أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - هناك فرق .. فلتقرر أيهما أفضل















المزيد.....

هناك فرق .. فلتقرر أيهما أفضل


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 16:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- نحو فهم الحياة والإنسان والوجود (58) .
- تأملات وخواطر إلحادية – جزء سابع عشر .

هناك مفاهيم مغلوطة لدى الدينيين عن الأخلاق والسلوكيات , فيتصورون أن الناموس الأخلاقى إنتاج إلهى جاء عن طريق الدين ويتماهون فى مغالطتهم بتقرير أن الملحد إنسان لا أخلاقى طالما هو لافظ للإله والدين .
الأخلاق ليس مُنتج دينى أو إلحادى بل هو منتج بشرى جاء مصاحباً للبشر مع أول خطوة لهم على الأرض لتسنه الجماعات البشرية قبل ظهور ما يعرف بالأديان والمعتقدات طلباً لتحقيق الأمن والسلام لها بل يمكن القول أن المنتج الأخلاقى السلوكى وجد حضوره فى الحيوان فى نهج حك ظهرى حتى أحك ظهرك كما يرى علماء الأنثربولوجى .. إذن الأخلاق والسلوك مُنتج طبيعى إنسانى صاحب تطور الإنسان ووعى المجتمعات الأولى بضرورة وجود منظومة تنظم علاقات البشر لتحقق الأمان والسلام بينهم .

- يمكن القول أن المجتمعات الإنسانية إحتاجت لسلطة تتمثل فى مَلك ومعبد ومعتقد لتؤطر منظومتها الأخلاقية وتسيجها بالمقدس لتخلق حالة من الرهبة والخضوع لما تقرره فتُوهم الأتباع أن تلك المنظومة الأخلاقية هى من الإله الذى سيغضب غضباً شديداُ حال عدم الإمتثال بها أى أن ربط الأخلاق بالإله بمثابة إستدعاء بوليس سمائى بجوار البوليس الأرضى لينتج رهبة نفسية داخلية خائفة قلقة من غضب الإله وإنتقامه .
لو إستعرضنا المنظومة الأخلاقية التى ينسبوها إلى قرار الإله وأوامره بالإمتثال سنجدها فطرية توصل لها الإنسان بدون الحاجة إلى دين أو معتقد , فالقتل مثلاً مرفوض داخل الجماعة الإنسانية منذ بدء تكوين الجماعات البشرية فهو إنتهاك لكيان الجماعة وتبديدها وخصم من رصيدها فى مواجهة مخاطر الطبيعة والجماعات البشرية المتنافسة .

- لا تخفى الأخلاق المنظور النفعى البرجماتى فى تكوينها فهى التعبير عن مصالح الأقوياء والنخب , ولا غرابة فى هذا فمهما بدا أن هناك منظومات مثالية فهى تعبير عن حاجات ومصالح فلا توجد فكرة مثالية هائمة بدون أن تكون لها علاقة وجذر بالأرض لتستمد وجودها وتطلب حضورها , فكما ذكرنا عن نفور المنظومة الأخلاقية من قتل الإنسان فما يحركها هو الحفاظ على وحدة وقوة الجماعة من الأخطار الخارجية بالحفاظ على مكوناتها ومفرداتها , فلا تصور أن القتل فعل مُحرم قبيح هكذا بدون حيثيات بل بما تجلبه من تفتت الجماعة وإنتهاكها والتبشير بإنتهائها .

- تبرز مصالح النخب وأصحاب الأملاك فى النفور والتحريم من السرقة والممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج , فتحريم السرقة ظهر مع ظهور الملكيات الخاصة , فالمالك يخشى على ممتلكاته من السطو والنهب فتم تحريم السرقة وإستدعاء فكرة الإله الذى ينتفض من فعل السارق لتوعده المنظومة الدينية بالعقاب الأرضى والسمائى كشكل من أشكال الإرهاب للحد من الإقدام على السرقة , ليضاف لها مفردات أخلاقية داعمة كالنهر من الحسد أى الرغبة والإشتهاء فيما يمتلكه الآخرين إضافة إلى القناعة والرضا كمفردات أخلاقية حسنة .

