أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون















المزيد.....

مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 18:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (55) .

الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية والمعرفية , وليَعبر بها دوائر الغموض والألم والحيرة من وجود متصادم غير معتنى , فكانت الفكرة تعبيراً حقيقياً عن تلك الإحتياجات تبغى ملاذ وراحة وأمان فى عالم مادى يقذف بقسوته . تتمدد الفكرة لتتسلل وتستوعب كل مفردات الجهل الإنساني وليتماهى الإنسان فيها ليرفع سقوف أوهامه حداً يصل بمنح الفكرة حالة من الإستقلالية والوجود بالرغم أنها فكرة كل صورها ومفرداتها وبنائها جاء من الدماغ . !

قدمت حتى الآن سبعة أجزاء الستة الأوائل كانت فى إطار سلسلة خمسون حجة تُفند وجود إله لأزيد فى الجزء السابع خمسة حجج إضافية وهانحن بدءاً من هذا المقال فى سبيل إكمال السلسلة لتصل للمائة حجة .
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446913
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6 إلى 20 من50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=447489
-خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث 21 إلى 26 من 50.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=448534
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء رابع 27 إلى 34 من 50
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451943
- خمسون حجة تفند وجود الإله – جزء خامس 35 إلى 40من 50
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=454325
- خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=466347
-خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله –جزء سابع
-http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=487841
سيكون نهجنا فى هذا الجزء مغايراً لسابقيه , فإذا كنا إعتنينا عند تفنيد فكرة الإله من المعطيات والفرضيات والصفات التى تساق عنه لنحظى على التناقض والخلل الذى ينفى وجود إله , فسيكون نهجنا هنا تبيان إستحالة وجود إله من خلال الواقع ومحددات الإنسان وماهية دماغه ووعيه ليكون الإله مجرد فكرة وليس وجود .

* المادة تسبق الوعى وتشكل مفرداته.
قضية أسبقية المادة على الوعى سبق أن تناولتها فى مقال سابق فى إطار سلسلة نحو فهم الوجود والحياة والإنسان ولكن يمكن التعاطى معها هنا فى إطار نفى وجود إله .
- لم أكن مخطأً حينها .!
أتذكر فى الطفولة المبكرة التى لم تتعدى السنوات الخمس مشهد باحث عن الله حيث بدايات أجنة العقل فى الحراك أمام ما يلقى أمامها من أفكار وصور .. لم أكن حينها عنيداً بل راغباً فى إستيعاب مايقولونه عن الله بعقل إمتلك فى مهده القدرة على خربشة الوجود بأظافر ناعمة , فعند ذِكر إسم الرب كان يَستدعى ذهنى حينها صور للمسيح ذو الملامح الأوربية المُعلقة على جدران منزلنا , ولكن أبى ذكر لى بعدها أن الرب ليس كهذه الصور ليرفع أصبعه ويشير للسماء حيث مسكنه وملكوته .. لذا بدأت عيونى تتعلق وتحدق ملياً فى السماء باحثة عن الرب ليهدينى خيالى حينها لتلمس ملامح وجوه بشرية ذات حجم كبير تتخلق من الغيوم لأرى رأس رجل وسط تشكيلات الغيوم لأهرول لأمى ذات مرة وأصرخ : لقد رأيت الله ! لتندهش من كلامى فأشد يدها وأدعوها للشرفة وأشير لملامح الله .. أنظرى يا أمى هناك .هاهو الله .هاهى رأسه وذاك أنفه وجبينه وهاهى لحيته البيضاء الطويلة , فتندهش أمى الطيبة من المشهد وتعقب "سبحان الله .المجد لك يا رب"!!-لأدرك أن رؤيتى صحيحة فأهرول لأبى وقد إمتلكت الثقة فى إكتشافى لأدعوه لرؤية الله فيندهش من المشهد ولكنه يحطم تصوراتى فيقول هذه غيوم وسحب تشكلت والله ليس هكذا ولا يمكن أن نراه .. لأقول له ألم تقل أن الله فى السماء فيبتسم معلناً أن الله كبير وهائل وليس على هيئتنا ولا نستطيع رؤيته .!
خاب ظنى فى إدراك الله وزادت حيرتى , فأبى يقول أن الرب ليس على هيئتنا , لأسأله هل شاهدت الله فيجيب بالنفى لأعقب بسؤال آخر كيف عرفت الله يا أبى ليقول : الله خالق السموات والأرض وكل شئ ولا يمكن رؤيته ليبرز حينها تأمل طفولى رائع متحرر من القيد عند تأمل هذا الكيان الذى يرتبط بالوجود لنبحث عن وجوده فيذوب فى الوجود ليتوه سؤال وجوده .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSCAC73B1f55mNh7ljfU_-rf6qWrazsSBi5pLa6weAl1Bqon4y-
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRpF3siN3_DKrtso9TBJ3STQgiIOpyAMdXxt72eCUuV1T9pMmHqOw
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSwfSI3vd2ySQ9pJ_sZZGE_IarELEi3sbx_QZsuWvRhPd_IUyBv
-هذه بعض الصور من الطبيعة تتقارب مع نفس الصور التى كنت أتخيلها فى الطفولة وأنسبها للرب .

- عندما أتذكر الآن تلك الصور التى كنت أتخيلها لملامح الرب من خلال الغيوم والسحب فى السماء أجد أننى سلكت فكراً طبيعياً فطرياً منطقياً , فلم أكن مخطئاً حينها عندما إمتد خيالى ليعانق السماء ويستخلص ملامح الله فهكذا إمكانيات العقل وآفاقه ومحتوى معرفته الوحيدة وشفرة دماغه التى لا تتعاطى إلا مع الوجود المادى حصراً .. بالطبع لا وجود لفكرة إله إلا من خلال حالة تخيلية عقلية محضة تستقى ملامحها من الوجود المادى بغض النظر عن تنوع الصور المُختلقة داخل ذهن كل إنسان , وهكذا كان حال الإنسان القديم الذى أسقط رؤيته للإله على مشاهد طبيعية بدون تحوير لتتطور الرؤية وتنحى نحو التجميع والتجريد لتصل فى أعقد صورها إلى الأديان والمعتقدات الحديثة التى لم تفلح قدرتها على التجريد العالى أن تلغى مشاهد عديدة تجعل الإله ذات تجسيد ووجود مادى .
(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) 115 البقرة . (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) هود 7- (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) 17 الحاقة . (و سمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ ادم و إمرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة فنادى الرب الإله ادم و قال له اين انت فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فأختبات) تكوين 3 .

- من أين يأتى الوعى وما علاقته بالوجود المادى ؟.
الوجود يتمحور فى المادة والوعى فقط ولا ثالث غيرهما , فالمادة هى كل الوجود المحسوس وما يمكن الإستدلال عليه , بينما الوعى منتج لا مادى من منتجات الذهن البشرى كمرآة تعكس الواقع المادى على الدماغ , الوعى مهما كان عبقرياً فهو إستيعاب للوجود المادى الذى سبق الوعى فى الحضور , فالارض بكل ما تحمله من تنوع هائل من الصور المادية وُجدت قبل الإنسان بملايين السنين سابقة لوجوده ومستقلة عنه , ليكون الوعى بمثابة إلتقاط صور لهذا الوجود والتعاطى معه , ويكون تطور الوعى الإنسانى هو القدرة على إستيعاب مدخلات عديدة متمثلة فى آلاف الصور الوجودية ومحاولة تنظيمها وترتيبها وإيجاد علاقات مع بعضها لنحظى على التطور .
أى وجود مادى هو واقع موضوعى مهما كان نوعه أو حجمه , فالقمر مثلا يوجد فى داخل وعى الإنسان كصورة فقط وليس كوجود بالطبع , فالوعى هو القدرة على إستيعاب الوجود المادى كصور فقط , وبالطبع لا يمتلك أى قدرة على خلق كيان خارج الوعى .. بقدر ما تُعتبر هذه بديهية إلا أن الشطط الإنسانى سمح لفكرة خيالية أن تنفصل وجودياً ليتوهمها وجوداً منفصلاً ذات كينونة .!

- عندما نحاول البحث فى الوجود فهذا يعنى البحث عن وعى ورؤية الإنسان ومنطقه وحسه وإنطباعاته فهو الكائن الوحيد الذى يستقبل الوجود بوعى لتتشكل رؤيته وأحكامه وتقييماته , لذا يكون فهمنا للوجود من إستقبال وإدراك الوجود المادى لنصيغه فى أفكار تتشكل وتتحدد بأبعاد نفسية وآفاق ومحددات ومدارات وآليات دماغ تندفع فى تكوين الأفكار .

