أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة34















المزيد.....

ايام الكرمة34


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


رد احد رجاله ماذا تقول ؟كان علينا ان نقاتل حتى النهاية ..ما النصر فى حياة كتلك نحيا فيها وسط غرباء يحيون وسطنا ..ويقدمون فى هيكلنا ...
قال يوسيفيوس ليس علينا الموت جميعا بل ان نحيا ...اذا متنا الان الن نترك كل هذا لهم ...ولا تنسى ان بقية المدن تلك التى تقول عنها غريبة ..ارسلت رجالها ليقاتلوا الروم مثلنا حتى يخرجوهم من مدنهم ايضا ...جميعنا قاتلنا ولكن هانحن ذا لن نستطيع ان نحيا ....
قاطعوه :اجدادنا وابائنا الذين اخبرونا قصصهم قالوا لنا انهم فضلوا الموت ...الموت على حياة الذل..اورثونا اياها ولا نريد ان نعرف غيرها ...الموت اكرم لنا من العيش وسط غرباء اتفهم ...علينا ان نعود لنقاتل ..نقاتل حتى اخر رجلا هنا ولنموت لنموت فى القتال مثل الذين سبقونا .......
فنهضوا والتفوا من حوله :والان اما ان تستمع الينا ونعود لتموت موتا كريما يقصه من سيتبقى منا فيما بعد او تموت الان هنا كذليل على يد اهلك وتشيع بالعار .....
تطلع لهم يوسيفيوس:ولكن ماذا اليست حياتنا بيد سيدنا ...وهو فقط من يملك هذا الحق فى قتلنا او حياتنا ...لا تريدون ان نموت هكذا بل مثل الصالحين ممن سبقونا ......
سقط على وجهه رفع يديه الى السماء يصرخ :ياسيدى لقد وضعنا فى هذا لابلاء لاننا لم نستمع اليك ولم نعمل بشريعتك وتركنا انفسنا للنجاسه والغواية حتى انفلتنا وضعنا عن طريقك ....فالان نرجوك ان ترحمنا فانت من بيدك امر اجسادنا ان كانت تحيا او تموت وليست بيدنا نحن فنرجوك لاتسلمنا لمشورة انفسنا .....
التفت من حوله نظر لعيون رجاله لكنهم كانوا ثابيتن مشهرين سيوفهم من حوله ولم يأبهوا لكلماته ولم يتراجع احدا بل تقدموا ناحية قتله ..رفع يده وصرخ فيهم :اسمعونى يا اخوتى .....
حسنا ان كان لابد من الموت فليكن ..اسمعوا لى فليكن اثنين اثنين....حتى لا يتبقى منا احدا....
جلس امامهم يراقبهم يسقطون بيد بعضهم البعض ....تبقى منهم رجلا ...نظر اليه بخوف...حمل يوسيفيوس سيفه وتقدم اليه قائلا والا اتريد الموت مثلهم وتختار انت لا الهك ان تقتل جسدك ...ام تريدينى ان اقتلك .....
تراجع الغلام الى الخلف ...صرخ يوسيفيوس هيا هيا انهض وارحل من هنا قبل ان اقدم عليها ...هيا اهرب لاجلك حياتك ....
كان اخرهم يسير ببطء..كان امامه اطفال ونساء ومن امامهم الرجال ..تحامل افرايم على نفسه حتى يكمل الطريق..لاتريد ان تكشف الان ..ليس فى النهاية عاشت حياتها كافرايم وستنهيها كذلك ....تحسست دينة اسفل عنقها ..كانت اصابة عنقها تؤلمها ...وكان الطريق لايزال امامهم حتى اعلى جبل الزيتون ....
كانت ملابس الخناجر ثقيلة على جسدها ،لكنها اعتادت على تحملها منذ وقت طويلا لم تعد تشعر بمثل هذا الالم ..الانها تقترب من الموت الان ..فكرت ماذا هل يسامحنى السيد على كذبى عليهم كل هذاالوقت ؟...ولكن لم يكن هناك من حلا اخر ..عندما ولدت دينة كانت اخر اخوتها الخمسة بعد ان مات الباقين اطفالا كانت الفتاة الوحيدة ...كانت تعمل فى البيت تطحن الرحى للقمح وتعمل الخبز والطعام مع امها حتى يعود اخوتها وابيها من الرعى ...تحسنت بهم الحال فكان ابيها يرحل بين المدن ليتاجر هناك ...وعندما قام الشغب الاول لم يرد ان يكون جزء منه فحمل اولاده ورحل نحو الجليل ...حيث عاشت دينة وهى صغيرة تتطلع على العجب فيما تراه من الغرباء....
رأته فى المساء وهو يهرب ..اخيها الاكبر..سمعت صوته وهو يرحل فى الظلام ..لم تستطيع ان تتحدث كانت تخاف من العقاب...فى الصباح سمعتهم يتحدثون عن رحيلة ..كان ابيها ساخط عليه قال لقد رحل مع الخناجر صار مثلهم لص..حاول اخيها الثانى ان يهدىء والده قائلا ليسوا جميعهم لصوص انهم يريدون فقط خروج الغرباء...كل الغرباء واى شخصا ليس منا...قاطعه ابوه هى هكذا كانت دائما ولقد غضب علينا السيد وانتهى الامر ...نحن الان نطلب رحمته لا ان نقتلهم فياتى الينا الروم ...هل نستطيع نحن ان نقف امام جيش الروم؟ام تريدون ان نموت جميعا ؟...صمت اخوتها لغضب والدهم ....كانت تشعر بالحزن لانه لن يحضر زفافها القريب من ابن عمومتهم ستزف اليه وترحل معه الى الطرف الاخر من المدينة ...لم يكن مسموحا لها برؤية الغرباء لكنها كانت تراهم من بعيد وهى تملىء جرات المياه لتعود بها الى البيت ....
استدارت فاصطدمت به ،تراجعت للخلف مذعورة كان ممنوعا عليها رؤية او التحدث مع غرباء...رات قطعانه غنمه من حوله ..حملت جرتها وابتعدت عنه اقصى ما استطاعت ..كانت تعلم انه يتطلع اليها من خلفها.....
كانت مذعورة من رؤية احدا لها ،مضت الليالى وعادت للخروج بجرتها،تنفست عندما لم ترى احدا هناك ...ملئتها وعادت لترحل ..فوجدته هناك يجلس...تحت ظل شجرة يلعب بمزمار صغيرا وهو يراقب قطعان غنمه وهى ترعى ....
ابتسم لها من جديد،كان غريب ولا يحق لها،كانت تعلم انها قريبا لن تستطيع ان تراه،هربت من وجه،حل موعد جز صوف القطعان اجتمع الرعاة معا..وحينما انتهوا اقاموا احتفالا لبضع ايام....حملت دينة الخمر بعد ان لبست برقعها على وجهها ومن خلفها بقية النساء....لمحته من عبيد يجلس بينهم ...كيف وهو غريب؟والغريب مكروه ومحظور .....
كانت تعلم انها ستراه مرة اخرى عند بئر المياه ..هل كان عليها ان ترحل معه؟ام تفعل ما فعلت وتعود لبيتها حتى تتجهز للزواج من قريبها ...كانت تعلم ان هربت معه ستلاحق من بيت ابيها حتى الموت ...اخويها من الغيوريين انهم يقاتلون فقط حتى لايبقى غريبا من حولهم وتصبح جميع الاراضى امامهم خالية من سواهم ..وهى تتحداهم وتهرب مع غريب ...جزء منها اراد فعل ذلك ..وان توافقه على طلبه وترحل...لكنها خافت وتراجعت ....تمتمت وسط انهاكها ربما لو كنتى ذهبتى معه لما اضطررت لان تكونى افرايم ولم تقتلى احدا او تضطرى للموت انتحار مع هؤلاء من فوق الجبل.....ربما كنتى الان بطبرية او السامرة ومن يهتم ...كنت تزوجين ابناءك الان ولديك بيت ....ولكنك اخترت ....كانت تهذى ولم يلاحظها احدا ...كانت النساء واطفالهم ينوحون امامها وخلف ازواجهم وابائهم من حملة الخنجر ...عادت للتتذكر بعد ان انتهى الاحتفال استعد الجميع لزواجها حتى بدات احداث المدينة ...تلك المرة خرج بقية اخوتها امام ابيهم فقد كان شباب كثير من المدينة يخرج لينضم للخناجر فى قتالهم الاغراب ...حاول الاب ان يردعهم لكنه لم يفلح قالوا له انها وصية وعليهم تنفيذ كلمات السيد واصحاب الخناجر الغيوريين فقط من يفعلون هذا الان والكهنة الامناء هم فقط من يقفون بجانبهم ومافائدة الزرع والتجارة ان كانت الحياة ستظل مع الغريب والرومى.....
كانت تنتظر بخوف ماسيحدث فقد ذهب خطيبها وتركها ببيت ابيها مع اخوتها ..كانت الاخبار بقدوم فيلق مرسل من الحاكم على الطريق تملىء كل البيوت ...خافت عليه ..على ذلك الغريب حاولت ان تلوم نسها وتعترض ..ان تتاسف لسيدها على فعلتها فى قلبها ..لكنها لم تكن صادقة وحقة تمنت ان يكون بخير ويعود من جديد لقطعانة ...تعلم كم احب المزمار وترديد اغانيه عليها ..لقد استمعت اليها معه واحبتها ...لا تستطيع ان تخبر احدا بذلك ..لكنها لم تستطع ان تجلب النجاسة على عائلتها اذا هى اقترنت بغريب ....لم ترد له الموت ...انتظرت وهى تستمع لصوت الحانه تاتيها .....
هل لا يزال حيا ..ولكنها اطمئنت فهو لن يكون يوما من الخناجر ولن يقاتل ضد الروم ...هذا ما علمته ...ربما عاد لمدينتة ...انتظرت وانتظرت ولكن ...لم يعد احدا .لاغريب ولا اخوة ...قتل كل من خرج امام فيلق الحاكم القادم لاخماد تمردهم .
سقط والدها من الحزن وخرجت هى لرعى قطعان ابيها ..سمعت ان اهل خطيبها سيرسلون اليها لاجل اخيه .كانت تسمع النسوة ينعوتها بالشؤم ..كان عليها ان تستعد للرحيل ...
كانت حزينة ولكن عليها الرحيل هكذا اقدت العادة ولن تجلب لاسم ابيها واخوتها الراحلين الخزى .كان يصل لمسامع الجميع فى المدينة ان الجبال امتلئت بقطاع الطرق يسلبون القوافل ولا تمضى قافلة من دون التضحية ببعضها فى سبيل استكمال بقيتها السبيل ..
وجدتهم هناك فى غرفة والدها ..عباءته وخنجره ..تلفحت بهما ..ارتدهما حتى يحمياها فى الطريق ..كانت تعلم انه حرم عليها ولكنها تحملت ذلك فى سبيل الا تقع فى ايدى لصوص الطرق او غرباء..كان عليها ان تصل لبيت عريسها وتصبح زوجة وام لتصبح امراة كاملة مثلما اقتدت التقاليد فى قبيلتها ..
صرخت النسوة حينما راين القادمين من على جانبى الطريق ..رات دينة القادمين فانزلقت من على الجواد ..واخرجت خنجرها وغرسته فى صدر او قاطع طريق قابلته ..لم تنتظر اكثر و تراجعت ناحية الخلف حيث الرجال فى نهاية القافلة ..كان لديها الوقت قبل ان ينتبه اليها احدا ...
أوتها المراة الكنعانية لديها اياما طويلة ..كانت تلمحها تتفرس فى وجهها لحظات ثم تعاود عملها فى الطحن من جديد،لم تسالها من اين اتت ؟فقد علمت انها من المدينة تمتم دينة بصوت ضعيف :لقد هربت من قطاع الطرق ..كانت المراة ارملة تعيش مع وحيدها الصغير،يخرج كل صباح ليرعى غنماته ويعود لامه فى المساء ..مع الوقت ساعدتها دينة فى اعمال البيت وطحن القمح ..وعندما مرض الصغير كان على المراة ان تصطحب الصغير الى طبيب فى بيرية ..فقامت هى برعى الغنمات ..احيانا كان صوت ابيها ياتيها فى ظلام لليل غاضب..تعيشين مع غرباء يادينة ..
تستيقظ فزعة تقول سامحنى ياابى ..سامحونى ..وفى ليلة اخرى تركض خلفه فى الظلام تستحلفه ان يستدير ويتطلع اليها لتخبره انها اضطرت الى الهروب من اللصوص لم تكن ترضى ان تصبح عبدة لدى غريب...تحاول ان تخبره ان المراة حملتها الى بيتها وهى مريضة وتركتها لديها واطعمتها ايضا وانها تعمل لديها الان ..اليس هذا افضل من اللصوص ..لكنه ابدا لايستدير ويظل غاضبا تحاول جاهدة كل ليلة ان تستعطفه ولكنه يابى ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الكرمة33
- ميراث كراهية المراة
- انتظر عودة
- ايام الكرمة32
- ايام الكرمة31
- ايام الكرمة30
- ايام الكرمة29
- الكسندرونا2
- ايام الكرمة28
- الكسندرونا 1
- ايام الكرمة26
- ايام الكرمة25
- ايام الكرمة24
- ايام الكرمة23
- هامشية المراة فى الدراما المصرية
- ايام الكرمة22
- ايام الكرمة21
- بانهمى الاخيرة
- بانهمى13
- بانهمى14


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة34