أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (2-2)















المزيد.....

أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (2-2)


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والدليل والشاهد والشهيد على خطل وخطأ تلك النظرية الساداتية المشؤمة هي ((القضية الفلسطينية)) نفسها، وكيف سارت من سيء إلى أسوأ بعد أن وضُع حلها بيد الأمريكان وحدهم، وبأكثر من نسبة الــ %99 بالمائة الساداتية..وتورينا كيف أخذت تسحقها الوقائع التي يفرضها الكيان الصهيوني على الشعب والأرض الفلسطينية نفسها كل يوم؟؟ وكيف أخذت الأحداث تتجاوز هذه القضية العربية المركزية ويطويها النسيان عربياً وعالمياً، حتى في أذهان الجماهير العربية التي ضحى الآلاف منها بحياته في سبيلها؟؟
لقد كانت نظرية السادات وتسليم %99 بالمائة من شؤون مصر وفلسطين والعرب وقضاياهم المصيرية جميعها بيد الولايات المتحدة وحدها، عبارة عن وصفة دمار شامل لمصر وفلسطين وللأمة العربية بكاملها!!
فعلى يد الأمريكان مثلاً:
0 فرخت نظرية السادات وولدت أبنتها البكر ((اتفاقيات كامب ديفيد)) التي عزلت مصر عن أمتها العربية وقزمتها عربياً وإقليمياً ودولياً، وجعلت من دورها العربي والدولي الريادي الكبير، لا يزيد عن وظيفة [حراس للبوابات الأمنية "الإسرائيلية"] وجعلت من وعود الرخاء والعيش الرغيد للمصريين، عبارة عن دمار للاقتصاد المصري ولبنيته التحتية الصناعية والزراعية والخدمية والبشرية، وانتشار واسع للبطلة والفقر المدقع وسكان المقابر والعشوائيات، وهجرات جماعية للمصريين وتشردهم بالملاين، في جهات الأرض الأربعة!!
0وعلى يد الأمريكان أيضاً ولدت ـ ولو بعد حين ـ حفيدتها ((اتفاقات أوسلو)) التي ضيعت كل نضال الشعب الفلسطيني، وقسمت الفلسطينيين وجعلت من ((منظمة التحرير الفلسطينية)) هي الأخرى، تؤدي دور ووظيفة ((حراس للبوابات "الأمنية الإسرائيلية" الداخلية )) وضياع لكامل فلسطين، وغلق كل أبواب الحل العادل بوجهها .. إن كان هناك حقاً حلاً عادلاً لها!!
0وعلى يد الأمريكان أنفسهم ولدت ((العلاقات الدافئة جداً)) بين الأردن والصهاينة، كما وصفها في حينها (سادات الأردن) الملك حسين نفسه.. وحلق ـ بعد ذلك الوصف ـ بطائرته في أجواء فلسطين المحتلة.. وأسقط كل المحرمات معها!!
***
فبهذا المرئي والعلني من نظرية %99 بالمائة الساداتية..وبذلك السري واللامرئي منها، وبكل تلك العواصف السياسية والاجتماعية والتغيرات الإستراتيجية الشاملة التي أثارتها أو تسببت بها، والتي لا زالت تثيرها وتتسبب بها دائماً، وصلت القضية الفلسطينية ـ وعلى يد الأمريكان تحديداً ـ إلى حدود اللاحل تماماً، وأوصلت العرب جميعهم معها، إلى منطقة تاريخية تشكل (التيه والضياع الكامل) في تفاصيل الحاضر المخيف، وتشعبات المستقبل وتضاريسه المجهولة، فأخرجتهم تماماً من المعادلات الدولية، حتى فيما يخصهم هم بالذات من قضايا مصيرية.. فأصبح مصيرهم يرسم في الخارج، دون سماع رأيهم أو مشاورتهم فيه، ولا حتى الالتفات إليهم أو الإحساس بوجودهم ـ القضية السورية مثلاً ـ!!
لقد كان العرب قبل السادات ونظريته موحدين ومتوحدين بالحد الأدنى، على الأقل حول (القضية الفلسطينية) بالذات.. وكانت هذه القضية تشكل لجماهير الأمة أملاً ومتنفساً، يمتص غضبهم ويؤجل ثورتهم على أنظمتهم، أو النقمة على أوضاعهم المزرية التي يعيشونها، ويؤخر عنفهم الداخلي فيما بينهم.. ويؤجل انفجارها الحتمي جيلاً بعد جيل!!
لكن بعد استسلام السادات للأمريكان والصهاينة بنظريته المشؤومة تلك وبسياساته العامة، وفقدان أمل الجماهير بالنصر والرخاء الموعود، أرتد العنف الاجتماعي إلى الداخل، وانفجرت كل الأوضاع العربية دفعة واحدة ـ ولو بعد حين أي عام 2011ـ بثورات وانتفاضات واضطرابات عارمة في كل الاتجاهات، ولا زالت تتفجر إلى الآن وكأنها قنابل عنقودية.. وذلك بعد أن ضاعت القضية التي كانت توحدهم، وتجعلهم يتحملون فقرهم ودكتاتوريهم وضياع حقوقهم كبشر!!
***
وإذا كان السادات ـ كما يصفه هيكل ـ (ممثلاً) بارعاً وماكراً ومخادعاً، فإن صدام حسين ـ كما يعرفه الكثيرون ـ كان يتيماً في طفولته، ومكروهاً ومنبوذاً من قبل زوج أمه وبعض أقاربه!!
وقد تركت عقدة اليتم في نفسه (عقداً كثيرة مركبة غيرها) وغموضاً في شخصيته، وجموحاُ وتهوراً وقسوة متناهية في تصرفه وطيشاً في تفكيره، نتيجة لإحساسه العميق بالنقص والدونية أمام الآخرين!!
وانطلاقاً من هذا الإحساس ـ وتعويضاً عن ذلك الشعور بالنقص ـ هام صدام حسين بالشخصيات العظيمة وبالقيادات المتميزة والمعروفة في التاريخ، وبالبطولات الكثيرة التي تنسب إليها.. فأراد أن يقلدهم ليكون عظيماً مثلهم!!
ولهذا أقدم في حياته على أعمال متهورة كثيرة، ليحاكي بها أعمال تلك الشخصيات العظيمة ـ حروبه الكثيرة مثلاً ـ ليعوض بها ذلك الإحساس العميق بالنقص والدونية التي يستشعرها في أعماقه.. وليثبت بأعماله تلك ـ وبأي ثمن كان ـ لأولئك الذين نبذوه واحتقروه بأنه أفضل وأشجع وأقدر منهم جميعاً!!
كما وأنه ـ وتعبيراً أيضاً عن ذلك الإحساس بالنقص والدونية ـ وبعد وصوله إلى السلطة مباشرة، قد سخر كل أجهزة الدولة وأموالها وجميع أجهزتها الإعلامية..وكذلك جند كل الفنون والفنانين والأدباء والمثقفين، والثقافة العراقية ورموزها الوطنية، ومعها بعض أجهزة الإعلام العربي والعالمي (المدفوع الثمن) لتمجيد وتلميع شخصه (الكريم) وأعماله وبطولاته الخارقة، وتسويق صورته المزيفة هذه عربياً.. كبطل قومي ومنقذ إنساني!!
فنسبوا إليه قصصاً كثيرة مفبركة، وقالوا فيه من القصائد والأغانٍي والأناشيد، ما لم يقله أحد قبلهم بنبي أو رسول أو إمام أو خليفة أو قائد، ولا حتى في النبي الأعظم محمد (ص) !!
وكان كل هذا الهراء يستقطع من أموال الشعب العراقي ولقمة عيشه، ومن ثرواته ومستقبل أجياله، والتي ضيعها صدام بكوارثه التي سببها لها، وللعراق كشعب ومجتمع ودولة وطنية !!

وتنسب لصدام حسين في طفولته ومراهقته وشبابه أعمال كثيرة ـ بعضها يصفه الكثيرون بالشائنة ـ ليثبت بها للآخرين رجولته وتميزه وقدراته القيادية العالية.. ولهذا كان دائماً يتحين الفرص ليقوم بأعمال تبهر الآخرين، وبغض النظر عن مدى الأضرار التي يمكن أن تلحقها بالشعب العراقي وبمصالح البلاد العليا..وبالأمة العربية بكاملها!!
ولهذا أيضاً، وبعد وصوله إلى رئاسته الدولة العراقية مباشرةً عام 1979، أقدم على أعمال مفاجئة وغريبة لم توجبها أية ضرورات وطنية أو قومية.. كالحرب المدمرة مع إيران، التي خاضعا بعد عام واحد فقط من وصوله إلى ذلك المركز، والتي اُنتدب لها خليجياً وأمريكياً بالأساس..أو دخوله الكويت عسكرياً مباشرة بعد عام واحد فقط، من تلك الحرب الضروس مع إيران، ومناطحته بذريعتها للولايات المتحدة وحلف الناتو، في اللحظات التي كان الاتحاد السوفيتي السابق يلفظ معها أنفسه الأخيرة، ومعه الكتلة الاشتراكية وحلف وارسو.. وينهارون ويتهاوون الواحد تلو الآخر!!
وكانت الولايات المتحدة في حينها تتحين الفرص، لتصفية ما تبقى من الجيوب الصغيرة المزعجة، التي كانت تحتمي بالإتحاد السوفيتي السابق، لتنفرد هي وحدها بالعالم وتتربع على عرشه.. كقطب واحد أوحد ووحيد فيه!!
فوفر لها صدام حسين هذه الفرصة الذهبية بكل سهولة ويسر عند دخوله الكويت عسكرياً..فرمى بالعراق في الجوف الأمريكي الإمبريالي الذي لا يشبع!!

