أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟















المزيد.....

متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك وجهة نظر تقول إن أي نقد موجّه لتصريحات المرجعيّة الدينية في النجف الأشرف لتدخلها بالشأن السياسي تعتبر كفرا حتّى لو كانت تلك التصريحات والأستنتاجات خاطئة أو تؤثّر سلبا على الواقع السياسي بالبلد. فهل على المتابع للشأن السياسي أخذ هذه الأتهامات على محمل الجد والأنزواء بعيدا عن شبح المرجعية الذي تجوّل ويتجوّل بالعراق محولّا البلد من خلال الأحزاب التي أوصلها للسلطة الى جحيم لايطاق خوفا من هذه الأصوات؟ دعونا أن نغير في هذه المقالة شروط الحوار مع المرجعية والمراد منّا أن لانقترب من حدودها لـ "قدسيتها" بأن نشكك في نواياها تجاه ما تقوله وتصرح به في الأعلام وما تخفيه في لقاءاتها عن طريق مكاتبها مع المتنفذين من أقطاب الإسلام السياسي ومن ثم نبحث عن النتائج التي تنفي أو تثبت شكوكنا، عوضا عن الطاعة العمياء التي يراد منّا إظهارها لها كي نكون كالبهيمة من خلال عدم قدرتنا على التمييز بين الحقيقة والباطل وبين الخطأ والصواب وبين الخير والشر والتي يقول فيهما الامام علي "ع " (ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة). ولا أظن أنّ المرجعية الدينية وهي تبحث عن كمال الأنسان حالها حال جميع المؤسسات الدينية في كل العالم كما تقول ويدّعون، ترضى أن يُوصف شعبنا بالبهيمة!؟

أين الحقّ في العراق وأين يقف؟ على ضفّة الطبقة الحاكمة وأحزابها وعصاباتها ومعهما الكثير الكثير من رجال الدين بعمائمهم وهي تسرق ما تشاء من ثروات البلد ليزداد جيش الفقراء والعاطلين والأيتام والأرامل، أم على ضفّة الجماهير وهي تعاني الفقر والعوز والمرض والبطالة وسوء الخدمات والموت اليومي؟ وعلى أية ضفّة يجب أن تكون المرجعية وهي ترث تراث الأمام علي "ع" الذي وهب نفسه للحق وليس العكس بأن ينتظر الحقّ ليأتي اليه، علي الذي قال لجميع من "نصحوه" بإن يبقي على الولاة المفسدين ليأمن خطرهم قائلا " إنّي لأعرف ما يصلحكم ، ولكن لاأصلحكم بفساد نفسي" وليخاطب نفسه بعدها قائلا " لا يؤنسنّك الا الحق ولا يوحشنّك الا الباطل"؟ هذا هو علي إمام الفقراء والأرامل الذي بأسمه وللأسف الشديد تسرقنا الأحزاب الطائفية ومن خلال موقف خجول للمرجعية التي جاءت بهم الى سدّة الحكم في خطبها.

على المرجعية أن توفي لنا الكيل نحن البسطاء من خلال نقدها الواضح والجريء للسلطة وجرائمها بحق شعبنا ووطننا كي تبعد نفسها عن الفساد الذي أتهمها بها نوري المالكي حينما هدّدها قائلا في آب العام الماضي بكشف ملفّات فساد كبيرة لثمانية أعوام أبّان تسنمه رئاسة الوزراء وأوضح " أنّ تلك الملفّات ستوقع برؤوس كبار بضمنهم وزراء ومسؤولون وأبناء مراجع". أمّا حديثها في خطبها الأسبوعية عن وجود فساد وضرورة الإصلاح فهذا كما يقول المثل البغدادي " ما يوكل خبز" لأن الأعمى والبصير ومن به صمم يدرك ويعيش حالات الفساد هذه يوميا ويدفع بسببها دماءه وأرواحه وقوته وقوت عياله.

عندما تكرر المرجعية الدينية في خطبها أمور الفساد وقلة الخدمات مطالبة بأيجاد حلول لها لتعود بعد فترة لتتناول نفس الامور مطالبة من جديد بأيجاد حلول لها، من خلال تهديدها مرّة بأنّ صبرها بدء ينفذ ولتعرب في أخرى عن أسفها لأستمرار نفس الحالة معتمدة على ضعف الذاكرة الجمعية على ما يبدو يعتبر ضحكا على الذقون لحدود، ومن حقّنا في هذه الحالة أن نشك بما تقوله وأن ننتقد ما يبدر عنها والشك هنا طريق لمعرفة الحقيقة والنقد وسيلة للبناء، ولا أظن أن المرجعية الدينية تضع نفسها فوق النقد والا لأتهمت بالجمود الفكري كون النقد هو الطريق الأصوب للأصلاح.

في نهاية شهر تموز من العام الماضي وبعد أيّام فقط على بدء التظاهرات الجماهيرية التي طالبت ولاتزال بالإصلاح كان واضحا كما صرّح حينها النائب "حبيب الطرفي" عن كتلة "المواطن" إن المرجعية رفعت نبرة خطابها من الإرشاد والتوجيه الى التوبيخ والتأنيب " وهذا يمثل جرس إنذار للسلطة وفق تصريحه، لينهي تصريحه قائلا من أن الشيخ الكربلائي حذّر الحكومة نتيجة سوء الخدمات قائلا "أن للصبر حدود"!!!. وبعد ما يقارب الخمسة أشهر على تلك الخطبة أبدى الشيخ الكربلائي هذه المرّة أسف المرجعية " لانقضاء العام الماضي دون اتخاذ السلطات الثلاثة خطوات إصلاحية جادة وتحقيق العدالة الاجتماعية وملاحقة كبار المفسدين"، في تراجع واضح بنبرتها الذي بدأ بالأرشاد والتوجيه ليتطور الى توبيخ وتأنيب وليتراجع اليوم الى " أسف!!" من خلال تأكيده على أن "هذا أمر يدعو للأسف الشديد ولا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر !!!!".

"لا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر" متى تريد أن تزيد الكلام إذن يا معتمد المرجعية !!!؟ عندما ينتهي البلد بالكامل على يد الفاسدين والمقامرين والعصابات الميليشياوية والمافيوية التي باركتموها ؟ شعبنا في طريقه لمواجهة كوارث إقتصادية نتيجة فساد المؤسسة الحاكمة التي ضيّعت مئات مليارات الدولارات وأنهيار أسعار النفط وعسكرة المجتمع بعد فتوى "الجهاد الكفائي" ليعيد الاسلاميين شعار البعث القميء " كل شيء من أجل المعركة" ولينهبوا بإسم الحشد الشعبي ما لم يسرقوه سابقا. إنّ الكثير من مسؤولي "الدولة" يحذرون المواطنين من عدم أستطاعة الدولة الأيفاء بألتزاماتها ودفع رواتب الموظفين أو فتح باب التعيين هذا العام ولحين أنتعاش أسعار النفط، وبدلا من أن ينتقدوا أنفسهم ويكفّوا عن نهب المال العام ويبحثوا عن طرق حقيقية وغير مكلفة لأعادة العافية الى الأقتصاد العراقي كأستثمار الاموال التي نهبوها طيلة السنوات الماضية في مشاريع تنموية للخروج من الأقتصاد الريعي، نرى حراميا كزعيم حزب الدعوة الحاكم يطالب برهن العراق عند صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وأستدانة الدولة قروضا من داخل البلد! الا تدفعكم هذه التصريحات وكل الفساد والقتل وقلة الخدمات للأسراع في الكلام لوضع النقاط على الحروف وتعريف الناس باللصوص لرفع العتب وليس لأمر آخر كون الناس تعرف اللصوص بالأسماء والكنى.

من يملك المال ليقرض الدولة، هل هو المواطن البسيط العاطل عن العمل أم المتقاعد الذي يستلم راتبا بائسا كل ثلاثة أشهر أم خريجي الجامعات الذي يفترشون الأرصفة أم الأرامل وأولادهنّ أيها الدعاة ؟ إن الذي يملك الاموال في البلد هم النخبة السياسية الفاسدة التي أثرت على حساب أبناء شعبنا ومعها مقاولوا المشاريع الوهمية وأبناء المسؤولين والمرجعيات" على ذمّة المالكي" والوقفين الشيعي والسني والمؤسسات الدينية ومنها المرجعية فهل هؤلاء سيساهمون في أخراج العراق من أزمته التي دفعوه اليها دفعا!!؟.

يقول الامام علي "ع" من كتاب له الى زياد بن أبيه عامله على البصرة : وإني أقسم بالله صادقا ، لئن بلغني أنك خنت من فيءَ المسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا، لأشدّنّ عليك شدّة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر، ضئيل الأمر". فلماذا لا تحركّون الجماهير البائسة علنا من خلال خطبة الجمعة بالزحف على ماخور السلطة بمبغى الخضراء وحينها ستدع الجماهير الغاضبة هؤلاء الأفاقين قليلوا الوفر ثقيلوا الظهر ضئيلوا الأمر، أوَ لم يخونوا ويسرقوا ويقتلوا وينهبوا لليوم. وهل بقي من فيء العراقيين شيئا لم تسرقه الاحزاب الاسلامية القومية المتحاصصة؟

العراق أيتها المرجعية الدينية على مفرق طرق فأمّا أن تتحلي بالجرأة والشجاعة وتقفي الى جانب الوطن المسلوب والشعب المسبيّ وتزيدي الكلام في خطب الجمع القادمة لتؤشرّي بوضوح ودون مواربة على مسؤولي الفساد وهذا واجب ديني وأخلاقي ستحاسبين عليه أن لم تتحمليه، وإمّا أن تتركي الخوض بالشأن السياسي الذي بدأ بكتابة دستور مريض مزّق شعبنا لطائفيته المقيتة ولم تنهييه بمباركتك للأحزاب اللصوصية التي نهبت البلد وساهمت بدمار الوطن.

إتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتّى عن البقاع والبهائم " الامام علي" .



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!
- أيها الدعاة أيها المتحاصصون ... لقد بان معدنكم الردي
- هل ستدعو المرجعية الزوار بالتوجه للخضراء بعد الزيارة؟
- يد العبادي مغلولة إلى عنقه
- أيها الدعاة من سرق أموال العراق إذن ؟
- الحسين قيمة .. وليس قيمة*!
- تأريخ البارزانيين على المحك
- يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