- كذا النفور وتحريم العلاقات الجنسية الحرة فيما يعرف بالزنا فهو حماية لممتلكات المُلاك من التبدد , فخشية الملاك من إختلاط الأنساب وذهاب ممتلكاتهم للغرباء دعى إلى حفظ العلاقة الجنسية فى مؤسسة الزواج لضمان نقاء الأوعية الجنسية وإنتاجها أطفال من صُلب المُلاك , ليأتى فى السياق تمجيد مفردات سلوكية كالعفه والفضيلة .
هكذا الأخلاق تعبيرعن مصالح ورغبة المجتمع فى أنساق سلوكية تحفظ الأمن والسلام فى المجتمع وفق مصالح الأقوياء والنخب والمُلاك منذ فجر التاريخ لتأتى الأديان لتُسيج هذه المفردات الأخلاقية والسلوكية لتمنحها القداسة والرهبة .

- يجب أن نلحظ ونعترف أن المنظومات الأخلاقية التى تُنسب للأديان هى تعبير عن فكر مجتمعات إنسانية قديمة هكذا كان منظورها ورؤيتها وتشريعاتها لذا فهى تحمل فكر وسلوك أخلاقى متناقض صدرته الأديان بعفوية من منظور الإنسان القديم .
الأخلاق الإنسانية القديمة أو قل الدينية لمن يروق له ذلك تحمل فكر إزدواجى متناقض وليس منظور متماسك نزيه , فإذا كانت الأديان حرمت ورفضت القتل فقد فتحت المجال للتوحش والقتل تجاه الآخر من الجماعات الإنسانية الأخرى بل هذا الفعل المخضب بالدماء يجد الحفاوة والإحتفاء والبطولة والتمجيد تحت المظلة الدينية لذا لم تجد المنظومة الدينية حرجاً فى حث الإله على قتال الأغيار والكفار .!
هناك أيضا تناقض وخلل فى المنظومة الدينية , فتحريم السرقة داخل الجماعة الإنسانية وجد الإباحة فى نهب وسلب وسرقة الآخرين ليحفل النص المقدس بتحليل سرقة الغرباء تحت يافطة الغنائم , كذا إذا كانت العلاقات الجنسية الحرة أى الزنا بالتعريف الدينى مَرفوض ومُستهجن فهو مباح فى الأديان ليتم تحليل ممارسة الزنا بل إغتصاب نساء الآخرين .
من هذا العرض السريع تلمسنا أن الأخلاقيات منتوج إنسانى يعبر عن مصالح ورؤى ليرتدى لبوسا مقدساً لإيهام البشر أن هكذا نواميس هى من السماء بينما هى نتاج الأرض وظروفها الموضوعية والتاريخية .

- لا يجب إغفال أن الطبيعة تساهم بقوة فى تشكيل المنظومة السلوكية والأخلاقية للمجتمع ولكن ليست بصورة قدرية لا فرار منها , ويمكن تأكيد هذا بكثير من البحث والدراسة والإستشهادات , فمجتمع صحراوى سينتج منظومته السلوكية والأخلاقية والذوقية الحادة المغايرة للمجتمعات الزراعية حيث الحياة تتسم بالسهولة والسخاء , لتختلف المجتمعات الصناعية بأنماط سلوكية مغايرة عن هاذين المجتمعين حيث الميل للنهج العلمى المادى التجريبى والحرية , ومن هنا يكون من الخطأ إسقاط منظومات سلوكية وأخلاقية وذوقية من مجتمع على آخر وأرى أن هذا سر من أسرار تخلفنا وتدهورنا الفكرى والحضارى .

- حسنا ماذا عن الأخلاق فى الإلحاد ؟. بداية هذا السؤال خاطئ معتبراً الإلحاد دين ومعتقد وناموس فإذا كانت الأديان لم تخترع أخلاق فهل نترجاها من الإلحاد .. الإلحاد رؤية فكرية فلسفية فى الحياة والوجود يستمد منظومته الأخلاقية من فلسفته وتطور المجتمع الموضوعى أى أن الإلحاد يتبنى التطور الأخلاقى الإنسانى فى إطار إيمان الإلحاد بالحرية الغير مُعتدية على الآخرين والمجتمع .
قد يتبنى الإلحاد بعض من مفردات المنظومة الأخلاقية القديمة أو للدقة تتبنى المنظومة الإخلاقية المعاصرة المنظومات الأخلاقية القديمة طالما الظروف الموضوعية قائمة مستمرة فمثلا تجريم السرقة يظل سارياً طالما الملكيات موجودة قائمة حاضرة , كذلك القتل مرفوض لأنه إستنزاف لقوى المجتمع .

- يأتى سؤال آخر عن فلسفة الأخلاق بالنسبة للملحد وتسويق هذه الفلسفة ؟. لا تختلف فلسفة الإخلاق عن فلسفة الأخلاق عامة فهى تعبير عن مصالح تطلب الحضور فى نظام يحقق الأمان والسلام فى مجتمع معاصر بكل تطوره ومصالحه ليتم تسويق هذه الأخلاق والسلوكيات بمنظور إنسانى , فأنا مثلا أرفض السرقة لأنها إغتصاب لحياة وإستقرار وأمان إنسان , وبذا يمكن صياغة أخلاقيات باحثة عن إنسانية الإنسان لا تتسم برؤية دوغمائية .

= دعونا نُقِيم مقارنة بين المنظور الأخلاقى لدى المؤمن ولدى الملحد وأيهما أفضل :
- المؤمن والدينى لا يتعامل مع الأخلاق بقناعة ومصداقية , ففكره وفلسفته محصورة فى سياسة العصا والجزرة فهو يخاف من العصا المتمثلة فى الغضب والعقاب الإلهى متوسماً الجزر التى تعنى المكافآت والمنح الإلهية فى السماء أى أن الأخلاق ليست قناعة بل تقع فى دوائر الترهيب والترغيب لدرجة أن المؤمن يقوم بالأخلاق الحميدة منتظراُ الرصيد السمائى , لتستغرب من فلسفة الدين عندما يرفض دعمك للفقير والمحتاج بمنظور دعم ومساندة ومراضاة إنسان ضعيف مُعذب فى حياته بل يجب أن تفعل هذا الفعل لمراضاة الإله وليس الإنسان لتنتظر ما سيضاف لرصيدك السمائى .. بينما الملحد يفعل الفعل الأخلاقى بطبيعته الإنسانية الجميلة لصالح الإنسان غير خاضع لسياسة العصا والجزرة أى للترهيب والترغيب فلا ينتظر مكافآت ومنح ولا عقوبة وتجريم ليحده فقط قوانين المجتمع الأخلاقية الموضوعية كرادع .
إذن رؤية الإلحاد للأخلاق يأتى من منظور إنسانى راقى فى إطار تطور المجتمع الموضوعى , فما يٌقدم عليه الملحد من سلوكيات حسنه فهى للمجتمع فلا ينتظر مُنح ومكافآت مقابل إقدامه على فعل طيب , كذا لا يخشى العقاب عند عزوفه على الدعم والمشاركة أى أن سياسة العصا والجزرة غير قائمة بحكم عدم إيمانه بإله يُثيب وينيب أى أن فعل الملحد نتاج قناعاته وإنسانيته وتعاطفه وتعظيمه لقيمة الإنسان فقط بغض النظر عن الهوية والقومية.. فأيهما أفضل؟.

- هناك هشاشة وتشويه للفكر الدينى للأخلاق والسلوك لتسحق الإنسان وتسقطه فى جب التدنى عندما تجد الدينى يسأل الملحد بسذاجة وغباء عن إمكانية قيام الملحد بممارسة الجنس مع أمه وأخته طالما ليس هناك رادع؟! بالطبع سؤال يُحقر الدينى ذاته فهو يعنى أنه لا يُقدم على ممارسة الجنس مع المحارم كونه يخشى من العصا وليس لعدم قبول هذا الفعل سواء فى وجود إله يعاقب أم لا .. لأقول أن الملحد يرفض هذا الفعل كون المجتمع يلفظ هذه الممارسة من منطلق أن تلك العلاقات تخرب وتشوه علاقات إنسانية وتعطى نتائج سلبية على المستوى النفسي والبيولوجي والتطوري , ولأضيف مفارقة عن المؤمن فعليه التفكير في أن العلاقات بين الأخوة والأخوات كان سائداً فى المجتمعات الإنسانية منذ فجر التاريخ وقد أقرت بها الأديان , فمنشأ البشرية جاء من تزاوج أبناء وبنات آدم كما يزعمون , فكيف يفسرون هذا فإذا كانت فكرة الإله تنتفض من تلك العلاقات فلماذا أباحها ولماذا لم يخلق عدد من آدم وحواء لتفادى زواج المحارم.

