أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خلف الناصر - الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) الهجرات الكبرى: والأصول التاريخية للشعوب العربية !!















المزيد.....

الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) الهجرات الكبرى: والأصول التاريخية للشعوب العربية !!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5358 - 2016 / 12 / 1 - 21:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في مقاله " أسطورة القومية العربية " كان السيد حسن خليل قد أتخذ (ضمناً) من تقسيمات الحدود وخرائط (اتفاقيات سايكس/بيكو) للأقطار العربية قاعدة أساسية واعتبرها حقائق أزلية، واتخذ أيضاً من خارطة كل قطر عربي أنشأته تلك الاتفاقيات، كحقيقة نهائية قائمة بذاتها، وأنكر بموجبها أية صلات أو مشتركات ـ عدا صلات الجوار ـ تربط هذه الأقطار العربية ببعضها، وبالتالي أنكر وجود أقطار عربية أو أمة عربية أو قومية عربية، وأعتبرها جميعاً مجرد أساطير أنشأتها البرجوازيات العربية بمساعدة بريطانية!!
وعليه نحن مضطرون(هنا) لإعادة بناء مشاهد تاريخ هذه المنطقة في أبعد نقاطها السحيقة، وبالاعتماد على أحدث المكتشفات الآثارية والمتحجرات الأحفورية وما صورته لنا الأقمار الصناعية، ونفتش داخلها عن أصول هذه الشعوب وعن الحقيقة الضائعة بيننا !!
وأيضاً كي نعرف ونتعرف بواسطتها على المكان الذي جاءت منه هذه الشعوب، وملأت هذه المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، ومن المحيط الهندي وبحر العرب والصحراء الكبرى إلى حدود إيران وتركيا، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر؟؟.. وهل حقاً أن هذه شعوب لا تربطها ببعضها رابطة عدا رابطة الحوار؟؟ أم أن هناك روابط كثيرة تجعل من شعوب هذه المنطقة أمة واحدة وقومية واحدة وبلدان واحدة؟؟
لنستنطق التاريخ إذاً.. ونستفتيه في حل هذه المعضلة والقضية المعقدة التي أثارها مقال " أسطورة القومية العربية "!!
لكن كل هذا الذي سنثبته في بحثنا هنا، ومهما كانت نتائجه لا يعني تجاوزاً أو خروجاً على ما أثبتناه في نهاية مقالنا [في جزئه 2 من (البند د)] والذي قلنا فيه:
[د - لقد ثبت علمياً أن ليس هناك أمة صافية تتكون من عرق واحد، إنما جميع الأمم في الأعم الأغلب تتكون من ثلاث أو أربع إثنيات أو أكثر] ...... ومن أن [العروبة: ثقافة وحضارة وقيم إنسانية..وليست عرقاً بشرياً .]
إنما كل الذي سنقوله هنا هو، للرد على مغالطات مقال " أسطورة القومية العربية " وإثباتاً للحقائق البشرية والوقائع التاريخية كما سجلها التاريخ فعلاً، والتي تثبت حقيقة الأمة العربية والقومية العربية والبلدان العربية.. أم العكس الذي دبجه كاتب المقال!!
*******
الجغرافية جسد روحه التاريخ!!
من المعروف أن الجغرافية واحدة من عوامل التاريخ الثابتة، وأنها تدخل كعامل حاسم في تكوّن وصيرورة الأمم والشعوب والمجتمعات المختلفة، كما أنها تساهم في صياغة الكثير من مكونات وجودها المادي والمعنوي: كلون بشرتها وشكل أرديتها أو ملابسها، ونوعية غذائها وتصميم عمارتها وطبيعة نشاطها ومزاجها الوطني العام..وكذلك تدخل كعامل حاسم أيضاً في بناء منظومة معارفها ومجمل تصورتها عن الكون والوجود والحياة وعن نفسها وعن الآخر المختلف عنها..وكذلك تدخل أيضاً كعامل تكويني لمفاهيمها الدينية والاجتماعية والدنيوية والآخروية...إلخ.. وبالتالي هي التي تصنع جميع مكونات ثقافتها وحضارتها الفطرية تقريباً!!
بالإضافة إلى كل هذا، فإن جغرافية الأرض في أية بقعة من كوكبنا الأرضي لها صفتين: فهي أما طاردة للسكان أو أنها جاذبة لهم..وعلى مدى التاريخ كان سكان الأرض ـ في العصور القديمة ـ يهاجرون من بقعة طاردة للسكان إلى أخرى جاذبة لهم، لأنها توفر لهم حياة أفضل بمميزات غير موجودة في بيئتهم الأصلية!!
ويكاد أن يكون أغلب سكان كوكب الأرض الحاليين، في آسيا وأفريقيا وأستراليا والأمريكيتين قد هجروا مناطقهم ومواطنهم الأصلية، واستوطنوا مناطق جديدة غيرها، وفرت لهم ماءً وغذاءً ونماءً وحياة أفضل.. فاختلطوا بكثافة بالسكان الأصلين وببعضهم، وكونوا معاً قوميات من أصول وإثنيات متعددة، برزت في العصور الحديثة بالصورة الواضحة التي نعرفها بها اليوم!!
والعرب أيضاً كباقي الشعوب، لم يشذوا عن هذه القاعدة الجغرافية الإجبارية!!
*******
لقد أثبتت الدراسات الجيولوجية الكثيرة أن الجزيرة العربية ـ وكذلك الصحراء الكبرى ـ في العصور السحيقة، كانت عبارة عن غابات كثيفة ووديان خضراء ومراعي كثيفة لأنواع الحيوانات، وأنهار جارية لا زالت تجري تحت سطح الأرض، اكتشفتها (ناسا) عن طريق الأقمار الصناعية(1)
والدليل على صحة هذا الوصف للجزيرة العربية، هو هذه الكميات الهائلة من النفط والغاز الطبيعيان، التي يضمها باطنها وسواحلها..لأن النفط والغاز علمياً: يتكونان من انطمار كميات هائلة من المواد العضوية، كالغابات والمخلوقات البرية والبحرية المختلفة التي تنطمر لآلاف السنين، فتتحلل وتتفاعل عناصرها كيمياويأ وتتحول إلى مواد نفطية وغازية .
لكن عند نهاية [العصر الجليدي البليستوسيني قبل 35000 ألف سنة تقريباً، والذي غطى معظم أقاليم الأرض] أخذت الجزيرة العربية، تسخن وتجف وتفقد خضرتها بالتدريج، وتتصحر شيئاً فشيئاً وتصبح طاردة للسكان..بينما كان العراق وبلاد الشام بالذات، وعموم منطقة الهلال الخصيب وصولاً شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية، بيئة جاذبة للسكان ومثالية لعيش البشر فيها .
وعند انتهاء العصر الجليدي الأخير، وبدأ العصر الدفيء قبل 20000 ألف سنة تقريباً، فقدت أغلب مناطق الجزيرة العربية خضرتها، وأخذت تتحول تدريجياً إلى صحارى قاحلة طاردة للسكان.. فبدأ سكانها يتسربون منها على شكل جماعات صغيرة في البداية، ثم أخذت هذه الجماعات الصغيرة تكبر تدريجياً، إلى أن أصبحت موجات بشرية كبيرة وهائلة بعد الألف التاسعة قبل الميلاد وتتجه شرقاً وشمالاً..أي إلى العراق وبلاد الشام أولاً، ومن بلاد الشام تنحدر إلى ما حولها وما بعدها، كسيناء ومصر السفلى صعوداً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية!!
وهناك دراسات للعصر الحجري أثبتت أن سكان الوطن العربي في ذلك العصر في جميع أقطارهم، كانوا متشابهين إلى حد التطابق في أدواتهم الحجرية ومجتمعاتهم البدائية وتطوراتهم الحضارية اللاحقة!!
وكانت أول العناصر البشرية في العصر الحجري الحديث، التي شكلت ما يعرف بــ (عصر العِبِيد) ـ تصغير عبد ـ قد تسربت من الجزيرة العربية إلى العراق وبلاد الشام قبل الألف التاسعة للميلاد(2) ثم تلاها الأكديون في حدود [بين الألف السادسة والرابعة قبل الميلاد] ثم باقي أقوام الجزيرة العربية تباعاً.. ومن الجدير بالذكر، فقد تم العثور على لقى آثارية لأقوام الجزيرة العربية في كل من سورية والعراق، تعود إلى [15000 ألف سنة] قبل الميلاد أو أكثر!!
لكن التاريخ التقريبي الرسمي المتفق عليه، لهجرات أقوام الجزيرة العربية إلى ما حولها هو التالي:

التاريخ التقريبي:.........................الشعب المهاجر:...............................موطن استقراره الجديد:
ـــــــــــــــــــــــ..........................ـــــــــــــــــــــــ.................................ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4000-3500 ق.م ......................الأكاديون ......................................... مابين النهرين جنوباً .
4000-3000 ق.م......................العموريون...........................................سورية ثم العراق .
2900 ق.م ............................الكنعانيون......................................جنوب سورية (فلسطين) .
2000 ق.م.............................الكلدانيون ...................................... وسط العراق .
1900ق.م ............................الآراميون ......................................شمال ووسط سورية والعراق .
4000ق.م .............................قبائل من الجزيرة العربية (الهكسوس)........ هاجرت إلى مصر .
500 ق.م ................................الأنباط .......................................جنوب سورية خليج العقبة .
500 ق.م ................................قبائل عربية ...................................شرق السودان .
200- 15 ق.م ........................التدمريون/ الحضريون.........................سورية/ العراق .
150 م ............................... المناذرة ...................................وسط العراق حتى الخليج العربي .
150م ................................ الغساسنة ...................................سورية الجنوبية حتى دمشق .
635م.........العرب المسلمون........ العراق.سورية.مصر.شمال أفريقيا.فارس.الهند وغيرها من البلدان الشرقية(3)
وقد استمرت ذيول هذه الهجرات من جزيرة العرب على مدى القرون التالية (كهجرة الهلاليين) إلى المغرب العربي مثلاً، حتى أن بعض هجرات القبائل العربية إلى الهلال الخصيب، قد استمرت إلى أوائل القرن العشرين، كهجرة قبيلة شمر إلى العراق بعد استيلاء السعوديين على ممتلكاتهم وأراضيهم وكذلك هجرة قبيلة عنزة وغيرها من القبائل العربية الأخرى.. ولم يوقف هذه الهجرات إلا قيام ما يسمى بالدولة الوطنية العربية الحديثة، وحدودها المرسومة بالأيدي الاستعمارية.. فعلى مدى التاريخ الحي ـ وهذا ما يعرفه المتخصصون جيداً ـ كان العراق وبلاد الشام وسيناء ومصر ـ قبل حفر قناة السويس ـ وصولاً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية، تشكل بمجموعها امتداداً جغرافياً وبشرياً ولغوياً وحضارياً طبيعياً لجزيرة العرب!!
وبعض العلماء يعدون الطوارق والأمازيغ من أقوام الجزيرة العربية، والتي هاجرت منها في آماد بعيدة جداً..وهذا متأتي من عدة أسباب أهمها: سحنتهم ولغتهم وصفاتهم الجسدية المقاربة للعرب، والتي لا تنتمي إلى الأقوام الأفريقية وكذلك وجود مشتركات كثيرة تجمعهم بالعرب، حتى أن ما يسمى بــ (الأبجدية الأمازيغية) هي في الحقيقة صورة طبق الأصل، من الأبجدية اليمنية المعروفة بــ (المسند) .
أما مصر التي تشكل ما يقارب ربع عدد نفوس السكان العرب، والتي ركز كاتب مقال " أسطورة القومية العربية " عليها كثيراً نافياً عنها عروبتها بإصرار، ورغم أن بعض القبائل العربية أو السامية قد نزحت إليها قبل ما يقرب 4000 سنة قبل الميلاد، فكثير من العلماء يرجعون أصولها القديمة إلى جزيرة العرب أيضاً:
o فقد قال المؤرخ (ماسبيرو): ((إن لعروق المصريين الأقدمين والعرب والفينيقيين والكنعانيين روابط تشد بعضها إلى بعض، وليس المصريون سوى ساميين انفصلوا عن مهد السامين قبل غيرهم))(4)
o وقال العالم (كينغ): ((إن الساميين نزحوا إلى مصر من عهد قديم جداً ، ويؤخذ من الاكتشافات الآثارية الأخيرة أن العصر الحديدي (الذي يلي العصور الحجرية) بمصر يبدأ بدخول الساميين إليها ، أي أن المصريين قبل دخول الساميين لم يكونوا يعرفون الآلات الحديدية فأتاهم الساميون بالحدادة في أقدم أزمنة التاريخ المصري ولعلهم حملوا إليهم ذلك من وادي الفرات عن تمدن سومري الأصل أكتسبه الساميون بالمجاورة قبل فتح بابل وحملوه إلى مصر . ومما يستدلون به على قدم نزوح الساميين إلى مصر أن أقدم آله المصريين (فتاح) سامي الأصل))(5)
*******
ومعروف منذ القدم، أن الجزيرة العربية لم تسكنها أقوام متعددة من عناصر بشرية مختلفة إنما هم، وكما أثبتت الدراسات الآثارية واللغوية والأنثروبولوجية يتكونون من عنصر واحد، محدد الملامح والصفات الجسدية والعقلية والنفسية!
وقد اختلف المدارس الآثارية على تسمية هذه الأقوام، فأغلب المنتمين للمدرسة الآثارية الألمانية تسميهم (عرباً) بينما تسميهم مدارس أوربية أخرى بــ (الجزريين) نسبة إلى الجزيرة العربية.. لكن تم (نحت مصطلح لهذه الأقوام) أسماهم بــ "الساميين".. وهو مصطلح ديني توراتي أسطوري، وضعة النمساوي (شلوتسر schlotzer) عام (1781م فقط) اتبع فيه تقسيمات التوراة للأجناس البشرية.. وهو مجرد مصطلح ديني أسطوري مأخوذ من التوراة، ولا يدل على أية حقيقية علمية أو انثروبولوجية أو لغوية..ومع هذا نراه شاع وانتشر وتغلب ـ لأسباب معروفة ـ على غيره من التسميات الأخرى، وأخذه العرب عن الغربيين بحكم العادة والتقليد الأعمى المتفشي بينهم!!
ومع هذا فهناك كثير من العلماء الغربيين المنصفين والمجردين من الغرض، رفضوا مصطلح "الساميين" هذا، وقالوا بعروبة جميع الأقوام التي هاجرت من الجزيرة العربية، واستوطنت امتدادها الجغرافي: العراق والشام وسيناء ومصر وغيرها من الأقطار العربية.. وقالوا أيضاً بأن الجزيرة العربية كانت مهداً لكل الحضارات التي أقامتها تلك الأقوام في مواطنها الجديدة!!
ولا يستحضرني هنا إلا بعض أسماء قليلة من هئولاء العلماء الغربيين المنصفين الذي قالوا بهذا وكلك من العرب: منهم المؤرخ (مستر فلبي) والعالم (سبرنجر) والخبير الأنثروبولوجي (هنري فيلد) و (مرجيلوث ) و (بيير روسي) وغيرهم كثيرون..ومن العلماء العرب (جرجي زيدان) و (جواد علي) (وأحمد سوسة) وغيرهم كثيرون أيضاً .

وكثير من هئولاء العلماء أيضاً، ومنهم العالم الفرنسي (بيير روسي) يجادل بأن هذه الأقوام لو توفرت لها في جزيرتها العربية، نفس الظروف التي توفرت لها في مواطنها الجديدة، لأقامت حضاراتها هناك في الجزيرة العربية نفسها كاليمنيين مثلاً، ولأسميناهم جميعهم (عـــربـــاً) ، ولما اختلفنا على تسمياتهم وأصولهم وأعراقهم ويقول أيضا: إن سرعة قيام هذه الأقوام لحضارات أصيلة في مواطنها الجديدة، يدلل على وجود حضارات وتمدن قديم في الجزيرة العربية نفسها!!
وهو يقول كل هذا بناءً على دراسات معمقة قام بها على مدى ثلاثين عاماً..فيرجع عمر الحضارة العربية إلى 20000 عشرين ألف سنة، ويؤكد بأن: ((الحضارتين اليونانية والرومانية ليستا إلا شرفتان صغيرتان في صرح الحضارة العربية التي تمتد لعشرين ألف سنة))..لكن الأوربيين ـ لأسباب عنصرية ـ كما يقول (بيير روسي) أخفوا هذه الحقائق، ونفخوا في الحضارة اليوناني كثيراً، وأرجعوا لها كل الفضائل العقلية والإنسانية والحضارية!!
يقول كل هذا وهو العالم المتخصص بالحضارة واللغة اليونانية تحديدا، وهو العارف بجميع أصولها خفاياها، ويقوم بتدريسهما في الجامعة (6)
***
الجزيرة العربية هي مكان الطوفان:
عرضت فضائية [ناشونال جو كرافك الأمريكية] في نسختها العربية التي تبث [من أبو ضبي] برنامجاً وثائقياً مصوراً لبعثة علمية أسمه ((الشرارة الأولى)) يبحث في موضوعة (الشرارة الأولى للمبادأة الحضارية الأولى في تاريخ البشرية) ومكان الطوفان (طوفان نوح).. وابتدأ البحث في الجزيرة العربية، وتحديداً في شبه جزية قطر والمنطقة المحصورة بين قطر والبحريين، وأبعد تاريخ ذكر في موضوع الطوفان هو(18000 ألف/ ثمانية عشر ألف سنة قبل الميلاد) .
والمعلومات المستفادة من هذا البرنامج الوثائقي هي:
أن الخليج العربية كان منخفضاً أرضياً مأهولاً بالسكان، وكانوا يمارسون حياة طبيعية ويشتغلون بالزراعة والصيد وبعض الحرف البدائية.. لكن حينما بدأت حرارة الأجواء بالارتفاع، وأخذت الثلوج القريبة والبعيدة التي كانت تغطي أغلب مناطق الأرض وأقاليمها بالذوبان، فأدى هذا إلى ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات، فتدفقت المياه بغزارة إلى منخفض منطقة الخليج العربي وامتلائها بالمياه الغزيرة، مما أدى إلى حدوث طوفان عظيم..وهو الطوفان المعروف عندنا بــ (طوفان نوح)(7)
وكانت أرض الطوفان هذه والجزيرة العربية وسكانها وهجراتهم الأسطورية، قد نحتت في واقع هذه المنطقة ومنها إلى جميع أنحاء العالم، أغلب الأساطير البشرية والمعارف الأولية والملاحم الإنسانية والديانات الوضعية والسماوية وأنبيائها العظام.. فصاغت منها جميعاً المحتوى الروحي لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية!!

وبعد هذه الجولة على مساحات التاريخ، يحق لنا أن نقول للأخ (حسن خليل) كاتب المقال: أن "أسطورة القومية العربية" قد نشأت وترعرعت بشكل طبيعي في هذا الفضاء والإرث الحضاري والجغرافي الواسع، ومن هذا التاريخ الممتد على مدى حقب وأجيال لا تعد ولا تحصى، ومن هذه الأصول البشرية الواحدة أو المتقاربة، وقبل أن تخلق (بريطانيا) أو يسمع بها أحد.. وقبل ولادة مصطلحات البرجوازية والبرجوازيات بمئات القرون!!
وهذا يعني: أن سكان الوطن العربي لهم ميزة مضافة إلى تلك الحقيقة الإنسانية التي تقول لا وجود لقومية صافية تتكون من إثنية واحدة، إنما هي تتكون من ثلاث أو أربع إثنيات.. بينما أغلب العرب ـ كما بينا آنفاً ـ ينحدرون من إثنية مشتركة أو إثنية واحدة تقريباً، أضيفت لها بعد الإسلام إثنيات جديدة.. فشكلوا معاً قومية واحدة .
[ يــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــع ]
[email protected]


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) "الأنهار القديمة في الجزيرة العربية"
(2) "الوطن العربي في العصور الحجرية" .. د. تقي الدباغ .
(3 و 4) "العرب واليهود في التاريخ".. د. أحمد سوسة .
(5) " العرب قبل الإسلام " .. جرجي زيدان
(6) "مدينة إيزيس: تاريخ العربي الحقيقي" .. د. بيير روسي .
(7) [ناشونال جو كرافك أبو ضبي] بتاريخ -4-2014



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (2) م ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) م ...
- ((معركة هرمجدون)).. معركة وقعت في الماضي أم ستقع في المستقبل ...
- المرأة مقياس لتقدم وتخلف المجتمعات الإنسانية!!
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (2-2)
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (1-2)
- ثورات شعبية مؤجلة..وانقلابات عسكرية مستعجلة ؟؟
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (6) والأخير
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (5)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (4)
- مقاربة وطنية.. لإشكالات طائفية(عراقية) (3)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (2)
- مدافن لوزان.. وأوهام أردوغان!!
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (1)
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (2-2)
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (1-2)
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خلف الناصر - الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) الهجرات الكبرى: والأصول التاريخية للشعوب العربية !!