أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة30














المزيد.....

ايام الكرمة30


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5358 - 2016 / 12 / 1 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


اقترب منه سمعان الادومى وقال سوف يتركون السلاح ...ففتح لهم ابواب المدينة ...هبط سمعان سلالم الحصن الداخلية ليخرج سريعا ،نظر الى السماء لم يتوقع ان يحدث مطر وبرق الان ..لكنه ابتسم ...نظر حنانى الى السماء وقال هيا يارجال عودوا الى بيوتكم لان السماء قررت ان تتصرف عنكم ..وسوف تفرقهم ولن ينجوا احدا منهم من السيل .....اسرع رجال حنانى فى الطرقات التى امتلئت ارضها بالمياه واغلقت الابواب على اصحابها جيدا ...بينما وقف حنانى من خلف باب بيته ينصت الى السماء ...كان ينظر للاعلى ويقول ماذا ....ماذا؟؟فيما اخطئنا.....
ركض سمعان الى البوابات كان يلمح رجال يوحنان من خلفه يهرعون نحو الابواب ويفتحونها ....احتضن سمعان اخيه حارثه وهو يفسح للرجال الطريق الى الدخول ...فركضوا بين الطرقات يطرقون الابواب ويقتحمونها ....تطلع حنانى الى السماء..فيما اخطئنا؟ ركض سمعان كان يعلم فى اى بيتا يختبىء حنانى ... طرق الباب واسمعه صوته فتح حنانى .....كان صوت هدير المطر يمنع اصوات بكاء الاطفال والنساء من الارتفاع ...تمنع صوت الالام الفقراء وهم يقتلون والرجال وهم يحاولون الفرار بحياتهم ....
نظر له حنانى ..قال لما .لما انت يا سمعان كنت تلميذى ..كنت منها اليس كذلك؟
ضحك سمعان :منكم كيف ..كيف اكون منكم ...هل نسيت قتلكم لنا فى السابق ..وان نسيت انت كيف انسى انا اهلى الذين قتلتموهم ...الم نكن غرباء ..لما تريد الان صداقتى ؟..لما هل لانك الان خائف وقد اغلقت السماء ابوابها فى وجهك ..اخبرنى اذا كانت مفتوحة الم تكن تقتلنا ..نحن غرباء القوم ..ولتطردونا وحتى لتمنعوا دخولنا الى هنا ...ان كنت نسيت فلن لن انسى ابدا ما حييت ثأر والدى واخوتى لقد انتقمتم منهم بلا ذنب وانت الان سوف تموت ايضا مثلهم ....بلا ذنب.....
امرهم كوثوبانوس ان يقتلوه فقتلوا رسول يوحنان على بوابة قصر الحاكم ...كان يعلم ان الحاكم لن يتدخل لاجل احدا الان يكفيهم ما صنعوه فى السابق...كان يعلم ان الحكام محقا فهؤلاء جلبوا الفوضى فى المدينة لسنوات وقد حان الوقت لينتهى هذا كله ..لكن قبله لم يعنى هذا ..ترى اين انت الان يا ماريا هل لاتزالين هناك تعالجين المرضى وتشفى قلوب النساء الموجعات ...كانت تقول انها علمت طريقها امام الناس وسيدها ولن تتراجع عنه ..لقد التصقت مع تلك المدينة ولم يعد بالامكان اخراجها منها ..قالت له اخرة مرة حتى لو ماتت ستبقى روحها اسيره تلك المدينة ابد الدهر لاخلاص منها ولا رائحة كرومها لاتزال تحلم بالكروم الصافية التى كانت تاكلها فى صباها لاتزال تشتهى الصبا وتبحث عن فى وصفاتها ..تريد ان تعيش ان تحيا فوق عقارب الزمن تريد ان تظل لترى الكروم تسطع من جديد ....
كانت تعلم انها تحلم ولكنها قالت له سابقى هنا بمقدرا حبى لك سابقى ....كان يبتسم ويصمت لايدرى بماذا يجيب؟هو ايضا من هناك نصف عمره كان برومية والاخر بالاسكندرية كانت كشقيقتها الصغرى فلم يشعر هناك بالفرق...كان مثلها يحلم بالعودة لها لكنه يعلم ان حياته ليست بيده بل هى بيد الحاكم ...يحكم فيها حيثما اراد...
كانت اخبار الموتى تصل لقلب القصر كل يوما ...لم يبقى الخناجر على احدا ..دخلوا البيوت واخذوا منها ما شاءوا ولم يردعهم احدا فقد سكن خوفهم قلب الجميع اخبار القتلى تتزايد وكوثوبانوس ينتظر كلمة من فم الحكام لينطلق مع فليقه ويدخل المدينة ...ربما رأها ولو لمرة اخيرة وبعدها يرحل حيث مدينتة ....لكن انتظاره طال ولم يسمع الخبر....
مدت ماريا عنقها لذلك الخنجر ..اغمضت عينها وابتسمت فى ارتياح عندما تيقنت ان الاطفال الذين خبئهم فى بيتها استطاعوا الهرب من وجه الموت ...اغمضت عيناها لانها لم تعد تستطع ان تحيا وهى تشم رائحة الدماء تطغى على كل شىء داخل حقول الكروم داخل البساتين ..بين الدكاكين فى الاسواق فى البيوت..حتى وصلت قلب الهيكل فلم يعد هناك محرم ولا راس مصون ....وضعت راسها امام ذلك الشاب المدعو نفسه ثائرا متيع ليوحنان ...مدتها وابتسمت ..رفع خنجره وهوى بضربة واحدة على راسها .....فسقطت بعيدة ...تنفس انه لم يستطع النظر الى وجهها وهى تحدق فى الموت ولم يخطىء هدفه ..اراد ان يفعلها لمرة واحدة حتى لا يطيل الالم بها ....كان مجبور ..لا يستطع ان يخالف الامر فلو فعل حياته ستكون سهلة لهم مثل الاخريين ولن يبقوا عليه يعلم ان مهارته فى القنص هى ما تحميه الى الان ..ولكن تلك المراة يعرفها ...يعرفها منذ ان كانت تجول السوق وتجلس على الطرقات ..بملابسها الرثة ...يهرب من وجهها الغلمان ....تذكر جوعه بعد ان عاد الجفاف وخرج للبحث عن عمل ..فلديه ام واخوة ....تذكر بكاءه جوارها وكسرة الخبز التى تقاسمتها معه ....كانت تبتسم وهو يخرجها من بيتها لمكان موتها ...كانت تبتسم لانها تموت على يده هو وليس اخر من رجال يوحنان ...على الاقل سيرد لها الصنيع ويصنع بها قليل من الرحمه ولا يدع عيناها ترى الخراب وهو يحل .....
سقط جوار عمود يبكى ..وراسها يركض بعيدا عن جسدها فى المياة اللزجة التى تلطخت بالطين على الارض ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الكرمة29
- الكسندرونا2
- ايام الكرمة28
- الكسندرونا 1
- ايام الكرمة26
- ايام الكرمة25
- ايام الكرمة24
- ايام الكرمة23
- هامشية المراة فى الدراما المصرية
- ايام الكرمة22
- ايام الكرمة21
- بانهمى الاخيرة
- بانهمى13
- بانهمى14
- بانهمى12
- بانهمى11
- بانهمى9
- بانهمى10
- ايام الكرمة20
- بانهمى7


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة30