فوز ترامب والدول غير المستقلة

عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتخاب ترامب ودولنا غير المستقلة
يتعجل البعض قبل التصويت وبعده بإطلاق الإحكام المسبقة، مرة المتشائمة وأخرى الفرحه، بان المرشح القادم سوف يغيير معالم السياسة الأمريكية، وتتحول الولايات المتحدة الأمريكية من داعم لإسرائيل إلى داعم لإيران أو الدول العربية!!!.
توقع الكثير من المحللين السياسيين، وأصحاب الرأي ومراكز الاستطلاعات، بفوز هلري كلنتن ، لكن أظهرت النتائج عكس التوقعات، فالمزاج الشعبي دائما يغير الأمور في اللحظات الأخيرة، شارل ديغول محبوب الفرنسيين ، تحول الى شخص غير مرغوب فيه بعد فترة ، موسليني أيده الشعب الايطالي وهو نفس الشعب من طالب بإعدامه ، والتجارب كثيرة وجميعنا نتذكر مرسي عندما انتخبه الشعب المصري ولكن بعد ذلك رفضه.
نحن في الشرق الأوسط عموما والعرب خصوصا، ننظر لشخص الرئيس، ولا ننظر إلى الولايات المتحدة كدولة مؤسسات، وان الرئيس مجرد منفذ للسياسات، وستبقى الكثير من المواقف والتصريحات السابقة مجرد كلام، وان الرئيس يقرر وفق مصلحة بلاده، والقيم والمبادئ والقيم تأتي لاحقا، لكن الغريب في الانتخابات الأمريكية لايوجد مشكك بنزاهة الانتخابات كما عندنا، والخاسر يهني الفائز والجميع يتفق لخدمة البلد ، فمصلحة البلد فوق كل اعتبار.
خلال شهرين سوف يجلس الرئيس في البيت الأبيض، وينظر للمشاكل العالمية، وان اغلب مشاكل العالم موجودة في الشرق الأوسط، فبعض الدول تعاني من حروب ، كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، تتطلع لمساعدتها للخلاص من تلك الحروب خصوصا وان الولايات المتحدة في اغلبها احد أطرافها، فهي تحمي دول تابعة غير مستقلة ربطت بقائها ودوام ملكها بالولايات المتحدة ، كدول الخليج التي امتعضت كثيرا من سياسة اوباما المهادنة ، وتصريحات ترامب الهجومية اقلقتها، فكانت تمني النفس بفوز كلنتن التي اتهمهم البعض بدفع المليارات لحملتها الانتخابية، فالكل يأمل نفسه بالحصول على ما يريد، ولكن السياسة الأمريكية هي هي لا تتغير تقرر ما تريد، وهي تتحرك وفق مصالحها، ولكن دولنا غير المستقلة التي تبني أحلامها على فوز الآخرين أو خسرانهم ، والدليل الأسواق التي انخفضت وارتفعت بعد فوز ترامب، فالطلب من غير الله مذلة فهل تسمع وتتعض الدول غير المستقلة.

#عدنان_جواد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل