أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - شيزوفرانيا على زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة















المزيد.....



شيزوفرانيا على زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 17:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-تناقضات فى الكتابات المقدسة – جزء (15) .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (83 ) .

عندما نقول أن الأديان إنتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم وشيوع تلك القصص المَروية عنها من خلال ميديا هائلة تروج لها .. كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات المنطقية والعلمية التى يفضحها العقل الحر والعلم الحديث , وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود والحياة هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة .
فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس , فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى , ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليؤسس ما يُعرف بالدين .
سنضيف فى هذا البحث ملمح أخر يُثبت أن الأديان نتاج فكر بشرى لم يفلح بساطة وتواضع مُسطريه الإفلات من التناقض لنجد الإختلاف كامن بين نصوصه حيث الشئ وضده حاضر , والغريب أن الأمور تفتقد لأى درجة من التركيز العقلى فى تدوين النصوص لتصل إلى تضارب الأخبار والأحكام والتقريرات , فما يقوله هنا كحُكم أو تقرير أو كشكل خبرى سردى تاريخى أو أمر ورؤية إلهية يناقضه فى موضع آخر ليحق لنا القول أن الحالة الذهنية لمؤلف النص قد أصابها الزهايمر .
سنتناول النص الدينى فى الكتب المقدسة لنَفضح التناقضات فى كتاباته , ولن يكون سبيلنا الإتكاء على نصوص غامضة أو مُبهمة نستنتج منها التناقض , فالتناقض من الفجاجة والوضوح تجعله لا يقبل أى تأويل أو مرواغة فهى تصريحات إلهية تصرح بشئ فى موضع وتنفيه فى موضع آخر .
شيزوفرانيا هى إمتداد لسلسلة مقالاتى " زهايمر - تناقضات فى النصوص المقدسة " وقد نشرت منها حتى الآن 14 جزء ويرجع إنصرافى عن زهايمر إلى شيزوفرانيا إلى أن المضمون واحد وإن كانت كلمة شيزوفرانيا أكثر رحابة حيث الأمور لا تكتفى بالنسيان , كما أن زهايمر نالت تنويه من بعض الزملاء أنها يجب أن تكتب الزهايمر نسبة إلى إسم العالم المكتشف لهذا المرض بينما كان مقصدى هو حالة مرض الزهايمر التى تعنى النسيان وفقدان التركيز لأسقطه على حال النصوص المقدسة المتناقضة مع بعضها فهنا يذكر حكم وتقرير وفى موضع آخر ينساه ويتناقض مع هذا الحكم ليذكر حكم آخر .

* الله لا يغفر لمن قتل مؤمنا متعمداً أم يغفر له ؟
فى النساء 4 أيه حادة قاطعة عن حكم الله فى من يقتل مؤمنا متعمدا ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ولكن فى سورة الفرقان25 فتح المجال للتوبة بدلاً من العذاب الأليم لقاتل مؤمن فإن الله سيبدل سيئاته حسنات ( الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة .. إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) . ففى الأولى لن يرحم الله قاتل المؤمن ومصيره جهنم خالداً فيها , وفى الثانية نجد كلمة إلا من تاب ليبدل الله سيئاتهم حسنات وبذلك يمكن لمن قتل النفس التي حرم الله قتلها أن يتوب ويبدل الله سيئاته حسنات .
هناك خربشة اخرى فى هذه الرؤية الإلهية تبدد أمل المظلومين والمقهورين فى أن يقتص الإله من ظالميهم , فأتصور أن من الأسباب الرئيسية للإيمان بوجود إله هو أن يقتص وينتقم من الظالم ولكن سيخيب ظنهم عندما يجدوا ظالميهم فى الجنه فقد بدل الإله سيئاتهم حسنات ولا عزاء للمظلومين . !

* هل شِركهم بإرادتهم أم بإرادة الله .
فى الانعام 148( سَيَقُولُ الذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آَبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) وهذا يعنى أنه يتهم المشركين بالكذب لقولهم لولا مشيئة الله ما أشركوا , ولكن الغريب أن المشركين لم يقولوا إلا ما قرره القرآن , ففى نفس سورة الأنعام 107(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) أى أن مشيئة الله هى التى جعلتهم يشركوا , فالآية تقر صراحة بأن الله السبب في إشراكهم , فنحن هنا أمام أحد أمرين إما أن تكون مشيئة الله سبباً في إشراكهم كما قالوا ويكونون هكذا صادقين في كلامهم , أو يكون القرآن مُخطأ بتكذيبهم , فما معنى هذا التناقض هل هو زهايمر أم شيزوفرانيا إلهية أم كتابات بشرية تتسم بعدم التركيز .

* وَلا تزِر وَازِرة وِزر أُخرى , قائمة أم تم إبطال مفعولها .
يذكر القرآن فى آيات عديدة أن كل إنسان معلق بذنوبه , وأتصور أن هذه الرؤية جيدة تخالف الإيمان المسيحى الذى يتبنى توارث الخطية لنجد هذا فى مواضع عدة ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) – (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر:18 – (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الاسراء15 . ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) الأنعام164 . ولكننا نرى فى الصافات 22 قوله للملائكة الذين يحرسون جهنم ( أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) ليتنافى ويتناقض مع قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى , فما هو ذنب أزواج الذين ظلموا ؟ فربما كانت الزوجات مؤمنات ، وقد جاءت نسوة كثيرة من مكة إلى محمد بالمدينة ليبايعن محمد وتركن أزواجهن المشركين بمكة , وأنزل فيهن قرآنا (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ) الممتحنة 10 , وحتى امرأة فرعون الذي يقول عنه القرآن إنه كان طاغية وقال أنا ربكم الأعلى , كانت زوجته مؤمنة كما يقول القرآن فقد طلبت من الله أن يبني لها بيتاً في الجنة ( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربِ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم 11 .
- مشهد أخر من التناقض فى هذا السياق يتمثل فى التعاطى مع بنى سرائيل لنجد لعنات وإنتقام هائل من الله كون اليهود إصطادوا فى يوم السبت ليسخطهم قردة وخنازير ..(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) المائدة60 ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) البقرة65 ( فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) الأعراف166 وهذا الفعل يتناقض مع رحمة الله ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ) (النساء:175) –(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر:53 – (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) النساء48 . فهنا نجد تناقض ويزداد غرابة هذا التناقض ان المسلمين يعملون فى يوم السبت فكيف يغير نهجه وما تبرير تلك القسوة المفرطة ليمارسها مع اليهود طالما السبت ليس بذات الاهمية , والطريف بل المضحك المبكى لهذا الإله أو قل كاتب النص قوله (اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) لتأتى محققة لفكرة مكر الله وضلاله الذى يجعل الصيد لا يأتى إلا يوم السبت . فى النهاية هل لا تزر وَازِرة وِزر أخرى متحققة أم تم إبطال مفعولها .

* هل يقدم الكافر كتابه بشماله أم وراء ظهره؟
فى الانشقاق 7-12( فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا وأما من أوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا ) أى أن الذى سيأتى كتابه من وراء ظهره فسيصلى بنار جهنم , ولكن فى الحاقة 19-31 ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه إِنِّي ظَنَنتُ أَنّي مُلاقٍ حِسَابِيه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَة وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه يَالَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ ) . أى من يقدم كتابه بيساره فسيصلى فى نار جهنم ولا عزاء لأصحاب اليد اليسرى .. فأيهما صحيحاً هل من يقدم كتابه من وراء ظهره أم بيساره , ولنلاحظ أن الآيتان خبريتان وليس حكم شرعى يتحمل التغيير والنسخ مع تحفظنا على قول النسخ .

