أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟














المزيد.....

العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتحول بلد على مرّ التاريخ تقريبا الى سوق يتاجر فيه الفاسدين من تجار السياسة بكل شيء سوى العراق، ولن يرينا التاريخ على المدى القريب سوقا يبكي روادّه سارقيه وهم يحملون لهم مسروقاتهم كما شعب العراق. ولم يرينا التاريخ الا نزرا سوقا لا يوجد فيه من يحمل شهامة ورجولة ليقف بوجه اللّصوص ويصطف معه كل المسروقين والمنهوبين الا العراق. وسيقف التاريخ لأمد طويل متعجبا من رواد هذا السوق الذّين يتقاسمون فيه الذل والجوع بإنقسامهم في الوقوف الى جانب هذا اللص او ذاك، ولا شك أن التاريخ سيقص على أجيالنا القادمة قصّة "ألف حرامي وحرامي" بدلا من "ألف ليلة وليلة" أو لسنا نفس ذلك الشعب ونحمل ذات التراث؟ ولكن في القصّة القديمة كانت هناك "كهرمانة" وهي تصب الزيت على الحرامية بعد أن أشّرت على دورهم في "خضرائهم"، أمّا اليوم فإن "كهرمانة " جارية تباع وتشترى في سوق نخاسة اللصوص أو خليلة عندهم بخضرائهم في أحسن الحالات!

منذ الإحتلال لليوم حوّل اللصوص العراق الى بازار يباع فيه كل شيء، ففيه بعنا الوطنية لصالح الدين والقومية، وفيه بعنا الدين لصالح الطائفة، وفيه بعنا الطائفة لصالح الميليشيات ، لكي تحمي اللصوص ليعيدوا دورة السرقة والقتل من جديد . في هذا البازار الذي هو أشبه بـ "سوق الهرج" بعنا حتّى أعضاء أطفالنا الصغار وليرحل مع تلك الأعضاء فرحهم وطفولتهم البريئة الى الأبد. في هذا البازار بعنا تأريخنا الموغل بالقدم ففتحنا مواقعنا الأثرية لينهبها لصوص محترفون أو ليدمرّها لصوص وقتلة جئنا بهم نتيجة حمايتنا لهذا اللص مقابل لص آخر. في هذا البازار بعنا ثروات أجيالنا القادمة لصالح مجرمين وقتلة ولصوص ليس لشيء الا كونهم من طائفتنا، في هذا البازار بعنا ضمائرنا مقابل "بطانية" ليستمر اللصوص بسرقتنا. في هذا البازار "يقشمرنا" لص بصلاة وآخر بتقديمه لنا صحن من الطعام وثالث بـ "چكليته" !!

في هذا البازار دمّرنا مدارسنا وأنشأنا بدلا عنها آلاف المساجد التي لم تصّدر لنا الّا الجهل والتخلف والحقد والكراهية والموت، في هذا البازار تعلّمنا تقبيل يد السارق بكل ذل كونه "تاجر دين أو شيخ عشيرة". في هذا البازار بعنا أعراض نسائنا وفتياتنا في دور بغاء دينية بعد أن هدّهن الفقر والعوز، في هذا البازار وقفنا ببلادة ننتظر من اللصوص أن يعيدوا لنا شيئا ممّا سرقوه، يا لخيبتنا أيعيد اللص مالاً سرقه!؟ ومتى وقف اللص الى جانب المسروق، ولماذا سرقه أساساً ؟

لقد أنهك اللصوص أساسات البازار ولم تعد تتحمل أية عمليات ترميم، فالأرضة نخرت فيه كل شيء من الآجر الى الأرض الى المياه بل وحتّى السماء، وعندما لا تتحمل الأساسات عمليات الترميم لا يبقى لأعادة البازار الى حالته الأولى قبل أن يغزوه اللصوص الا الهدم والعمل على بناء بازار جديد ذو أساسات قوية قادرة على تحمل البنيان الجديد.

إنّ أي عملية إصلاح لهذا البازار بوجود اللصوص فيه هو ضرب من الخيال، ولنتساءل بعيدا عن الطائفة والقومية وتأثير لصوص الله ومعهم تلك المؤسسة المتخلفة التي أسمها العشائر، إن كان هناك مسؤول في هذا البازار لم يسرق أو يقتل أو يغتصب؟ إن البازار لا يحتاج الى إصلاح بل إعادة بناء جديدة على أنقاض ما هدّمه اللصوص، وإن كان الإصلاح أمرا لا مناص منه فلا يجب أن يأتي من زمرة اللصوص هؤلاء ، لان "الإصلاح" في هذه الحالة يجب أن يوافق عليه جميع اللصوص ضمن حزمة واحدة لا تخرج بعيدا عن مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية، إن الإصلاح الذي يريده اللصوص لرواد هذا البازار هو في أعادة ترتيب اللصوص ضمن نفس القائمة التي هيمنت وتهيمن على حكم البازار. إن تجار الله ومعهم تجار القومية والبعث وأيتامه باعوا كل شيء في هذا البازار ، فمتى يبيعون البازار نفسه؟

علموني الكفر بكل شيء - "خليل الكافر" - من قطعة قصصية لجبران خليل جبران



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلو .. yes .. چشم * .. أمرك يا طويل العمر
- ثوابت -المحرر- الامريكي ... المحاصصة ثم المحاصصة فالمحاصصة
- هذيان المالكي
- أمنيتان
- من يراهنني؟
- خبز .. حرية .. دولة مدنية
- لا إصلاح الّا بقبر المحاصصة
- تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي
- حتّى أنت يا -نجامينا- !!
- آلا الطالباني توجه قارب الإصلاح نحو مستنقع البرلمان
- 8 شباط 1963 – 2016 .. الجريمة مستمرة
- السيد السيستاني يقرّ بفشل تدخل المرجعية بالشأن السياسي
- الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق
- عذرا عَلّي لقتلك ثانية
- دراسة التمايز بين الاسلام كمعتقد والإسلام السياسي واحتكار ال ...
- متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟
- إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه


المزيد.....




- ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
- لمنعهم من الهروب.. صور لتماسيح بقبعات إدارة الهجرة الأمريكية ...
- استغرقت واحدة منها 249 ساعة من العمل..إطلالات دوا ليبا في جو ...
- مصر.. وزير الخارجية يكشف عن -مصادر قلق بلاده- من الوضع في سو ...
- ترامب يكشف إن كان يتحدث مع الإيرانيين منذ مهاجمة منشآتهم الن ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة -السلام الشامل- في الشر ...
- تقرير عن -طلب- الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة با ...
- ترامب يواجه تآكلًا في دعم قاعدته الانتخابية بعد الضربات الجو ...
- يورو 2025 للسيدات في سويسرا ـ ترقب لصراع كبار أوروبا
- موجة ترحيل جماعي... أكثر من 230 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيرا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