أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خلف الناصر - الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) محاولة إسقاط أمة!!















المزيد.....

الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) محاولة إسقاط أمة!!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5350 - 2016 / 11 / 23 - 22:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تمهيد:
منذ انفجار بركان الثورات العربية – التي سرقها الإسلام السياسي - أو ما سماه الأمريكيون بــ " الربيع العربي" ، برزت على الساحات والمجتمعات العربية جميعها، عدة ظواهر ومظاهر سلبية مترابطة مع بعضها، ومتساوقة ومتماهية مع بعضها بشكل ممنهج تقريباً..وكانت كل ظاهرة منها وكأنها مقدمة للأخرى ومؤدية إليها بصورة حتمية!!
وأهم هذه الظواهر على الإطلاق كانت تتمثل بالإسلام السياسي بشقيه: المسالم والعنيف، والذي هيمن سياسياً واجتماعياً على جميع الساحات والمجتمعات العربية فأنتج: (1) هذا العنف والتدمير والقتل والذبح الجماعي العشوائي كظاهر ثانية مرادفة له، أين ما حل وأين ما أرتحل!! (2) وأنتج أيضاً ظاهرة ثالثة مرافقة لهاتين الظاهرتين ومنسجمة مع أهدافهما التدميرية..لكن لم يلتفت لها أحد ويربطها بتلك الظاهرتين ربطاً مباشراً، ويعطيها الأهمية ذاتها كظاهرة ثالثة أنتجها العقل الداعشي نفسه!!
والظاهرة الثالثة تعني: أن هذا العنف والتدمير والقتل الجماعي العشوائي (المادي المرئي)، رافقه على نفس المسار ولنفس الأهداف، عنف وتدمير وقتل قيمي جماعي (غير مرئي) يؤدي نفس الخدمات التدميرية، على مستويات فكرية وروحية وقيمية ومعنوية، لبلداننا ومجتمعاتنا وأمتنا العربية!!
ويمكن تسمية هذه الظاهرة الثالثة (بداعشية شعوبية) معادية للعرب والعروبة وللإسلام الحقيقي، وكانت سابقة ومرافقة ولاحقة لهذه الداعشية الدموية (المرئية)..وقد هيمنت هاتان الداعشيتان (المرئية و اللامرئية) ـ الدينية والمدنية ـ على جميع الساحات العربية والعالمية، وانتشرت "كالنار في الهشيم" على جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة!!
فداعــــش التي نقصدها هنا هي فكرة (ونمط عقلي منتج لفكر متطرف) لم يكن محصوراً (بداعش التنظيم) وحده..إنما هو موجود فينا جميعاً بدرجات مختلفة، وشائع بيننا كأطراف سياسية وفكرية وإيديولوجية، وكقطاعات اجتماعية مختلفة، تحمل جميعها مواصفات هذا (العقل الداعشي) نفسه.. وتتمثل برفض الآخر المخالف لها فكرياً وسياسياً وإيديولوجياً وعنصرياً، وتعمل دائماً على: تكفير أو تخوين أو تسفيه المخالف فكرياً، وتحاول إسقاطه سياسياً وتصفيته جسدياً وحتى بايلوجياً إن أمكن!!
وهذا (العقل الداعشي) الذي أنتج (داعش التنظيم) يتغلل بين أوساط عربية وإسلامية كثيرة، بما فيها أغلب القوى السياسية والاجتماعية والفكرية العربية والإسلامية، وحتى بعض الشرقية.. وقد قام هذا (العقل الداعشي) بشقيه: الديني والمدني ـ إن صحت هذه التسمية ـ ومنذ غزو العراق إلى اليوم ـ وحتى قبله ـ بحملة واسعة ومستمرة دون توقف، استهدفت العرب والأمة العربية كجنس بشري وجماعة إنسانية، وكقيم قومية وتقاليد اجتماعية ومعتقدات دينية، تعيش على هذه الكوكب!!
فقد تناولت هذه الحملة اللا أخلاقية بهجومها الشرس العرب وكل ما يخصهم، بدءاً من قيمهم الروحية ومروراً بتقاليدهم الاجتماعية وأنماطهم الفكرية ومعتقداتهم الدينية وسلوكياتهم الإنسانية ومساهماتهم الحضارية، وصولاً إلى إنكار أنهم أبناء أمة واحدة وقومية واحدة..وجردتهم ـ كما فعلت أختها الشعوبية القديمة ـ من كل فضيلة بشرية وقيمة إنسانية، حتى بدا العرب من خلالها وكأنهم مخلوقات غير آدمية!!.
