أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - القمامة أطهر من البرلمان العراقي














المزيد.....

القمامة أطهر من البرلمان العراقي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أردنا توخي الدقّة فالقمامة هي أطهر من السلطة التنفيذية وكذلك التشريعية بل هي أطهر من الكثير ممّن يدّعون القرب لله والدفاع عن حياض الدين والمذهب، وليس برلمان العطالى والكسالى والمرضى والعاهات التي إبتلانا بها زمن أغبر جاء بهم بغفلة من التاريخ فقط. فمن هذه القمامة تسّد آلاف العوائل البائسة في بلد النفط المنهوب رمقها بعد أن "تتنزه" يوميا في مكبات النفايات وأطفالها، الذين تركوا مقاعد الدراسة لتجمّل هذه النائب "ة" أنفها والاخر عجيزته، للبحث عمّا تستطيع جمعه وبيعه في غياب واضح وكبير لإنسانية الإنسان العراقي الذي سرق المتدينون كرامته.

ساسة وقضاة ورجال دين لا يعرفون الا سرقة الناس وبيع الوطن، ساسة وقضاة ورجال دين لا يعرفون الا العيش في مستنقع الطائفية العفن كعفونتهم، ساسة وقضاة ورجال دين إتفقوا على أمر واحد لاغير وهو أن يجعلوا بلدنا مسخرة. علما أن جميع نتائج سياسات هذه السلطات الثلاث هي المسخرة، وهل هناك مسخرة أكبر من أن يكون العراق عهدهم بلدا لجيوش من الأرامل والأيتام والمعاقين، وهل هناك مسخرة أكبر من تحول البلد الى مقابر جماعية، وهل هناك مسخرة أن تباع نساء العراق في سوق الجواري؟

بدلا من أن يكون الدين الإسلامي عامل وحدة مثلما صدّعوا رؤوسنا به منذ أن قرأنا جزء عم وتبارك وعرفنا أنّ الله أنزل قرآنه على صدر محمد ليجمع شمل الناس به !!!! نراه كان ولا يزال سببا أساسيا في تفتيت نسيجنا المجتمعي، وكان ولا يزال عامل فرقة وقتل على الهوية الطائفية. لقد كان الدين وتاريخه وطريقة تفسير آيات قرآنه ونقل أحاديثه هو السبب الأرأس في قتل الملايين من البشر وخراب مئات المدن وعشرات البلدان. يتحدث لنا رجال الدين والأحزاب التي تأتمر بأمرهم عن الدين وكأنه خلاصنا من مشاكلنا جميعها، ولكننا عندما ندقق النظر ولو لبرهة في هذا الدين نراه أسّ مشاكلنا والطريق الى دمارنا وجوعنا وفقرنا.

الأحزاب التي تهيمن على المشهد السياسي بغالبيتها العظمى تنهل أفكارها من الدين ولأنها غير متفقة حتى في دينها ترى شعبنا يخرج من موت الى موت جديد وكأن الله خلق "1000" عزرائيل وأرسلهم الى العراق ليعملوا على مدار الساعة. وقد كان هذا الدين سببا في تشكيل حكومات وبرلمانات ما بعد الأحتلال لليوم، حكومات وبرلمانات القمامة!! فما من أمر سياسي الا وكان الدين وراءه ليقسمه الى حصّتين حصّة شيعية وأخرى سنّية، وما من أمر مالي وأقتصادي الّا كان الدين وراءه ليقسّمه الى حصّتين شيعية وسنّية .. وهكذا.

لكن أن تصل مهزلة ومسخرة برلمان القمامة في أن يعطّل قانون العطلات الرسمية "كما غيره من القوانين" لنعرف "راسنا من رجلينا" بسبب الدين أيضا فأننا في مشكلة عويصة وفي "حيص بيص" من أمرنا، فبرلمان الفساد فشل في إقرار قانون العطلات الرسمية بسبب ولادة محمد وفق ما جاء به "سليم شوشكه" عضو لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية الذي صرّح للسومرية نيوز قائلا إنّ "خلافات كثيرة بينها خلافاً مذهبياً بين
ممثلي المكونين السني والشيعي في مجلس النواب يؤخر اقرار قانون العطل الرسمية"، موضحاً أن "الخلاف المذهبي يتعلق بولادة النبي محمد (ص) فالسنة يرون ان 12 ربيع الاول هو مولد النبي، فيما يعتبره معظم الشيعة يوم 17 من ربيع الاول".!!!

والآن، هل الدين الإسلامي هو عامل وحدة بين المسلمين؟ وهل هو طوق نجاة شعبنا من الظلم الذي يمرّ به؟ وبأي دين نعتصم بعد أن أصبح التشّيع دينا والتسنّن دينا؟ وأخيرا أليست القمامة بأطهر من برلمان لم يتفق لليوم كما عهد المسلمين منذ 1400 عام تقريبا على مولد نبيهم؟

لا أظن أن بلدا قمامته أطهر من ساسته "شلع قلع" الّا العراق.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ ( ...
- عمّار الحكيم يهدد
- السيستاني يؤكد تصريحات سليماني حول التدخل العسكري الإيراني ب ...
- إذا لم تستحي فكن دعويا
- أين هو الدم بالدم أيها الدعاة ويا عبيد المالكي
- سنشكوكم الى الله أيها القتلة واللصوص !!!!!
- المرجعية تدعو الفاشلين الى التفكير بمستقبل - شعبهم - !!
- هل العراق دولة كي تكون له هيبة؟
- صدگ ما تستحون
- العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟
- آلو .. yes .. چشم * .. أمرك يا طويل العمر
- ثوابت -المحرر- الامريكي ... المحاصصة ثم المحاصصة فالمحاصصة
- هذيان المالكي
- أمنيتان
- من يراهنني؟
- خبز .. حرية .. دولة مدنية
- لا إصلاح الّا بقبر المحاصصة
- تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي
- حتّى أنت يا -نجامينا- !!
- آلا الطالباني توجه قارب الإصلاح نحو مستنقع البرلمان


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - القمامة أطهر من البرلمان العراقي