أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف الناصر - ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العالم بالاسلامويين! !) (4-4)















المزيد.....

((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العالم بالاسلامويين! !) (4-4)


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رمي الحجارة الإسلاموية :
لقد استخدمت الولايات المتحدة هذه (الحجارة الإسلاموية) الثقيلة قي رمي أعدائها بها، كواحدة من وسائل تصفيتهم الواحد تلو الآخر، في الصفحة المركزية الأولى من (حربها الباردة) مع الاتحاد السوفيتي السابق .
فبدأت بالأطراف الضعيفة التي كانت تمثلها النظم الوطنية التحررية المستقلة حديثاً، والضعيفة بنيوياً: اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وصولاً إلى القلب، الذي كان يمثله الاتحاد السوفيتي السابق والمعسكر الاشتراكي .
ولقد كانت تلك الأنظمة الوطنية التحررية بالنسبة للوليات المتحدة، عبارة عن سطور وخطوط ملونة على خارطة تلك الصفحة المركزية..وقد تم مسح ألوانها ومعانيها بطرق متعددة وأساليب متنوعة، كانت في غالبيتها أساليب دينية ومذهبية وطائفية مسيسة أو باغرءات مادية أو بانقلابات عسكرية دموية، أنهكت الشعوب واستهلكت قواها البشرية ومواردها الاقتصادية !
وقد امتازت منطقتنا العربية بكثرة الانقلابات العسكرية فيها، والتي تسبب معظمها بتدمير أسس الدولة الوطنية العربية الحديثة، وأحدث شقوقاً عميقة في جسدها.. فدخلت من خلال تلك الشقوق كل السلبيات والمآسي التي نعيشها اليوم، وشكلت مسامات وبثور متعفنة في جسد الدولة والمجتمع.. فتولدت عن عفنها وقيحها كل هذه الديدان الظلامية الدموية، التي خرجت علينا من كهوف العصور الوسطى وعصور ما قبل التاريخ!
***
لكن رغم هذا الدور شديد السلبية الذي لعبته الانقلابات العسكرية في الحياة العربية، كانت هناك ثلاثة منها قد خرجت عن كونها انقلابات عسكرية، وتحولت إلى ثورات سياسية اجتماعية في آن واحد، وأحدثت تحولات عميقة في بنية الدولة والمجتمع وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي في الأقطار العربية الثلاث .
وهذه الانقلابات التي تحولت إلى ثورات حقيقية هي على التوالي: ثورة 23 يوليو/تموز 1952 في مصر ، وثورة الجزائر عام 1954 ، وثورة 14 يوليو / تموز 1958 في العراق..وهي ثورات في أقطار عربية مركزية مؤثرة فيما حولها، وكان بإمكانها تغير الحياة العربية والواقع والمستقبل العربي، بصورة مغايرة لما هي عليه اليوم من ضياع، لولا التآمر الاستعماري والخلافات الداخلية وتنافس الزعماء والسياسيين فيما بينهم!
ولقد كانت الأهداف المركزية لتلك الثورات الثلاث موجهة بصورة مباشرة، إلى إحداث تغيرات عميقة في بنية الدولة والمجتمع السياسية والاقتصادية وفي توجهاتها العامة..وفي محاولة إحداث نهضة شاملة للبلاد تكون في خدمة الفقراء وإنصافهم أولاً، ورفع مستواهم الثقافي والاجتماعي والمعاشي ومشاركتهم في الحياة الاجتماعية والسياسية..وكذلك إشاعة العدل والمساواة وحكم القانون والدستور بين جميع مواطني البلاد.. وقد سُنت لهذا الغرض قوانين وإجراءات كثيرة في هذه البلدان العربية الثلاث .. لكن الغريب والملفت للنظر بقوة، أن قادة هذه الثورات قد قضوا جميعهم بصورة غير طبيعية ومشبوهة!!
وسنحاول هنا أن نقيّم تلك الثورات العربية وننصفها، وننصف قادتها بما يستحقون بحياد تام نحاوله، وبعيداً عن عقد الماضي وخلفياته الإيديولوجية.. أولئك القادة الكبار الذين مروا في حياة العرب كحلم جميل وآمال كبيرة تحقق بعضها، وأغلبها تبخر بفعل فاعل.. وبفعل جناة محليين وإقليميين ودوليين!!
ففي الجزائر مثلا: رغم أن الذي حدث في الجزائر لم يكن انقلاباً عسكرياً، بل كان ثورة شعبية مسلحة دفع فيها الشعب الجزائري أكثر من مليون ونصف المليون شهيد على مذبح الحرية..إلا أن الثوار قد تحولوا إلى جيش نظامي بعد الاستقلال، وقام هذا الجيش فيما بعد بانقلاب عسكري على القائد التاريخي للثورة الجزائرية (أحمد بن بيلا) والذي قام به هو قائد تاريخي آخر للثورة في جانبها العسكري هو: (هواري بو مدين) .
ولقد اتخذت حكومة الثورة الجزائرية عدة إجراءات وسنت قوانين عديدة، ذات طبيعة اشتراكية في عهد الرئيس أحمد بن بيلا، تعززت وأصبحت أكثر عمقاً في عهد الرئيس هواري بو مدين..وكانت في عهده تجربة غنية تمثلت بجملة تأميمات للمصالح الأجنبية وإعادة أرض وثروة الجزائريين من قبضة المستوطنين الأوربيين، وكذلك بقوانين للإصلاح الزراعي والتعاونيات والتعريب والتصنيع الثقيل وما عرف بتجربة (التسير الذاتي).....إلى آخره من منجزات كثيرة .
كما وأن شخص (هواري بو مدين) قد عرف كثائر ومناضل عنيد في القضايا الوطنية والعربية، ومناصراً كبيراً للقضية الفلسطينية بالذات، ولقضايا الشعوب المستعمرة وقضايا التحرر الوطني، وقضايا العالم الثالث بصورة عامة!
والمؤسف أن (بو مدين) قد مات ميتة غامضة وبمرض غريب تبين فيما بعد أنه سم قاتل.. والمفاجئة ليست بموت هواري بو مدين بهذا السم الغريب..إنما المفاجئة الكبرى كانت فيمن سممه؟؟.. وأين سممه!!
لقد بقي موت بو مدين سراً دفيناً وغامضاً، ولا زال يلفه الغموض.. وقد أزال بعض الغموض عنه وزير شؤون رئاسة الجمهورية الأسبق ووزير الخارجية العراقي [ومدير مكتب صدام] السابق السياسي العراقي المعروف (حامد علوان الجبوري) في برنامج " شاهد على العصر" الشهير من على فضائية الجزيرة، والذي بثت حلقاته من 2008-4-28 إلى 2008-7-7 .. ففي حلقة 2008-6-23 قال الجبوري: إن بو مدين كان في بغداد عام 1979 وسافر منها إلى دمشق، وهناك بدت عليه أعراض المرض.. وهذا المرض الغريب ـ كما وصفه مسؤول جزائري كبير للجبوري ـ هو: [تساقط الشعر والهزال الشديد وتكسر وتفتت العظام..وقد تحول بو مدين في النهاية إلى (شبح) ليس له معالم ولا يكسوه لحم أو شعر]..وبقول الجبوري أيضاً: أن اثنين من الضباط من معارفه أو أقاربه أحدهم أسمه (عبد الكريم الجبوري) قد تعرضا لنفس المرض، وقد نقلا سراً عن طريق الشمال إلى سورية، وشخص مرضهما هناك بأنهما قد أعطيا (سماً قاتلاً).. ويضيف الجبوري بأنه قد حضر اجتماعاً بصفته وزيراً للخارجية [لمبعوث القيادة الجزائرية إلى صدام] وأن المبعوث الجزائري قد قدم لصدام ملفاً كبيراً جداً يتعلق بمرض بو مدين.. وعندما فتح صدام الملف وقرأ العنوان وقلب بعض صفحاته أغلقه بسرعة ولم ينطق بكلمة واحدة، ثم أنهى المقابلة فوراً.. ويضيف أيضاً أن وزير الخارجية الجزائرية الأسبق (الأخضر الإبراهيمي) ذكر له أن الرئيس الجزائري (الشاذلي بن جديد) قد أصدر تعليمات مشددة جداً إلى المسؤوليين الجزائريين ووسائل الإعلام بعدم ذكر أي شيء عن مرض بو مدين ولا عن سببه.. وهكذا أسدل الستار على قضية بو مدين، وذهب الراحل الكبير بصمت، وهو في قمة نضجه وشبابه!!
والسؤال المحير هنا هو: إذا كان صدام هو الذي (سمم بو مدين حقاً).. فلماذا ولأي سبب؟.. هل كان هذا خدمة لقوى أجنبية؟..أم أنه خدمة لنفسه، بإزاحتة لقائد كبير تتوفر فيه كل صفات القائد التاريخي؟؟.. ليخلف هو ـ أي صدام ـ عبد الناصر ويلعب دور زعيم الأمة العربية.. هذا الدور الذي كان يتحرق إليه شوقاً!
***
الثورة العربية الثانية التي كانت مؤهلة لأن تلعب دوراً إيجابياً كبيراً في الحياة والمستقبل العربي، هي ثورة 14 تموز / يوليو 1958 في العراق، والتي كانت ثورة تحررية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. فقد أسقطت هذه الثورة حلف بغداد، وأفشلت غزو إقليم الجمهورية العربية المتحدة الشمالي(سورية) وأخرجت العراق من الارتباط بالجنيه الإسترليني وأنهت النفوذ البريطانية فيه، وصفّت الطبقة السياسية الفاسدة وأنهت هيمنة الإقطاع على الحياة السياسية والاجتماعية في العراق.. كما وأنها صفت الإقطاع في العراق ووزعت الأرض على الفلاحين، وشرعت قوانين الإصلاح الزراعي وقانون للعمل والنقابات العمالية والمهنية وقانون النفط (رقم (80.......إلخ..وكذلك قامت بإنشاء المعامل والمصانع وبعض الصناعات الثقيلة والمتوسطة في أغلب مدن العراق!!
والأهم أنها قامت بإنصاف الفقراء وتحسين أحوالهم المعيشية، ووزعت الدور والأراضي عليهم، واعدادها لتكون مدناً عصرية: كمدن الإسكان والشعلة والثورة في بغداد، والتي تعتبر اليوم من أكبر أحياء بغداد على الإطلاق..وكذلك بنائها لدور وتوزيعيها لأراضي مماثلة في جميع المدن والمحافظات العراقية الأخرى، وغير هذا كثير يعجز اللسان عن عده وتعداده.. رغم أن قائد الثورة لم يقضي في الحكم سوى أربع سنوات ونصف السنة!!
وكان قائد الثورة [الزعيم الركن عبد الكريم قاسم] ـ ورغم خلافنا الإيديولوجي معه ـ كان بحق، أنزه وأنضف وأشرف حاكم عرفه العراق في كل تاريخه الحديث.. فقد كان يعيش حياة زهد وتقشف، ويوصل الليل بالنهار لتحسين حياة الفقراء ورفع مستواهم المعيشي، ومتفقداً دائماً لأحيائهم ومساكنهم ومتواصلاً معهم بشكل يومي بطرق مختلفة.. ولهذا أحبه فقراء العراق وتعلقوا به، وأحلوه أرفع مكان في قلوبهم وجعلوا من اسم رتبته العسكرية (زعيم = تسمى عميد اليوم) كنية له، وأطلقوا أسمه (كريم أو عبد الكريم) على أسماء أبنائهم.. ولا زالوا يمجدونه لحد الآن ويحنون لأيامه.. وقد عاش الزعيم فقيراً ومعدماً ومات مقتولاً ومعدماً أيضاً، وهو لا يزال شاباً في 49من عمره.. فذهب إلى ربه وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئاً.. حتى أنه لم يتزوج!!
وكما قضي بو مدين حياته مسموماً ـ على يد صدام كما تؤكد أكثر الوقائع ـ كاد عبد الكريم قاسم أن يقضي حياته على يد صدام نفسه بصورة مشابه، لكن بطريقة أعنف.. وذلك عندما استهدَف موكبه عام 1959 في شارع الرشيد بـ " عملية إرهابية " محاولاً اغتياله، لكن رصاصات صدام أخطأت قلب الزعيم واستقرت في كتفه..لكن المؤسف أيضاً أنه في النهاية قتل على يد رفاق صدام (البعثيين) أنفسهم . فقد تم إعدامه بصورة فورية وبدون محاكمة، بعد استيلاء البعثيين على الحكم بانقلاب 8 شباط/ فبراير 1963.. ذلك الانقلاب الدموي الذي اعترف فيه [علي صالح السعدي أمين سر قطر العراق] أنذك لحزب البعث العراقي قائلاً وعلى رؤوس الأشهاد: ((لقد جئنا بعربة أمريكية))!! .. وكانت C.I.A عبر إذاعة " العراق الحر" ـ وباعتراف بعض البعثيين ـ تعطيهم (إحداثيات) لتتبع الشيوعيين والوطنيين العراقيين لاعتقالهم، ثم قتلهم شر قتلة وبصورة متناهية الوحشية.. ولقد ارتكب البعثيون في حينها أكبر مجزرة بشرية عرفها تاريخ العراق الحديث، ولا يمكن أن تقارن بها، إلا مجازر القاعدة وداعش الحالية!!
لقد قامت ثورة العراق هذه، في عصر تفجر النهج التحرري عالمياً وعربياً، وصعود نجم القومية العربية وقيام وحدة مصر وسورية، والانفجار الجماهيري الأسطوري الكاسح الذي رافقها.. ولو أن ثورة العراق قد التقت مع ثورة مصر والجمهورية العربية المتحدة، في شكل من أشكال الوحدة أو التوحد أو الاتحاد معهما، لتغير وجه التاريخ في هذه المنطقة من العالم وربما في العالم أجمع.. لكن الضعف البشري والخلافات وتنافس الزعماء على الزعامة، قد أدى إلى كل ما نعيشه اليوم من دمار.
***
أما ثورة مصر، فقد كانت هي الثورة الأم لكل الثورات العربية التالية لها.. وكان مصير قائدها الزعيم عبد الناصر أيضاً، لا يختلف ـ إلا بالشكل ـ عن مصير عبد الكريم قاسم وهواري بومدين، وقبلهما مصدق وسوكارنو ونكروما ولومبا وسلفادور اللندي من بعدهما، والكثير الكثير غير هئولاء من القادة الوطنين الكبار!
وكانت ثورة مصر وقائدها ـ حتى وإن اختلفت زوايا الرؤيا والإيديولوجيات حول دورهما ـ كانت ولا زالت أكبر تجربة عربية في العصر الحديث.. فمصر عبد الناصر لم تكن ثورة ونظاماً وطنياً فقط أو تجربة تحررية رائدة فقط، إنما هي قد تحولت إلى معين نضالي لا ينضب وعاصمة لكل حركات التحرر الوطني في العالم..وقد قدمت القاهرة لهذه الحركات كل أشكال الدعم والعون والمساعدة مادياً ومعنوياً، وحتى عسكرياً في بعض الأحيان .
وقد أدت روح ثورة مصر النضالية الوثابة هذه ومساعداتها السخية لحركات التحرر الوطني، إلى تخلخل أسس النظام الاستعماري العالمي القديم، وتحرر معظم الدول المستعمرة وخاصة في أفريقيا السوداء.. مما عجل وأدى بالنتيجة إلى تصفية الاستعمار القديم تماماً، بعد معركة السويس المجيدة عام.. 1956 فبدأ بعدها ما يعرف بالاستعمار الجديد الذي مثلته ولا زالت الولايات الأمريكية المتحدة، والذي يعتمد الغزو الاقتصاد والثقافي بدلاً من الغزو العسكري المباشر.. وإن تحولت الآن إلى الغزو العسكري المباشر والصريح!!
ولأن عبد الناصر ونظامه الوطني قد مثلا كل هذه المعاني الرائدة، ولعبا هذا الدور التحرري المحوري الخطير في العالم، مضافاً إليها كسره لاحتكار السلاح وانفتاحه على الكتلة الاشتراكية، وإفشاله لكل مشاريع الأحلاف العسكرية الأمريكية في المنطقة العربية، فإن حسابه قد ثقل كثيراً عند القوى الاستعمارية، وأصبحت له في أجندتها حسابات غير حساباتها التقليدية المعروفة .
ففي البداية حاولت هذه القوى الاستعمارية احتواء عبد الناصر وثورته لكنهم فشلوا، وحاولوا إغوائه وإغرائه ففشلوا أيضاً، ثم مارسوا عليه ضغوطاً سياسية واقتصادية مختلفة، بلغت ذروتها في سحب تمويل السد العالي..فرد عبد الناصر بتأميم قناة السويس، في خطوة أربكت كل حساباتهم الاستعمارية.. فشنوا عليه عدواناً ثلاثياً عام 1956 اشتركت فيه أعظم دولتين استعماريتين في ذلك التاريخ ـ فرنسا وبريطانيا ـ وثالثهم (كلبهم) الصهيوني .
لكن هذا العدوان فشل أيضاً، وتحول إلى نصر سياسي كبير لعبد الناصر، رفعه إلى أعلى قمة يمكن أن يصلها قائد من العالم الثالث.. ولهذا جرت محاولات بريطانية وأمريكية وصهيونية لا تعد ولا تحصى لتصفيته والتخلص من تأثيره، بدءاّ بحادث المنشية الذي دبره الأخوان المسلمون عام 1954 وإنتهاءً بالسم الذي مات ـ على رأي البعض ـ فيه عبد الناصر !!
فقد شُنت على عبد الناصر حرب شعواء لا هوادة ولا هدنة فيها، ليس لأن عبد الناصر كان شيوعياً أو يحتمل أن يخضع للشيوعية ولا حتى لدوره التحرري الرائد في العالم..بل للخوف من أن ينجح في توحيد العرب كما يقول (روبرت دريفوس):
 وكان ((سبب القلق فعلاً للعاصمة البريطانية لندن وواشنطن هو فكرة أن يستطيع ناصر توحيد مصر والسعودية وبالتالي إقامة قوة عربية كبرى)) (12)
ولهذا السبب بلغ الهلع بالأمريكان والبريطانيين والصهاينة من هذه الفكرة حداً، جعلهم يتشاركون في مؤامرات كثيرة لاغتياله، مع العمل كل منهم بفرده لتصفيته!!
ولقد بلغ الجنون من عبد الناصر برئيس الوزراء البريطاني السابق (أنتوني إيدن) حداً، جعله يطلب اختراع آلة خاصة لقتله أو تسميمه بشكولاتة القهوة ومحاولة إغراء طبيبه بقتله بواسطة الدواء....إلخ.. وقد رد إيدن بهستريا على مقترح عرض عليه بعزل أو تحيد عبد الناصر:
 ((ما هذا الهراء عن عزل ناصر أو تحيده كما تقولون . أريد تدميره تماماً ألا تفهمون . أريده قتيلاً ، ولا يهمني إذا حدثت فوضى في مصر)) (13)
ولهذا جندت بريطانيا أخلص حلفائها الأخوان المسلمين، ودالتها القديمة عليهم لهذا الغرض..فالتقى جنون الطرفين من عبد الناصر وحقدهم عليه في محاولات لا تنقطع لتصفيته وتدميره !!
 وقد ((استخدمت بريطانيا نجيب للاتصال في الإخوان المسلمين باعتباره حليفها الأول))(14).. ومحمد نجيب يقول عن نفسه بأنه من الأخوان وله صلات بالمرشد العام الهضيبي!
وفي الجانب الأمريكي تبنت الخارجية والمخابرات الأمريكية بقيادة الأخوين [جون وفو ستر دالاس] فكرة استغلال الأخوان المسلمين أيضاً ضد عبد الناصر . ويكشف ضابط المخابرات الأمريكية (روبرت بيير) في كتابة ((النوم مع الشيطان)) تفاصيل مؤامرة لتصفية عبد الناصر ونظامه يقوم بها ثلاثة أطراف: تخطيط أمريكي..تمويل سعودي..والتنفيذ للإخوان المسلمون.. ومن جهة أخرى يكشف (برنارد لويس) ـ وكان ضابط مخابرات سابق ـ ثم أصبح مستشرقاً ومنظراً للمحافظين الجدد عن مؤامرة كبيرة يقوم بها الأخوان المسلمون، بالاشتراك مع جماعة دينية إيرانية ((فدائيان إسلام)) والمخابرات البريطانية للانقلاب على عبد الناصر ..وقد وصل القاهرة فعلاً رجل دين إيراني كبير لهذا الغرض!
[يـــــــتــــبــــــــــــــع] [email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ(1) التوراة / سفر الجامعة / الإصحاح الثالث بتصرف .
(14.13.12) روبرت دريفوس: عن كتابه " لعبة الشيطان ".. المكرس لـ " دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي"



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف الناصر - ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العالم بالاسلامويين! !) (4-4)