وليد الأسطل
الحوار المتمدن-العدد: 5365 - 2016 / 12 / 8 - 08:58
المحور:
الادب والفن
لا زِلتُ أذكرُ قصّةَ حُبِّنا
في بَيتِنا جارِ الغَدِير
و بناتِهِ دُعْج العيون
كانت أَدْعَجُهُنَّ عَيْناً
تُساكِنُنَا غُرفَةَ نَومِنَا
لِكَيْ تُنافِسَكِ غرامي
و تضُمَّ بين ذراعَيْها كلامي
كُنّا إذا ما طَلَبْنَا منها تَرْكَنَا
اِسْتَدَارَتْ باسِطَةً ذراعَيْها في الفضاءْ
واضِعَةً خَدَّها فوق الهواءْ
بعد أن تنثُرَ على وجهِ الغديرِ أسرارَ حُبِّنَا
فَيحنِي رأسَهُ خَجَلاً
و يمضِي هادئاً بِنُبْلِ أَمِيرْ
حالِماً كالأَمَلِ الأَخِيرْ
وَ خَلفهُ الظِّبَاءُ تَرعَى في المُرُوجْ
تنظُرُ إلى ظِلالِ حُبِّنَا المطمَئِنَّة بِارتِيابْ
ثمَّ تُوَلِّي هارِبَةً صَوْبَ الغَابْ
كأنَّها رَأَتْ أنيَابَ الفِرَاقِ
تَلتَمِعُ مُتَوَعِّدَةً بَينَ الظِّلالْ
اليوم بَعْدَ أن كانَ ما كانْ
أمُرُّ في الجِوار
باحِثاً عن أَثَرٍ لِوَجهِكِ المَلَكِيّْ
فلا أَجِدُهُ إلّا بينَ دموعي
أَنظُرُ في عيونِ الظِّباء
فأجدُهَا تشكو رحيلَ الأمومة الخائِفةْ
أمّا الغَدِيرُ فَقَدْ غدَا هالَةً شاحِبَةْ
أتسَوَّلُ منْ بِنتِ بيتِنَا الدّعجاء
نظرةَ حُبِّهَا الدّافِئَةْ
فَتَزْوَرُّ عنِّي
و أسمَعُ النّاسَ يتهامسون
ما بالُهُ يُغازِلُ النَّافِذَةْ.
الأحد 4 ديسمبر 2016
#وليد_الأسطل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