أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تأريخ البارزانيين على المحك















المزيد.....

تأريخ البارزانيين على المحك


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 04:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" وبعد أن تغطّت أرض الجبل بأسمنت الحكومة، وطليت جدران البيوت بالأصابع الكيمياوية وأغلقت المداخل بالأبواب، دخل الشيوخ ليدشّنوا بيوتهم الجديدة ...
أم البارزاني هي الوحيدة التي لم تدخل بيتها ... إرتابت بالأسوار والأبواب الحديدية وزجاج النوافذ المشّع ... هاجس: " حذار من بيوت بنيت من طين الحكومة!"
وقد صحّت نبوءة العجوز ... فما كاد البارزانيون يرخون أحزمة العتاد ويتمددون في بيوتهم، حتّى دوّت مدافع السلطة . *

ما جاء أعلاه هو شذرات من نضال عائلة البارزاني طيلة عقود ضد مختلف الأنظمة التي إضطهدت الشعب الكردي من خلال إضطهادها لجماهير شعبنا العراقي بأكمله وخصوصا عهدي البعثيين المجرمين الأول والثاني، ولهذه العائلة مواقف وطنية وقومية عديدة طيلة فترات نضالها تلك، فهل ناضل البارزانيون من أجل قبيلتهم أم من أجل القضية الكردية؟ هذا السؤال يطرح نفسه وبقوة اليوم ونحن نتابع تسارع الأحداث على الساحة الكوردستانية ممّا يهدد بإفشال تجربة شعب قدّم مئات آلاف الشهداء في سبيل تحرره وإنعتاقه من الذلّ والعبودية وعيشه بكرامة وإنسانية.

بعيدا عن طبيعة الصراع السياسي الكوردي الكوردي والذي كان مسلّحا لسنوات طويلة، فإن التظاهرات التي تشهدها المدن الكوردية اليوم هي بالأساس جزء من طبيعة الصراع والحراك الجماهيري في عموم العراق ضد الفساد الذي ينخر بـ " مؤسسات" الدولة ومن ضمنها تلك التي في كوردستان العراق، فما يجري في كوردستان العراق لايمكن فصله مطلقا عمّا يجري في البلد بشكل عام، كون الفساد أصبح عند القوى المتنفذة سواء كانت في بغداد أو أربيل ثقافة تمأسست على مفهومي السرقة والقمع.

إن رفض السيد مسعود البارزاني الإلتزام بالدستور الكوردستاني الذي يحدد رئاسة الإقليم بدورتين دفع الاوضاع السياسية في الإقليم الى مزيد من التعقيد على الرغم من حصوله على " تمديد لمدة سنتين بالاستناد الى القانون رقم 19 لسنة 2013 المعروف بأسم قانون تمديد ولاية رئيس الاقليم في 20 آب 2013 لمرة واحدة غير قابلة للتجديد. وينتهي التمديد في 19 آب 2015 " (1)، وفي نفس الوقت فإن الرفض هذا وبغضّ النظر عن أسبابه وظروفه يدفع بإتجاه سلطة دكتاتورية طالما ما أنتقدته سلطات الإقليم ومنها الحزب الديموقراطي الكوردستاني نفسه من خلال توجيه الإنتقادات المستمرة "عن حق" لجهات سياسية أخرى في المركز. ما يجعل حديثها عن الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة مجرد نكتة تصطدم بوجوه غير ديموقراطية لاتعرف الضحك مطلقا، ما يجعل النكتة هذه أي التداول السلمي للسلطة أمرا بعيدا عن المنال.

على الرغم من مشروعية التظاهرات في مدن وبلدات الأقليم والذين رفعوا شعارات تطالب " بتحسين أوضاع المواطنين وصرف الرواتب والكف عن المصالح الحزبية الضيقة"، وتلك التي جرت بالتزامن مع إجتماع الاحزاب الكوردية الخمس ومطالبتهم إياها بإيجاد حلول سريعة بشأن أزمة رئاسة الإقليم ومعالجة مشاكل المواطنين والمطالبة بالإصلاحات، فإن عمليات الهجوم على مقّرات بعض هذه الأحزاب ستخرج هذه التظاهرات المطلبية عن طابعا السلمي ممّا يمنح القوى الأمنية هامشا أكبرا للتحرك بضرب المتظاهرين بحجّة الدفاع عن الممتلكات العامّة، وهذا ما يجب أن ينتبه اليه المتظاهرون مع أستمرارهم بالتظاهر لحين تحقيق مطالبهم والتي هي مطالب الشعب الكوردي أساسا.

وعودة للسؤال الذي جاء في بداية المقالة حول إن كان نضال البارزانيين هو من أجل قبيلتهم أم الشعب الكوردي، وعودة أيضا للنص الأدبي الذي جاء في مقدمتها، أقف متعجبا لهذا الإصرار من قبل السيد مسعود البارزاني على إختصار تأريخ عائلته النضالية المشّرف من أجل تطلعات الشعب الكوردي وحريته وكرامته، بمنصب رئاسة الاقليم وإن كان مخالفا للدستورالّذي وافق وحزبه عليه. ويزداد تعجبي أكثر من إصراره على أن تكون كل المناصب الأمنية والعسكرية المهمة بيد البارزانيين وليس بيد رفاقه من أعضاء الحزب الديموقراطي الكوردستاني مثلا الّذين خاضوا غمار القتال ضد الحكومات العراقية المتعاقبة حينما كان جميع المسؤولين العسكريين والامنيين البارزانيين اليوم أطفالا أو لم يولدوا حينها حتّى! فهل هناك شك في ولاء رفاق الأمس أم هو أحتكار للسلطة؟

لاينكر أي كوردي أو غيره من المنصفين تاريخ عائلتكم النضالي أيها السيد مسعود البارزاني ولا ما تعرضت له عائلتكم المناضلة وقبيلتكم ومنطقة بارزان من قمع منظّم ودمار مبرمج، ولكننا لانستطيع أن ننكر أيضا إستشهاد خمسة آلاف كوردي بريء ذهبوا ضحية الغازات البعثية السامة في حلبجة الشهيدة، ولا إختفاء 182000 كوردي في عمليات الانفال البعثية سيئة الصيت والسمعة، ولا تدمير خمسة آلاف قرية كوردية وتهجير ساكنيها الى معسكرات أقرب الى معسكرات النازيين في الحرب العالمية الثانية، ولا قوافل الشهداء منذ إندلاع أول ثورة كوردية ليومنا هذا.

ولأنكم لاتستطيعون ولا غيركم من تجاوز كل هذه القوافل المضيئة التي روت بدمائها أرض كوردستان العراق، فأنكم وغيركم لاتستطيعون أعلان الحجرعلى أرحام الكورديات وولادتهنّ لقادة قادرون على اكمال مسير من سبقهم ومنهم أنتم أيها السيد مسعود البارزاني ووالدكم الراحل. ولاأدري هنا أن كان هناك قادة مخضرمين في الاتحاد الوطني الكوردستاني لأسألهم عن سبب رضوخهم ليكون "قوباد الطالباني" نائبا لرئيس وزراء الإقليم، وهل كان "قوباد" مقاتلا في صفوف تنظيماتهم عندما كانت تقاتل منذ أن تأسست سنة 1975 وحتّى تربعّها على عرش حكومة السليمانية؟

السيد مسعود البارزاني إن الشعب الكوردي وقضيته هما أكبر من أي حزب أو قبيلة مهما قدّما من تضحيات، فمن أجل هذا الشعب وتطلعاته أعمل ومعك منافسوك على نزع فتيل الأزمة وأيجاد حلول مقبولة ومنطقية ووفقا للدستور، ولا تجعل نبوءة الام البارزانية أن تكون " فما كاد البارزانيون يرخون أحزمة العتاد ويتمددون في بيوتهم.. حتى توجهوا للإستفادة القصوى من نضالهم بالهيمنة على مقدّرات الشعب الكوردي والأستئثار بكل المناصب المهمة.

من أجل الشعب الكوردي وتجربته فكر أيها السيد البارزاني ومعك كل الاحزاب المتنفذة اكثر من مرّة.


*"أوراق جبلية 7 ، الثقافة الجديدة العدد 175 لسنة 1986 ص 136 ، زهير الجزائري.

1 - تقرير "خلية الازمة" حول موضوع انتهاء مدة تمديد ولاية رئيس الاقليم، صحيفة خندان النسخة الالكترونية ليوم 10/3/2015 .



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!
- قراءة في بعض ما جاء في خطبة المرجعية الاخيرة
- حوار في كعبة التحرير
- القبّانچي معمّم يزن دون قبّان
- نتظاهر ضد الفساد فضد من يتظاهر العامري
- خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة
- السيد السيستاني هذه نتائج وقوفكم على مسافة واحدة من الجميع
- وصولكم أيها الاسلاميين الى السلطة هو الذّي دبّر بليل
- إنزلاق المنطقة نحو الحروب بدأ من العراق
- المالكي يُكَذّب الله!!
- هل سرسرية زيونه - ساده من جماعتنه-؟
- صرخة زينب في كربلاء الأموية
- الحل في أن ترهنوا شعبنا بدل نفطكم أيها السيد زيباري
- متى تبدأ غزوة الأندلس الثانية؟


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تأريخ البارزانيين على المحك