (الإسلام الحنيف) بسبب التشويه المتعمد من قبل حركات تخريبية ترفع شعار (لا إله الا الله؛ محمد رسول الله) زوراً وبهتاناً. وهناك مشكلات فوق العادة؛ كهجرة الشباب إلى الخارج أفواجاً أفواجاً، وضياع فرص الزواج؛ ما زاد من نسب العنوسة في المجتمع العراقي، فظهر شباب بلا هم، بلا مبادئ، بلا أهداف؛ بسبب إفساد أخلاقهم، وإشاعة الفاحشة بينهم، واشتغالهم بالشهوات، ووسائل ترفيهية شيطانية، واستبدال كل ما هو خير في الشباب بأفكار هدامة، وثقافات رخيصة تمجد كل باطل تافه، وتعادي كل حق نتيجة انجرارهم خلف مذاهب فكرية وتربوية مختلفة، لعدم وجود منتديات تحت السيطرة، عدا (الكوفي شوبات) التي انتشرت بكثرة في مدن العراق، بعضها أماكن لهو غير حميد، لقيام تلك الكوفي شوبات بالترويج لتعاطي بعض أنواع المخدرات مع الشيشة (النرجيلة). فأثقل كاهل الأسرة مادياً، من غير الأضرار الصحية والنفسية المدمرة لمعاشر الشباب... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (داعش) يجمعنا والمحبة تقوينا والأخوة تنصرنا
- كذب الكذب عقوبة الجبناء
- دور المراة في حل النزاعات وبناء السلام والتوافقات
- محاربة الفساد فريضة وضرورة وطنية
- داعش؛ فرانكشتاين أمريكي بامتياز
- الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب
- ديمقراطيتهم قتلت إنسانيتهم
- شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب
- كامب ديفيد منتجع التسكع السياسي للخليجيين
- الغرب وتجارة الشبهات


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - مشكلات الشباب والمستقبل المجهول