أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - اجنحة اليمام وغصن الزيتون














المزيد.....

اجنحة اليمام وغصن الزيتون


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


اجنحة اليمام وغصن الزيتون
كنت في طفولتي من هواة وعشاق تربية الطيور حين كنت امتلك ثلاثة افراخ من الحمام يعيشون داخل قفص فوق سطح دارنا خوفا من مهاجمة قطط بيوت الجيران الجائعة .. وكنت انتظر بفارغ الصبر ان ينبت ريش في اجنحة الحمام كي اساعدها في محاولات التحليق والطيران!!
كان المحترفون والعرابون من مربيّ الطيور في محلتنا من "المطيرچية" والذين يتناقسون ويستعرضون بامتلاكهم لعشرات الازواج من طيور الحمام بانواعه وفصائله المختلفة بالانساب والوان واحجام الريش وهم يطلقون العنان لاسراب طيورهم المدربة من فوق سطوح الدور الى سماوات المحلة وفوق المنائر والقباب وبساتين النخيل.
وبعد ابحار اسراب الحمائم في الفضاء الفيروزي ورحلة الدوران تهبط رويدا الى مراتعها بموج استعراضي وراقص.. كان يثير اعجاب ابناء المحلة .
مازلت اتذكر اسماء حمائم المدينة لاسيما في سوق صفاة الطيور التي كان يطلق عليها مربيها مثل : الفضي والهندي والزاجل والمچتف بالاحمر او الاصفر وطيور الكحلي والعسلي والاورفلي والعنبري او طيور الريحاني النادرة .
كنت أتأمل طيور اليمام التي احببتها كثيرا.. فهي كانت أرق والطف الطيور.
وقد ذكر الحمام في حضارة وادي الرافدين وفي جميع الحضارات الاخرى والاديان .. وفي كتب التوحيد ايضا منذ تاريخ الطوفان حين ارسلها النبي النوح من سطح سفينته لتستطلع انحسار المياة وعودة الارض مرة اخرى .. فقد ارسل النبي في البدء رسوله الغراب فلم يعد هذا الطائر الاول !!
وبعد رحلة الابحار ارسل نوح الحمامة مرة اخرى فجاءت ببشائر الفرح وبغضن الزيتون والطين.
لقد وظف جميع الشعراء والرسامين رمز الحمامة في اللوحة والقصيدة حتى باتت شعار عالمي لنبذ الحروب وادانة الاسلحة النووية والكيمياوية القذرة فيما بعد.
الحمام طائر نقي ومسالم وقنوع فهو لايمتلك منقار جارح او مخالب ولايمتلك الخداع او غريزة الجشع لتخزين الطعام انه يكتفي بالقليل من حبيبات الدخن والحنطة والشعير والكثير من الحب ولكن حين تقوى اجنحته يشارك رفاقه من اسراب الحمائم الاخرى ويحلق بعيدا في سماء المطلق.
كثيرا ماكنت اتوقف متسائلاً وانا العبد الضعيف في حضرة جلال هذا الوجود الجبار العظيم وامام ما ذكرته وتوارثته الكتب التوحيدية التي شرعت بان الانسان هو خليفة الله على الارض.. فاعجبت كيف يكون لهذا الكائن الجشع والمرعب والساعي الى الفتنة والدمار والذي لايشبع من القتل والحروب والدماء.. هذا الكائن الازدواجي والمخادع لرسالة الذات الالهيه الطاهرة .. فتمرد في تمثيل الخالق بوصاياه فوق الارض.. حتى اقتنعت بأن ابليس بتمرده العظيم امام الخالق كان اكثر صدقا واعتزازا بوجوده من الانسان المتناقض.
اما الحمامة فيقيناً انها نورالخالق فوق الارض وهي التي تحمل رسالته السامية .. اليس ماتعلمناه وقرأناه بان "الله جميلا ويحب الجمال" .. او اليس من الاجدر ان يكون للإلــه خليفة يليق بلطفه ورحمته اكثر من الانسان.. مثل ان تكون الحمامة بديلا بهياً للخلافة وتراتيل وهديل لعرش الرحمة والامان.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات أخرى من حانة هايد بارك
- الحذاء
- اصدقاء الليل والحانة
- تداعيات الذاكرة في صالة المستشفى
- حديث في مرسم
- رحلة في سوق الطفولة
- ذاكرة القلب
- حديث عابر في قطار
- تمرد ضد الاقفاص
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة
- الحائك والمدينة
- حوار السلحفاة مع الفراشة
- ترانيم المساءات الاخيرة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - اجنحة اليمام وغصن الزيتون