أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - التغيير والثورة لا تتحقق بأهواء شخصية















المزيد.....



التغيير والثورة لا تتحقق بأهواء شخصية


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتلال العراق 2003 وتفكك أجهزة صدام وحل القوات المسلحة: علامات مميزة لمرحلة تاريخية هللّ لها الكثيرون، وكيف لا ؟ إنه الخلاص من الطاغية ونظامه. وولادة حلم انتهاء قمع وإبادة الشيعة بعد أربعة عشر قرنا من المجازر الهمجية الوحشية وبدايات تمكنهم من اعلان هويتهم وممارسة شعائرهم، وكيف لا ؟ انه انتهاء ازمنة اضطهاد الشعب الكوردي وحملات الإبادة الجماعية ضده وفتح الطريق امامه لتحقيق طموحاته القومية المشروعة، كيف لا ؟ وانه نهاية للحصار التجويعي والابادة المباشرة لأطفال العراق وفقرائه ومعدميه، كيف لا ؟ وانه بدايات الامل من اجل عراق ديمقراطي تعيش فيه كل الاقوام والاعراق والديانات والطوائف برفاه وهناء وتشكيل نظام نابع من إرادة الشعب واختياراته.
لم يمض عام واحد حتى وضعت قطعان الاحتلال الأمريكي وحلفائها اخر اللمسات لنشر الفوضى الخلاقة على كل الأراضي العراقية. فظهرت قيادات سياسية غريبة لم يسمع بها احد ولا يعرف لها احد أي تاريخ نضالي وقيادات سياسية كانت مهيئة لأمر واحد هو النهب ثم النهب والنهب، المرعب ان القيادات السياسية لقوى المعارضة الوطنية المعروفة قد أظهرت نفسها كـ ( طناطل ) و ( غربان ) لا تعير طموحات واماني الشعب الذي قدم خيرة أبنائه شهداء اجلاء من خلال نضالهم داخل هذه الأحزاب، وحصر السياسيون انفسهم داخل منطقة ( الغبراء ) وحصنوها لدرء خطر ( الشعب المخدوع ) ووزعوا المغانم والحصص والكراسي فيما بينهم وخرج بضعة مئات كـ ( فطر ) كريه الرائحة كل واحد يصيح انا ( القائد ) انا ( الولي )،
لقد قام سياسيو الشيعة بأكبر خيانة أخلاقية وسياسية عرفتها البشرية اطلاقا بحق جماهيرهم اذ اظهروا نفوسهم الوضيعة الجبانة الجشعة طمعا والغبية سياسيا والمعزولة جماهيريا والخائنة لكل الوعود والعهود التي قطعوها ابان ازمان المعارضة، واصبحوا كتلا وتيارات ومجالس وأحزاب تنهش بعضها بعضا متحاربة لوضع يدها على ما امكنها الوصول اليه من غنائم تعود بكاملها حصرا للشعب العراقي ... والقائمة تطول ...
وعادت الحركة القومية الكردية وزعاماتها الى واقعهم العشائري الاقطاعي واستغلوا طموحات الشعب الكوردي النبيل في وطن عتيد لهم، فأحكموا قبضتهم عليه وسخروا كل الطموحات القومية لمشاريعهم ومصالحهم الشخصية الاقطاعية الانانية والمعادية لكل طموح لحكم الكورد لأنفسهم بأنفسهم وعقدوا التحالفات وما يزالون مع اشد أعداء الشعب الكوردي لغاية مريضة تؤمن بقائهم حكاما لا يخضعون ابدا لأي من مفاهيم الديمقراطية ... وقادة الكرد قاموا كقادة الشيعة بكل اعمال النهب والسرقات والتخريب والخيانة ... والقائمة تطول ...
