أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تصريحات الميليشيات أصدق أنباء من -العملية السياسية-















المزيد.....

تصريحات الميليشيات أصدق أنباء من -العملية السياسية-


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 04:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضمن العديد من الفتاوى والتوصيات التي أفتت وأوصت بها مرجعية النجف الأشرف من تلك التي أثّرت وتؤثر وستؤثر على مستقبل البلد بشدّة وتقوده نحو المستنقع الإسلامي الطائفي، هي فتوى الجهاد الكفائي، وعلى الرغم من أن هذه الفتوى ليست الأخيرة الّا أنها الأشّد وقعا وضررا على مستقبل البلاد بعد أن منحت مجالا رحبا وواسعا للميليشيات المسلّحة للتدخل بالشأن السياسي ولعب دور "قانوني ودستوري" فيه اليوم وغدا.

كان على المرجعية إن كانت صادقة في حماية البلد أن تطالب رئيس الوزراء وهو"شيعي" والغالبية الشيعية بالبرلمان العراقي للضغط من أجل فتح أبواب التطوع أمام الشباب العراقي في الجيش للدفاع عن حياض الوطن، كون فتواها تلك "الجهاد الكفائي" ساهمت بدخول ميليشيات مسلّحة كانت موجودة أصلا ولم تحلّ نفسها وفقا للدستور في قوام الحشد الشعبي لتأخذ بهذه الفتوى الصفة الرسمية والقانونية.

هذه الميليشيات وبدعم إيراني مرسوم لها بدقّة وبمباركة المرجعية لها ستتحول لاحقا الى قوات من شقّين كما هي الحال في إيران، فالميليشيات السابقة كميليشيا بدر وجيش المهدي وغيرها وتلك التي تأسست بعد إندلاع الصراع في سوريا بدعم حكومي وإيراني، كميليشيا بدر والعصائب وميليشيا الخراساني وحزب الله والكتائب على مختلف تسمياتها والحركات على مختلف تسمياتها أيضا وعلى رأسها حركة النجباء المنشقة عن العصائب والتي هي منشقة أصلا عن جيش المهدي، ستتحول لاحقا الى ما يشبه الحرس الثوري الإيراني "باسداران"، أمّا المتطوعين في الحشد الشعبي إمتثالا لفتوى السيستاني فسيتحولون الى مؤسسة عسكرية شبه رسمية على غرار قوات التعبئة "البسيج".

إنّ الساذج سياسيا فقط هو من يحسن النية في حلّ هذه الميليشيات لنفسها بعد إستقرار البلد وعودة الأمن الى ربوعه، والساذج سياسيا هو الذي يحسن النية بفتوى المرجعية حول الجهاد الكفائي وعدم إرتباطها العضوي بأسلمة الدولة عن طريق الإرهاب الميليشياوي غدا. كون هذه الميليشيات ستستمر بالوجود حتى بعد هزيمة داعش الإرهابية لتتحول بعدها الى جزء هام من مؤسسات الدولة، وهذا ما صرّح به أمين عام حركة النجباء خلال مؤتمر صحفي عقده بطهران التي يزورها زيارة رسمية !!! حين أكّد أنّ الفصائل الشيعية المسلحة في العراق "ستحافظ على حياتها حتى بعد تحرير الموصل"!!.

إنّ أهداف الأحزاب الإسلامية الشيعية وأذرعها العسكرية لا تختلف بشيء عن أهداف الأحزاب الإسلامية السنية وأذرعها العسكرية، وللإثنين هدفان هما الدعوة للإسلام و إقامة حكم الله في الأرض ، مع الأخذ بنظر الإعتبار طريقة تطبيق هذين الهدفين على أرض الواقع. وعليه فأن الاحزاب الشيعية العراقية تعمل وهي التي تعلن ولاءها علنا لإيران ولحكم ولي الفقيه على أسلمة الدولة والمجتمع بمختلف السبل المتاحة وتسليم السلطة لنائب "الإمام المهدي" أي ولي الفقيه الإيراني، ومهما حاولت مرجعية النجف النأي بنفسها عن هذا المشروع الضار لها ماليا كونها في صراع مرجعي مع مرجعية قم، الا أنّ الهدف الأسمى وهو بناء دولة إسلامية خالصة يعتبر هدفا من الممكن أن تتنازل المرجعية بسببه عن إمتيازات إمبراطوريتها المالية.

أنّ تشبيه الساسة العراقيين الشيعة و زعماء الميليشيات الشيعية المسلّحة تجربة الحشد الشعبي بتجربة "الباسيج" و "الباسداران" الإيرانيتين بإستمرار لا يجب إغفالها كمجرد تشابه بين قوات عسكرية شبه نظامية، ولا كونها محاولة عراقية بحتة لإستنساخ التجربة الإيرانية، بل هي تهيئة الأرضية السياسية والنفسية للشعب العراقي على إعطاء دور لهذه الميليشيات كما هو دور "البسيج والباسداران" في إيران، فما هو الدور الحقيقي للبسيج والباسداران في إيران وما هي إمكانياتهما المالية والعسكرية والأمنية؟

إنّ تشكيل قيادة ميدانية وسياسية واحدة للميليشيات الشيعية بالعراق على غرار الحرس الثوري في إيران هو مسألة وقت لا غير، فالحرس الثوري كان في بداياته متعدد الولاءات السياسية ولكن ذو هدف واحد وهو القضاء على أعداء الثورة بالقوة وهذا ما ستقوم به الميليشيات الشيعية في وقت قادم ليس ببعيد، وما إعتقالها للناشطين المدنيين وتغييب البعض منهم من خلال صمت حكومي وشعبي الا بروفات سياسية وأمنية لذلك اليوم. وسيكون لهذه الميليشيات وعلى غرار "الباسداران" ومعها المتطوعين في الحشد "البسيج" دورا أمنيا وعسكريا كبيرا يفوق دور الجيش العراقي والأجهزة الأمنية ، كونها قوات نظامية ذات آيديولوجيا إسلامية شيعية تعتبر الولاء للمرجع وولي الفقيه والطائفة أكبر من الولاء للوطن المتعدد المذاهب والقوميات. ومن خلال إمكانياتها الأمنية والعسكرية التي ستتحلى بها ستكون على إستعداد تام لمواجهة الجيش النظامي، إذا ما فكر الجيش يوما ما بتحديد أو التضييق على حكم المؤسسة الدينية والأحزاب الدينية. إذ سيكون لهذه الميليشيات عند وحدتها ضمن مؤسسة "الحرس الثوري العراقي" قوات برية وجوية وبحرية كما في الجيش العراقي تضاهي بتسليحها الجيش إن لم تتفوق عليه.

سيكون لـ "الحرس الثوري العراقي – ميليشيات الحشد الشعبي" علاوة على قواتها المسلحة إمبراطورية مالية وإقتصادية بدأت منذ ما يسمى بعملية تحرير العراق بسرقتها للبترول وبيعه ، وإمتلاكها لنسب كبيرة من أسواق العقارات والإستيراد والتصدير والفندقة إضافة الى إمتلاكها لعصابات سرقات محال العملة والذهب وفرضها الأتاوات على الشركات المختلفة التي تعمل في السوق العراقية من خلال إستيفائها لنسب وحصص بسبب عدم حصول هذه الشركات على موافقات إصولية ورسمية الا من خلال دفعها لهذه الاتاوات. كما ستمتلك وهي تمتلك اليوم مؤسسات إعلامية ضخمة من صحافة و إذاعات وتلفزة وفضائيات تهيمن من خلالها على المزاج الشعبي العام وتوجيهه الى حيث مصالحها.

إنّ الميليشيات المنضوية تحت إسم الحشد الشعبي لا تعتبر حصان طروادة إيراني في العراق، فإيران ليست بحاجة الى حصان طروادة لتصول وتجول بالبلد، فكل الاحزاب الشيعية ومعها تشكيلات الحشد الشعبي التي تأسست بعد فتوى "الجهاد الكفائي" هي أحصنة إيرانية تعمل وفق سياسات مرسومة لها بدقّة في طهران. وإستقبال طهران لزعماء ميليشيات وسجناء سابقين بتهم الإرهاب إستقبالا رسميا ورعاية هذه الميليشيات وتدريبها وتسليحها وتمويلها وتسويقها إعلاميا، يسحب البساط من تحت أرجل كل من يحلم بدولة مدنية ونظام ديموقراطي في ظل أكبر كذبة تسمى "عملية سياسية"!!!.

إنّ عملية تحرير المدن العراقية من رجس عصابات داعش ستتزامن والإنتخابات القادمة في نيسان العام القادم والتي يعمل الإسلام السياسي على جعلها إنتخابات مجالس محافظات وبرلمانية مبكرة، لمنح هذه الميليشيات مساحة أكبر على المشهد السياسي من خلال حصدها لنتائج مشاركتها في الحرب على داعش على شكل مقاعد برلمانية. وهذا يعني أنّ الميليشيات التي تعلن من طهران عدم حلّ نفسها حتّى بعد تحرير العراق وهزيمة داعش كحركة النجباء وغيرها من الميليشيات ستكون ممثلة في البرلمان وجزء من السلطة التنفيذية حسب عدد مقاعدها في برلمان "الشعب".

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ ....."ابو تمام"

أنّ العراق يسير نحو مستقر له هو "حكم الميليشيات الدينية" ، واي حديث عن "عملية سياسية" سيكون من الأحلام الوردية .. فتصريحات رؤساء الميليشيات من طهران وغيرها من العواصم ، أصدق من تلك الأحلام ، إذ أنها الحد بينَ الجدِّ واللَّعبِ.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون فاسدون وأشقيائية وقچغچية *
- ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان
- ايران تذلّ شعبنا وتهين وطننا
- الله أكبر
- هل سيفعلها السيستاني؟
- الى رائحة الشواء في كرّادة الشهداء
- القمامة أطهر من البرلمان العراقي
- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ ( ...
- عمّار الحكيم يهدد
- السيستاني يؤكد تصريحات سليماني حول التدخل العسكري الإيراني ب ...
- إذا لم تستحي فكن دعويا
- أين هو الدم بالدم أيها الدعاة ويا عبيد المالكي
- سنشكوكم الى الله أيها القتلة واللصوص !!!!!
- المرجعية تدعو الفاشلين الى التفكير بمستقبل - شعبهم - !!
- هل العراق دولة كي تكون له هيبة؟
- صدگ ما تستحون
- العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟
- آلو .. yes .. چشم * .. أمرك يا طويل العمر
- ثوابت -المحرر- الامريكي ... المحاصصة ثم المحاصصة فالمحاصصة
- هذيان المالكي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تصريحات الميليشيات أصدق أنباء من -العملية السياسية-