- الملحد يتسم برؤية متماسكة غير إزدواجية فإذا كان يرفض السرقة فهو يرفضها فى فعلها داخل الجماعة الإنسانية أو تجاه الآخرين , كذا يرفض القتل سواء داخل الجماعة أو خارجها .. يرفض العبودية والسبى وملكات اليمين فهو رافض هذا النهج , بينما الدينى لا يستطيع إستنكار وتجريم منهج العبودية والسبى كون هذا من إرثه الأخلاقى والسلوكى وهذا يجرنا إلى سؤال هل الأخلاق ثابتة أم ديناميكية متطورة ؟ بالطبع الأخلاق منتج حى متطور ديناميكى يساير تطور المجتمعات والدليل على ذلك أن مجتمعاتنا تُجرم سلوكيات دينية كانت أخلاقية ومشروعة كالعبودية والسبى مثلاً ..من هنا يرى الملحد أن الأخلاق تعبير عن تطور المجتمع الموضوعى لذا فهى ديناميكية , ومن هنا فالمنظومة الأخلاقية حية تتوائم مع متطلبات المجتمع بينما يرى المؤمن أن المنظومة الأخلاقية ثابتة لا تتغير ليسقط رؤية إنسان قديم مما يعنى الجمود والعجز عند مواجهة المُستجدات علاوة على إستحضار أنماط سلوكية عفا عليها الزمن مما ينال من إنسانية الإنسان المعاصر .. فأيهما أفضل حالا الثبات أم الديناميكية ؟.

- الأخلاق الدينية تسمح للدينى بالمراوغة والتملص من سلوكه فمبجرد طلب المغفرة ستتبدد سلوكياته الحمقاء , فهناك رخصة كبيرة للتوبة والمغفرة مفتوحة دوماً فكلما أقدم على سلوك خطأ فيكفى أن يتمتم ببعض الكلمات طالباً المغفرة , فهنا لا يراجع نفسه ولايجلدها فالأمور إنتهت , بينما الملحد لا يتهرب من سلوكه الأحمق أمام ذاته فلا يوجد طلب مغفرة لذا يظل سلوكه الأحمق ماثلا أمامه إلى حين يقوم بمراجعة نفسه وتعديل سلوكه .. فأيهما أفضل حالا من يزيح سلوكياته أم من يراجعها ؟.

- الفكر الإيمانى يهمش الإنسان ويحقره ويمنحه المراوغة عندما يستحضر الشيطان كمسئول عن الأعمال الشريرة بينما الفلسفة الإلحادية تحرر الإنسان من الأوهام ودفن الرؤوس فى الرمال , فلا شياطين ولا جن مسئول عن الأفعال الشريرة ليضع الإنسان فى مواجهة مع سلوكه القبيح .. فأيهما أكثر صدقاً من يهرب ويدفن رأسه فى الرمال أم من يواجه ويتحمل المسئولية ؟.

- الملحد يعظم من الحرية والقناعات الشخصية والنفسية والسلوكية للبشر من منظور أن الإلحاد حرية وكسر القهر والتابوهات والقوالب , ومن هنا فهو يؤمن بحق البشر فى حريتهم وقناعاتهم فلا ممارسة للنبذ والإقصاء لأصحاب الفكر الإيمانى بل تعايش إنسانى وسأسهب فى هذه الرؤية وأجذرها فى مقال قادم , ولكن ماهو رؤية وسلوك الدينى مع الملحد فأليس هو النبذ والإقصاء لتصل الامور للإضطهاد والملاحقة ولترتفع أسقف التعسف بالتصفية المعنوية والجسدية .. فأيهما أكثر تحضراً وإنسانية ؟.

- ينطلق المؤمن فى مفهومه الأخلاقى كونه عبد عليه الإمتثال لسيده الإله بينما الأمور فى حقيقتها إمتثال لمصالح النخب والأقوياء كماذكرنا , ليتبقى مفهوم العبودية والإنسحاق مترسباً على جدران النفس البشرية مُصيغة إنسحاقها ودونيتها وسلوكها بينما يتحرر الملحد من هذه النظرة الدونية ليرى الأخلاق فعل حر ينشد سلام الإنسانية .. فأيهما أفضل ؟.

- معظم الأديان تمارس إزدواجية أخلاقية فما تحث عليه من محبة وتعاون وتكافل بين المؤمنين لا تمده على الآخر المختلف بل قد تصل الأمور إلى تقديم الكراهية بديلاً , بينما النهج الإلحادى لا يفرق بين البشر فى التعامل والسلوك من مُنطلق إحترام آدمية وقيمة الإنسان بغض النظر عن العرق والإعتقاد والجنس واللون .. فأيهما أفضل حالاً فى التعامل الإنسانى ؟.

- الفكرالإلحادى يعتنى بحرية وكرامة وعقل الإنسان ويناهض فكرة محورية الإنسان ونرجسيته وغروره وإغراقه فى ذاتيته ليقاوم ويسخف من فكرة أن الوجود جاء من أجل الإنسان وأن كافة الكائنات مُسخرة له , بينما يرى الفكر الإيمانى خلاف ذلك لينتج أخلاقيات أنانية متعجرفة غارقة فى ذاتيتها ترى فى نفسها المحورية وتزداد شرنقة النرجسية والذاتية بالإنتماء لدين ومعتقد محدد يتعالى به ويمارس من خلاله العنصرية والنبذ , بينما الإلحاد يرى أن الأمور لا تحتاج كل هذا التشرنق والتعصب والنبذ فجميعنا بشر كوحدات وجودية بلا تمييز أو تمايز.. فأيهما أفضل للإنسانية ؟.

- يعظم الإلحاد من حرية الإنسان وسلوكه طالما لا يتقاطع أو يمس حرية الآخرين , بينما لا يعترف الفكر الإيمانى بحرية الإنسان ليمنح تابعيه الوصاية على حرية الآخرين حتى لو لم تقترب من حريتهم , فرؤية المؤمن أنه خليفة الإله على الأرض لإقامة مشروعه ومنظومته بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. فأيهما أفضل لكرامة الإنسان ؟.

- الأخلاق والسلوكيات فى الفكرالدينى شكلى مظهرى لا يعتنى بجوهر الصور ولا يؤسس نفسه على منطق بل فكر قهرى مُتعجرف يمارس وصايته, فمثلا يستنكر الدينى ويقبح وجود علاقة جنسية بين الملحد وعشيقته بينما يحلل ويبارك الزوجة الثانية لذاته , فما الفرق هل هى ورقة الزواج ؟.

- الفكر الدينى يقبح ويدين العلاقات المثلية بين البشر بينما الفكر الإلحادى لا يُقبح ولا يدين ولا يُبارك كون هذه العلاقات نتاج خلل هرمونى وجينى ونفسى دفع بعض البشر للمثلية ومن هنا نتلمس قسوة الفكر الدينى وتعاطيه مع الأمور بتعنت من خلال أكليشيهات متشنجة فهو لا يعالج الخلل بل يدينه ويعلق المشانق فقط .

- تعتبر الأخلاق الدينية الفضيلة والعفة تعنى عدم التعرى لتخلق خصومة مع الجسد وهى فى حقيقتها بحث شغوف خبيث عن الهوس الجنسى ! . فتغطية الجسد يخلق رغبات محمومة وفضولية هوسية دائمة شغوفة بما تحت الرداء , لذا يرى الفكر الإلحادى أن قضية التعرى قضية مُبالغ فيها يحركها الهوس الجنسى المحموم , فالبشر فى البدء كانوا عراة ومازالت هناك قبائل فى أفريقيا والأمازون عراة فلا يعنى هذا التحرش والهوس الجنسى , فالجسد يفقد بريقه وأسراره ويمكن تلمس هذا فى العلاقات الزوجية لتصير فى حيز الإعتياد لذا تلجأ الزوجات إلى إرتداء قمصان النوم لإستعادة هوس ورغبات الرجل . الإلحاد لا يعنى الدعوة للتعرى ولكن فضح وإفشال منظومة فكرية قائمة على الهوس وتأجيج الشهوة لتخلق من هذا الزيف فضيلة .

- أعتبر الكبت الجنسى هو هاجس والمحرك لكل الفكر الدينى والمنتج لكل سلوكه الأخلاقى .!!

- الخلاصة أن الدين يقدم المنظومة أخلاقية لمجتمعات قديمة بينما يتبنى الإلحاد التطور الموضوعى المعاصر للأخلاق , كما هناك فرق بين من يمارس الأخلاق بمنظور إنسانى ومن يمارس بغية المنفعة والجزر .. هناك فرق بين من يعتبر الأخلاق الطيبة منظومة إنسانية لكل البشر ومن يقصرها على أبناء الهوية .. هناك فرق بين من يعمم المنظومة الاخلاقية ليرى القبيح قبيحاً على الدوام ومن يُفصل الاخلاق ليمنح القبح للآخرين ولا يعتبر هذا نشازاً .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وجذور تخلفنا
- وهم الحقيقة - تأملات وخواطر إلحادية
- مفاهيم وتعبيرات خاطئة-تأملات وخواطر إلحادية
- الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر
- رباعياتى
- مفاهيم خاطئة شائعة-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- مزاج إله سادى-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- كيف تفسر هذه المشاهد-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أسئلة مُحيرة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى
- مائة حجة تُفند وجود إله-من 57إلى 61
- تأملات فى الإيمان والدين والإنسان
- تناقضات قرآنية – جزء ثالث
- تناقضات قرآنية - جزء ثانى
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - هناك فرق .. فلتقرر أيهما أفضل