أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان














المزيد.....

ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت جلسة أستجواب وزير الدفاع العراقي "خالد العبيدي" وما تخللها من كشفه لأسماء مرتبطة بملفّات فساد بمليارات الدولارات عاصفة من ردود الأفعال على الصعيدين الرسمي والشعبي، فعلى الصعيد الرسمي كانت الشكوك هي المهيمنة على تصريحات العبيدي ليس من قبل البرلمانيين والسياسيين الذين وردت أسمائهم في جلسة أستجوابه فقط، بل من كتل سياسية كبيرة توزّعت مواقفها ما بين مؤيد لتلك التصريحات مطالبة بمحاسبة الفاسدين وأخرى أعتبرتها هجوما على مكوّن بذاته!!.

قد يكون ذكر أسماء الفاسدين سابقة لم تحدث في الحياة السياسية العراقية منذ الأحتلال لليوم الا ان ذلك لا يعني مطلقا عدم معرفتنا كمواطنين عراقيين بحجم الفساد والضالعين فيه، وما يميز السيد "العبيدي" أو أي مسؤول آخر في الدولة والبرلمان عنّا هو أنّهم يمتلكون وثائق وأدلّة أو بإمكانهم الوصول الى وثائق وأدلّة تثبت حجم الفساد والمتعاملين به وبالأرقام. فهل ما جاء السيد العبيدي هو صحوة ضمير، أم مناكفة سياسية لا تلبث أن تهدأ بعد تسوية الأمور بشكل ودّي في الغرف المغلقة؟ وإن كانت تصريحاته النارية هذه صحوة ضمير فلماذا تأخر في أعلانها طويلا، إذ من غير المعقول أنّ هذه المعلومات قد توفرت لديه خلال ساعات أو أيام أو أسابيع أو حتّى أشهر.

لقد تعودنا خلال السنوات الماضية على عدم جدّية جلسات الأستجواب أو التهرب منها تحت مختلف الذرائع وأهم هذه الذرائع هي "وجود دوفع سياسية ورائها"!! ومن أمثال هذه الحالات هي مسألة أستجواب القيادي في حزب الدعوة الحاكم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وقتها السيد "علي الاديب" الذي رفض وحزبه وكتلته حضوره للبرلمان، وكذلك فشل البرلمان بأستجواب نائب رئيس الجمهورية حينها "نوري المالكي" حول سقوط الموصل، تلك التي صرح فيها المالكي قائلا "لو كشفت عن ملفات الفساد التي لديّ سوف تنقلب الدنيا و تصير بوكسات بالبرلمان"، ومن خلال "خوفه" على "العملية السياسية" قال حينها "خوفي على العملية السياسية هو من يمنعني لكشف المفسدين وأظهار ملفاتهم في الأعلام". كما فشلت حالات أستجواب عديدة لمسؤولين آخرين بالدولة تحت بند "دوافع سياسية"، التي أصبحت سيفا بيد المسؤولين يشهرونه بوجه كل من يطالب بمحاربة الفساد.

أنّ تجربتنا المرّة مع أحزاب المحاصصة منذ الأحتلال لليوم تشير الى أمرين أثنين ، أولهما : أن تصريحات السيد العبيدي ليست سوى زوبعة في فنجان وسيتم أحتواء تداعياتها في جلسات خاصّة قريبا جدا كون الفرقاء يمتلكون أدلة دامغة ضد بعضهم البعض وهم ليسوا بصدد سياسة "كسر عظم" لأن مشوار سرقة ونهب المال العام لا زال طويلا، والأمر الثاني هو سذاجة الجماهير التي تعتقد أنّ تصريحات العبيدي في البرلمان وبهذه الجرأة ستضع حدّا للصوصية وفساد الطغمة الحاكمة. هذه الجماهير التي لا ترى اليوم سوى الفساد في وزارة الدفاع متناسية لأسباب طائفية فساد الوزارات الاخرى ومؤسسة البرلمان برمتها تلك التي وصفتها "الديلي ميل" البريطانية من انها "البرلمان العراقي - أفسد مؤسسة في التاريخ".

إن كانت جماهير شعبنا تبحث عن محاسبة الفاسدين من خلال البرلمان فأنها نائمة في العسل، وإن كانت هناك قوى سياسية لازالت تؤمن بأمكانية إصلاح الخراب الكبير في البلد عن طريق قوى المحاصصة أو "الشرفاء والوطنيين منهم" أو أنّها لا زالت تؤمن بوجود عملية سياسية أصلا، فأن العسل الذي تنام فيه هذه القوى هو "أكسترا عسل".

فكاهة : يقال أنّ السواديين حينما يريدون شراء حذاء، فأنهم يفضلون القديم على الجديد ولسان حالهم يقول ، أنّ المستعمل " طالع غشّه "، أي أنّه أستعمل وثبتت متانته وقوّته. وأنا ارى هنا أنّ البرلمان العراقي ثبتت متانته وقوّته ضد كل أشكال النزاهة والوطنية، لذا نراه فاسدا وخائنا بأمتياز و "طلع غشّه" .



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران تذلّ شعبنا وتهين وطننا
- الله أكبر
- هل سيفعلها السيستاني؟
- الى رائحة الشواء في كرّادة الشهداء
- القمامة أطهر من البرلمان العراقي
- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ ( ...
- عمّار الحكيم يهدد
- السيستاني يؤكد تصريحات سليماني حول التدخل العسكري الإيراني ب ...
- إذا لم تستحي فكن دعويا
- أين هو الدم بالدم أيها الدعاة ويا عبيد المالكي
- سنشكوكم الى الله أيها القتلة واللصوص !!!!!
- المرجعية تدعو الفاشلين الى التفكير بمستقبل - شعبهم - !!
- هل العراق دولة كي تكون له هيبة؟
- صدگ ما تستحون
- العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟
- آلو .. yes .. چشم * .. أمرك يا طويل العمر
- ثوابت -المحرر- الامريكي ... المحاصصة ثم المحاصصة فالمحاصصة
- هذيان المالكي
- أمنيتان
- من يراهنني؟


المزيد.....




- رسالة مصرية إلى أمريكا حول التدخل الإسرائيلي في سوريا
- توافق على خارطة طريق لحل الأزمة بين الدروز والحكومة السورية ...
- بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزة
- مطالب بوقف التمويل الحكومي لحزب -البديل- بعد تصنيفه -يمينيا ...
- مصر.. قرار من النيابة في اتهام البلوغر -رورو البلد- بنشر الف ...
- اقتحامات وتهجير وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في جنين وطول ...
- بيسكوف يحدد هدف وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا بمناسبة ي ...
- ماسك يصف استبعاد القوى اليمينية من الانتخابات في دول أخرى با ...
- منظومات -Pantsir-S- تحمي سماء روسيا
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مربع تمركز للقوات الأوكرانية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان