أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - دعونا نتكلّم عن الكبار (ماريو بارغاس يوسا)














المزيد.....

دعونا نتكلّم عن الكبار (ماريو بارغاس يوسا)


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 04:46
المحور: الادب والفن
    


دعونا نتكلّم عن الكبار (ماريو بارغاس يوسا)

في سنة 1982 نشر الرّوائي البيروفي الكبير(ماريو بارغاس يوسا، نوبل 2010) روايته(حرب نهاية العالم)، التي ليست عمله الرّوائيّ الأهمّ، و لكنّني انطلقتُ في حديثي عن هذا الإسم الكبير من خلال روايته هذه، حتّى أشير إلى أمرين، الأوّل، اِستثنائيّة الفضاء الرّوائي بالنّسبة لباقي أعماله، ذلك أنّ أحداث الرّواية لا تجري في البيرو كما عوّدنا في جُلِّ أعماله، و إنّما في البرازيل، حيث كتَبَ عن أحداث واقعيّة جرت هناك في نهاية القرن19، عن ثورة تطالب بالعدل، يقوم بها أحد رجال الدّين في صحراء(نورديستي)، فيمضي جميع الفقراء والخارجين عن القانون و المهمّشين و العاهرات مؤيِّدينَ له. أمّا السّبب الثاني، فهو أنّ(ماريو بارغاس يوسا) الإنسان بقي هو هو لم يتغيّر فيه شيء، بالرّغم
من انتقاله الذي يعتبره البعض فُجائيّاَ من اليمين إلى اليسار في سبعينات القرن الفائت، و الّذي لا أراه
مفاجئاً البتّة.
لقد تغيّر توجّه(يوسا) الفكري، بعد أن تأثّر بأفكار الأديب و الفيلسوف الفرنسي الشهير(ألبير كامي)، الّذي أقام(يوسا) في بلده فرنسا من 1959 إلى 1966، التي صرّح أنّها كانت سنواتٍ حاسمة في حياته. كما لا يمكننا إغفال المفعول الذي أحدثته فيه شهادات المثقّفين المنشقّين عن الإتّحاد السّوفييتي، و أيضاً التأييد السّارتري(سارتر) لأفكار(ماو سيتونج) رغم الجوانب اللّاإنسانيّة في ثورته الثقافية.
إنّ انقلاب(يوسا) الفكري على الأفكار اليساريّة الإشتراكيّة، كان سبباً في حدوث طلاقٍ نهائي بينه و بين كتّابٍ كبار(خوليو كورتاثار، كارلوس فوينتس، و غابرييل جارثيا ماركيز)، خاصّة مع صاحب (مئة عام من العزلة) الّذي كانت تربطه به صداقة وطيدة، ف(يوسا) بدأ يعتبر الزعيم الكوبي الخالد(كاسترو) ديكتاتوراً، و أنّ نظامه من أفظع الدّكتاتوريّات في أمريكا اللّاتينيّة، في حين أنّ الأسماء الأدبيّة الثلاثة التي ذكرتها، كانت داعمةًً ل(كاسترو)و نظامه. و إن كان هناك من يقول أنّ سبب العداء الشديد النّاشئ بينهما سببه محاولة (ماركيز) إغواء زوجة أو طليقة(يوسا)، ما حدا بالأخير أن يوجّه له لكمةً كادت تسحق وجهه.
رواية(حفلة التّيس) من أهمّ أعمال (يوسا)، نشرها سنة 2000، تناول فيها وحشيّة و ساديّة الدكتاتور(رافائيل تروخيو) الرئيس الّذي حكم الدّومينيكان لأكثر من ثلاين سنة، المسؤول عن مجزرة (بارسلي)، و الّذي أعمته سلطته المطلقة، إلى حدِّ أنّه كان يرى بأحقّيّته في فضّ غشاء بكارة الفتيات. لم يباشر (يوسا) كتابة هذه الرّواية، إلّا بعد أن أقام مدّةً طويلةً في جمهوريّة الدومينيكان.
أريد أعود إلى مسألة تغيّر نسق(يوسا) الفكري لأسجّل أمراً في غاية الأهميّة، و هو يتعلّق بأقرب أعماله إلى نفسي، رواية (مايتا)1984، رواية(مايتا) أجمل لوحةٍ تتكلّم عن رِدَّة المثقّف اليساري،
الّتي تدور وقائعها في البيرو بالطّبع، و في جبال الأنديز بالتحديد. (مايتا) المناضل التروتسكي المتناقض. الرّاوي في الرّواية هو الرّوائي ذاته، المهووس بتقفّي آثار (مايتا) صديق طفولته(أريد أن أكتب شيئاً مستوحىً من حياته، ليس سيرة، و إنّما رواية، قصّة حرّة حول الحقبة و الوسط الذي عاش فيه مايتا، و الأشياء الّتي جرَت في تلك السّنوات)حيث يجعلنا نعيد معايشة أجواء الإرهاب التي خيّمت على البيرو، بعدما يأخذنا في مغامرةٍ في أدغالها.
لِ(ماريو بارغاس يوسا) رواية في غاية الإمتاع(شيطانات الطفلة الخبيثة)، الّتي أشدّ ما شدّني إليها، هو شخصيّة بطلها (ريكاردو سوموكوثيو)، الشاب الرّافض شروط بيئته، المتمرّد على فكرة العيش في بلده بيرو، فينطلق مسافراً بين عواصم الدّنيا، حالماً بالسّعادة و الحبّ. لم أقف على مديحٍ قيل في هذه الرّواية، و لعلّ مَرَدَّ ذلك يكمن في أنّها أعادت طرح فكرة كان قد عالجها(يوسا) إلى جوار التيمة الأساسيّة في روايةٍ سبقتها، ألا و هي رواية(الفردوس على النّاصية الأخرى)، و هي رواية عن اليوتوبيا و الفن و الجنس بالأساس، يتطرّق فيها إلى حياة الرسّام الفرنسي الشهير(بول غوغان) الّذي ذهب للإقامة في (تاهيتي) ظنّاً منه أنّه سيصل إلى السعادة إذا عاش حياةً بدائيّة و انغمس في كل ما هو حسّي، فينتهي به المطاف أن يُدرِكَ أنّه كان يسعى وراء سراب. و يتناول أيضا(يوسا) في نفس الرّواية جدّة (بول غوغان)(فلورا تريستان)، المناضلة العماليّة المدافعة عن حقوق المرأة.
عندما كان(يوسا) يخوض صراعاً سياسيّاً شرِساً إلى جانب تَجمّع(ليبرتاد) و هو تجمّع ديمقراطي مناوئ للماركسيّة، انتهى به إلى الفشل في الإنتخابات الرّئاسيّة سنة 1990، نشر روايته(مديح زوجة الأب) سنة 1988، تنتمي إلى الأدب الإيروسي، المحتفي بالجسد، إِذْ يتزوّج العجوز(دون ريغوبيرتو) شابّةً صغيرة، و يشربان من لذائذ الجنس حتّى الثّمالة. ثمّ سيضيف لها رواية تُكَمِّلُهَا(دفاتر دون ريغوبيرتو)، تسنّى لي شرف قراءتها الأسبوع الماضي.
هذا نَزْرٌ يَسير عن رجُلٍ كبيرٍ و كَثِير، اسمه(ماريو بارغاس يوسا)، قال ذات يومٍ(أَكتُبُ لأنَّنِي حَزِين).



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَيْتُنَا جَارُ الغَدِير
- بيتُنا جارُ الغدير
- لِقاءٌ ليس يَتْلُوهُ لِقَاء
- اللّاإنتماء بَرَكَةٌ و لَعْنَة!
- عن الجماهير، الوعي، و الثورة
- الأستاذ عبد الجواد سيّد(أديباً)
- جونكور 2016، انتصار الموهبة
- موريس ماترلينك(العميان)
- الأدب و صناعة التغيير
- إيمانويل روبليس(الإيمان بالإنسان)
- إنّني لا أتّفق و إيّاك مسيو فيليب
- السيّد إبراهيم و زهور القرآن
- لِأَنّهُ ماذا ينتَفِعُ الإنسان لَوْ رَبِحَ العَالَم و خَسِرَ ...
- حكاية البرونكس
- أيّام الرّعب(الظّلاميّة و التنوير)
- جسور مقاطعة ماديسون
- الشّموع
- نَدَى كفِّك
- لماذا نكتب الشعر؟
- سينما باراديزو


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - دعونا نتكلّم عن الكبار (ماريو بارغاس يوسا)