* كيف سيكون حالهم ؟.
يقول القرآن ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) . أى أن الله سيحشر الكفار والأشرار فى يوم القيامة صم عمى بكم فى جهنم كلما خبا سعيرها أمدها بالحطب ليزداد سعيرها , وكأن الإله ليس لديه خاصية الإشعال الذاتى لجهنم فلابد من الحطب , ولكن دعنا من هذا ولتقرأ آية ( مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) لنجد التناقض فى آية العنكبوت 25 فالعميان سيتكلمون ويعاتبون الله ( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) لنجد الكفار يكفر بعضهم بعض ويلعن بعضهم بعض أى يتكلمون وليسوا بُكم , فإذا كان الله سيحشرهم بُكم فكيف سيتلاعنون وهم يتكلمون , وإذا كانوا صماً كيف يستطيعون سماع اللعنات والشتائم , وإذا كانو عمياً فكيف سيرون بعضهم بعضا ليلعنوا بعضهم بعضا .!

* هل الإيمان يصيب أصحابه بالوجل أم بالطمأنينة .
عندما يتحدث القرآن عن تعريف حال المؤمنين نجده يتخبط فيقول بسورة الرعد 28 ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) . أى أن الإيمان يصيب المؤمنين بالطمأنينة والسلام ولكنه يخبرنا في موضع آخر بالأنفال 2 (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم) ، ثم يقول فى الزمر 23 ( الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) فالمؤمن تنتابه عدة حالات عندما يّذكر الله : يخاف قلبه ويصيبه الوجل وفى موضع آخر يقشعر جلده , وفي النهاية لا نعرف هل المؤمن هو من يطمئن قلبه بذكر الله أم من يصيبه الخوف والوجل ويقشعر جلده .

* عاوز أفهم دم الأنبياء راح فطيس ولا إيه وفين لننصر رسلنا .
أخبر الله في آيات القرآن أنباء صريحة أن اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق ففى البقرة61 (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلّة وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَهِ وَيَقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) وفى آل عمران 21 ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) .
ولكن هناك وعود إلهية بنصرة الأنبياء فى الحياة الدنيا ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) . ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور( . (قل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ) . ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) . (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) .
فأين تعهد الله بنصر أنبيائه والمؤمنين في الحياة الدنيا وصد اليهود الذين يقتلون الأنبياء , كما عجز أن ينصر محمد والمؤمنين يوم غزوة أُحد، مما اضطر عمر وابنه وعثمان إلى الهرب من الموقعة, وشُج وجه النبي وكُسرت رباعيتاه, فالله تقاعس بعد أن تعهد بنصرة رسله والمؤمنين في الحياة الدنيا ليسمح للمشركين أن يهزموا نبيه والمؤمنين ويقتلوا منهم سبعين رجلاً مؤمنا , ليعجز الإله عن حماية ونصرة أنبياءه .

* هل توجد أفضلية بين الرسل أم لا ؟.
فى البقرة253 يقر القرآن بوجود أفضلية لرسل عن رسل ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) , وهنا نرى ان هناك رسل مُفضلة عند الله ليرفع درجات بعضهم على الآخرين , ولكن هناك آيات تقول انة لافرق نهائى بينهم أى لا توجد هذه الدرجات , والطريف أنها فى نفس سورة البقرة ( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة136 . ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُل آمَنَ بِاللِه وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة285. ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) آل عمران:84 .
فكيف نفسر هذا التناقض فهو فى موضع يفرق بين الرسل ويرفع بعضهم درجات وفى موضع آخر ينفى أى تفرقة أو تمييز .

* كيف يكون محمد أول المسلمين .
يقول محمد أنه أول المسلمين ففى الأنعام 6 ( قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ) وفى الانعام6 : 163 ( لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) وفى الزمر 39 ( قل إني أمرت أن أعبد الله وأمرت أن أكون أول المسلمين ) ليكون هذا الكلام منطقى , فمن المؤكد أن محمد أول المسلمين بحكم أنه مؤسس الإسلام , ولكن الغير منطقى أن يقرر القرآن أن ابراهيم وموسى ونوح وعيسى وحواريه الذين سبقوه بمئات والاف السنين هم من المسلمين . (وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ) يونس 10, ويقول القرآن أن إبراهيم الخليل هو مسلمٌ أيضاً مع أنّه ظهر سنة 2700قبل الإسلام ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما ) آل عمران 3 : 67 . كذلك يعقوب ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ) البقرة 2 : 133 . وعن يوسف ( توفني مسلما والحقني بالصالحين ) يوسف 12 : 101 . كذا موسى ( قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) يونس 10 : 84 . حتى فرعون كان من المسلمين ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين ) يونس 10 . ولم يترك حتى الحواريين ( قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ) آل عمران 3 : 52 . ( والذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) القصص28.
علماء وأئمة الإسلام يفسرون أن الأنبياء الأوائل مسلمون , فالإسلام رسالة توحيد ولا يُقصد بها الرسالة التى نزلت على محمد حصراً , فلو حاولنا بلع هذا الكلام الغير منطقى , فالإشكالية مازالت قائمة فكيف يكون محمد أول المسلمين , فمن يستحق الأول هو نوح ثم إبراهيم بإعتباره أبو الأنبياء ثم يأتى فى الترتيب بقية الأنبياء حسب تاريخ تواجدهم ليختم بمحمد كونه خاتم الأنبياء , فيكون محمد آخر المسلمين وليس أولهم .

* هل الدخول فى الإسلام طوعاً أم كرهاً ؟!
ندرك من دراسة تاريخ الإسلام أن التأسلم جاء قهراً ولكن دعنا من التاريخ ولنتكأ على توصيات النصوص الإسلامية ففى سورة النصر ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) بالرغم أن هذه الآية لم توضح لنا طبيعة دخولهم فى الإسلام أفواجاً إلا إننا سنعتبر أن دخولهم جاء طوعاً , ولكن هناك آيات أخرى تعلن صراحةً أن دخول الإسلام يتم كرها ففى التوبة 29 ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) وفى الفتح 16 ( قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) . فهل دخول الإسلام يأتى طوعاً أم كرهاً ؟

* هل أحل الله له أم لا ؟
فى الأحزاب 52 يقول الإله لمحمد ( لايَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) . وهنا نهى محمد عن الزواج غير أن الله رجع فى كلامة وبدله بأمر مناقض فى الاية 50 من نفس سورة الأحزاب ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَة مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِ إِنْ أَرَادَ النَّبِي أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ولتتوقف أمام " إنا احللنا لك ازواجك الى قولة وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى ان اراد النبى ان يستنكحها " ولتقارنه مع قول " لايحل لك النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ " .

* هل سيَعْدلوا أم مستحيل .
فى النساء 3 ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ) هذه الآية تشرع الزواج بمثنى وثلاث وأربع ولكنها وضعت شرط فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أى إمكانية تحقيق العدل قائم بالنسبة لبعض المسلمين , ولكن فى النساء 128 تنفى تماماً أى إمكانية لعدل المسلم بقوله ( وَلن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) . ولنتوقف أمام " لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " فهكذا معرفة الله الأكيدة ليدخل عدل المسلم فى باب المستحيلات .!
خربشة أضافية قدمها لنا الأخ على سالم فى إحدى تعليقاته فى مقال قديم بأن الشرع الإسلامى أحل الزواج من عشرة وليس من أربعة كحد أقصى فهو يقول مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ , فالواو هنا تعنى الإضافة وليس التخيير والتقيد كقول "أو" .

* الملائكة معصومون هنا وغير معصومين هناك .
القرآن يقول أن الملائكة معصومون من الخطية لانهم خدام الله القائمون بطاعتة وتنفيذ كلامه , وقد ورد فى القران مايفيد عصمتهم فجاء فى سورة التحريم 6 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) . وفى سورة الانبياء 20 ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ) . وفى سورة النحل 49 ( وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) . غير أن مسالة هاروت وماروت تكشف لنا عدم عصمة الملائكة فقد جاء فى سورة البقرة ( وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ) . فأى أقوال القران صحيح , وكيف نحل التناقض هذا بين الآيات التى تفيد بعصمة الملائكة مع آية سورة البقرة .

* اليوم الإلهى ألف سنه أم خمسون ألف سنه .
فى المعارج 4 ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) أى أن اليوم الإلهى يعادل خمسون ألف سنه ولكن هذا التقدير مخالف مع الحج 47 ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) كذلك فى السجدة 5 ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) فكيف تفسر هذا التخبط والتناقض , ولتلاحظ أننا أمام آية خبرية وليس حكم شرعى , فهل اليوم الإلهى بألف سنه أم خمسين الف سنه ؟!
هناك مشاغبة طريفة فعندما نسأل عن الآيات التى أرسلها الله عن طريق ملاكه جبريل ليحل مشكلة عاطفية لمحمد مثلا , فهل الأمر تم فى اللحظة والتو أم إستغرق إرساله خمسين ألف سنه فهذا يعنى أن الآية التى يحملها جبريل قبل وجود محمد بخمسين ألف سنه أى قبل وجود محمد ووجود أجداده بل قبل وجود قوم الجزيرة العربية , ولك أن تنتبه ان القرآن نزل متفرقا على محمد أى أن جبريل كان يقطع مسيرة 50 الف سنه مع كل آية , ولتتأمل هذا .

* يقسم أم لا يقسم .
فى سورة البلد 1( لا اقسم بهذا البلد ) فالآية هنا تخبر أن الله لايقسم وهذا شئ محترم , فالإله يُفترض أنه منزه عن التدنى والتشبه بالإنسان فى إستخدامه القسم بحثاً عمن يصدقه , ولكن نجد الله يُقسم فى سورة التين 3 بقوله ( وهذا البلد الامين) . فهل هو يقسم أم لا يقسم ؟!
الطريف فى نهج التفسير الإسلامى للخروج من هذا التناقض بالقول أن "لا" فى " لا اقسم بهذا البلد" زائدة ملهاش لازمة , فبدلا من أن يكحلوها عاموها , فبداية إعتبروا أن الله يقسم لينالوا من جلاله وعزته ومكانته , وثانيا حذفوا "لا" التى تثقب عين الشمس وأهملوا وجودها , كذلك أعطوا معنى أن القرآن حل عليه التحريف بوجود لا الزائدة ولا عزاء لمن ينبطحون أمام النص وأهل التفسير .

* الله روح أم مصباح في مشكاة أم ليس كمثله شئ .
عليك أن تحدد طبيعة الله من هذه الآيات , ففى يوسف 87 ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) فالله هنا روح .
وفى سورة النور ( الله ُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) فالله هنا نوره كمشكاة فيها مصباح . ولكن وفى الشورى 11 ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) وهذا يعنى إذا كان الإنسان والحيوان ذوات أرواح فالله لن يكون مثلهم , وإذا كنا نعرف نور مِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاح فالله لن يكون على هذا الشكل . ليبقى التناقض والإشكالية قائمة .

أرى أن سبب هذه التناقضات والتخبطات ترجع لعوامل كثيرة فهى أولا رؤية بشرية رسمت الإله والأحكام والرؤى وفق تخيلاتها وتصوراتها ولم تخلو الأمور من هوى الفكر والمزاج وفعل السياسة ليرافقها عدم تركيز ليحق لنا أن نسأل : هل يوجد أحد مازال متشككاً فى أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت بل يفتقد مؤلفيها لشئ من التركيز الذهنى .

دمتم بخير.. وعذراً فلم أفلح فى عدم إزدحام المقال بالمواد فهكذا إعتدت أو قل أن هناك الكثير فى جعبتى يحتاج التفريغ وإنجازه سريعا .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الخلق والخالق (2)- تأملات إلحادية
- وهم الخلق والخالق(1)- تأملات إلحادية
- تأملات إلحادية(3)-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- إيمانكم غلط ووهم – مشاغبات فى الإيمان
- بماذا تفسر-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- تأملات إلحادية (2) - إشكاليات منطقية
- تأملات إلحادية-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(2)
- ستة مشاهد من التخلف -لماذ نحن متخلفون
- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(1)
- هل ؟!- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- تنبيط (3)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها
- مائة خرافة مقدسة (من51إلى69)-الأديان بشرية
- الثقافة الدينية السبب الرئيسى والجوهرى لإنتهاك المرأة
- قالت يا ولدي لا تحزن فالضلال عليك هو المكتوب
- مائة خرافة مقدسة(من41إلى50)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة(من21إلى 40)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة (من1إلى20)-الأديان بشرية
- تهافت المنطق الإيمانى أو للدقة تهافت الفكر المراوغ


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - شيزوفرانيا على زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة