أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساكري البشير - رسالة في الأدب..إلى أحلام مستغانمي!














المزيد.....

رسالة في الأدب..إلى أحلام مستغانمي!


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 5338 - 2016 / 11 / 9 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


هل نتحدث عن الأدب والفن ورسالته بصفة عامة أم عن أدب الجنس - السكس - والسخط لأحلام مستغانمي؟
إن كان الأول، فقد أفاض فيه من قبلنا مثل توفيق الحكيم ومصطفى صادق الرافعي والعقاد وغيرهم الكثير، وإن كان الثاني فنحن أمام مجال محصور، وفن فاسد لا يرقى حتى أن يسمى أدبا، خصوصا إذا تم مقارنته بالبيئة التي نحن فيها.
إن واقعنا الأدبي اليوم أصبح بعيدا عن الهوية الاصلية التي نحتمي من خلالها من عواصف الغزو الثقافي الغربي، فإختلط فيه الأدب المنحط من الراقي، ولم يعد الشباب اليوم يميز بين مدن الملح وعابر سرير أو مدن الملح و الأسود يليق بك..
يجب علينا إعادة بعث المفهوم الرفيع للأدب، وتمييزه عما هو فاسد، لأن الفن لا يكون فنا إذا لم يكن غرضه خدمة الإنسانية...
إذا رجعنا قليلا بالزمن إلى الوراء، لرصدنا مفهوم الأدب بصفة عامة، ولوجدنا أنها من أدب الإنسان، فتكون رسالة الأدب رسالة الإنسان، ويحدد في الحال رسالة الأدب ويجعلها مسألة إنسانية محضة.
يقول إبراهيم ناجي في مؤلفه - رسالة الحياة - : " إذا رجعنا إلى هذه الكلمة – الأدب - في الإسلام وجدناها ترد بمعنيين: الأول بمعنى التهذيب (أدبني ربي فأحسن تأديبي )، والثاني بمعنى الدعوة ( هذا القرآن مأدبة الناس في الأرض)، والأصح أن هذه الدعوة، دعوة الناس إلى التلاقي، إما على مأدبة الطعام، وإما إلى غرض خلقي نبيل"
والروايات صنف أو فرع من الأدب، يغمره الخيال، فيصور لنا ذلك الجبل الجامد إلى جبل فيه روح تئن حين تتألم وتبتسم حين تسعد، ويصف لنا كيف تتكلم الطبيعة، وكيف يصرخ العصفور، وكيف تترنح القلوب، وذلك لا يكون إلا عن طريق العاطفة..
والعاطفة هي الوقود الذي يغمر العمل بالضوء، فهي الإشراق المنبعث من الضوء، أما الفكرة فهي عمل العقل أو الصنعة، وأما الحركة والخيال فهما صفتان من صفات الحياة، ومنها يمكن أن يعرَّفَ الأدب بأنه: " التصوير الخيالي لحقائق الحياة"، أو المحاكاة الخيالية لحقائق الحياة".
ولكن للأسف..
لو بحثنا عن الروايات الأكثر شهرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لرصدنا عددا هائلا من الروايات الأكثر جنسية، والأكثر إثارة، والأكثر تشويقا لتلك الساقين العاريتين، والهمسات الغريزية..
وهذه الظاهرة ظاهرة عالمية، بل هي من سمات هذا العصر المادي الميكانيكي الذي تحول فيه الأدب والفن إلى أدوات للقتل الجماعي بدلا من أن يكون أسلوبا للرقي بالإنسان نحو أفق جديدة، إنه نوع من القتل الجميل الرائع، تخنق فيه العقول بجبال من حرير، وتخنق الخيالات بالعطور الفواحة.. وتخاط فيه الشفاه بتلك القُبُلات الساحرة..
وكلما زادت مقاومة القارئ لهذا الأفيون زاد الروائيون من المساحة العارية المسموح بها من صدر بطلة الرواية ومن ساقيها، وسكبوا كمية من الدم أكثر في رواياتهم، وكمية من البترول المشتعل أكثر على أعصاب الناس..
ونظرا لذلك الجمال الفاتن وتلك الخُطى الساحرة لبطلة الرواية، نجد في شوارعنا أن كل فتاة تُحب أن يقال إنها حلوة وساحرة وفاتنة مثل تلك الرواية ، وملكة جمال، لنقع مرة أخرى في سؤال جديد وهو: ما الجمال؟
هل الجمال هو البودرة المصبغة على الوجه والأحمر على الشفاه والكريم على الجبين والكحل على العين، وتنقية الحاجبين؟
هل هو لون الشعر، طول الشعر، وشكل التسريحة، ومقاس الصدر ومحيط الوسط، وخرطة الرجلين، وإستدارة الردفين؟
هل الجمال فستان قصير عاري وحقيبة يد عليها رسومات مثيرة ومنظار حجمه نصف الوجه؟
للأسف! إن الفتيات اليوم اللاتي يقرأن مثل ذلك الأدب الرخيس يخيل إليها أنه ذلك هو الجمال..
كل تفكير المرأة اليوم في شكلها ... في مقاساتها الخارجية..في اللون والنقشة التي ترسمها حول العين والحاجب والشفة..
يخيل لها أن الجمال يمكن رسمه على الوجه، ويمكن تفصيله بالتحزيق والتقميط والمكواه والمشط..
لأننا علمناها من ذلك الأدب الذي يسمح لها بأن ترمي ستررتها على يدها وتسير في الشارع شبه عارية..وعلمناها أن الحرية هي حرية التعري، لا حرية التفكير السليم ببناء وتكوين أسرة...
دون أن نقدم لها روايات تكسف لها أن الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية، وحلاوة السجايا، وطهارة الروح..
النفس الفياضة بالرحمة والمودة والحنان والأمومة، هي النفس الجميلة..
النفس العفيفة والعفة درجات..عفة اللسان، وعفة اليد، وعفة القلب، وعفة الخيال..وكلها درجات جمال..
أي قيمة لوجه جميل وطبع قاس خوان مراوغ خبيث.
وأي قيمة لمقاسات الوسط والصدر..والقلب مشحون بالطمع والدناءة..
وأي قيمة للشفاه المرجان واللسان يقطر بالسم والقطران..
وأي قيمة للساق الجميلة خرط المخرطة التي تمتد لك بشلوت .. والذراع الفاتنة التي تمتد لك بقباب..
وأي قيمة لنهد نافر خصصته صاحبته لإرضاع العشاق لا إرضاع الأطفال، وأرداف تتزين للنزوات، وفم فاتن لا ينطق إلا الكذب..
إن الأدب رسالة إنسانية عليك أن تقرأها بعقلك أولا، وأمانة عليك تأديتها بذوق الناقد الحاذق الغيور على مجتمعه والذي يسعى لحل مشاكله بطريقة عاطفية خيالية وليس بذوق العاشق الذي يتخفى خلف اللغة المبهرجة والمفرغة من روحها الأدبي الرفيع..
إن مسؤولية الروائي حين يريد أن يخرج عن المعتاد، ويتمرد على هذا الإتفاق، من أجل ملئ وقت الناس، فعلى الأقل يجب أن يكون هذا في محاولة شريفة لإحياء وقت الناس بما يثقفهم ويعلمهم في البحث عن الحق، وإضاءة جوانب من الحياة كانت غامضة، لا أن يزيد عن التسلية إشراك الناس فيما يقتل وعيهم، بل يجب إعادة كل شخص إلى نفسه وقد ازداد ثراءاً ووعيا لا سلبه من نفسه وسرقته من حياته، ورفع شعارات الحرية لتفسح الروح الإنسانية عن مكنونها.



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب على الإنسان أم حرب على الله؟
- مشردة على الرصيف العام
- رواية القلم الضال (7)...الأحلام ..نور من المستقبل!
- رواية القلم الضال (6)...يا صاح.. كن أنت المعجزة!
- رواية القلم الضال (5)...لن تدرك السلام دون حرب!
- رواية القلم الضال (4)...العاصفة حكمة لم نتعلم معناها بعد!
- رواية القلم الضال (3)...حوار مع الذات
- رواية القلم الضال (1)
- رواية القلم الضال (2)
- الدين والإيديولوجيا عند شريعتي: رؤية عبد الجبار الرفاعي
- لحظة ألم!!!
- أيُّ الذوات تخلصنا من القيود التقليدية: ذات - الأنا- أم ذات ...
- عذرا...يا مسلمين!!
- القَانُون يُقَاتِلُ القَانُون والإنسانية تموت!!
- ماذا تحتاج حضارتنا: الهدم أم البناء!!
- حرب الأفكار: السبيل لبناء واقعنا
- متى ننشغل بقضايانا!!!
- كيف تقضي القوى المضادة على الأفكار؟
- بمناسبة عيد حبهم: قصة فالنتاين!!
- المثقف والمفكر...غموض المفهوم (2)


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساكري البشير - رسالة في الأدب..إلى أحلام مستغانمي!