وقد ساهمت في هذه الحملة اللا إنسانية الواسعة ـ ولا زالت تساهم ـ عدة أطراف دولية: أمريكية غربية صهيونية!! ، وإقليمية: سعودية إيرانية تركية!! ، ومحلية: من أقصى اليمين الديني الدموي الفاشي، إلى أقصى اليسار الطفولي - الغير ناضج - وكذلك من قبل أقليات دينية أو عرقية..بعضها لأسباب مشروعة وبعضها لأسباب عنصرية بحتة!!
وقد شاركت في هذه الحملة ـ المنسقة دولياً وبعضها عشوائياً وبحسن نية ـ جهات إعلامية ثقيلة الوزن وواسعة الانتشار، مرتبطة أو ممثلة أو معبرة عن كل تلك الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية!!
وحتى "الحوار المتمدن" هذا (المنبر الحر الكبير) المفتوح للجميع ولحوار الأفكار وتلاقحها على سبيل المثال، قد استغلت صفحاته في هذه الحملة الشرسة.. ومن النادر أن تجد يوماً يمر، دون أن تنشر على صفحاته عدة مقالات بعناوين ومضامين مستفزة، تشتم العرب والعروبة والإسلام والقرآن ومحمد وووو.......إلخ دون أدنى اعتبار لكرامة العرب الآدمية ولمشاعرهم الإنسانية، أو لعقائدهم الدينية ومعتقداتهم الدنيوية!!
وهي مواقف غير علمية، كما أنها مواقف غير أخلاقية وغير إنسانية وغير حضارية وغير يسارية بالمرة، ومغرقة بأشد أنواع الرجعية والعنصرية، ومعادية لكل القيم الإنسانية.. لأنها تعيد إلى مسرح الحياة من جديد، تلك والرؤى الشوفينية والصراعات العنصرية المعادية للبشرية، والتي سادت خلال القرنين: التاسع عشر وحتى ما بعد منتصف القرن العشرين!!
وأنا شخصياً أعتقد بأن هذه الحملة الشرسة ضد العرب والعروبة والإسلام الحقيقي، هي جزء من حملة أوسع تشمل شعوب الأرض جميعها، تقوم بها الرأسمالية العالمية لتؤخر بها النهاية المحتومة للنظام الرأسمالي بمجمله من العالم كله، بعد أن بدت عليه علائم الشيخوخة والشقوق العميقة في جدرانه، والانهيارات المتتالية والتصدعات الكبيرة والأزمات البنيوية المستمرة، التي جعلت من نهايته أشبه بالحتمية التاريخية!!
إن إثارة موجات الكراهية والنعرات العنصرية والشوفينية بين الشعوب ـ وهذه الحملة على العرب والعروبة والإسلام جزء منها – وتسعير الخلافات الدينية والفتن الطائفية والحروب الأهلية والاضطرابات الاجتماعية والسياسية، هي محاولة لإلهاء الشعوب عن مصالحها الحقيقية، وإدخالها في متاهات وصراعات وهمية ـ داخلية وخارجية ـ لا نهاية لها، لتلهيها بها وتبعدها عن النضال الحقيقي، وهو التوحد في جبهة شعبية عالمية ضد الرأسمالية العالمية المتوحشة، لإسقاطها وتخليص الشعوب من شرورها.
وقد قالت "روزا لوكسبرغ " يوماً ((ليس الخيار بين الرأسمالية والاشتراكية..إنما هو خيار بين الاشتراكية والوحشية)). ونحن نعيد قولها نفسه بصيغة أخرى ونقول: ليس الخيار بين التطرف والغلو والكراهية أو بين التسامح والمحبة والأخوة الإنسانية..إنما الخيار هو بين الإنسانية والمدنية من جهة، وبين الرأسمالية البربرية التي أنتجت كل هذه الشرور العنصرية والشوفينية على الأرض!!
***
ونحن في مقالنا هذا وما سيستتبعه حتماً من مقلات متتالية حول هذا الموضوع نفسه، لا نريد أن نحجر على رأي أحد أو نحد من حرية الفكر والتعبير للجميع.. إنما نريد نحن أيضاً كغيرنا ـ ممارسة هذا الحق نفسه – وأن نبدي رأينا وندافع عما نؤمن به بطرق علمية، وليس بتهويمات نرجسية وانطباعات شخصية وطرق ديماغوجية!!
والأهم عندي أن نصحح بعضاً من تلك الأفكار والمقولات الخاطئة والخفيفة الوزن، التي طغت على الساحة السياسية والإعلامية العربية وربما العالمية أيضاً: عن العرب والعروبة والقومية العربية وعن قيمهم الأخلاقية والدينية، وبالاستناد إلى حقائق التاريخ والجغرافية والأنثروبولوجيا..وغيرها من العلوم الإنسانية الأخرى المتخصصة في هذا المجال!!
ونحن لسنا ضد نقد السلبيات الكثيرة في مجتمعاتنا العربية..فنحن أيضاً - ومقالاتنا المنشورة في هذا الباب كثيرة – تشهد لنا بأننا كنا دائماً ننقد وننتقد بقسوة، كل المظاهر والظواهر السلبية والأفكار الغيبية المتحجرة، والممارسات المتخلفة في مجتمعاتنا العربية.. لكن من باب الحرص عليها، ومن أجل تحديثها وعصرنتها، ومن أجل تقدمها السياسي والحقوقي والإنساني والقانوني والعلمي والتكنولوجي.....إلخ.. وواضح جداً أن هناك فرق كبير بين من تكون غايته في النقد والانتقاد هي هذه، وبين ذلك المصاب بعقدة نقص أو بمرض إيديولوجي أو أجير عند جهات معينة، ويستهدف بنقده تحقيق أهداف مرسومة بأيد خارجية..وهذا الأخير هو الذي نقصده أكثر من غيره في حديثنا هذا!!
وحقيقة أنا أعرف مقدماً، أن هذا الموضوع الذي نريد أن نطرحه ونناقشه هنا كبير جداً، وحساس ومعقد ومتشعب وطويل نسبياً، ولا يمكن اختصاره في مقال واحد..ولهذا سنتناوله بمقالات عديدة وكثيرة، متسلسلة أو متقطعة متقاربة أو متباعدة ـ حسب الظروف ـ لكن جميعاً يجمعها هذا الموضوع الواحد والمحدد هنا بوضوح!!
****
منذ البداية كنت أعتقد بأن النقطة التي سأبدأ منها لطرح هذا الموضوع الكبير والحساس والمتشعب، ستكون صعبة للغاية. لأنني لا أستطيع متابعة كل ما قيل وكتب في هذه الحملة المسعورة، على العرب والعروبة والإسلام والقومية العربية، في جميع الصحف والمواقع والمدونات الالكترونية التي لا تعد ولا تحصى لكثرتها..فقلت لنفسي سأكتفي بما قيل وكتب في هذا الشأن على صفحات " الحوار المتمدن " وحده.. فوجدت هذا صعب أيضاً، لكثرة ما قيل وكتب في ذم العرب وتحقير الإسلام على صفحاته يومياً تقريباً.. لكن الذي حل لي هذا الإشكال وهذه المعضلة هو الأستاذ (حسن خليل)* في مقال له على " الحوار المتمدن " نشر بتاريخ 2016-8-4 حمل عنوان " أسطورة القومية العربية " !!
فقد حوى هذا المقال جميع المواضيع (التقليدية النمطية) المتعارف عليها، والتي تثار دائما حول العرب والعروبة وحركة القومية العربية، منذ فجر بزوغها في منتصف القرن التاسع عشر إلى اليوم من جهات عديدة، يأتي في طليعتها جميعاً ما كتبه المستشرقون الغربيون.. أما الآخرون فيرددون مقولاتهم بصدق وأمانة يحسدون عليها!!
وأنا هنا لا أريد أن أناقش الأستاذ كاتب المقال في آرائه ومعتقداته، فهو حر فيما يؤمن ويعتقد به..إنما أنا مثله أوحاول أيضاً أن أدافع عما أؤمن به وأعتقد بصحته!ّ!
وقد كان الأستاذ الكاتب قد تكلم كثيراً عن الأساطير، وأعتبر (القومية العربية) واحدة من تلك الأساطير..فهو يقول:
o ((لأسباب مختلفة تطورت هذه الأسطورة ـ يقصد القومية العربية ـ و كبرت بما في ذلك التدخل الاستعماري الذي أنشاء جامعة الدول العربية))(1)
فأقول له بأمانة: ما أكثر الأساطير الفكرية والسياسية والدينية والإيديولوجية في حياتنا، غير تلك الأساطير التي حاول هو أن يختلقها في مقاله.. فإذا كان هو يعتقد مثلاً: بأن القومية العربية مجرد أسطورة، فأنا ومن باب درأ الحجة بحجة من جنسها ـ كما يقول الأقدمون - أعتقد أيضاً بأن (الفكرة الأممية) وبشقيها الديني والمدني هي أسطورة الأساطير: لأن الأولى ـ أي الفكرة القومية ـ تضم على الأقل مجموعات بشرية قائمة على مشتركات مادية واقعية كثيرة: كاللغة والتاريخ والقيم والتقاليد والثقافة والمصالح المشتركة والجغرافيا الواحدة......إلخ.. بينما الثانية ـ أي الفكرة الأممية ـ قائمة على مجرد أفكار وتصورات إيديولوجية ومصالح مشتركة - مفترضة وليست واقعية - ولا يجمعها مع بعضها جامع مادي حقيقي .
وأنا في الحقيقة لا أريد أن أدخل في جدل حول أفكار ومعتقدات يؤمن بها كثيرون غيري، وأنا شخصياً أكن لها ولكل الأفكار الأخرى المخالفة لآرائي جل الاحترام والتقدير..إنما أشير إليها هنا كحجة منطقية فقط، من نفس الحجة التي استخدمها السيد كاتب المقال.. لأنني في واقع الأمر وفي هذا المواضيع بالذات تحديداً، أؤمن بمسألتين مهمتين إيماناً قطعياً:
الأولى: إني أعتقد أن كل المؤمنين بعقائد سياسية أو إيديولوجية أو فكرية، ومعهم كل المشتغلين والمهتمين بالشأن الوطني أو القومي أو ألأممي العام ـ منظمين أو غير منظمين سياسياً ـ ومهما اختلفت إيديولوجياتهم وتناقضت عقائدهم، وسواءٌ كانوا وطنيين عراقيين أو قوميين عرب أو أمميين عالميين، شيوعيين كانوا أو إسلاميين، وحتى إن كانوا ليبراليين قدامى أو جدد.. فكل هئولاء أعتبرهم من أكثر الناس إحساساً بآلام البشر وحاجات الفقراء ومتطلبات الحياة الإنسانية.. ولهذه الأسباب، فإن كل منهم قد اختار [عقيدة أو إيديولوجيا] معينة أعتقد إنها الأصح، وأنها الأكثر قدرة على خدمة الناس وتحقيق مصالحهم وسعادتهم الدنيوية!!
وبناءً عليه: فإني أعتقد أن كل أصحاب العقائد والإيديولوجيات هئولاء ـ ومهما اختلفت وتناقضت إيديولوجياتهم ـ فهم يجمعهم هدف واحد هو: خدمة الناس أو الشعب أو المجتمع وإسعاده وتقدمه ورفاهه..وعلى هذا فهم شركاء ورفاق درب واحد، وإن جاؤوا إليه من طرق فكرية وإيديولوجية مختلفة..وما دامت حقيقة الجميع هكذا، فأني أعتقد بأن لا حاجة بأي منا لأن يعيب على الآخرين أفكارهم ومعتقداتهم وإديولوجياتهم، ومحاولة تسفيهها والحط من شأنها ومن شأنهم .
ومن زاوية أخرى، فإن جميع أفكارنا وعقائدنا وإيديولوجياتنا في حقيقتها، لا زالت في دور (التجريب) ولم تثبت صحة أي منها بعد على أرض الواقع، إلا ما يدعيه أصحابها لها من عصمة وصحة مطلقة تلغي الآخرين أحياناً، أو ما يضيفون عليها من (بهارات) فكرية وإيديولوجية لتسويقها!!
فالعقيدة الأصح من ـ وجهة نظري على الأقل ـ هي تلك التي تستطيع فعلاً أن تقيم الدولة المدنية الديمقراطية، وتحقق العدالة الاجتماعية والمساواة القانونية والحقوق الإنسانية، وإسعاد المواطنين وخدمتهم، وتحقيق النهضة الشاملة لبلدانهم ومجتمعاتهم وشعوبهم.. فهذه العقيدة ـ ومهما كان أسمها وتوجهها ـ هي الأصح وهي إيديولوجيا المستقبل شئنا أم أبينا.. وليس الصحيح ما أدعيه أنا أو تدعيه أنت لأفكارنا السياسية ومعتقداتنا الإيديولوجية!!
والثانية: ربما نكون نحن العراقيون من أكثر سكان الأرض تشبثاً بالماضي، وبالجوانب السلبية منه على الأخص..كما وإننا أيضاً نبتعد دائماً عن إيجابيات الماضي، وكأنها عورات وعيوب يجب إخفائها عن الأنظار والتخلص منها سريعاً!! .
وهذا جعلنا (جميعاً) كشعب ومجتمع، من أتباع (التفكير القطعي) ذي الاتجاه الواحد، الذي تخفى عليه الوجوه العديدة والكثيرة للشيء أو للحدث الواحد، بإيجابياتها وسلبياتها..ومن هنا تبدأ العقلية الداعشية عندنا!!
فنحن في قضايا الدين مثلاً: ومنذ خمسة عشر قرنا لا زلنا نتقاتل على أمور أصبحت خارج إرادتنا، وليس لنا قدرة على تصحيحها أو تغيرها أو تعديلها أو إلغائها.. ومع هذا نتقاتل ونتحارب ونخرب أوطاننا ومجتمعاتنا وبيوتنا، وندمر حياتنا بأيدينا.. لأجل عيونها الجميلة!!
ونحن في السياسة كما نحن في الدين: لا زلنا نتحارب ونتقاتل فكرياً وإيديولوجياً، بنفس العقلية التي نخوض بها حروبنا الدينية والطائفية، لكن بدون دماء هذه المرة، وإن تخللتها الدماء أحياناً.. مع أنها هي الأخرى أيضاً، قد أصبحت خارج إرادتنا، ولا سبيل لتصحيحها أو تغيرها أو تعديلها أو إلغائها!!
فالكثيرون منا لا زالت تترسب في أعماقهم حقبة الاحتراب الإيديولوجي والسياسي في ستينيات القرن الماضي، ولا زلنا نرى لبعضهم على صفحات الجرائد وحتى صفحات "الحوار المتمدن" بالذات، كتابات معتقلة في ذلك الحيز الزمني الضيق.. يعيدون ويصقلون فيه ذلك الماضي ومآسيه الكثيرة ـ وبنفس طريقة الروزخونية والمعممين ـ ما حدث في العراق قبل أكثر من نصف قرن من الزمن..ويبدون فيها وكأنهم معتقلون في ذلك الحيز الزمني الضيق إلى الأبد، رغم أن البعثيين لم يظلموا جهة وحدها بعينها، إنما ظلموا العراقيين جميعهم.. سواءٌ كانوا شيوعيين أو قوميين أو أكراد أو عرب أو الناس العاديين!!
وأعتقد أن الأخ كاتب المقال ـ كالكثيرين منا ـ لا زال محبوساً في ذلك الحيز الزمني الضيق، وكتب مقاله بوحي منه، وبروحية ومواصفات ستينات القرن الماضي، وليس بمواصفات هذه الألفية الثالثة!!
بينما نحن جميعاً بحاجة إلى روحية وعقلية مشتركة جديدة، تجمع كل الحداثويين ـ قوميين وشيوعيين، واليساريين عموماً ـ على خطاب ومشروع وطني واحد جامع لكل قواهم المبعثرة..ولنُخرِجِ البعثيين من قائمة هذا الحساب الوطني!! .
بعد أن أكل الاسلامويون والمتخلفون كل الساحات في العراق وغير العراق من دنيا العرب والمسلمين!!
[email protected]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في مقال سابق لنا على " الحوار المتمدن " بعنوان [ قضية للمناقشة.. بحثاً عن مشتركات] نشر بتاريخ 2016-9-6 كنا قد وعدنا بالرد على مقال السيد (حسن خليل).. وها نحن نحاول أن نِفي بالوعد .
(1) النص من مقال " أسطورة القومية العربية " للسيد حسن خليل .



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((معركة هرمجدون)).. معركة وقعت في الماضي أم ستقع في المستقبل ...
- المرأة مقياس لتقدم وتخلف المجتمعات الإنسانية!!
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (2-2)
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (1-2)
- ثورات شعبية مؤجلة..وانقلابات عسكرية مستعجلة ؟؟
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (6) والأخير
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (5)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (4)
- مقاربة وطنية.. لإشكالات طائفية(عراقية) (3)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (2)
- مدافن لوزان.. وأوهام أردوغان!!
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (1)
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (2-2)
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (1-2)
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خلف الناصر - الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) محاولة إسقاط أمة!!