أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - -البرلمان العراقي- يشرعن المافيا قانونيا














المزيد.....

-البرلمان العراقي- يشرعن المافيا قانونيا


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقرّ "البرلمان العراقي" قبل أيّام بالأغلبية الطائفية قانون دمج الحشد الشعبي في الجيش العراقي بعد أخذ وردّ أنتهى أخيرا الى إقراره دون الإلتفات الى الأصوات النشاز المعارضة له على قول النائب عن ميليشيا بدر السيد حنين القدو، الذي تحدث بلغة (الأشقيائية) وبعيدا كل البعد عن العرف السياسي حينما أشار في تصريح له الى السومرية نيوز ان "تهديدات البعض بمقاطعة العملية السياسية في حال تمرير قانون الحشد الشعبي لا قيمة لها، ومن يريد المقاطعة ليفعل ما يشاء". كما أبدى القدو أسفه وعن حق الى إرتباط القوى ذات الأصوات النشاز بعواصم إقليمية حينما أشار الى (وجود بعض القيادات السياسية التي مازالت حتى اللحظة تستلم التعليمات من تركيا والسعودية وقطر"، مشيرا الى أنها "تعمل وفق اجندات تلك الدول لإضعاف العملية السياسية ونسفها بشكل كامل")، ومن حقنا هنا أن نبدي أسفنا وعن حق أيضا الى وجود بعض القيادات السياسية ومنها قيادات ميليشيا بدر وغيرها من الميليشيات التي لازالت حتّى اللحظة تستلم أوامرها من طهران، بل أنّ الغالبية العظمى من هذه الميليشيات وعلى رأسها ميليشيا بدر شُكّلَت عسكريا وآيدولوجيا في طهران، وعليه فإن زعماء العصابات السنية والشيعية كلاهما عملاء للعواصم الإقليمية النافذة بالشأن العراقي وهذه حقيقة يعرفها الشارع العراقي بشكل جيد، ولا يستطيع لا القدو ولا غير القدو حجب هذه الحقيقة بغربال الكذب.

لقد تشكل الحشد الشعبي بصيغته الحالية إثر فتوى الجهاد الكفائي التي أعلنها السيد السيستاني لمواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي، هذه الفتوى التي دفعت عشرات الآلاف من مقلّديه وغيرهم الى التطوع في تشكيلات شبه نظامية للدفاع عن المدن العراقية التي كانت تحت مرمى التهديد الجدّي لعصابات داعش، خصوصا بعد أنهيار الجيش الذي كان بعهدة المالكي وتسليمه ثلث مساحة البلاد الى هذا التنظيم الهمجي. لكن الحشد الشعبي بعد الفتوى كان بالحقيقة حشدان، أولهما هم أولئك المتطوعين المدفوعين بفتوى السيد السيستاني من الذين لم يكن يملك الكثير منهم حتّى مصاريف المواصلات من والى مدنهم وهم وقود الحرب الفعلية، وحشد ثان كان موجودا أصلا على شكل ميليشيات مسلّحة تم تأسيسها وتدريبها وتمويلها من طهران لتساهم في إرباك الوضع الداخلي لحين حصولها على غطاء قانوني لحماية مصالحها المتشعبة بالبلد من جهة، وللمشاركة في القتال الى جانب القوات المسلحة السورية وحزب الله اللبناني في سوريا أي بنادق للإيجار من جهة ثانية.

إن إقرار "البرلمان العراقي" لدمج الحشد الشعبي مع الجيش العراقي منح ليس المتطوعين بل تلك العصابات "الميليشيات" الصيغة القانونية للعمل كون الدستور يمنع تشكيل الميليشيا وفق الفقرة (ب) من المادة التاسعة التي تنص على : (يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة). هذه الصيغة القانونية والشرعية تعني هيمنة مافيات الميليشيات المسلحة على مساحات واسعة من الحياة السياسية والإقتصادية والعسكرية حال الإنتهاء من محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إذ ستطالب هذه العصابات بحصّتها خصوصا وأنها تعتبر نفسها العامل الحاسم في المعركة.

أنّ تجربة الحرس الثوري في إيران وهو الراعي الأساسي لهذه الميليشيات هي تجربة مريرة كلّفت إيران الكثير كون الحرس الثوري وبعد أنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وبدعم من ولي الفقيه تحول الى غول عسكري وسياسي وإقتصادي، فالحرس الثوري يمتلك قوات نظامية "كانت شبه نظامية" من مختلف الصنوف والتي لا تقل أن لم تكن تزيد قدرة تسلحية وتنظيمية عن الجيش الإيراني وهي حامية نظام ولي الفقية من أي تحرك للجيش أن فكر يوما بالتحرك ضد السلطة هناك، ولذا فأن ما يقوله العبادي من ان الحشد هو تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة ليس سوى نكتة. أمّا سياسيا فأن الحرس الثوري هو من يدير العملية السياسية من خلف الستار عكس الميليشيات عندنا والتي لها ممثلوها في السلطات الثلاث وبقوة وميليشيا بدر اليوم ، وغدا غيرها مثالا. أمّا العامل الأكثر أهمية كونه يشكل عصب الحياة عند الحرس الثوري هو العامل الإقتصادي، لذا نرى أن نسبة كبيرة قد تصل وفق معطيات غير رسمية الى ما يقارب الثمانين بالمئة من الاقتصاد الايراني هي تحت هيمنة الحرس الثوري، وهذه ما سيكون عليه الوضع بالعراق حال الانتهاء من محاربة داعش، فالعصابات المسلحة والتي أقّر (البرلمان العراقي) شرعيتها قانوناً ستتحكم بالإقتصاد والسوق العراقيين مناصفة مع الحرس الثوري ومؤسساته الإقتصادية والمالية.

ختاما أودّ القول أنّ طلب عملاء الرياض وانقرة والدوحة من عملاء طهران بتحديد نسب مئوية للمكون السنّي ضمن تشكيلات الحشد الشعبي والذي رفضته قيادات التحالف الشيعي هو طلب دستوري للأسف الشديد وفق المادة التاسعة،المادة (9):
اولاً :ـ أـ تتكون القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية من مكونات الشعب العراقي، بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييزٍ او اقصاء، وتخضع لقيادة السلطة المدنية، وتدافع عن العراق، ولا تكون اداةً لقمع الشعب العراقي، ولا تتدخل في الشؤون السياسية، ولا دور لها في تداول السلطة)، كون الحشد وفق القانون الاخير أصبح جزء من القوات المسلحة العراقية.

الى شعبنا الحالم بغد أفضل تحت حكم العصابات السنية والشيعية أقول "تالي الليل تسمع حس العياط".



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو كرتونه.. أبو الخضرة .. أبو الصمون
- دار .. داران .. ثلاثة نواب
- نه غزّه نه لبنان جانم فداي إيران
- إنني أهنيء المرجعية وعلى رأسها السيستاني
- السلطان العثماني المتعجرف يهين الوالي الصفوي
- الأمام الحسين -ع- وأنا
- أي حزب شيوعي نريد؟ على أبواب المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي ال ...
- حزب الدعوة وإغتيال سانت ليغو
- رسالة الى الإمام علي بن أبي طالب -ع-
- تصريحات الميليشيات أصدق أنباء من -العملية السياسية-
- الإسلاميون فاسدون وأشقيائية وقچغچية *
- ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان
- ايران تذلّ شعبنا وتهين وطننا
- الله أكبر
- هل سيفعلها السيستاني؟
- الى رائحة الشواء في كرّادة الشهداء
- القمامة أطهر من البرلمان العراقي
- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ ( ...
- عمّار الحكيم يهدد
- السيستاني يؤكد تصريحات سليماني حول التدخل العسكري الإيراني ب ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - -البرلمان العراقي- يشرعن المافيا قانونيا