أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - إنّني لا أتّفق و إيّاك مسيو فيليب














المزيد.....

إنّني لا أتّفق و إيّاك مسيو فيليب


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 15 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


فيليب لوجون philippe lejeune كاتب فرنسي، و من المنظّرين الكبار للسّيرة الذّاتيّة، كتبَ عشرات الكتب و الدراسات حول موضوع السيرة الذّاتيّة. فيليب لوجون يرتبط بمفهوم الحقيقة الماديّة، بمعنى أنّ الكاتب عاش حياةً ماديّةً، سيعيد إنتاجها في النصّ الأدبي.
إنّني لا أتّفق و إيّاك مسيو فيليب، و لي في الردّ عليك شواهد كثيرة، أوّلها فيلم القندس the beaver، بطولة MEL GIBSON و JODIE FOSTER، الشخصيّة المحوريّة هي شخصيّة (وولتر بلاك) الّذي يشغل منصب رئيس مدير عام،له زوجة تحبّه و ابنان رائعان، ولكنّه يعاني من مشكلةٍ داخليّة كبيرة، إنّه يعاني من اكتئابٍ حادّ، لا يشعر بالسّعادة و لا بالجدوى، (وولتر بلاك) ليس شخصيّةً خياليّةً لا وجود لمن يناظرها في دنيا النّاس، إنّه بالغ الحساسيّة و الصّراحة، إنّه بمثابة المرآة الّتي كانت تُزعج زوجة والدِ بياض الثّلج، حين تُخبِرها الحقيقة. (وولتر بلاك) ينتمي إلى من يسمّيهم جبران خليل في كتابه (العواصف)أبناء الحزن، حتّى و إن عاشوا ملوكاً و أباطرةً. إنّ أفضل نموذجٍ يؤكّد ادّعائي أيضاً،هو (إيليزابيث) إمبراطورة النّمسا و ملكة هنغاريا، الملقّبَة ب(سِيسِي)، و الملقَّبَة أيضاً ب(إمبراطورة الوِحدَة)، كانت شاعرةً رقيقةً أسيفَة(أَمشِي وحيدَةً منذ زمنٍ بعيد على هذه الأرض، مُنفَصِلَةً عن ملذّاتِ الحياة، لا رفيقَ يشاركني سِرَّ قلبي، لم تُحسِن أيُّ روحٍ فهمي، أهربُ من العالم بكلِّ أفراحِه، إنّني بعيدة عن البَشَر، سعادَتُهُم و آلامُهُم غريبان عنّي، أمشي وحيدةً كأنّني على كوكبٍ آخَر، يا أعزّائي أرواح الأزمنة القادمة، التي تتوجّه إليكم اليوم روحي، و ترافقكم دائماً، و ستجعلونها تحيا بفضل أشعاري).
يقول الأديب الهندي العظيم(طاغور) على لسان بطلته (ميلاني)(قلبي يسكنه العذاب، و لَستُ أعرِفُ سَبَباً لهذا العذاب). من هنا أقف مستغرباً موقف من انتقدوا الأستاذ (عبد الرّحمان الخميسي) بأنّه لم يكن مُقنِعاً في عرضه لشخصيّة(عبد الباسط أفندي) في قصّة(زوجان شريفان) و كيف أنّه انتقل من الفضيلة إلى الرّذيلة دون مقدّمات، و أقول لهم يا جماعة الإنسان ظاهرة غاية في التعقيد و التركيب، لا يمكن التكهّن بما يمكن أن ينتج عنها، الإنسان ليس عمليّة حسابيّة معروفة النّتيجة سَلَفاً.
إنّ من ينظر في رواية (آنّا كارينينا) مثلاً، يجدها تضيء الجانب الغير مادّي، أو بالأحرى الجانب اللّاسببي، الغير قابل للإحصاء، بَله السرّي للفعل الإنساني،ف(آنَّا) لم تكن قد جاءت للمحطّة لتنتحر، بل جاءت ترى (فرونسكي)، و قد ألقت بنفسها تحت القطار دون أن تكون قد اِتّخَذَت قراراً بذلك، إنّ القرار هو الّذي أخذ آنّا كما يقول(كونديرا). كما أنّ أغلب أعمال(تشيخوف) تتركّز حول الصّراع الدّاخلي لشخصيّاته، شأنه في ذلك شأن(بروست، كافكا، و جويس). أريد أن أصل إلى أنّ الإنسان يعيش داخليّاً و وجدانيّاً أكثر بكثير ممّا يعيش ماديّاً. لو كان الإنسان يعيش ماديّاً فقط، لَسَهُلَ التّنبُّؤُ بأفعالِهِ كلِّها، و في هذا الباب يقول (الشّاذلي القليبي)(الإنسان يُنشِئُ مستقبَلَهُ و يَدحضُ التَّوقّع، بذلك يمتاز و تلك هي معجزتُه).



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيّد إبراهيم و زهور القرآن
- لِأَنّهُ ماذا ينتَفِعُ الإنسان لَوْ رَبِحَ العَالَم و خَسِرَ ...
- حكاية البرونكس
- أيّام الرّعب(الظّلاميّة و التنوير)
- جسور مقاطعة ماديسون
- الشّموع
- نَدَى كفِّك
- لماذا نكتب الشعر؟
- سينما باراديزو
- الأَوْلَى بِقَلبِك
- لا رجوع
- العَصَا السِّحرِيَّة
- لا يُرِي النَّاسَ وَجهَه
- أين الحقيقة؟
- مَنْ أَكُون؟
- حَظُّ شَاعِر
- الشِّعر
- فِتنة الشّعر
- نِهاية عذاب
- أَلَمْ


المزيد.....




- مهرجان مراكش الدولي للفيلم يكرم أربع شخصيات بارزة في عالم ال ...
- -العملاق- يفتتح الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينم ...
- منصور أبو شقرا... مسيرة شعرية وثقافية تتجسد في إصدار مجموعته ...
- نردين أبو نبعة: الكتابة المقاومة جبهة للوعي في مواجهة السردي ...
- مصر: نقيب الممثلين ينفي فتح تحقيق مع عباس أبو الحسن بعد تصري ...
- جدل بعد بث أغنية أم كلثوم عبر أثير إذاعة القرآن الكريم المصر ...
- أشبه بالأفلام.. سيدة تُقل شرطيًا بسيارتها لملاحقة سارقة متجر ...
- -البيت الفارغ- والملاحم العائلية يمنحان الفرنسي لوران موفيني ...
- المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكرّم جودي فوستر وحسين فهمي
- لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - إنّني لا أتّفق و إيّاك مسيو فيليب