ومن ايشع ما حصل ظهور قيادات سنية كريهة المنظر واللسان والافعال لا من اجندة سياسية لها الا في الدعوة الى الإبادة الطائفية لشيعة العراق وإعادة الحكم لأهل السنة، ولأجل هذا فقد قامت عشرات من المنظمات الإرهابية، التي ادعت وتدعي الدفاع عن اهل السنة زورا، الى القيام بأشنع وابشع والأكثر بربرية ووحشية وهمجية من اعمال التقتيل والتفجير والابادة والتهجير والترحيل والاغتيالات بحق الشيعة العراقيين حصرا، مع حملات إعلامية كريهة ومغرقة في الطائفية العمياء والبدوية الهمجية وتكفير المسلمين الشيعة علنا وبلا أي خجل، لقد مزقوا عن وجوههم كل الأقنعة المزيفة واظهروا نفوسا مريضة وحشية إجرامية ... وكل هذه القيادات السنية قد اوغلت كما اخواتها الشيعية والكوردية بأشنع ممارسات النهب والسلب والسرقة والاجرام والخيانة والتخريب ... والقائمة تطول ...
وشكلت قيادات السنة العشرات من اتحادات العشائر والقبائل لتغطية نشاطها وكان رؤساء هذه العشائر والقبائل، كمثلائهم من غالبية العشائر الشيعية، من اوطأ افراد الشعب واكثرهم تخلفا الذين وضعهم صدام على رأس عشائر و ( أفخاذ ) وقبائل اكثرها مشوهة،
وغطت هذه التشكيلات العشائرية على التنظيمات الإرهابية التي ظهرت بالمئات على ارض العراق من بعد الاحتلال الأمريكي والتي كانت على مقدار كبير من التدريب والتأهيل وواسع القدرات في تشخيص الأهداف والانتشار الواسع على كل الأرض العراقية
لم يمض الا اقل من عام من بعد ( انسحاب ) قوات الاحتلال من العراق حتى أعلنت داعش نفسها بديلا فعليلا، واخذت بنشر عملياتها داخل العراق وامتدادا الى سوريا، ولم يمض كثير من الوقت حتى وصلت الى مسافة خمسمائة متر من حدود مدينة الكاظمية المقدسة شمال العاصمة بغداد، في اتون انهيارات مهولة للقوات المسلحة والأخطر من ذلك انهيارات القوى السياسية والتي تهيأ البعض منها لدعوة أمريكا والغرب للتدخل عسكريا !
لم يكن ما حصل في العراق ومنذ العام الأول لاحتلال القوات الامريكية وحلفائها الا تنفيذا ممنهجا لخطط وضعت مسبقا بكل عناية لوضع العراق ومنطقة الشرق الأوسط تحت الهيمنة الامريكية أولا والغربية ثانيا وحسم ملف الشرق الأوسط مرة والى الابد غير أبهين بمقدار الخسائر البشرية، فإن مهمة من مثل هذا الحجم لا يمكن ان تنجز الا بإشعال الحرب، او الحروب وهذا هو الاصح، والتي سينتشر لهيبها فيشمل المنطقة زما ابعد منها بكثير.
جاء الاحتلال الأمريكي في ظاهره لتحرير الشعب العراقي من الطاغية صدام ونظامه، ومنح الحريات للشيعة والكورد، مشجعا الشيعة للإعراب عن هويتهم وممارسة حياتهم وشعائرهم بكل حرية وحتى ان الامريكان وحلفائهم على اظهار وتعزيز التطرف في الممارسات الشعائرية، وتوطيد الطاعة الاقطاعية بين الشعب الكوردي، اليس كذلك ؟ هذا كان الظاهر. ولكن الاحتلال عمل بكل همة على تصعيد قيادات سنية مغرقة في طائفيتها ومدها بكل إمكانيات العمل ضد الشيعة في الوقت نفسه، وساهم في تشكيل ودعم العديد من المنظمات الإرهابية والتي توجها بتنظيم داعش قمة الابداع الأمريكي في إبادة الشعوب.