ففي تلك اللحظات المشحونة بتغيرات عالمية كبرى، كان لا يمكن لأية قوة كبرى أو صغرى، ولا حتى لشخص عاقل يمتلك قواه العقلية، أن يتحدى الولايات المتحدة في لحظة انتصارها الكبير، ناهيك عن أنه يقدم على الحرب معها ومع (حلف الناتو) ومع الغرب كله، وهم في غمرة انتصارهم التاريخي الكبير ونشوته المسكرة!!
فتلك لحظات كانت تسمح لهم بسحق وتدمير صدام حسين ـ والعشرات أمثاله ـ في دول العالم الثالث.. وتدمير العراق بكامله فوق رؤوس مواطنيه، دون اعتراض أو مناصرة من أحد.. لكن هذا هو بالضبط ما فعله صدام حسين عند دخوله الكويت!!

لقد كان ولع صدام حسين بخوض الحروب منذ تسلمه المنصب الأول في الدولة 1979) (2003 -تعبيراً عن عقد شخصية، وليس تعبيراً عن قضايا وطنية أو قومية أو إنسانية، كما صورها إعلامه أو تصورها وانخدع بها البعض عنه!!
فقد أقدم على تلك الحروب العبثية ليُخلد اسمه في التاريخ، كواحد من الأبطال التاريخيين العظام الذين خلدهم التاريخ، وكانت الحروب بالنسبة له هي الطريق الوحيد إلى هذا الخلود!!
لقد كانت كل حروب صدام العبثية وأعماله الخرقاء ومغامراته الخاسرة والمدمرة، التي أقدم عليها في حياته كانت في حقيقتها، عبارة عن عملية تفريغ عالي (لشحنة النقص) المركبة التي يحسها باطنياً ولا شعورياً في أعماقه!!
ولهذا كانت كل حروبه التي خاضها عبارة عن مغامرات صبيانية عبثية وخسائر بشرية ومادية لا تعوض..وقد خسر فيها العراق نفسه واستقلاله وثراوته ودوره العربي والإقليمي ووزنه العالمي!!
فقد خسر العراق في الحرب مع إيران مثلاً: نصف [شط العرب وتغيّر أسمه إلى الفارسية (أرفند رود)].. وخسر أراض وطنية عراقية كبيرة، منها هيلة وسيف سعد وغيرها.. لصالح إيران!!
وفي الحرب مع الكويت كمثل آخر، خسر نصف مدينة أم قصر ومينائها وقاعدتها البحرية العملاقة، وأغلب إطلالة العراق على الخليج العربي.. لصالح الكويت!!
وكانت خسارة الخسائر وطامتها الكبرى، أن خسِر العراق نفسه كدولة في النهاية (2003) ، وخسر استقلاله وتجانس شعبه ووحدة أراضيه.. هذا بالإضافة إلى ملاين الشهداء والمفقودين والجرحى والمعوقين والمقعدين، من شباب العراق وقواه المنتجة!!

فتحول العراق نتيجة لكل أعمال وحروب صدام حسين الصبيانية إلى بلد كسيح، وتم احتلاله بسهولة وبسر من قبل الولايات المتحدة..وهي قد حولته بدورها إلى ((أنموذج للديمقراطية في الشرق الأوسط!!))!! وقد تحول العراق بموجبها إلى وكر وملجأ لكل قوى الظلام والتخلف والطائفية والجاسوسية والمشاريع الدولية والإقليمية، التي تجتاح المنطقة العربية والأمة العربية الآن كالإعصار، وتجعل منها رماداً وركاماً ومذابحاً وحرائقاً وتشرداً، لملاين العرب في هجرات جماعية قهرية إجبارية إلى أوربا.. وإلى كل أصقاع الأرض!!
***
وإذا كان أنور السادات قد فتح مصر والبلاد العربية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها للولايات المتحدة، وأغلقها بوجه المعسكر السوفيتي السابق ومعسكره.. فأنه بهذا قد غير كل التوازنات الدولية، وغير معها كل قواعد وثوابت المنطقة العربية النفسية والفكرية والسياسية والإيديولوجية.. فتغيرت تبعاً لها، كل معطياتها السياسية والإستراتيجية والاجتماعية، وزرعت في أرضها الخصبة جملة قيم ومفاهيم رأسمالية يمينية وفاشية بشقيها الديني والمدني، لصالح الولايات المتحدة ومعسكرها الصهيوني الغربي، ولصالح شركاتهم وإستراتيجياتهم المشتركة فيها!!
وهذا هو الذي حصدته وتحصده الولايات المتحدة اليوم من ثمار يانعة، ويحصده معها كل حلفائها الصهاينة والغربيون من منافع اقتصادية وهيمنة سياسية وعسكرية وثروات مجانية!!
ونحن ـ على العكس منهم ـ ما حصدناه وما نحصده اليوم بالمقابل، هو شلالات من دماء زكية وهجرات جماعية ونزيف مادي ومعنوي وبشري لا ينقطع.. ودمار شامل لكل مقومات وجودنا كدول ومجتمعات، يتوسع ويتعاظم كل يوم!!

فإذا كان هذا هو الذي حصده الأمريكان والصهاينة والغربيون.. وهذا ما حصدناه نحن من السادات ونظريته المشؤمة!!
فإن الحصاد والجني كانا أوفر وثماره أينع، لصالح الولايات المتحدة وحلفائها من كل ما فعله صدام حسين!!
وفي الوقت نفسه كان أكثر دماراً للعراق وللعرب ولأجيالهم القائمة واللاحقة، كنتيجة مباشرة لكل ما أقدم عليه صدام حسين، من خلال الحرب العراقية الإيرانية ودخول الكويت، واحتلال الأمريكان ـ بذريعتهما ـ للخليج والجزيرة العربية وغيرها من أعمال كارثية مماثلة أو مقاربة!!
وبكل هذا، يكون صدام حسين قد قدم للولايات المتحدة ولحلفائها الصهاينة والغربيون، خدمات إستراتيجية حيوية ذات طبيعة واستمرارية لا تنتهي، في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.. وكانت خدماته الإستراتيجية المجانية هذه، تفوق بمراحل كل ما قدمه لها أنور السادات خلال حياته السياسية العاصفة!! .
وبجردة حساب بسيطة يمكننا أن نعرف ما الذي وفره صدام حسين للولايات المتحدة، بكل ذك الذي أقدم عليه..لنجرد فقط الظاهر منه.. الآتــــــــي:
أولاً: في ظل الحرب العراقية الإيرانية ملأت أساطيل الولايات المتحدة والغرب مياه الخليج العربي وموانئه، وأقامت لها قواعد ثابتة في بعض مناطقه، وبأموال خليجية وطلبات رسمية من دول الخليج العربية!!
ثانياً: وعند دخول الكويت، أعطى صدام حسين بدخوله هذا في اللحظة ذاتها مبرراً شرعياً كافياً، للولايات المتحدة لأن تحتل كامل منطقة الخليج والجزيرة العربية (سلماً) وتملأها بأساطيلها وجيوشها الجرارة، وتبني فيها قواعد عسكرية ثابتة، وتضعهما تحت سلطتها السياسية المباشرة.. وتهيمن عليها وعلى ثرواتها وعلى مصادر الطاقة العالمية فيها هيمنة كاملة، وبرضا شعبي خليجي (يرقص الهيوة) على أنغام الجاز الأمريكي!!
وهذا نتيجة للخوف والرعب الذي زرعه صدام حسين لدى تلك الجماهير الشعبية، وللخوف من أن يكون مصيرها كمصير جماهير الكويت !!
ثالثاً: وفي اللحظة ذاتها أيضاً، يكون صدام حسين قد وفر للغزاة الأمريكيين كل المبررات الشرعية، لاحتلال العراق وتدميره عام 2003..ووفر معها البيئة الداخلية والإمكانات الفعلية، لتفكيك كل عناصر وجود العراق الأساسية.. كدولة وبلد وشعب ومجتمع وحضارة!!
رابعاً: وكما وفر صدام بمغامراته الصبيانية للأمريكان والغربيين، هذه الفرصة الذهبية لاحتلال العراق وتدميره عام 2003، وفر في الوقت ذاته فرص ذهبية مماثلة لكثير من القوى الإقليمية، لتلعب دور المحتل الثانوي للعراق وعموم المنطقة العربية، وتتخذه وتتخذها منطلقاً لتنمية مصالحها القومية، على حساب العراق وحساب الأمة العربية بكاملها، وللهيمنة المطلقة عليهما وعلى منطقة الشرق الأوسط بعمومها سياسياً واقتصادياً.. وتوجيهها فكرياً وثقافياً وعقائدياً!!
وعلينا أن نتذكر جيداً، بأن كل ما حدث ويحدث اليوم، وكل ما قد يحدث غداً وبعد غد من عنف وعنف مضاد، وحروب طائفية ومذهبية ودينية وأهلية في المنطقة العربية.. كان معدوماً قبل احتلال العراق!!
وإن كل ما حدث، قد حدث (بفعل فاعل برمج الأحداث في المنطقة) لتكون على هذه الصورة الدموية المدمرة..وأعد برنامجه هذا قبل غزو العراق.. ونفذه بعد احتلاله مباشرة في عام 2003 تحديداً !!
وقد اعتمد ذلك البرنامج أساساً، على إثارة وغلبة كل الغرائز البدائية، والنعرات الشوفينية والولاءات الفرعية: كالطائفية والمذهبية والدينية والقبلية والمناطقية منها بالخصوص، وغلبتها على الولاءات الوطنية الجامعة للعراقيين، والولاءات القومية الجامعة للأمة العربية..وتعميمها من خلال العراق إلى سائر الأقطار العربية !!

وبالنتيجة فقد تضافرت آثار نظرية السادات المشؤومة مع أعمال صدام حسين المجنونة، وانعكست على الأمة العربية بأخطار وجودية مصيرية..تهدد أسس وجودها وبقائها كأمة واحدة، وحتى كشعوب متعددة!!
فقد انعكست نظرية السادات على شكل (خلل إستراتيجي) خطير في البداية بين العرب وعدوهم الصهيوني، ثم بين العرب وجيرانهم الأقوياء، وأخيراً بين العرب وبعضهم البعض.. وعلى الضد من المصالح القومية العليا لهم جميعاً!!
ثم أدت قوة تأثير تلك النظرية وسرعة عصفها الشامل بمجمل الأوضاع العربية، إلى تدمير جميع مقومات ما كان يعرف بـ "النظام العربي الرسمي" مما سمح باستقواء العرب بعضهم على بعض.. سواء بالقوة العسكرية: كدخول صدام حسين إلى الكويت مثلاً..أو بالقوة المالية كما تفعل السعودية كمثل آخر..أو الاستقواء بالقوى الأجنبية، كما فعلت الكويت ولا زالت تفعله مع العراق.. وكما يفعله اليوم جميع الخليجيين، كمثل ثالث!!

فكل واحد من هذه الأطراف العربية، أراد تشكيل وقائع وواقع عربي يناسبه، أو فرض وقائع سياسية واقتصادية وإستراتيجية جديدة يخدم بها مصالحها الخاصة، وبغض النظر عما تلحقه بالأقطار العربية الأخرى.. وبالمصالح القومية العربية العليا!! .

وإذا كان السادات قد أحدث خللاً إستراتيجياً خطيراً في النظام العربي والوجود العربي بهذا الحجم.. فإن صدام حسين قد أجهز على كل ما تبقى من ذلك النظام العربي الرسمي والمصالح القومية العربية العليا، وجعلها تنهار انهياراً تاماً وشاملاً.. خصوصاً بعد دخوله ح الكويت عسكرياً!!

لقد كان من سوء الطالع أو حظ العرب العاثر، أن يكون هذا الدمار لبلدين عظيمين (مصر والعراق) ولأمة عربية كبيرة، بسبب عُقد ونزوات شخصين معقدين ـ وربما عميلين ـ أحدهما أسمه صدام حسين والآخر أسمه محمد أنور السادات.. وكل منهم قد وصل إلى السلطة بالقوة والقهر..أو بالخديعة والمكر!!
وهكذا هي مآسي الشعوب دائماً!!
[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (1-2)
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (2-2)