أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - يد العبادي مغلولة إلى عنقه














المزيد.....

يد العبادي مغلولة إلى عنقه


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادة ما يكون لأية حكومة برنامج عمل تعمل على تنفيذه خلال سنوات حكومتها، والحكومة الناجحة هي من تنفذ الجزء الأكبر من برنامجها وفق خطط مدروسة وتبعا لسعة ذلك البرنامج والأمكانيات المادّية والبشرية التي تعمل على تذليل الصعوبات التي تواجهها. ولو أخذنا جميع حكومات ما بعد الأحتلال كمثال لرأينا أنها كانت بلا برامج وإن طرحت برامج عمل فأنها غالبا لم تستطع تنفيذها أو لم ترد تنفيذها لأسباب متعلقة بصراعات الكتل المهيمنة والصراعات الحزبية داخل نفس الكتل وأستشراء الفساد في جميع " مؤسسات" الدولة. هذا الفساد الذي أبتلع خلال فترة وزارتي حزب الدعوة السابقتين بزعامة المالكي مبالغا فلكية تقدر بأكثر من سبعمائة مليار دولار، دون أن نلمس أية عملية بناء خلال ثمان سنوات، بل رأينا تراجعا مريعا في الخدمات والأمن ما نتج عنه بالنهاية ضياع ثلث مساحة البلد وسقوطها بيد عصابات داعش الإرهابية.

بعد "فوز" المالكي بالإنتخابات الأخيرة وبغض النظر عن الطريقة التي فاز بها فأنه ولأسباب مختلفة أهمها الصراعات الحزبية داخل التحالف الشيعي "الوطني" ووجود فيتو كوردي وسني أنتخب السيد حيدر العبادي رئيسا للوزراء خلفا له. وكما سلفه فإن العبادي لم يطرح برنامجا واضحا كون الخزينة خاوية والفساد ينخر "مؤسسات الدولة" وأصابع القائد الضرورة في كل مكان من تلك "المؤسسات" والإرهاب يفتك بالمواطنين والبلد ، ما دعاه "العبادي" وتحت ضغط الشارع وبعد تدخل المرجعية الدينية لاحقا الى رفع راية الإصلاح، كرأس حربة لمحاربة الفساد وإعادة ما بقي من هيبة للدولة التي حولها سلفه الى دولة ميليشيات ومافيات. فهل العبادي قادر على الإصلاح وما هي أدواته؟

إن كان العبادي يعوّل على الإصلاح من خلال قنوات البرلمان والقضاء فأنه كمن يحرث في الهواء كون هاتين المؤسستين هما أصل الفساد الذي ضيّع الثروة الوطنية. لذا فأن طريقه نحو الإصلاح إن كان جادا فيه يمر بطريق آخر غير طريق هاتين المؤسستين الفاسدتين، ولكن هذا الطريق بحاجة الى حلفاء قادرين على أسناده وهو يخوض معركة ليست بالسهلة أمام حيتان حزبه وكتلته وتحالفه وكذلك أمام الفاسدين من القوى السياسية التي تشكل حكومته، فهل توفر للعبادي أمثال هؤلاء الحلفاء؟

بعد أن بدأت تظاهرات شعبنا قبل أسابيع وبعد أن تدخلت المرجعية الدينية الى جانب هذه الجماهير وهي تتظاهر بشكل سلمي مطالبة بـ " خبز .. حرية .. دولة مدنية" ووقفت بكل ثقلها الى جانب العبادي وهو يرفع راية الإصلاح، توقع الكثير إستغلال العبادي هذه الظروف وتراجع حيتان ومجرمي الفساد مؤقتا أمام ضغط الجماهير للبدء بحملة إصلاحات واسعة تعطي له مصداقية وللجماهير أملا بالتغيير الحقيقي، ولكننا وبعد كل هذه الأسابيع نرى إن يد العبادي مغلولة الى عنقه فلا يستطيع أن يبسطها ليعمل بها إنما بقيت أسيرة حزبه ليكون ظلا باهتا للمالكي وسياسيا فاشلا فرّط بأفضل فرصة منحت لسياسي منذ الإحتلال لليوم.

إن العبادي الذي رفع راية الإصلاح بيد نراه يرفع الهراوة باليد الاخرى ليس لضرب الفاسدين بل لضرب أنصار الإصلاح الّذين يتظاهرون أسبوعيا وبشكل سلمي لتعزيز مواقعه هو وليس غيره لكي ينفذ "برنامجه الإصلاحي" الذي سمعنا جعجعته دون أن نرى طحينه. إن إعتقال المتظاهرين ونشطاء الحركات الاحتجاجية السلمية وضربهم وأستخدام أخس الممارسات الاخلاقية التي ورثها الدعاة من البعثيين الطغاة كما جرى اليوم أمام مجلس النواب وبعد حصولهم على الموافقات الاصولية ، تشير الى أن العبادي غير جاد بسياسة الإصلاحات وهو كغيره من أبناء حزبه والطاقم السياسي الفاسد المهيمن على السلطة منذ الاحتلال لليوم يعمل على اللعب على عامل الوقت لأمتصاص غضب الجماهير التي تتظاهر أسبوعيا.

إن من يريد الإصلاح أيها السيد العبادي لا يقمع ويعتقل حلفائه وظهيره السياسي بل ينزل معهم الى ساحات التظاهر بنفسه. جرّب وشارك المتظاهرين يوم الجمعة القادمة تظاهراتهم تحت نصب الحرية لترى الجماهير تشكل أسواراً لحمايتك من بطش رفاقك في حزب الدعوة الفاسد ولتبدأ بعدها عملية الإصلاح وأنقاذ الوطن، لن يمنحك التاريخ أكثر من فرصة واحدة وها هي أمامك فأستغلها كي لا تجلس بعدها ملوما محسورا.

ما أغلى الوطن على القلوب الطيّبة المنبت ... "فولتير"



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الدعاة من سرق أموال العراق إذن ؟
- الحسين قيمة .. وليس قيمة*!
- تأريخ البارزانيين على المحك
- يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!
- قراءة في بعض ما جاء في خطبة المرجعية الاخيرة
- حوار في كعبة التحرير
- القبّانچي معمّم يزن دون قبّان
- نتظاهر ضد الفساد فضد من يتظاهر العامري
- خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة
- السيد السيستاني هذه نتائج وقوفكم على مسافة واحدة من الجميع
- وصولكم أيها الاسلاميين الى السلطة هو الذّي دبّر بليل
- إنزلاق المنطقة نحو الحروب بدأ من العراق
- المالكي يُكَذّب الله!!
- هل سرسرية زيونه - ساده من جماعتنه-؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - يد العبادي مغلولة إلى عنقه