دعونا ننظر للأمر من زاوية أخرى:
الا ترون انه لأمر مثير للدهشة ان زعماء الشيعة والكورد والسنة والعشائر والمنظمات الإرهابية وداعش جميعهم يمارسون نشاطاتهم المعادية للإنسانية من دون اظهار أي خوف من العواقب، من دون الخوف من أي محاسبة وحساب محتمين قادمين، من دون إيلاء أي اهتمام لردود فعل الشعب، ولكأنهم محصنين من أي مساءلة وحساب الى ابد الابدين. اعطوني مثلا واحدا يدل على خوفهم من الحساب، ومن سيحاسبهم ؟
اكثر من ستة عشر عاما مضت من بعد خيانة المعارضة الوطنية لشعارها والتزامها السياسي والأخلاقي اما شعبنا والإنسانية في النضال الثابت والجماعي تحت شعار: لا للدكتاتورية لا للحرب، في سبيل عراق ديمقراطي فيدرالي موحد والحكم الذاتي التام للشعب الكوردي !
اكثر من ستة عشر عاما مضت منذ الاحتلال الأمريكي وجرائم التنظيمات الإرهابية وداعش وحاضناتهم وكل التخريب الذي يعم وطننا على ايدي السياسيين الفاسدين والفاشلين واللصوص والسراق والخونة والمخربين والمجرمين والطائفيين ما زالا هما السائدين من دون أي تهيب من المحاسبة، وبمباركة أمريكية، والحروب تعم المنطقة بأكملها، والتحالفات الخيانية تسود بدلا عن الانغمار مع الجماهير الشعبية لأجل تحقيق الرفاه والتنمية والأمان والعدالة
ان مخطط إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وتثبيت الحل الأمريكي النهائي لكل أوضاع المنطقة واعتبارها ابارا للنفط ولا من تطور او تقدم او عيش رغيد.
ان الهجمة الوحشية الهمجية التي تتعرض لها شعوب المنطقة على مذبحة الشرق الأوسط الجديد المهولة مستمرة في ظل غياب ظهور قيادات سياسية من وسط الشعب تحمل هموم وطموحات الشعب وتترجمها في برامج تعطي الحلول الواقعية والممكنة التحقيق والمتلائمة مع ظروف شعوبنا ومديات تطورها الاقتصادي - الاجتماعي - الثقافي الفكري. ان مثل هذه القيادات يشكل ظهورها ضرورة تاريخية وموضوعية حتمية ولكن يوجب علينا القول بكل اسى ان ذلك لا يشكل امرا ممكن التحقق بسهولة ما دامت شعوبنا تعاني من السلبية والانطوائية والخوف الابدي من فقدان رغيف اليوم على امل الحصول على رغيف افضل غدا، التغيير والثورة لا تتحقق بأهواء شخصية ولا بد من توافر كل شروط الثورة.
ان الاحتلال الأمريكي قد استهدف، وهذا في قناعتي المطلقة، الى استباق تحرك الشعب العراقي النبيل ضد حكم الطاغية واسقاطه وإقامة حكم الشعب العامل لتحقيق الرفاه والتطور والتقدم والحريات والعدالة. وان كل ما جرى من بعد الاحتلال الى يومنا لا من هدف له أوضح من هدف اخماد روح التغيير في نفوس أبناء شعبنا وشعوب المنطقة.
الدكتور علي عبد الرضا طبله
الحادي عشر من كانون الأول - ديسمبر 2016



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: قصة موت معلن!
- العراق: قص&# ...
- تموز يأبى &# ...
- رسالة الى الدكتور حيدر العبادي اخر العيد
- رسالة الى الدكتور حيدر العبادي بداية العيد
- عندما تُسَخرُ النبوءات الدينية الموضوعة في خدمة طغم المال
- داعش الاب ...
- ذكريات أيام مضت
- عندما يُس ...
- ذكريات أي ...
- لا تنسوا أهل اليمن ... انهم يقتلون يوميا
- رحيل ملكة العمارة بعد رحيل شيخ العمارة
- رحيل ملكة &# ...
- لا للإرهاب لا للاستهتار بمصالح وحقوق الشعب !
- ردا على مقالة د. صبحي الجميلي المنشورة في طريق الشعب بتاريخ ...
- خاصة بعد زوال البعث ؟
- خاصة بعد ز&# ...
- قسماً ... أقسمنا ...
- 8 شباط 1963 الجريمة التي لا تغتفر ... ما قبلها وما بعدها
- 8 شباط 1963 الج ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - التغيير والثورة لا تتحقق بأهواء شخصية