أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ليس للرب وطن














المزيد.....

ليس للرب وطن


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


ليس للرب وطن

كلما اشاهد الخيام والسرادق منصوبة للحجاج قرب بيت الله من كل عام في شهر ذي الحجة والتي تحتل مساحة ثماني كيلومترات في ارض مكة وهي تستوعب ثلاثة ملايين حاج ومزودة بما يحتاجه ضيوف الرحمن ثم تنكس تلك الخيام بعد انتهاء موسم الحج وتعود الى مخازن امراء آل سعود وتجار وشيوخ احفاد قريش. لكن يحز في النفس هذا الظلم !!؟؟
ويبقى هنالك ثمة سؤال ماذا سيحدث لو ابقوا دعاة الكرم العربي والاسلامي تلك الخيام كي يستضيفوا بها ثلاثة ملايين نازح من اجل انقاذ حياتهم من الخطر حتى زوال محنتهم ورجوعهم الى اوطانهم ومن الذي يرضي الله اكثر!!؟؟
كثيرا ماكان مشهد الحجيج والبذخ والسرادق تذكرني .. بقصيدة مولانا جلال الدين الرومي !!
أه أيها الذاهب إلى الحج

أه أيها الذاهب إلى الحج -
أين أنت أين، أه أين؟
هنا، هنا الحبيب!
أه تعال الآن، تعال، أه تعال!
صديقك، هو جارك،
الذي بجوار حائطك -
تهيم في الصحراء -
أي هواء حب هو هذا؟
إذا كنت ترى الحبيب
يتشكل دون أي شكل -
أنت المنزل، السيد،
أنت الكعبة، أنت! . . .
ستكون هناك حفنة من الورود،
لو كنت الحديقة؟
ويكون جوهر روح المرء اللؤلئي
حين تكون بحر الله
هذا صحيح - وبعد، قد تتحول مشاكلك
إلى كنوز غنية -
كم هو محزن أن تحجب
الكنز الذي هو لك!
...

واثناء سنوات الابعاد القسري الى مخيم رفحاء في السعودية كانت تقام كل سنة قرعة لترشيح اسماء بضعة لاجئيين لاداء مراسيم العمرة الطواف حول الكعبة .. كي يؤدون مناسك العمرة تحت رقابة الشرطة والمطاوعة السعودية.. ثم يرجعوهم بعد ذلك الى المخيم.
وفي عام 1993 ظهر اسمي من ضمن القرعة لاداء العمرة كنت في مرسمي حين جاء بعض من معارفي كي يباركوا لي فرصتي التي رشحتها القرعة في المخيم لم اكن افكر حينها ولا حتى في اخر يوم من حياتي باداء مراسيم الحج او العمرة فانا مؤمن وقلبي مفعم بحب الخالق.
لكن احد معارفي زارني وفي نفسه كانت تتعاظم رغبة ثم طلب مني ان امنحه فرصة العمرة وان اتخلى عن نصيبي له في اداء هذة المراسيم والتي ربما لا تأتي في العمر الا مرة واحدة!!
اجبت طالب العمرة: خذها فهي لك ومبروك لك لانها لاتعني لي شيء.
...

ومثلما اشعر بان شعاع الايمان وان معرفة الله في القلب أؤمن ايضا بان الخالق مطلق ولايمكن للبوصلة ان تدلنا الى بيته!!
ذات مرة سألتني سيدة لبنانية عن اتجاه قبلة الصلاة وهي تتابط بالسجادة ومن بين اصابعها كانت تتدلى مسبحة ومشغولة بالبسملة والحوقلة فاشرت لها باتجاه معين لكنها في اليوم الاخر جاءت ببوصلة زئبقية ادركت من خلالها بان اتجاه القبلة التي اشرت اليها كانت بالاتجاه الخاطيء فعاتبتني بتذمر قائلة : لم اخبرتني باتجاه لم يقود الى الكعبة !!؟؟
فاجبتها بان الايمان الحقيقي هو التجليّ بعلاقة المعبود مع الخالق بتواصل عمودي وليس بافقي وجميع الطرق تؤدي الى الله .. اما اتجاه القبلة ياسيدتي ليس بشرط .. اما سمعت بالآية القرانية التي تقول
"ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله"
وخلاصة الكلام ان الله لايحتاج الى بوصله يا اختاه.
لكن بعدها رفضت السيدة المؤمنة الكلام معي وظنت اني اسخر منها ومعاذ الله انيّ ماكنت قاصداً السخرية!!؟؟



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين تعبان وترامب كانت هنالك عذابات بائع رصيف
- مشاهد من ذاكرة الانتفاضة
- اجنحة اليمام وغصن الزيتون
- حكايات أخرى من حانة هايد بارك
- الحذاء
- اصدقاء الليل والحانة
- تداعيات الذاكرة في صالة المستشفى
- حديث في مرسم
- رحلة في سوق الطفولة
- ذاكرة القلب
- حديث عابر في قطار
- تمرد ضد الاقفاص
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ليس للرب وطن