أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد محمد موسى - يوميات مقهى ورصيف في ملبورن














المزيد.....

يوميات مقهى ورصيف في ملبورن


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 16:21
المحور: كتابات ساخرة
    


يوميات مقهى ورصيف في ملبورن

احيانا اسمع تعليقات ومزح بعض الناس وهم يطلقوها في اماكن عامة حين يشبهونني مرة بالمطرب بوب ديلون ومرة اخرى بمحترف لعبة الكريكت الشهير الباكستاني عمران خان او حتى بمعمرالقذافي.
قبل ايام كنت اسير فوق ارصفة ملبورن وشاهدت شاب افريقي كان يحدق بي بفضول حاولت ان اتلاشي نظراته او الحديث معه لكنه عبر الرصيف الاخر وقال بلغة انكَليزية ركيكة: انت تشبه الزعيم القذافي
فمزحت معه وقلت له ان القذافي قد مات منذ سنوات.
اجابني لكنك تشبهه !!
فحاولت مجاملة واستلطاف الحديث العابر مع حشاش : فاخبرته اني احد ابناء معمر القذافي وقد طلبت اللجوء الى استراليا بعد ماحدث في ليبيا من احداث داميه !!
فصرخ مصدوما .. يا الله هل حقا انت ابن سيدنا وزعيمنا القذافي .. ثم اردف قائلا انا من اثيوبيا وكنت اعمل في ليبيا والشعب الليبي مضياف
واردف قائلا لقد قتل زعيمنا العظيم القذافي لقد كان يهتم بابناء افريقيا وساعدهم..
حاولت ان اتحاشى المزيد من الحديث فقلت للشاب استمتع بيومك انها فرصة سعيدة للتعرف اليك .. لكنه اصر وهو يتوسل: يا ابن زعيمنا اعرف ان ظروفكم صعبة لكن ارجوك اخبرني اذا تحتاج الى اي مساعدة فمقام والدكم القذافي لايمكن نسيانه
هل تحتاج الى اي مساعدة: اشكرا ياطيب مع السلامة اجبته وانا احاول تجاوز اطراءاته .
غادرت رصيف المعتوه الاثيوبي .. بينما هو مازال يصرخ ويتباهى بمكارم الديكتاتور.. وانا كنت اتسائل هل ان زمن الديكتاتوريات بالامس كان افضل مما يحدث اليوم في ليبيا وتونس ومصر وهل كان الربيع العربي نكته واستغفال للشعب العربي ام انها كانت ثورة للتغيير بدأها المظلومين واستغلها التطرف الديني والمنتفعين فيما بعد !!؟؟
...
توقفت امام مقهى في رحلة المشي اليومية فآثرت الجلوس في احدى اركان المقهى
واثناء تصفحي لرواية نجيب محفوظ وديوان شعر لمحمود درويش ايضا ..فاثار الكتابين فضول صاحبة المقهى والتي سرعان ما بادرت بطرح سؤال هل انت عربي نعم انا كذلك: اجبتها وماذا تقرأ سألتني السيدة الاربعينية!! رواية للكاتب المصري نجيب محفوظ هل تعرفيه: لا تعذرني مش سامعه بهيك اسم ومحمود درويش .. ولا هيدا كمان: اجابت صاحبة ومديرة المقهى بعدم اكتراث.
ثم سألتني .. انت منين لو سمحت من اي بلد!!؟؟
من العراق اجبتها: فانبسطت اسارير وجهها قائلة : تئبرني هلا انت هيدا من العراء من بلد كزومتي !!؟؟
ومين هذا كزومتي سألتها !!
انا من بلد الرافدين كما يعرفه العالم .
-ولو في حدا مابيعرف كزومه بالدني كلها :سألت باستغراب .. لا ابد مابعرف هيك اسم: اجبتها ؟؟ .. هذا حبيب ألبي وحبيب كل اللبنانيه هيدا ..القيصر كاظم الساهر بتعرف نحنا اللبنانيه الي عملناه حتى يكون اكبر نجم بالدني كلها .. والنعم منكم ومبروك عليكم كزومه ماقصرتوا : اجبتها!!
واثتاء الحديث مع معبودة الساهر جاءت نادلة عراقية وهي تحمل بفنجان قهوتي ثم بادرت متسائلةً: هل انت الفنان العراقي سعد.. نعم ان هو المعني: اجبتها
ثم انسحبت سريعا داخل المقهى وبعد برهة جلبت مجلة شهرية تدعى "مغتربون" كانت تصدر من ملبورن للجالية العراقية وقد سبق وان نشرت بهذه الصحيفة منذ اشهر طويلة اربعة او خمس نصوص مرفقة مع مصورات للوحاتي .. ثم ارادت التأكد من ان النصوص هو انا كاتبها .. فابدت اطراءاتها بكتاباتي فشكرتها .. ثم اخبرتني النادلة العراقية بان صاحبة الكافيه والمطعم اللبنانية اغلب حديثها اليومي يدورحول الساهر وحتى جدران بيتها مملؤة بصور الساهر وكل شيء في حياتها هو كاظم الساهر..
-لكني لا اسمع الى اغاني كاظم فهو ليس بمطربي المفضل اجبت عاملة المقهى: -انا عادة احب الاستماع الى ناظم الغزالي ,داخل حسن, فيروز نجاة ومحمد عبد الوهاب .. وبعد لحظات جاءت مديرة الكافية بفنجان قهوة اخرى وصحون حلويات وسلطة فاكهة وغداء فاخر من تحضير الطاهي الايطالي الماهر.
ازدحمت المائدة بهذا الكرم وسط استغرابي .. فاجبتها عفوا انا لم اطلب سوى فنجان قهوة واحد لاغير .
لكن صاحبة المقهى اجابت : انا سعيدة وارحب بقدومك كلما تسنح لك فرصة رجاءاً طالما انت من بلد كزومتي وكمان طلعت فنان اكيد بتعرفه لكزومه وبظن انت ملتقي فيه .. وكل هذة المائدة بنرحب فيك وعلى شرف الساهر.
لكن ياستي انا لا اقبل دعوات مجانية ومفروضة من اجل مطرب انت معجبة به ثم اني قبل ساعة تناولت غدائي ولا اشعر بالجوع ..صاحت بتوسل :وحياة الله لازم تقدرني ولاتزعلني .. وحتى لو انت مش جوعان سوف اضع االطعام والحلوى وسلطة الفاكهة في علب وتاخذها معك .. فكرت ان اضع ثمن فنجان القهوة فوق المائدة واتسلل من المقهى لولا الاحراج الذي منعني من ذلك.. ثم بعد الالحاح قبلت على مضض حمل الهدايا التي لم اكن بها سعيدا .. فذهبت الى محل صديق واخبرته بما حصل وتركت الطعام في ثلاجة المحل .. فضحكنا ساخرين ونحن نقول .. هم زين طلع من ورا كزومه غدا !! ولكن بعد حادثة غدا كزومه تحاشيت المرور من امام مقهى صاحبة معبودة الساهر ولم اذهب مرة اخرى الى الكافيه.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حارس معبد عشتار
- ليس للرب وطن
- مابين تعبان وترامب كانت هنالك عذابات بائع رصيف
- مشاهد من ذاكرة الانتفاضة
- اجنحة اليمام وغصن الزيتون
- حكايات أخرى من حانة هايد بارك
- الحذاء
- اصدقاء الليل والحانة
- تداعيات الذاكرة في صالة المستشفى
- حديث في مرسم
- رحلة في سوق الطفولة
- ذاكرة القلب
- حديث عابر في قطار
- تمرد ضد الاقفاص
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد محمد موسى - يوميات مقهى ورصيف في ملبورن