- لا وعى بدون ملامح وتكوينات ومحتويات مادية فيستحيل أن يتواجد وعى بدون وجود مادى يسبق الوعى ليمنحه كل الصور المادية كمواد خام يتكون منها الوعى , كما أن شفرة الدماغ لا تستوعب إلا الوجود المادى ليقفز سؤال عن ماهو الله ... فحينها لن يخرج الله عن معطيين لا ثالث لهما , إما وجود وإما فكرة , فلو كان موجودا يستلزم أن يكون وجود مادي مستقل يمكن إدراكه بالحواس المادية أو ما يسعفها من تقنية ووسائل مساعدة تسمح بالإدراك , ودعك من عبثية وتهافت مقولة لامادى فهى مقولة مراوغة يعجزون عن تعريفها , كما لا يستوعب العقل مقولة اللامادة فهى خارج شفرة الدماغ , لذا لم يبقى لمقولة الإله إلا أن تكون فى إطار فكرة مُنتجة من منتجات الذهن البشرى كتجميع لصور مادية بإختزالها وتجريدها , ومهما تعقدت صورة الإله ستجدها فى النهاية ذات صور مادية تم إذابة خطوطها لتبدو باهتة عصية عن التدقيق ولكن خطوطها مادية فى النهاية .

- الوعى نتاج التفاعل بين الدماغ والوجود المادى , وهذا الوعى يشبه المرآة التى تنعكس عليها الأشياء , فالجسم الذى يسقط على المرآة سواء معاينه أو إستدلال لا يكون موجوداً بذاته بل إنعكاس عليها لذا لا وجود خارج مرآة الوعى المُدرك للمادة ومن هنا أى فكرة نرددها تكون أصولها صور وجودية مادية مهما تعقدت وضاعت ملامحها من شدة التعقيد أو الغفوة فى تتبع الجذور .

- المادة سابقة على الوعى فالطبيعة تواجدت بكل مشاهدها المادية قبل ظهور الإنسان على مسرح الحياة ومنها يستقى الإنسان صور الطبيعة ويختزنها فى ذهنه , فالتفاحة والسمكة والفيل وأشعة إكس موجودات مادية قبل نشوء الوعي ليتكون الوعى من إلتقاط هذه الصور والإحتفاظ بها فى الدماغ وإقامة علاقات وسببية بينها وإسقاط إنطباع عليها .

- الأفكار هى تجميعات لصور من الطبيعة والتفاعل معها بإيجاد علاقات بينها لتنتج ما نعتبره أفكار منظمة أو خيالية , فالأفكار المنظمة المنطقية هى ترتيب للصور المادية وفقا لمشاهدات متكررة وملاحظات وخبرات ومسببات خاضعة لقانون المادة , بينما الفكرة الخيالية هى لصق الصور بطريقة غير مرتبة غير خاضعة لملاحظات صارمة منتظمة وقد تأتى من تَأثر الدماغ بعامل كيميائى كالمخدرات أو إختلال فى وظائف الجسد الكيميائية أو كيمياء متقدمة مثل تلك التى لدى المُبدعين .
الأفكار المنظمة أو الخيالية على السواء هى منتجات من تأثير الوجود المادى فلن تجد أى فكرة إلا وتكون مفرداتها وكل محتواها من صور مادية سقطت على الدماغ , فحتى الأفكار الخيالية الفنتازية أوالميتافزيقية ستجد مكوناتها صور مادية تم لصقها بشكل عشوائى فقط , فعروس البحر تصور خيالى لكيان غير موجود ولكن مفرداته المادية موجودة , فهناك الرأس والصدر لإمرأة , والجذع والذيل لسمكة ومن هنا نستطيع أن نرسم صور وأفكار خيالية متوهمة كثيرة مثل التنين الأزرق والشيطان والله وتوم وجيرى فجميعها لن تخرج عن مكونات مادية موجودة فى الطبيعة حصراً , ولا إستثناء لأى فكرة فى الوجود من صورها المادية بل يستحيل أن تجد صورة منطقية أو خيالية لا يكون محتواها و مكوناتها وكل كينونتها من صور مادية مستقلة خارج الوعى شكلت وصاغت ورسمت وحددت الفكرة , فهكذا الوجود وهكذا الدماغ صاحب التكوين المادى المتعامل حصراً مع الوجود المادى كوكيل حصرى ووحيد ومُتفرد بلا منازع فى توريد كل مكونات الأفكار لتكون وظيفة الدماغ التعاطى مع الصور الخام لتشكل الوعي , ولنذكر فى هذا السياق أن مفاهيمنا المغلوطة عن الوجود تأتى من إنفصال الصور الخيالية التى أبدعناها لنتوهم أنها ذات وجود مستقل بينما هى نتاج الوعى الذى أنتجها وأبدعها لنعانى من هذا الوهم والرؤية الغافلة لنجتر منها ونبنى عليها قصص وأساطير وخرافات وسيناريوهات .!

- عندما نقول أن المادة تسبق الوعى فلا تكون وجهة نظر إفتراضية , بل الحقيقة الوحيدة فى الوجود التى تصرخ فى وجهوهنا مع كل مشهد وجودى ويمكن تلمس ومعاينة هذا فلن تجد وعى وفكرة جاءت سابقة عن المادة , فالأفكار تتشكل من محتوى مادى , فلا وجود لوعى بالتفاحة إلا من وجود التفاحة السابقة للوعى بها .
قد يقول قائل أن الإختراع والإبداع يثبت أن الوعى يسبق الوجود المادى , فصناعتى لكرسى أو تصميمى للمنزل جاء من وعى سبق الوجود المادى للكرسى والمنزل ... صديقنا هنا يحاول إنقاذ فكرة الوعى السابق للوجود المادى والتى سيكون إنهيارها مُحطم لفكرة الإله , فهو هنا بتر الأصول ونظر للمنتج النهائى , فالكرسى مثلا لم يأتى إلا من مادة الخشب التى هى صورة وجودية مادية سابقة لوعيه , كذا جلوسه على جذع شجرة أو حجر مستوى جلب له الراحة كصورة مادية أخرى سقطت فى دماغه , ليقيم العقل علاقة بين الخشب والإستواء فتتخلق فى الوعى صورة تجميعية تجريدية من مكونات مادية, وهكذا سنجد أن أى إختراع أو إبداع إنسانى مهما تعقدت مكوناته وبدا مذهلاً فلن يخرج عن تجميعات وتنسيقات وصياغات وتركيبات وتجريدات لصور مادية .

- هذه الحقيقة من الأهمية بمكان فهى تنسف الفكر الميتافزيقى , فكون المادة تسبق الوعى وتشكل وتخلق مفردات الفكرة , فهذا يعنى أن ماهية الإله لن تخرج عن كونها فكرة إستمدت مكوناتها من الوجود المادى , فالإله لن يخرج عن كونه وجود أو فكرة فلو كان ذو وجود فهذا يعنى أن العقل سيدركه بأدواته المادية وطالما هذا غير متحقق فالأمور لن تزيد عن فكرة فلا مجال آخر لإفتراض الوجود , ليقول قائل ليس كل ما لا نراه غير موجود وهذا قول حق يراد به باطل فحقاً ليس كل ما لا نراه ولم نكتشفه يعنى عدم وجوده ولكن هذا يسرى على الوجود المادى فقط شريطة أن يكون هناك أى وسيلة أو تقنية للإستدلال المادى العلمى وإلا دخلنا فى المزاعم والخرافة , ومن هنا لا يجب أن نفتح الباب على مصراعيه لأى إحتمالية لتتواجد لا يوجد أى دلائل على وجودها , ناهيك عن الإله حسب ما يروجون كصاحب وجود غير مادى فيلزم لإحتمالية وجوده أن يكون مادة أو الإستدلال على اللامادة هذه .

- الإنسان خالق الأفكار والفكرة هى العلاقة الجدلية بين المادة والإنسان , فلا وجود لفكرة إلا وتستمد معطياتها ومحدداتها وآفاقها من العلاقة مع المادة حصراً , ومن هنا علينا أن ندرك أن الآلهة ما هى إلا فكرة خيالية مكوناتها مادية تكونت فى مخيلة الإنسان من خلال إستعارته لمفردات مادية فى واقعه ليلصقها بطريقة خاصة ويجردها ليجعل منها وجود يعينه على تجاوز إشكاليات نفسية وذهنية عميقة .
الفكر حركة الواقع وقد إنتقل لذهن الإنسان فلو لم يكن هناك حركة للواقع المادى ما كان هناك فكر ولا حياة , لذا من الخطأ تَصور أن الفكرة مُبدعة الواقع فهذا هو الهذيان بعينه , فهى نتاج حركة الواقع لتصاغ فى منتج فكرى يمكن تبديل مشاهده وإعادة ترتيبها فقط لتتجادل بعد ذلك مع الواقع .

- لدينا طريقة تفكير مغلوطة تشبه الفهم القديم عن الرؤية البصرية عندما كنا نظن أن العين هى التى ترسل شعاع منها ليسقط على الشئ لنراه , بينما الحقيقة أن العين ترى من إنعكاس الشعاع عليها ..وللأسف مازلنا نحتفظ بهذا المفهوم للعلاقة بين المادة والوعى , ومن هنا يجب أن ندرك أن الواقع المادى الموضوعى هو الذى يسقط على أدمغتنا مشكلا الفكرة , فالأفكار نتاج إنعكاس الواقع الموضوعى على مرآة الوعى ليتم التعاطى مع الصور المُسقطة لتنتج افكار .وقد تفيدنا هذه الرؤية فى نفى حرية إختيار الإنسان لنستفيض فيه بمقال آخر .
لا وجود غير الوجود المادى ولا فكرة تتكون خارج سياق الوجود المادى بكل مفرداته وملامحه , ومن هنا تكون فكرة الله من إبداعنا حتماً , فمعطياتها إسقاط لصور مادية على سبورة الوعى قمنا بترتيبها وفق حاجتنا لنرسمها بخطوط وألوان كثيفة .

- فى الحقيقة لسنا محتاجون للسببية وقصة كل ماهو غير معلوم لا يعنى انتفاء وجوده للجدال والغرق مع الميتافيزيقين فى محاولاتهم ومناوراتهم الإلتفافية لإثبات وجود إله , لذا دعونا من هذا اللغط والسفسطة المنطقية التى تبغى التهرب والمناورة والتعلق بقشة , فلسنا بحاجة للسببية أو أى مفهوم منطقى مراوغ يضللنا عن الحقيقة الماثلة أمامنا التى تثقب عيوننا بإستحالة تواجد إله إلا كفكرة وليس كوجود , لأنه ببساطة شديدة وعينا هو الذى إختلق الله ورسم ملامحه , فكما ذكرنا أن أى فكرة نتاج وعينا , والوعى يستمد أفكاره من صور الوجود المادى التى تحتكر توريد الصور التى يتكون منها الأفكار لتتشكل أى فكرة فى الوجود من هذه المعطيات , أى ان الدماغ يتحرك فيما يُقدم له من الوجود المادى ليقوم بتشكيل وتركيب ولصق صوره , فالله هنا منتج جاء من جمجمة الدماغ ليكون الإنسان خالق فكرة إلهه فكراً وإبداعاً ورسماً وحيازةً بلا جدال .. لا وجود إلا الوجود المادى والوعى .

- المادة سابقة على الوعى وتشكل مفردات الوعى لتنفى وجود الإله كوجود وتضعه فقط فى إطار فكرة إنسانية , لذا من يريد فتح الباب لوجود إله فعليه إثبات أن الوعى سابق على المادة .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .
- تحريف القرآن من المنطق ومن شهادة الصحابة
- التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس
- آيات ونصوص يجب مصادرتها وحظرها
- قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟
- تأملات لادينية فى الإيمان والأديان السبب والأثر
- خربشات ومشاغبات ومشاكسات-الأديان بشرية
- إنهم متبجحون-مائة خرافة مقدسة(من70إل85)
- أقوى تأمل وفكرة راودتنى
- السببية تنفى وجود وفعل الإله !-تأملات إلحادية(9)
- مغالطات بالجملة فى مفهوم السببية-خواطر إلحادية(8)
- تنبيط (4)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- أيهما منطقى - تأملات إلحادية (7)
- منطق إله أم فكر بشرى عدائى إقصائى
- تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- إنها فكرة ومنظومة ضارة-تأملات إلحادية
- شيزوفرانيا على زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون