أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - تمرد ضد الاقفاص














المزيد.....

تمرد ضد الاقفاص


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


تمرد ضد الاقفاص
عاش الصبي نورس طفولته يتيما وحبيسا بين اقفاص الطيور وكان على النقيض من اسمه الذي كان يوحي بالحرية والسواحل والفضاءات.
فقد تيتم في سنوات طفولته الاولى بعد ان قتل ابيه أثناء الحرب العراقية الايرانية فتزوجت امه بعد مرور سنتين من رحيل زوجها باحد رجالات المحلة والذي كان يسمى " ابو حرب".
كان هذا الرجل من المعروفين بقساوتهم وشقاوتهم وهو يمتهن العمل في سوق الطيور بصناعة الاقفاص وبيع الطيور المستوردة النادرة والحمام المحلي ايضا في سوق الغزل وسط بغداد اضافة لعمله السري الاخر كمخبر لمديرية الامن العامة مهمته مراقبة وكتابة التقارير ضد المعارضين للسلطة وضد الهاربين من الخدمة العسكرية او حتى الذين ينافسونه في العمل.
جلب ابو حرب ابن زوجته نورس ليعلمه مهنة صناعة الاقفاص والتعامل مع الزبائن باساليب ماكرة لبيع الطيور.
كانت من ضمن اساليب ابو حرب هي استخدام طرق خبيثة غير مستخدمة سابقا في سوق الغزل, وكانت من ضمن صفقاته في بيع طيور الكناري البيضاء والتي يكون سعرها اقل من الكناري الملونة, فيقوم بتلويتها بصبغات خاصة براقة وجميلة تسحر المشترين من عشاق الطيور قيضاعف اسعار بيعها بتلك الطريقة محققاً ارباح جيدة.
كان زوج الام غليظ القلب وسيء الطباع مع نورس وكانت الام تشعر بمعاناة ولدها واستيائه في العمل.. لكنها لاتستطيع ايقاف زوجها من معاملته المؤذية لولدها او التغيير من سلوكه الفظ.
في احدى الايام واثناء تواجد الصبي في المحل هرب طائر كناري من القفص واطلق جناحيه الى السماء بعيدا وحين علم ابو حرب بهروب الطائر استشاط غضباً وانهال على نورس بالصفعات والشتائم حتى ادمى وجهه وسحله في السوق امام مرأى الناس فتدخل بعض اصحاب الحوانيت لانقاذ الصبي المسكين من التعذيب والاهانة.
شعر نورس بان جرح كرامته كان اقسى من الكدمات والعذاب الجسدي الذي عاناه .. وشعر ايضا بان الطيور كانت تواسي احزانه .. غنى البلبل "زرياب" بتغريدة حزن ورثاء.. فقد كان الصبي يمنح كل طائر من طيور المحل اسم ويتحدث معه. شعرت الطيور ان صديقهم نورس كان ايضا حبيس مثلهم رغم انه يعيش خارج الاقفاص.
وحتى الحمام الذي كان اقل توقا للحرية من البلابل والكناري كان يريد الخلاص.
تذكرت البلابل بساتينها واعشاشها بين سعف النخيل واشجار السدر والتين .. والكناري ايضا التي اصطادها تجار الطيور من غابات افريقيا البعيدة فجنح بها الحنين الى موطنها البعيد.
وذات يوم قرر نورس ان يتمرد وينتقم من زوج امه فشرع بفتح جميع نوافذ اقفاص الطيور ليدعها تهرب وتنال حريتها بما فيها اقفاص الحمام والزاجل .. وهو كان يصرخ طارداً الطيور ومودعاً لها : ارحلي ايتها الطيور .. اهربي بسرعة وبعد ان حلقت جميع الطيور في الفضاء .. انهال الصبي على الاقفاص بمطرقة حديدية كبيرة محطماً جميع الاقفاص الفارغة في المحل.
ثم كتب بيده المرتعشة والخائفة بالطباشير فوق جدار المحل: اللعنة عليك يا ابو حرب سوف لن ارى وجهك مرة اخرى فانا حر الان مثلما هي الطيور.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة
- الحائك والمدينة
- حوار السلحفاة مع الفراشة
- ترانيم المساءات الاخيرة
- عراب الارصفة
- ترنيمة في تضاريس ذاكرة
- حوار مع ظل
- كوابيس تتعقب احلام هاربة
- حكاية معتقل ومحاكمة حلم
- ثلاث حكايات قصيرة عن الحرب
- حكاية اخرى من يوميات جندي معاقب
- فلورينا المقعدة وكلبتها -بالا-
- الحارس واسرار الليل


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - تمرد ضد الاقفاص