أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه














المزيد.....

معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن إنقلب عبد السلام عارف على رفاقه البعثيين ممّن شاركوه إنقلابه الأسود في الثامن من شباط 1963 بعد أقل من عشرة أشهر على نجاح ذلك الإنقلاب الذي غيّر وجه العراق، ليضعه على أول سكّة ضياع البلد من خلال سلسلة من الحكومات الكارثية التي لم تنتهي لليوم. توقعت الجماهير ولسذاجتها من أنّ عهد السرسرية البعثيين من الذين فعلوا الأفاعيل بأبناء شعبنا قد إنتهت برحيلهم. ولم يدر بخلد البعثيين حينها من أنّهم وبجرائمهم التي يندى لها جبين البشرية قد روّضوا الغالبية العظمى من الشعب بعد أن أدخلوا الى الثقافة الشعبية "مفهوم" من كلمتين لم تكن معروفة عند الغالبية العظمى منه، ولم تكن هاتين الكلمتين وباللهجة المحكّية الّا "آني شعليه".

وقد لعبت "آني شعليه" دورا حاسما في ترسيخ البعث في عهده الثاني سلطته بقوة النار والحديد والتي أوصلت البلد الى ما نحن عليه اليوم من دمار وضياع. ومن خلال "آني شعليه" كان أي بعثي سرسري وخصوصا من أعضاء الأجهزة الأمنية أو ممّن كانوا يرتدون الزيتوني يستطيع التعدّي على من يشاء أو أن يفرض رأيه على من يريد ومتى ما يريد خصوصا على المناوئين لهم سياسيا. إذ حينها كان للزيتوني "هيبة" تمنح من يرتديه القوّة في تدمير المقابل بكلمة واحدة لا غير "سب الريس أو سب الحزب والثورة". وكان هذا البعثي السرسري يحسم أي نقاش سياسي معه بكلمتين قائلا "آني بعثي". فهل رحل السرسرية برحيل البعثيين وهل تراجع شعبنا عن "آني شعليه"؟

لا أظن أنّ "آني شعليه" قد رحلت من ذاكرة الناس أو خفّ بريقها برحيل البعث غير المأسوف عليه بل على العكس فأنها ترسّخت في العقل الجمعي كجزء من الثقافة الشعبية التي ترفض حتّى الدفاع عن مصالحها الحياتية اليومية، ولو أستخدمنا قليلا من القسوة في التعبير فأننا نستطيع القول من أن الغالبية العظمى من الجماهير ولأسباب مختلفة جعلت "آني شعليه" مخّدرا تتناوله الى جانب مخّدرات أخرى يبثّها الأعلام السلطوي والميليشياوي لِتُقبِر بها بلدها. والّا هل من المعقول أن يقول العاطل عن العمل والجائع والفقير ومن تدخل المياه الثقيلة بيته ومن لا يجد مدارس لأولاده ومن لا يملك حق الدواء، آني شعليه إن خرجت تظاهرة للدفاع عن مصالحه تلك؟ إن كانت "آني شعليه" عهد البعثيين قد تسبّبت بحروب كارثية وحصار قاس ومجاعة، فإن "آني شعليه" عهد الاسلاميين ستضع البلد بتاريخه وثرواته وشعبه ووحدة ترابه على كف عفريت، هذا إذا لم تكن قد وضعته لليوم.

بعد رحيل البعثيين كنّا نتوقع أن عهد السرسرية قد ذهب بلا رجعة، وإذا بالزيتوني يتحول الى عمامة ومنطق البعثي بتهديده الناس بشتم "الريس والحزب والثورة" يتحول بتهديد العمامة للناس بالحديث عن "المرجع" وشتم الدين. وإذا كنّا عهد البعث نموت من اجل مصالح الناس والوطن ونحن شهداء مقاومون ضد سلطة فاشية ، فأننا في عهد العمامة ونحن ندافع عن الوطن ومصالح الناس مهددون بالموت لكن ككفار لأننا بنظر العمامة نعادي "الدين"! هكذا بكل بساطة عاد البعث من جديد ولكن بلبوس جديد ولينطبق على شعبنا المثل البغدادي المعبّر "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي".

بالأمس دخل مراهق لا يجيد لليوم الف باء الدين ولا الف باء السياسة ليهدد رواد شارع المتنبي بلباسه الزيتوني أو عِمّتِه إذ لا فرق على ما يبدو بين الاثنين اليوم، ليقول وبالحرف الواحد "اليوم دوري أنا معمّم أقضي على العلمانيين وعلى كل من يشّوه الإسلام". فهل ما قاله هذا المعمّم - الزيتوني صحيح؟ نعم أن ما جاء به هذا المعمّم السرسري صحيح كون اليوم في ظل منطق الـ "آني شعليه"هو يومه الحالك السواد. ولكي لا يبتعد هذا المعمّم عن نسخته البعثية الأصلية قال وكما رفاقه الزيتونيين (ولأن انا معمّم عندما أدخل "أفوت" لا احد يتكلم عن المرجع) ليعيد لنا التاريخ من جديد مستبدلا "السيد الريس بالمرجع".

شخصيا لا أرى أية مشكلة في ما طرحه هذا المعمّم الزيتوني من أفكار ورؤى بل المشكلة تكون إن تبنى افكارا ورؤى مغايرة لما جاء به. ولكنني ايضاً أرى المشكلة في قوى وشخصيات لازالت تتوقع أن تقوم المؤسسة الدينية وخرّيجيها من أمثال هذا المعّمم بتبني مطالب المتظاهرين في دولة مدنية تعيد رجال الدين الى بيوت الله وتبعدهم عن السياسة.

وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون ... "الإمام علي"


رابط ما جرى من معمّم – زيتوني في شارع المتنبي
https://www.youtube.com/watch?v=sy70kGs5oug



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!
- أيها الدعاة أيها المتحاصصون ... لقد بان معدنكم الردي
- هل ستدعو المرجعية الزوار بالتوجه للخضراء بعد الزيارة؟
- يد العبادي مغلولة إلى عنقه
- أيها الدعاة من سرق أموال العراق إذن ؟
- الحسين قيمة .. وليس قيمة*!
- تأريخ البارزانيين على المحك
- يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!
- قراءة في بعض ما جاء في خطبة المرجعية الاخيرة
- حوار في كعبة التحرير
- القبّانچي معمّم يزن دون قبّان
- نتظاهر ضد الفساد فضد من يتظاهر العامري


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه